جددت مصر الاثنين شكوكها بإمكانية تقويض عمل المحكمة الدولية الخاصة باغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري، التي يواجه عملها رفضا من قبل بعض الأطراف اللبنانية بسبب ما يسمى شهود الزور.
جاء تأكيد الموقف المصري بعد ساعات من زيارة عاجلة قام بها رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري إلى القاهرة واجتماعه مع الرئيس حسني مبارك ووزير الخارجية أحمد أبو الغيط.
وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية حسام زكي إن مصر موقفها واضح في هذا الشأن ولم يطرأ عليه تغيير، وهى تؤيد عمل المحكمة وتدعو الجميع لذلك أيضا.
وأضاف أن الحالة ناجمة عن مساعي البعض محليا وإقليميا لتجميد مسار المحكمة الدولية، بل وتطويع إرادة قطاع من اللبنانيين للتماشي مع ذلك، وهو أمر تراه مصر صعب الحدوث.
ويأتي تجديد الموقف المصري وسط توترات في لبنان بشأن احتمال أن توجه المحكمة تهما لعناصر من حزب الله اللبناني بالمشاركة في عملية اغتيال الحريري عام 2005، وهي اتهامات يقول حزب الله ومؤيدوه إنها مبنية على إفادات قدمها شهود زور. كما تأتي قبيل الزيارة المثيرة للجدل التي يقوم بها الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد الأربعاء للبنان.
وقد اجتمع الاثنين وزراء المعارضة اللبنانية برئيس مجلس النواب نبيه بري لبحث موقف موحد يتم اتخاذه في المجلس الوزاري إزاء موضوع الشهود.
وكانت صحف سورية ولبنانية هاجمت الموقف المصري المؤيد للمحكمة الدولية والتي ترفضها كل من دمشق وحلفائها في لبنان.
يأتي ذلك قبل يوم من بحث مجلس الوزراء اللبناني لملف شهود الزور في قضية اغتيال رفيق الحريري.
دائرة التوترات الخطيرة
الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى (الجزيرة)
في السياق نفسه قال الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى إنه ليس لدى الجامعة خطة متكاملة لإخراج لبنان من أزمته السياسية.
لكن موسى أكد، في تصريحات له بالقاهرة، أن الجهود يجب أن تركز على إجراء مشاورات مع الأطراف اللبنانية كافة لتفادي دخول البلاد في ما وصفها بدائرة التوترات الخطيرة.
وكان رئيس اللقاء الديمقراطي اللبناني النائب وليد جنبلاط طالب الأحد رئيس الحكومة سعد الحريري بمعالجة قضية "شهود الزور". ووصف جنبلاط تقرير وزير العدل بالإيجابي، إذ أكد أن اختصاص القضاء اللبناني في موضوع "شهود الزور".
يشار إلى أن الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله قال في وقت سابق إن لديه معلومات بأن قرار الاتهام الظني بشأن اغتيال رفيق الحريري سيوجه اتهامات لأفراد من حزب الله.
ووفقا لنصر الله فإن من يقف خلف "شهود الزور" في قضية اغتيال الحريري هم أخطر من شهود الزور أنفسهم، وتجب محاكمتهم.
المصدر: الجزيرة + وكالات
المفضلات