عودة النور لبسمة وأسماء
أسوان ـ من موفق أبوالنيل
نور العيون ونعمة البصر من أفضل النعم التي أنعم الله بها علي الانسان.. بسمة وأسماء فتاتان في عمر الزهور عاشتا سنواتهما الأخيرة في ظلام دامس حتي جاء الأمل.
بسمة15 سنة واسماء20 سنة منذ5 سنوات بدأت رحلتها مع الظلام والظلمة, وبدأت رحلة أهلهما مع الأطباء في اسوان وكوم أمبو والقاهرة الذين أكدوا لهم ان كف البصر قادم لا محالة ولا يوجد حل إلا إجراء عملية ترقيع القرنية وهي عملية مكلفة اذا توفرت القرنية المناسبة, ونظرا لأن أسر الفتاتين رقيقا الحال ولا تستطيعان أن توفرا مبلغا يزيد علي20 ألف جنيه لكل منهما استسلمو وتركو الأمر لله وبدأت رحلة فقد البصر تدريجيا وتقول بسمة أصبحت أقرأ بصعوبة لأني لم أكن أري الحروف وقررت ترك المدرسة توقعا لما هو أسوأ.
> أما أسماء فتقول تحركاتي داخل المنزل وقضاء احتياجاتي كانت تتم بمساعدة أحد أفراد الأسرة وأصبحت سجينة داخل منزلنا وجاء الفرج عندما سمعنا ان قافلة طبية من فرنسا ستزور أسوان وتجري جراحات ترقيع القرنية تمسكنا بالأمل وتوجهنا إلي مستشفي الرمد باسوان الذي أعلن ان الأطباء الفرنسيين سوف يجرون عمليتين فقط واحضروا معهم قرنيات جديدة.
وتقول الدكتورة ناهد الحديدي مدير مستشفي الرمد بأسوان شكلنا لجنة طبية لاختيار أصعب الحالات لاجراء العملية, وكلما كان سن المريض أصغر كانت نسبة نجاح العملية أكبر, وكان التركيز علي الحالة الاجتماعية للمريض وفضلنا الفقراء وكان الفيصل هو سلامة عصب العين, وتم اختيار بسمة واسماء من بين عشرات المرضي الذين يحتاجون إلي استبدال القرنية التي قام بها البروفيسير جان لوس, والبروفيسير كريستوف أرسو وهما من أساتذة العيون بجامعة باريس.
دكتور محمد أحمد سادة أستاذ طب العيون للأطفال بجامعة القاهرة يقول لقد احضر الأساتذة الفرنسيون القرنيات الجديدة معهم, وأجروا عمليات ترقيع قرنية لأطفال من اسوان والمنصورة والقاهرة, وقاموا بالكشف علي200 مريض وتم صرف الدواء لهم وقد نجحت عمليات القرنية الستة التي قام بها أطباء فرنسا, وذلك في إطار الاحتفال باليوم العالمي لمكافحة العمي والحفاظ علي الابصار.
المفضلات