عودي لقلبي واشعلـي أنـوارَهُ
أنتِ التي منْ طرّزتْ أسـرارَهُ
عودي إلى الطفل الرضيع فإنه
يشتاقُ صدْركِ قد ملكتِ قرارَهُ
عودي فؤادي في هواكِ معلّـقٌ
وطيور حبّكِ زيّنـتْ أشجـارَهُ
عودي فإنّ العمْر بعدك مظلـمٌ
والعيش علقم كم كرهتُ مرارَهُ
عودي إلى حضن الغرام لطالما
نثر الهوى في دربِنـا أزهـارَهُ
عودي حبيبـكِ تائـهٌ ومعـذّبٌ
لولاكِ ما سلبَ الجوى أخبـارَهُ
عودي كفاكِ ضلالـة وتمعنـي
أهداكِ قيثـار الصبـا أوتـارَهُ
عودي فأنت مـلاذه يـا جنـةً
أنهار خمرك سيّجـت أسـوارَهُ
عودي بعودتكِ الحياة تعود لـي
فالهجر حول الروح شدّ حصارَهُ
عودي ولا تترددي يا حلوتـي
فقد الحنـانُ مسـاءهُ ونهـارَهُ
عودي فبعدك لا حياة تسرّنـي
والقبرُ زيّنَ بالنـوى أحجـارَهُ
عودي فانت الماء تحيي عاشقاً
سحقَ الجفافُ بقسـوةٍ أنهـارَهُ
عودي إليّ كما عهدتك وارفقي
بمتيّـمٍ سكـنَ الأسـى آبـارَهُ
