الكتاب.. الغائب عن أطفالنا
الكتاب.. الغائب عن أطفالنا
http://www.alrai.com/img/181500/181507.jpg
- تعد القراءة رافدا مهما للرقي و التحضر و وسيلة للوعي و التعلم و التفاعل الايجابي لهذا نحتاج الى أن نعرف أهميتها و خطورة غيابها خصوصا في حياة أطفالنا ، فالطفولة هي أهم مراحل البناء الفكري و أفضل المراحل العمرية للتعليم و اكتساب المهارات المختلفة فاذا اهتممنا بعقل الطفل و أسسنا بناءه على أساس العلم و المعرفة فقد ضمنا مستقبلا مشرقا لأطفالنا لكن المعظم منا يعتقد بأن الطفل لا يحتاج الكتاب الا بعد دخوله المدرسة و تعلمه القراءة و الكتابة ..
و هذا الاعتقاد خاطئ لأن الطفل الذي نتركه بدون كتاب حتى المرحلة الابتدائية لن تكون هنالك ألفة بينه و بين الكتاب و بالتالي قد يؤدي ذلك الى حدوث مشكلات في التعلم و التعليم لديه .
و يرى المختصون بالطفولة أن الاستعداد للقراءة لدى الطفل يبدأ منذ الطفولة المبكرة من خلال ملازمة الطفل للكتاب فيتخذه في البداية كلعبة من ألعابه يقلب فيه و يتعرف عليه و يرتبط به ارتباطا وثيقا و يقيم علاقة ودية معه .
كما تشير الدراسات الى أن هنالك علاقة وثيقة بين القراءة في الطفولة المبكرة و التحصيل العلمي للطفل فالتعود على القراءة منذ الطفولة المبكرة يغرس في الطفل حب الاستطلاع و المعرفة كما أن الخبرات و المعلومات التي يكتسبها الطفل بجهده من خلال القراءة تعد أقوى و أكثر تأثيرا مما يتلقاه عن طريق التلقين ، فالتلقين يزود العقل بالمعلومات فقط أما اكتساب المعرفة عن طريق الممارسة العملية و المطالعة الحرة و البحث تزود الطفل بالقدرة على حسن استخدام هذه المعرفة و تخلق لديه القدرة على الابتكار و النجاح في ميادين الحياة المختلفة بالاضافة الى تكوين شخصية الطفل و توجيه سلوكه من خلال ما يقرأوه من معلومات و تطور مهاراته اللغوية و الفنية و الاجتماعية و الأخلاقية و القدرة على التعبير و النمو السليم المتكامل .
والأسرة هي العامل الأساسي في بناء هذه العلاقة بين الطفل و الكتاب ، فالأسرة هي المحيط الذي ينمو في اطاره الطفل و تتشكل ملامح شخصيته الأولى و بناء على ذلك يجب على الوالدان أن يعودا أطفالهم على القراءة منذ تكوينهم أي منذ أن يكون الطفل جنينا فالدراسات تشير الى أن الجنين في أسبوعه الرابع و العشرين يستطيع أن يسمع صوت والديه خصوصا صوت أمه ويتأثر ببعض الأصوات خارج الرحم ..
كما أن حديثك معه يساعد في نموه فاستغلي ذلك بقراءة بعض القصص البسيطة له كما ابدئي معه في شهوره الأولى من ولادته بالصور و التعبير عنها مرورا بالقصص القصيرة الهادفة و سرد قصة له قبل النوم و شرح القصة أو المادة التي قرئت بأسلوب بسيط و لطيف مناسب لعمر الطفل و مستوى نموه باستخدم أسلوب الحوار و المناقشة لمناقشة الطفل حول أحداثها ،
ليكن الكتاب هديتك المفضلة لأطفالك في جميع المناسبات ، كما خصصي في غرفة طفلك أو في مكتبة البيت زاوية خاصة تملأها كتب المطالعة و القصص للأطفال يتفحصها و يقرأوها و يأخذها معه الى المدرسة أو المنتزه..الخ ، و شجعي الطفل بشكل مستمر على القراءة ، و كوني قدوة لطفلك في القراءة فالطفل في مراحل عمره الأولى يحب أن يقلد والديه ،
واصطحاب الاب او الام لطفلهما الى المكتبة العامة للاطلاع و الاستعارة و زيارته للمكتبة ستجعله يرى أناسا يقرأون فيقلد ذلك ، وكذلك اصطحابه لشراء الكتب لتعويده على اختيارها و المحافظة عليها ، و لا تجبروا الطفل على قراءة كتب معينة بل اتركوا حرية اختيار الكتاب أو القصة التي يرغب بقراءتها له مع الحرص على التوجيه .
و لكي تنشأ علاقة حب بين الكتاب و الطفل لابد أن تتوافر في الكتاب عناصر جذب خاصة تجذب الطفل و تقرب الكتاب اليه مثل الكتب التي تشبه اللعب ، أو توجد بها بعض الأجزاء المتحركة ، و أن تكون الفكرة التي تدور حولها القصة بسيطة ذات مغزى أو هدف تربوي ، و أن تكون المعاني حسية يستطيع الطفل ادراكها و أن تكون المفردات من ضمن المعجم اللغوي للطفل ، و أن تحتوي الكتب على رسومات واضحة كبيرة و صور مع مراعاة الحروف الكبير ة و الاهتمام باختيار الكتب ذات الغلاف الجميل لأنه أول ما يجذب الطفل و يثير اهتمامه .
