100 عام على غياب ( مصطفى كامل ) .. لا معنى للحياة مع اليأس.. ولا معنى لليأس مع الحياة
100 عام على غياب ( مصطفى كامل ) .. لا معنى للحياة مع اليأس.. ولا معنى لليأس مع الحياة!
http://www.alrai.com/img/183500/183263.jpg
رحل من هذه الدنيا في العام 1908 وكان عمره 34 عاماً!!! انه مصطفى كامل السياسي والثائر المصري بطل الصحوة الوطنية والكفاح الشعبي في عهد الاحتلال الانجليزي لمصر.. عاش على ظهر هذه الارض حياة قصيرة!!! لكنها كانت زاخرة.. فقد قضى من عمره 18 عاماً في الكفاح لأجل وطنه وبلاده وشعبه.
ولد مصطفى كامل في القاهرة عام 1874 ودرس في مدارسها حتى تخرج من مدرسة الحقوق الخديوية في نفس السنة لأنها كما كتب في رسالته لأخيه ''مدرسة الكتابة والخطابة ومعرفة حقوق الأمم والافراد''.
ثم انتقل منها الى مدرسة الحقوق الفرنسية، وحصل على شهادة الحقوق من كلية تولوز بفرنسا.. وكان يذهب عادة الى فرنسا في سنوات عديدة لأداء امتحان الحقوق.. وقد استفاد مصطفى كامل من هذه الرحلات والزيارات لفرنسا في خدمة القضية المصرية كثيراً.. ثم كرس حياته للحركة الوطنية بالخطابة وتنظيم المؤتمرات، والكتابة في الصحافة حيث اخذ منذ عودته الى مصر ينشر في الصحف احاديثه ومقالاته مطالباً بجلاء الاحتلال البريطاني عن وطنه مصر، ووجوب الالتفاف حول راية الجهاد ومحاربة اليأس الذي كان مخيماً على البلاد في ذلك الحين.. واخذ مصطفى كامل يعمل على بعث روح المقاومة والحركة الوطنية في نفوس المصريين.
وهكذا بدأت الامة تتطلع اليه كزعيم وطني منذ سنة 1996 وفي تلك السنة قام مصطفى كامل بارسال رسالة الى المستر (جلاستون) على غير تعارف بينهما قائلاً :''ان زمن الجلاء عن مصر قد وافى منذ سنين'' فكان هذا الرد حجة على بريطانيا في اخلافها عهودها بالجلاء وشهادة من الرجل الذي وقع الاحتلال البريطاني في عهد وزارته بأن لا مسوغ لبقاء الاحتلال!!.
واخذ الزعيم الوطني مصطفى كامل والذي كوّن (الحزب الوطني) واختير رئيساً له وبذل كل ما يستطيع من جهوده بالقاء الخطب الوطنية الملتهبة ويحث المصريين على التمسك بحقوقهم في الاستقلال.
ومن مقولاته الخالدة مناداته بـ''''لا معنى للحياة مع اليأس، ولا معنى لليأس مع الحياة'' وقد انشأ في العام 1900 جريدة (اللواء) فكانت مدرسة تبث في المواطنين الوطنية الصادقة.
هذا وقد جاء حادث (دنشواي) بفضاعته ووحشيته والذي قام به الانجليز في قرية دنشواي المصرية المسالمة ضد عدد من اهالي هذه القرية بالاعدام والشنق العلني والسجن المؤبد والجلد لبعضهم وكل ذلك بسبب ان جنوداً انجليزاً كانوا يصطادون الحمام في تلك القرية فمات ضابط بريطاني بسبب ضربة شمس.. فاعتقد الانجليز ان اهالي القرية هم الذين قتلوا هذا الضابط الذي اصطاد الحمام واتلف واصاب الناس بالاضرار في تلك القرية المسكينة!! هذا وما ان سمع مصطفى كامل بهذه الحادثة المأساوية (شنق ''4'' من اهالي دنشواي) حتى ثارت حميته هو وجميع المصريين على هذا الظلم والقصاص غير العادل.. وكان مصطفى كامل وقتها في باريس فأخذ (ورغم نصيحة الاطباء له بالتزام الهدؤ والراحة بسبب صحته المعتلة) يشن حرباً شعواء على الاحتلال وسياسته ، فكتب في جريدة (الفيجارو) الفرنسية الشهيرة مقالة عظيمة مؤثرة بعنوان (الى الأمة الانجليزية والعالم المتمدن) يشهد فيها العام على فظائع الاحتلال وقد كان لتلك المقالة صدى بعيداً في الرأي العام الاوروبي، وتزلزل من بعدها مركز (اللورد كروفر) في مصر وانجلترا حيث قدم استقالته مجبراً بعد ان ظل الحاكم المطلق لمصر مدة (24) عاماً.
ويذهب الزعيم الوطني والسياسي والصحفي البارع مصطفى كامل الى لندن في العام 1906 ليرفع صوت مصر في عاصمة الدولة المحتلة.
وفي العام 1907 ينشئ مصطفى كامل جريدة يومية بالفرنسية، وجريدة يومية بالانجليزية وذلك للدفاع عن قضية مصر المحتلة في العالم الاوروبي وهكذا كان يصدر 3 صحف يومية كلها من اجل الدفاع عن حرية مصر وشعب مصر وارض مصر.
وقد تأثرت صحة مصطفى كامل من الجهود المضنية التي بذلها في مصر وفي الخارج، فألح عليه المرض كثيراً حتى سلم الروح في شباط عام 1908 وهو ما زال في الرابعة والثلاثين من عمره.
وقد قال الشاعر احمد شوقي امير الشعراء في مصطفى كامل شعراً يرثيه ومنه مثلاً: المشرقان عليك ينتحبان
قاصيهما في مأتم والدان.
يا خادم الاسلام أجر مجاهد
في الله من خلد ومن رضوان
هل قام قبلك في المدائن فاتح
غاز بغير مهند وسنان
لفوّك في علم البلاد منكساً
جزع الهلال على فتى الفتيان
والخلق حولك خاشعون كعهدكم
اذ ينصتون لخطبة وبيان
يتساءلون بأي قلب ترتقي
بعد المنابر أم بأي لسان
لو أن اوطاناً تصور هيكلاً
دفنوك بين جوانح الاوطان
وقد استلم زعامة الحزب الوطني من بعد مصطفى كامل وكيل الحزب ونائب مصطفى كامل وهو الزعيم الوطني (محمد فريد) حيث اكمل المشوار مضطلعاً باعباء الكفاح الوطني المصري في ظروف اخرى قاسية
