شوال من الجفت الهدية الأجمل في الشتاء
(شوال) من الجفت الهدية الأجمل في الشتاء
- في الوقت الذي أصبحت فيه مدافئ الغاز أو الكاز أقل استخداماً عند أصحاب الدخول المتدنية وحتى المتوسطة؛ نظراً لارتفاع أسعار النفط، الأمر الذي جعلهم يستبدلون الغاز والكاز بالجفت وهو على حدِّ قولهم أقل كلفة وأكثر دفئاً.
يقول أشرف الحوامدة إن صوبات الجفت بدأت تنتشر انتشاراً كبيرا هذه الأيام.
ويضيف أعرف عائلات كثيرة استخدمت صوبات الجفت عوضاً عن الغاز والكاز التي باتت تشكل عبئاً مادياً أثقل كاهل الأسر؛ فلجأت إلى الجفت كمصدر جيد للتدفئة وبكلفة أقل .
ويشير أحمد الخزاعلة إلى توجه الناس نحو استخدام مدافئ الجفت كوسيلة من وسائل التدفئة فضلاً عن أنها توفر عليهم أعباءً مالية كبيرة يخصصونها لشراء مشتقات النفط الآخذة بالارتفاع؛ ويؤكد: صحيح أن أسعار الجفت ارتفعت بعض الشيء إلا أنها تبقى أقل بكثير من مجموع ما ينفق على شراء الغاز والكاز، إضافة إلى أن استخدام الجفت - الذي تخلفه معاصر الزيتون بعد عصره - كان يشكل عبئاً على أصحاب المعاصر في الماضي للتخلص منه لذا فإننا وإن لم نكن نتمنى ارتفاع أسعار النفط على هذا الحال إلا أن اضطرارنا لاستخدام الجفت يخلص البيئة من مخلفات المعاصر التي كانت تشكل عبئاً على أصحابها واليوم تشكل مصدرا لفائدة مادية لهم إذ وصل سعر طن الجفت الواحد إلى مائة دينار.
ويلفت جهاد الجبور النظر إلى أمر قد يكون فيه نوع من الطرافة وهو تزاور الناس في فصل الشتاء مصطحبين معهم شوال من الجفت الأمر الذي قد يكون مضحكاً إلا أن الحاجة للشيء قد تفقده طرافته لذا فلن تجد أحداً يستغرب مثل هذه الهدية في الأيام القادمة؛ لعلمك المسبق بأن الإنسان الذي تزوره سيكون أكثر فرحاً بهذه الهدية من غيرها ربما لأنها جاءت في وقتها أو ظناً منك أن الشخص التي تزوره سيكون أكثر فرحاً بهذه الهدية من غيرها أو أنك تريد اصطحاب مصدر دفئك بنفسك ولا تثقل كاهل مضيفك بوقود مدفأته.
جلسة أكثر حميمية
من جهته اعتبر زعل الخلف أن الجلوس حول صوبة الجفت أو الحطب أكثر حميمية من وسائل التدفئة الأخرى؛ إذ أن الناس يحملون في داخلهم حبا لإشعال النار حتى إنهم عندما يخرجون في رحلاتهم يبادرون قبل كل شيء إلى إشعال النار والجلوس حولها وفي أيام الشتاء تجد الأسرة تلتف حول صوبات الحطب جاعلة منها مصدراً جيداً للتدفئة وتذكراً لأيام الآباء والأجداد عندما كانت النار ونيساً لهم وشيئاً لا يمكن الاستغناء عنه في تسامرهم وقديماً قيل النار عزّامة ، إشارة إلى أن إشعال النار يجلب الضيوف وعابري السبيل ويعتبر أيضاً إشارة إلى الكرم.
الشباب يتاجرون
وجد بعض الشباب من المتعطلين عن العمل أو طلاب الجامعات في أوقات عطلاتهم، في حاجة الناس للجفت مصدر رزق لهم حيث يقول الطالب الجامعي معاذ المومني: تشاركت ومجموعة من الشباب وتضمنّا مخلفات إحدى معاصر الزيتون (الجفت) في منطقتنا وقمنا بتعبئته وبيعه للمواطنين وقد وفر لنا هذا ربحاً جيداً إذ وصلت أسعار الطن الواحد من الجفت بين سبعين إلى مائة دينار من بداية فصل الشتاء إلى اليوم، ويضيف المومني: عملي هذا سيوفر لي أقساط الجامعة لسنة كاملة.
واعتبر سامي الزيود، الذي يعمل في هذه التجارة منذ أن بدأ تحول الناس إلى صوبات الجفت وبعد أن لاحظ حاجة الناس إليها، أنها تشكل له مصدراً لدخل جيد في فصل الشتاء إذ يقول ابدأ بشراء الجفت قبل الشتاء، حيث تكون أسعاره رخيصة بعض الشيء ومن ثم أبدأ بخزنه وتعبئته في شوالات حتى يأتي فصل الشتاء ويبدأ طلب الناس على هذه السلعة يزيد كل يوم عندها تكون الأسعار وبحكم العرض والطلب أعلى بكثير من وقت شرائها، ويبدي الزيود سعادته بهذه التجارة التي وفرت له مصدر رزق.
ويشير مراد شطناوي إلى أن الطلب على الجفت في تزايد مستمر، مؤكداً أن العمل ليس عيباً ما دام الإنسان يطلب رزقه وهو خير من جلوسه بلا عمل وهو في سن الشباب.
