البنتاغون يؤكد أن زوارق إيرانية سريعة هددت البحرية الأميركية في الخليج
طهران تقلل من أهمية الحادث وتصفه بأنه "عادي"
عواصم - أكد مسؤول في البنتاغون امس الاثنين ان خمسة زوارق ايرانية اقتربت مساء السبت من ثلاث سفن حربية تابعة للبحرية الاميركية في مضيق هرمز الاستراتيجي وهددت بتفجيرها مما دفع البيت الابيض الى اصدار تحذير شديد لايران وذلك قبيل الجولة التي يعتزم الرئيس الاميركي جورج بوش القيام بها في المنطقة.
وافاد المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن هويته ان الزوارق الايرانية وجهت تهديدات بواسطة اللاسلكي للسفن الاميركية تقول "نحن نقترب منكم الان. وسيتم تفجيركم خلال دقائق".
وذكر مسؤول اخر ان الزوارق الايرانية القت صناديق في المياه امام احدى السفن الاميركية، الا انه لم يخرج اي شيء من تلك الصناديق.
ويأتي هذا الحادث في الوقت الذي يستعد بوش لزيارة الشرق الاوسط لدفع عملية السلام بين اسرائيل والفلسطينيين والتأكيد لحلفائه ان واشنطن لا تزال تعتبر ايران تهديدا.
واصدر البيت الابيض امس تهديدا شديدا لايران وحذرها من القيام "بأية اعمال استفزازية".
وقال غوردن جوندرو المتحدث باسم مجلس الامن القومي في بيان صارم "نحث الايرانيين على عدم القيام بأية اعمال استفزازية يمكن ان تؤدي الى حادث خطير في المستقبل".
واكد الناطق باسم وزارة الخارجية الاميركية شون ماكورماك ان بلاده "ستتصدى" لاي اعمال ايرانية تشكل تهديدا للولايات المتحدة او اي من حلفائها، وذلك اثر حادثة مضيق هرمز.
واكد ماكورماك ان تصريحاته هي توضيح للسياسة تجاه طهران وليست تعليقا محددا على الحادث الذي وقع السبت حيث ذكر البنتاغون ان زوارق ايرانية سريعة هددت بنسف بوارج اميركية في مضيق هرمز.
وقال ماكورماك للصحافيين ان "الولايات المتحدة ستتتصدى لأي تصرفات ايرانية تهدف الى الاضرار بنا او باصدقائنا او حلفائنا في المنطقة. وهذا الموقف يحظى بتأييد واسع في المنطقة".
وذكر مسؤولون في البنتاغون طلبوا عدم الكشف عن هويتهم انه لم يتم اطلاق النار خلال الحادث الذي وقع السبت في المياه الدولية اثناء مرور السفن الاميركية الثلاث في مضيق هرمز السبت.
وقال المسؤول ان "خمسة زوارق ايرانية سريعة اقتربت من البوارج الاميركية اثناء مرورها في المياه الدولية".
واكد ان الزوارق اقتربت لمسافة مئات الامتار من البوارج الاميركية.
وذكرت محطة "السي ان ان" التي كانت اول محطة تنقل الخبر انه يعتقد ان الزوارق الايرانية تابعة للحرس الثوري الايراني.
ولم يحدد المسؤولون نوع القطع البحرية الاميركية التي تعرضت للحادث، الا ان احد المسؤولين قال ان احداها مدمرة.
ويعتبر مضيق هرمز ممرا مهما لامدادات الطاقة العالمية. وباستثناء السعودية التي تصدر نفطها عبر البحر الاحمر، فإن كافة صادرات نفط دول الخليج التي تشكل نحو 20 الى 25 بالمئة من النفط الخام العالمي، تمر من خلال مضيق هرمز.
وفي 23 اذار(مارس) 2007 احتجزت ايران 15 من البحارة والمارينز البريطانيين في مياه الخليج لمدة اسبوعين بزعم انهم دخلوا المياه الاقليمية الايرانية.
وقالت بريطانيا حينئذ ان البحارة والمارينز كانوا يقومون بدورية لمكافحة التهريب في المياه العراقية بموجب تفويض من الامم المتحدة. واطلقت طهران سراح المحتجزين في الرابع من نيسان(ابريل).
من جهته، اكد المتحدث باسم الخارجية الايرانية امس وقوع حادث بين زوارق ايرانية وبوارج اميركية في مضيق هرمز لكنه قلل من شأنه ووصفه بأنه "حدث عادي" حسب وكالة الانباء الايرانية الرسمية (ايرنا).
وقال محمد علي حسيني المتحدث باسم الخارجية الايرانية "هذا حدث عادي يقع بين الحين والاخر بين الجانبين".
واضاف انه عند وقوع مثل هذه الحوادث "يتم حل المسألة بعد ان يتعرف كل طرف على الاخر".
الى ذلك، اعلن رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت امس ان اسرائيل ترى في زيارة الرئيس الاميركي جورج بوش المرتقبة الى القدس دعما اميركيا لها في مواجهة ايران.
وقال اولمرت في الكنيست ان "هذه الزيارة لها من دون ادنى شك قيمة اعلان سياسي. ولها مدلول خاص بالنسبة للقضايا المرتبطة بجهود المجتمع الدولي وبعملنا نحن والولايات المتحدة معا لمنع ايران من ان تصبح قوة ذات قدرات (عسكرية) غير تقليدية".
على صعيد آخر، اعلنت متحدثة باسم الوكالة الدولية للطاقة الذرية امس ان المدير العام للوكالة محمد البرادعي سيتوجه الى طهران اواخر الاسبوع في مسعى لاستيضاح بعض النقاط الغامضة حول البرنامج النووي الايراني.
وقالت المتحدثة ميليسا فليمينغ "ان المدير العام سيتوجه الى طهران في 11 و12 كانون الثاني/يناير بدعوة من جمهورية ايران الاسلامية".
واضافت "ان البرادعي سيلتقي خلال زيارته عددا من الشخصيات رفيعة المستوى. ويأمل ان تتيح زيارته تطوير طرق وسبل تحسين وتسريع تنفيذ تدابير الوقاية في ايران، بغية حل جميع المسائل العالقة".
