*** الهاشميون مواقف وانجازات ........ !!! ***
*** الهاشميون مواقف وانجازات ........ !!! ***
''الهاشميون مواقف وانجازات'' عنوان كتاب جديد للأستاذ الدكتور محمد عبده حتاملة، أستاذ التاريخ في الجامعة الأردنية، صدر عن مطابع مؤسسة الرأي الأردنية. والذي احتوى بين دفتيه وصفحاته التي تربو على 536 صفحة، تحليلا منهجيا للحقب التاريخية التي مر بها الأردن، الأرض والإنسان، منذ نشأت الحضارات وقام الإنسان بإعمار الأرض وحتى عهد الملك عبد الله الثاني ابن الحسين، مرورا بتأسيس إمارة شرق الأردن.
لقد قام الأستاذ الحتاملة بسبر غور تاريخ الأردن منذ فجر التاريخ، محللاً بإسهاب البعد التاريخي والحضاري للأردن، وكيف أن وجوده كوطن لم يكن هامشياً، وليس كحلقة وصل فقط بين الحضارات، وإنما كان يشكل مركزاً لهذه الحضارات، بدأ من العصور القديمة كالعصر الحجري (8000-4000 ق.م) والعصر الكالكوليثي (4500-3300 ق. م)، والعصر البرونزي (3300-1200 ق.م)، والعصر الحديدي الأول (1200-918 ق. م)، والعصر الحديدي الثاني (918-332 ق. م). مروراً بالمؤابيين، الذين كانت عاصمتهم ربة مؤاب- الربة، والادوميون -الذين كانت عاصمتهم بصيرة، والعمونيون وعاصمتهم ربة عمون، والذين استمرت حضارتهم حتى القرن السادس قبل الميلاد. كما أصبح الأردن فيما بعد مركزا رئيسيا للحضارة العربية التي بناها وعززها العرب الأنباط وعاصمتهم البتراء. كما كان الأردن أهم المراكز الثقافية لكل من الحضارات اليونانية والرومانية (63ق.م-324م)، والإمبراطورية الرومانية الشرقية -البيزنطية (324-640م). وقد ذكر الأستاذ الحتاملة بأن سبع مدن من أهم عشر مدن رومانية هي مدن أردنية وهي أم قيس (جدارا)، وطبقة فحل (بيلا)، وجرش (جراسا) واربد (ارابيلا)، وعمان (فيلادلفيا)، وبيت رأس (كابتيولياس)، وقلعة الحصن (هيبو). وهذا يعني بان الأردن منذ فجر التاريخ وحتى عهد الملك عبد الله الثاني ابن الحسين، وكما اثبت الأستاذ الحتاملة، كان محط أنظار الحضارات المختلفة والقيم والثقافات المتعاقبة، ومركزا مهما للتواصل الحضاري والتأثير السياسي والثقافي والعسكري وليس وطناً طارئاً.
كما حاول الأستاذ الحتاملة، بقلم الباحث المستنير والمؤرخ الحيادي، وبصر الباحث المسؤول وبصيرته، أن يحلل المراحل التاريخية التي تعاقبت على الأردن، منذ العصر الإسلامي وحتى عصرنا الحاضر. فقد كان الأردن ارض الحشد والرباط للفتوحات الإسلامية، سواء في مؤتة واليرموك أو شمال إفريقيا والأندلس. حتى أن فيلق ''جند الأردن'' في الأندلس كان من بين الفيالق المجاهدة لإعلاء كلمة الله والحفاظ على وحدة الدولة العربية الإسلامية في الأندلس. كما عرض الأستاذ الحتاملة وبتصرف الأكاديمي، الدور السياسي للأردن بدء بالتحكيم بين معاوية وعلي في اذرح، إلى تبني الأردنيين لمبادئ الثورة العربية الكبرى ونهضتها القومية. حيث شكل الأردنيون المادة الأساسية للثورة العربية الكبرى ومبادئها السامية في وحدة الأمة وتحررها وحياتها الأفضل. كما كان للأردن والأردنيين الدور المركزي الأول في رفد عطاء الهاشميين الذين استطاعوا تخليص الأردن من تبعات وعد بلفور 1917المشؤوم، حتى أصبح الأردن مركزا مهما للفكر القومي الوحدوي المستنير من اجل خدمة هذه ألامه والدفاع عن مقدساتها.
ثم قام الأستاذ الحتاملة بتجسيد وتوثيق تاريخ العائلة الهاشمية في الأردن، بدءاً من مرحلة قائد الثورة العربية الكبرى المرحوم الشريف الحسين بن علي، وعهد الملك المؤسس المرحوم ''عبد الله الأول ابن الحسين''، وعهد الملك المشرع ''طلال بن عبد الله'' رحمه الله، مرورا بعهد الملك الباني '' الحسين بن طلال'' رحمه الله، إلى أن وصل إلى مرحلة الملك المعزز ''عبد الله الثاني ابن الحسين'' أطال الله في عمره واعز ملكه. ثم حلل الأستاذ الحتاملة أدوارهم السياسية في تاريخ الأردن وألامه العربية.
إن الجهد الذي قام به الأستاذ الدكتور محمد عبده حتامله، لإزالة اللثام عن التاريخ المشرق والمشرف للأردن والهاشميين، يستحق الشكر والثناء، حيث وضع هذا الكتاب- الوثيقة، وبالوثائق، أمام القارئ الأردني والعربي والمسلم ليحكم على دور الأردنيين والهاشميين في رفع راية الأمة والدفاع عن وجودها.
اعتقد بان هذا الكتاب يستحق منا الدراسة بشيء من التمحيص والدقة، ونشر الحقائق التي أوردها الأستاذ الحتاملة للرد على كل المشككين بتاريخ هذا الوطن وقيادته، فالشكر الموصول للأستاذ الحتاملة الذي يضع هذا المخطوط المهم بين يدي الطالب والأستاذ والباحث والمؤرخ والمهتم في تاريخ الأردن والهاشميين الأمة العربية.
المصدر
جريدة الراي الأردنية
د. سحر المجالي
