( الايتيكيت ) مفتاح الشخصية
( الايتيكيت ) مفتاح الشخصية
http://www.alrai.com/img/176500/176539.jpg
- بدوافع من رجولة تأبى أن تقف المرأة في وسائط النقل فيما الرجال جالسون ..كان يبادر البعض للتخلي وبطيب خاطر عن مقاعدهم لسيدات بمختلف الاعمار،لفتة نفتقدها كثيرا هذه الايام ،، وان راج في المقابل نمط من الايتيكيت منح الاولوية للمرأة في بعض المواقف ، واصبح من المألوف ان يتراجع الرجل قليلا الى الوراء ويقول عبر ابتسامة ليس لها معنى ladies first اوالسيدات..اولا !!
ليدز فيرست ..حكاية اقرب الى الدراما ، تعود في جذورها الى القرن الثامن عشر ، حيث رفضت اسرة رومانية ثرية زواج ابنها من فتاة فقيرة ، وبعد ان يئس العاشقان ، قررا وضع حد لحياتهما ، ، ليبادرالشاب بالقاء نفسه من قمة جبل عالية ، وبعد ان رأته المحبوبة صريعا امامها توانت عن قرارها وعادت ادراجها الى اسرتها ، لتتزوج رجلا اخر فيما اصبح الحبيب ذكرى أليمة ، ،مما استفز مشاعر كثيرين ، فطالبوا بأن تتقدم المرأة على الرجل، في اشارة لمصير او موقف لايؤحذ بحسن نية دائما..!!
،، الايتيكيت ،ليس حالة طارئة،..الذوق، الخلق ، الاحترام ، التواضع والكبرياء.و العلاقات التي تربط بين الناس ..احترام الصغير للكبير، عطف الاكبر على الاصغر، ،حماية المراة وصونها، مودة الجار، ان تطرق الباب قبل ان تدخل، ان تستأذن قبل ان تبادر احدا بالسؤال او تطلب منه شيئا ما، ان لا تتحدث بصوت عال او همس مثير للشكوك ، ان لا تتصدر الجلسة الا اذا سمح لك بذلك ..ان وان ..صورمختلفة تميز بها المجتمع العربي ،منذ قرون خلت ، وفي قوله تعالي انك لعلى خلق عظيم تأكيد على الاداب التي حث عليها الاسلام .
فـ الايتيكيت كمفهوم ، ابعد من كونه طريقة تناول للطعام تبتعد عن التقليدية وتعتمد الشوكة والسكين التي كثيرا ما اوقعت كثيرين بحرج بالغ، فقد اصبح من العلوم الحديثة التي تحظى باهتمام بالغ ، تقاس بها معايير التقدم والرقي عند الشعوب والامم ، ويعبر عن الكثير من المفردات الرسمية و اللباقة والاداب العامة واحترام مشاعر الاخرين والذوق وبساطة التصرف وفنه بخاصة في المواقف المحرجة وغيرها.
يعتقد البعض بان التعامل بالايتيكيت يحقق بعض الطموح في التشبه بالفئة البرجوازية،والتي عرف من خلالها هذا الفن في التعامل ،اذ يرون فيه عالما جديدا يحاولون الولوج من خلاله الى المجتمع المخملي ..غير ان هناك من لايتقن ذلك ،فيختار ان يبقى متفرجا اومقلدا فقط لاننا فضوليون على الحضارة، وهمنا الاساسي هو التقليد الاعمى للقشوربعيدا عن الجوهر،والنماذج عديدة حولنا ،شباب يحرصون على سماع اغاني غربية معظمهم لايعرف ماذا تردد كلماتها وبصوت يتعمدون ان يكون مرتفعا، فقط يريدون تحقيق هذا البروتوكول ،عبرالتشبه بالاخرين ،فيما التعامل الحضاري يجب ان ينبع من الاعماق ، مما يجعل للتنئشة الاسرية الدورالاهم ، اضافة الى المدرسة والجامعة ومؤسسات المجتمع المدني التي تتحمل مسؤولية التزام الجيل باسلوب راق في التعامل بعيدا عن مظاهر خادعة ، كما يقول رئيس قسم الاجتماع بالجامعة الاهليةد.عزمي منصور..
اشبه بالفخ هكذا يرى البعض الايتيكيت يروي طبيب بان رحلته الاولى بالطائرة الى احدى الدول الغربية من اجل الدراسة لايمكن ان تنسى ..فقد اصر صاحب المقعد المجاور له في الطائرة على تناول حبات الزيتون القليلة بالشوكة ، مما احدث موجة من الضحك والانفعال ، بعد ان حطت واحدة منها في طبق من يجلس في المقعد المقابل .واخرى اختارت اسفل احد مقاعد الركاب في الطائرة ..
مفارقة اخرى .يقول (ابراهيم 44عاما..): لم اكترث كثيرا بتلك الاصول المتبعة عند تناول الطعام ،لكن البيض المسلوق جعلني اتنبه كثيرا الى اهمية ان اكون ملما ببعض الايتيكيت .. سافرت ذات يوم لاحد البلدان في دورة تدريبية،.،وعلى مائدة الافطار اوقعتني بيضة مسلوقة وضعت امامي في صحن اسطواني في حيرة شديدة ، مالبثت ان زالت بعد ان شاهدت سيدة تقوم بتقشير النصف العلوي من البيضة ثم تقوم باكلها بملعقة صغيرة.. .فقررت تجنب هذه المجازفة ....
اسلوب التصرف وبخاصة في المواقف المحرجة ، الاهم في موضوع الايتيكيت وهو المفتاح للشخصية ، دراسة للباحثة الين كان اعتبرت من خلالها بان التعبير عن الانفعالات يعكس مكنونات الانسان ، من يغضب لابسط الاسباب فهوعاطفي لايتردد في الافصاح عما يدور بداخله ، اما من يلجأ الى تدوين مشكلته فهو منظم ومثقف يجيد التخطيط جيدا، ومن يعتمد على الهاتف في حل مشاكله ،فهو اجتماعي يحب النتائج السريعة ،،اما من يواجهها بهدوء فهو قوي الارادة قادر على ادارة الازمات وليس من السهل ان يفقد اتزانه بسهولة ، اما فيما يخص الازواج فمن يترك زوجته تتقدمه وتختار هي مكان الجلوس فهو يفضل ان يلقي بتبعات الحياة عليها، اما من يسبقها فهو لن يبالي ان عجزت هي عن اللحاق به ..
الالتزام بالايتيكيت يرفع من رصيد فتى الاحلام لدى الفتيات ، فالغالبية العظمى يهمها ان يكون زوج المستقبل على قدر من الوعي الاجتماعي ، يجيد فن التعامل في البيت والعمل والاماكن العامة ، فقد تجاوزت القضية تناول الطعام بالشوكة والسكين واحتساء الشوربة من احد حواف الملعقة الى سلوك عام يتناسب مع مفردات العصر حتى لا يبقى من يغرد خارج السرب .!!
