قطاع غزة يغرق في الظلام وسلطة الطاقة حذرت من تضرر قطاعي المياه والصحة
اوقفت محطة توليد الكهرباء الوحيدة في قطاع غزة مولداتها عن العمل بشكل كامل صباح الجمعة بسبب نفاذ كميات الوقود الصناعي اللازم لتشغيلها والذي يتم ادخاله من احد المعابر الاسرائيلية.
وقال كنعان عبيد نائب رئيس سلطة الطاقة في غزة 'ان محطة توليد الكهرباء اوقفت عملها بشكل كامل بسبب نفاد الوقود'، مشيرا الى ان المولدات الاربعة العاملة في المحطة تم ايقافها.
وذكر ان ازمة الوقود في محطة التوليد راجعة لتقليص الكميات اللازمة لتشغيلها من 2200 كوب الى 750 كوب، موضحا ان هذه الكمية الجديدة 'لا تكفي لتشغيل وحدة واحدة من المحطة'.
يذكر ان محطة توليد الكهرباء تنتج ما قيمته 60 ميغاوات من الكهرباء يوميا، من حجم الطاقة التي يحتاجها السكان والمقدرة بنحو 200 ميغاوات يوميا، حيث تتم الاستعاضة بالكمية الباقية من خلال الكهرباء التي توردها كل من اسرائيل ومصر للقطاع.
واكد عبيد ان توقف المحطة عن العمل سيساهم في وصول نسبة العجز في الكهرباء في محافظات غزة لنحو 50 بالمئة، محملا الحكومة الفلسطينية في الضفة الغربية المسؤولية عن تقليص الوقود اللازم لتشغيل المحطة.
واوضح عبيد ان سلطة الطاقة وشركة الكهرباء سوف تعملان من اجل توزيع كمية الكهرباء القادمة من اسرائيل على المناطق التي تضررت بشكل كامل من توقف عمل المحطة.
ومن المؤكد ان تغرق مساحات كبيرة من قطاع غزة في الظلام مع حلول ساعات الليل بسبب هذا النقص الكبير في التيار الكهربائي.
يشار الى ان ازمة الوقود في قطاع غزة عادت للواجهة قبل اربعة شهور حين اعلن الاتحاد الاوروبي عن وقف برنامجه الذي كان مخصصا لدفع فاتورة الوقود المستخدم في تشغيل المحطة.
ومنذ ذلك الحين اوقفت المحطة مولداتها باستثناء واحد فقط، مما سبب في انقطاع التيار لثماني ساعات يوميا عن السكان، وهو ما ادى الى حدوث ازمة فعلية.
ويتوقع ان يزداد الوقت الذي ينقطع فيه التيار الكهربائي عن قطاع غزة خلال الاشهر القادمة بسبب حلول فصل الصيف الذي يزداد فيه الطلب على استخدام الكهرباء.
وكانت عدة جهات ومؤسسات فلسطينية ناشدت الاتحاد الاوروبي بعودة العمل مجددا في برامج دفع فاتورة الوقود الصناعي.
وحذرت سلطة الطاقة في غزة في تصريح صحافي من آثار ازمة الكهرباء على حياة السكان، وذكرت ان نسبة العجز مرشحة الى ان تصل الى 70بالمئة في حال حدوث اي طارئ او فقدان اي من الخطوط الاسرائيلية المغذية لقطاع غزة.
واكدت ان قطع التيار الكهربائي سيخل باداء الخدمات العامة والمرافق الاساسية لا سيما قطاعي المياه والصحة.
وكان جمال الدردساوي المسؤول في شركة توزيع الكهرباء في غزة اعلن ان ازمة الكهرباء تمر بأسوأ مراحلها نتيجة تراجع كبير في كميات الطاقة المتوفرة لدى الشركة مقابل الطلب على الكهرباء، نتيجة زيادة الاستهلاكيات في بداية فصل الصيف.
يشار الى ان اسرائيل التي تفرض على قطاع غزة حصارا محكما منذ ثلاث سنوات، شنت في صيف العام 2006 هجوما بالصواريخ على محطة التوليد فدمرت محولاتها الاربعة، قبل ان يعاد استيراد اخرى من مصر.
المفضلات