الاستاذ علي هزايمه زمان كانت أسماؤنا أحلى

زمان كانت أسماؤنا أحلى ، ورائحة الباميه تتسرب من شبابيك البيوت، وساعة "الجوفيال" في يد الأب العجوز أغلى أجهزة البيت سعراً وأكثرها حداثة، وحبات المطر أكثر اكتنازاً بالماء.
زمان .. حين أخبار الثامنة أقلّ دماً، ومذاق الشمس في أفواهنا أطيب، وطريق "اربد عجلون" أقل ازدحاماً بشاحنات الأثاث، وبنات المدارس يخبئن أنوثتهن في صفحات دفتر العلوم.
لما كانت غمزة "سميرة توفيق" أكثر مشاهد التلفزيون جرأة، و"مجلس النواب" حلماً يداعب اليسار المتشدد، وأجرة الباص قرشين، والصحف تنشر كل أسماء الناجحين بالتوجيهي.
عندما كان المزراب يخزّن ماء الشتاء في البراميل، وكُتّاب القصة ينشرون مجموعات مشتركة، وحلو العرس يوزع في كؤوس زجاجية هشّة تسمى "مطبقيات"، والجارة تمدّ يدها فجرا من خلف الباب بكوب شاي ساخن للزبّال فيمسح عرقه ويستظلّ بالجدار!
زمان.. عندما كانت "الشونة الشمالية" آخر الدنيا، و"فكر واربح" أهم برامج المسابقات، ولم نكن نعرف بعد أن ثمة فاكهة تتطابق بالاسم مع منظف الأحذية "الكيوي"، وأننا يوماً ما سنخلع جهاز الهاتف من شروشه ونحمله في جيوبنا!!
كانت "القضامة المالحة" توصف علاجاً للمغص، والأولاد يقبّلون يد الجار صباح العيد، والبوط الصيني في مقدمة أحلام الطلبة المتفوقين!
كانت "أخبار الأسبوع" لصاحبها عبد الحفيظ محمد أهم الصحف وأجرأها على الإطلاق، و"ألمانيا" بلد الأحلام، وصورة المطربة صباح على ظهر المرآة اليدوية المعلقة على الحائط.
حين تصحو على صوت "مازن القبج" أو"سمرا عبد المجيد" وظهرا تسمع "كوثر النشاشيبي" ومساء تترقب "ابراهيم السمان"... والتلفزيون يغلق شاشته في موعد محدد مثل أي محل أو مطعم!
عندما "مدينة الأهلي للالعاب السياحية" في رأس العين هي وجهة الأثرياء، والسفر الى صويلح يحتاج التحضير قبل يومين، والجامعة الأردنية بلا شقيقات!
حين أقلام البك الأحمر هي الوسيلة الوحيدة للحب قبل اختراع الموبايلات، وعندما كانت المكتبات تبيع دفاتر خاصة للرسائل اوراقها مزوّقة بالورد،..أما الورد ذاته فكان يباع فقط في جبل عمان، الحي الأرستقراطي الباذخ في ذلك الزمان!!
حين جوازات السفر تكتب بخط اليد، والسفر الى الشام بالقطار، وقمصان "النص كم" للرجال تعتبرها العائلات المحافظة عيبا وتخدش الحياء!
كانت البيوت تكاد لا تخلو من فرن "ابو ذان وأبو حجر" الحديدي، والأمهات يعجنّ الطحين في الفجر ليخبزنه في الصباح، والأغنام تدق بأجراسها أن بائع الحليب صار في الحي، والجارة الأرملة تجلس من أول النهار لصق الجدار مهمومة ويدها على خدّها!
كان مسلسل "وين الغلط" لدريد ونهاد يجمع الناس مساء، ومباريات "محمد علي كلاي" تجمعهم في سهرات الثلاثاء، وكان "نبيل التلّي" أفضل لاعب هجوم في كرة القدم!
كانت الناس تهنئ أو تعزّي بكيس سكّر "أبو خط أحمر" وزن مئة كيلو غرام، والأمهات يحممّن الأولاد في اللجن، و"القرشلّة" يحملها الناس لزيارة المرضى!
كان "الانترنت" رجماً بالغيب لم يتوقعه أحذق العرّافين، ولو حدّثتَ أحدا يومها عن "العدسات اللاصقة" لاعتبرك مرتدّاً أو زنديقاً تستحق الرجم، أما "الماسنجر" فلو حملته للناس لصار لك شيعة وأتباع!!
حين مذاق الأيام أشهى، والبرد يجعل أكفّ التلاميذ حمراء ترتجف فيفركونها ببعضها، وعندما "زهير النوباني" في دور "مقبول العقدي" أعتى رمز للشر قبل أن يعرف الناس أن في الغيب رجلاً يدعى "جورج بوش"!
كانت لهجات الناس أحلى، وقلوبهم أكبر، وطموحاتهم بسيطة ومسكينة وساذجة!
الموظفون ينامون قبل العاشرة، والحزبيون يلتقون سراً محاطين بهالة من السحر والبطولة، والزوجة في يوم الجمعة تخبئ كبدة الدجاجة وقوانصها لتقليها للزوج دلالة على تدليله!
الشمس كانت أكثر صرامة في التعامل مع الصائمين، والثلج لم يكن يخلف موعده السنوي،
كانت الحياة أكثر فقرا وبرداً وجوعاً، لكنها كانت دائما خضراء!

