رغم إعلان المحافظ عن إلغاءها هذا العام
سيناء تحتفل بأعيادها على وقع الموت والرصاص في ظل إهمال السكان وغياب التنمية
http://www.factjo.com/newsImages/8088_l.jpg
محمد عبد الفضيل شوشه
الحقيقة الدولية – العريش – محمد الحر
بعد أن أعلن اللواء محمد عبد الفضيل شوشه محافظ سيناء خلال جلسة مجلس محلي شمال سيناء إلغاء الاحتفالات بعيد سيناء القومي تضامنا مع أبناء غزة واحتراما لمشاعرهم وشهداءهم، إلا إنه تراجع عن كلامه .
فما أن اقترب تاريخ 25 نيسان – ابريل الذي يوافق الذكرى ال 27 لتحرير سيناء من براثن الكيان الصهيوني حتى قام سيادة اللواء بالإعلان عن بدء الاحتفالات بالعيد القومي لشمال سيناء من خلال عدد من الأنشطة وافتتاح عدد من المشروعات التي لم يبدأ تشييدها قبل أن يتولى مهامه كمحافظ لهذا الإقليم وقد بدأ السيد اللواء المحافظ باكورة احتفالاته بالعيد القومي بإقامة سباق للهجن تلاه الاحتفال بافتتاح موسم صيد الأسماك لعام 2009 ببحيرة البردويل ثم الاحتفال بعيد شم النسيم وافتتاح عد من الندوات والاحتفالات الفنية والشعبية بمركز إعلام العريش ، وصباح الجمعة الماضية وعبر برنامج "صباح الخير يا مصر" اخذ يتحدث عن عشرات الانجازات التي لم يكن أولها "محطة صرف صحي برفح" ولن يكون آخرها "مركز شرطة نخل "فهناك أيضا نشاطات رياضية ومباريات لكرة القدم وغدا سيقوم سيادة المحافظ بافتتاح المهرجان الرياضي الذي يقيمه النادي المصري للشراع في منطقة الرواق بمركز بئر العبد حيث سيشهد المحافظ سباقات التزحلق على الماء كما سيقوم على مدى الأيام القادمة وتحديدا حتى نهار الخميس القادم بحضور المزيد من الاحتفالات في مدن سيناء ومنها رفح ونخل والجفجافة ومنها حفل فني سيقام يوم الأربعاء القادم بحضور د. محمد صفي الدين خربوش – رئيس المجلس القومي للشباب .
وبالطبع كل هذه الاحتفالات – بحسب وجهة نظر محافظ الإقليم -لا تعد احتفالات بالعيد القومي لان الاحتفال الفني لن يقام هذا العام .
ولكن في الحقيقة أن قرار إلغاء الاحتفالات بالعيد القومي لم يكن سوى ستار للتغطية على حجم الخراب الهائل الذي تشهده مدينة العريش التي تغرق في بحر من الحفائر وتمديد الكابلات التي تخرج من أحشاء الشوارع خاصة شارع 23 يوليو الذي يعد الشارع الأهم والرئيسي وسط مدينة العريش أما المشروعات الذي يدعي المحافظ انه يقوم بافتتاحها فهي مشروعات قائمة بالفعل من قبل توليه مهامه كمحافظ .
كل هذه الاحتفالات يصاحبها صخب إعلامي رسمي تابع لصحف وتليفزيون الحكومة جاء لتلميع صورة المحافظ ورصد حجم الانجازات الوهمية وبالطبع فان كل هذا الجيش الإعلامي الذي يقيم بالفنادق والمنتجعات جاء على حساب المحافظة – وحساب شعب سيناء - وليس على حساب المحافظ ، أما الصحافيين الذين يكتبون في الصحف المستقلة والحزبية فهم من المغضوب عليهم لأنهم لا يكتبون حسب الإملاءات ولا يستخدمون مساحيق التلميع الصحافية من مجاملات وتملق ومسح جوخ للسيد المحافظ الذي تحيط به بطانة تعزله عن الواقع وتتصرف كما يحلو لها وحسب أجنداتها ومصالحها الشخصية ، تتمثل هذه البطانة المزاجية في إدارة العلاقات العامة والإعلام التي وصل مديرها إلى سن الإحالة على المعاش منذ عامين ونصف ومع ذلك فهو مستمر في منصبه ويخرج لسانه للجميع وأولهم الصحافيين الذين يكتبون في الصحف المستقلة ، وهم بالمناسبة محرومين من هبات مدير العلاقات العامة والإعلام في محافظة شمال سيناء الذي يقوم بإرسال الدعوات الصحافية للمؤتمرات الصحافية والمهرجانات حسب أجندته الشخصية وعلاقاته بصحافيين تابعين لإعلام الحكومة الرشيدة ، أما الصحافيين الذين يكتبون في الصحف المستقلة فهم خارج دائرة الاهتمام والرضا.
المثير أن احتفالات العيد القومي لسيناء التي تجري حاليا قد شهدت حادث إطلاق نار على سائق يدعى "إمام امبابي " – 50 سنة - بمصنع اسمنت يقع بمنطقة وسط سيناء يعود لمستثمر ورجل اعمال صاحب سطوة ونفوذ واسعين وتم التعتيم على الحادث حتى لا يصل إلى الصحافيين ويتم نشره فيؤثر على حالة النشوى بالانجازات التي يجري افتتاحها على طول أرض الفيروز إلا أن وفاة الشاعر"كامل عيد رمضان" الذي لفظ أنفاسه الاخيره اثر إصابته بأزمة قلبية فور انتهاءه من إلقاء قصيدته قد ألقت بظلالها على الاحتفالات التي جاءت على وقع الموت والرصاص ، وفي غياب للتنمية الحقيقة على أرضها التي أصبحت مرتعا للوفود العسكرية الأوروبية وخاصة الأمريكية وفي ظل حصار امني مفروض على مدنها التي تعاني من قبل إهمال القيادة المركزية والمباشرة .
المصدر : الحقيقة الدولية – العريش – محمد الحر- 26.4.2009