اخ اخ ذكرتنا باي زمات الجميله

فعلا الزمن الجميل

كل الشكر لك اخي

اذكر وانا طفلا في السادسة ان ابن خالي كان طيبا جدا عليه رحمة الله كان استاذا للمادة الرياضيات وكان متفوق جدا وبعد ذلك عاد من الولايات المتحدة حامل دكتوره وكان احد مراجع المادة في بلادي
وكان كلما اراد الذهاب الى يفرن وهي عندنا مثابة مدينة وكانت اكثر تحضرا من قريتنا يعرج على اخي او ابنا عمي لمرافقته الى السنما وذات يوم طلت مرافقتهم فرفض اخي غير ان لبن خالي اصر
على ان ارافقهم وكانت رحلة ولا اروع شاهدت فيها فلم للمثل الكبير فريد شوقي في دور عنترة
كانت الفنانة سميرة توفيق على التلفاز من الاشياء التي تبقى في الذاكرة واول مسلسالات شفناها كانت فارس ونجود الذي كان في بداية السبعينيات وقبل ذلك كانت
الحياة اشد قسوة عندنا المهم زمان كنا بالروح للمدرسة العتيقة والتي تبعد بما لا يقل على 2 كيلو متر ونحن في السادسة وغيرنا في السابعة وربما حتى من تجاوز العاشرة من العمر
طبعا هذا الكلام في سنة 1968 م كانت الثباب لا تتناسب مع البرد وعن الاوساخ فلا تحدث وكانت الاحذية ممزقة وكانت الطريق محاطة بخطر الكلاب التي كانت تلاحقنا اثنا ذهابنا
في الصباح الباكر كنا نسير على الرمال المتجمده وكانك تسير على الزجاج فتتكسر تحت اقدامنا فتزيد من شدة البرد ويموت الاحساس بالارجل حتى منتصف النهار اما اصابع اليد فلا يمكن لها
ان تمسك القلم لانها تنحني ولا تملك القوة من البرد اما عند عودتنا الى البت فان صديقنا الحمار ينتظر وعليه ما نسمية برميل جرماني يعني تلك البراميل التي تحصل عليها اهلنا من الحرب العالمية وهي المانية الصنع
فنركب الحمار ونذهب الى ما نسمية السانية وهي ابار لا يزيد عمقعا على المترين وبها عبون من الماء طبعا كلها جفت الان وغار مائها وعندما نصل لا نستطيع حملها على الحمار فنضطر الى تعبئتها
وهي على الحمار وربما وانت عائد الى البيت تاتي ذبابت الحمير وتفسد عليك الركوب او ما هو اسوء
اما عن الحصاد ورعاية الماشية غتلك قصص طويلة اااااه اعدتنا الى ذلك الزمن النقي الخالي من كل ما علق بنا او ما ذهبنا اليه من مخالفات لفطرتنا وما نشانا عليه بعد انتقلنا الى المدينة في 1977 م
ولذلك الحدث قصص وحكايات ليست اقل اهمية من سابقاتها
جزاك الله خير استاذ على وتقبل كل الاحترام والتقدير من اخيك محمد من ليبيا

بن ساس اشكرك على الاضافه الرائعه اتحفتمونا باجمل الذكريات