يوم المرأه العالمي 8 / 3 / 2008
كـــــل عامٍ وانـــتِ بخــــير
http://www.alrai.com/img/169500/169268.jpg
كيف نجسد الاحتفاء بالنساء في هذا اليوم، الثامن من آذار، والحقائق لا تفي المناسبة حقها.! هل نعتبره يوما مثاليا لتعزيز المساواة، وتقييم وضع النساء في المجتمعات أم دعوة الى وسائل جديدة لتحسين وضع المرأة في العالم؟ فأحد اهم الشروط التي يقاس بها تقدم الامم هي حقوق المراة وانصافها ومدى مشاركتها في المجتمع وانخراطها في الانتاج.
والحقيقة كما اكدتها منى غانم المديرة الاقليمية لصندوق الامم المتحدة، ان ثلثي الاميين من النساء، وثلثي الفقراء من النساء ايضا.
فالنساء هن الاقل رواتب والاكثر معاناة وما زلن يتعرضن للتمييز على اساس الجنس سواء في العمل او في الشارع وتتوالى المطالبات بزيادة حصة المرأة في الحياة السياسية تأكيدا لمعنى الاحتفال والانصاف.
وفي الاردن ارتفعت نسبة مشاركة النساء في قوة العمل حسب دائرة الاحصاءات العامة من 6ر11% عام 1994 الى 7ر14% عام 2007، لكن نسبة المشاركة ما زالت دون الطموح وتحتاج الى جهود مكثفة لزيادتها.
وقد اختارت اللجنة الوطنية الاردنية لشؤون المرأة وصندوق الامم المتحدة الانمائي، موضوع المرأة والمشاركة في الحياة الاقتصادية عنوانا رئيسيا لاحتفالها هذا العام على ان تركز نشاطات اللجنة خلال العام المقبل على هذا الموضوع باعتباره احد المحاور الرئيسية للاستراتيجية الوطنية للمرأة الاردنية.
ودعت اللجنة مختلف الهيئات والمؤسسات لتسليط الضوء على موضوع المشاركة في الحياة الاقتصادية كمحور للنشاطات والفعاليات المتعلقة بهذا اليوم.
وبحسب تقرير صدر عن الاتحاد الدولي لنقابات العمال فالنساء يحصلن على رواتب تقل في المتوسط بنسبة 16 في المئة عن الرجال مقابل قيامهن بنفس العمل والفجوة تزداد في بعض الدول الاسيوية والامريكتين.
وأظهرت دراسة للاتحاد أن النساء يحصلن على رواتب تقل 4ر33 في المئة عن رواتب الرجال في اليابان و5ر31 في المئة في كوريا الجنوبية و7ر32 في الصين.
أما الولايات المتحدة فأجور العاملات الاناث أقل من نظرائهن الرجال بنحو 4ر22 في المئة وفي كندا يصل الفارق الى 5ر27 في المئة وفي باراجواي 3ر31 في المئة.
وقالت شاران بورو رئيسة الاتحاد الدولي لنقابات العمال ''هذا التقرير يكشف بالتفصيل مدى التمييز الذي تواجهه النساء حول العالم في الحصول على أجور مساوية لاجور الرجال مقابل قيامهن بنفس العمل''.
ومع ذلك فان حالتهن أفضل في بعض الدول مثل البحرين حيث تحصل المرأة على أجر يزيد في المتوسط حوالي 40 في المئة عن الرجال وفي قطر وكوستاريكا تزيد أجورهن نحو 2ر2 في المئة.
وقال التقرير بشأن ارقام البحرين ''هذا يفسر جزئيا انخفاض مشاركة النساء في قوة العمل اضافة الى ان اولئك اللائي يعملن، حاصلات على درجات علمية رفيعة على الارجح، وذوات المهارات العالية كما يعملن في وظائف ذات رواتب عالية''.
وأضاف التقرير ان متوسط فجوة الرواتب في اوروبا في حدود 5ر14 في المئة وانها ضاقت على مدى السنوات العشر الماضية.
وتتفاوت اختلافات الرواتب من ثلاثة في المئة في جزيرة مالطا الصغيرة بالبحر المتوسط الى 25 في المئة في استونيا و22 في المئة في المانيا و20 في المئة في فنلندا وبريطانيا والنمسا.
واشارت الدراسة الى ان فجوة الرواتب تميل الى أن تكون أضيق بالنسبة للعاملات النقابيات لكنها تتسع في الوظائف التي تهيمن عليها الاناث مثل تعليم الرعاية الصحية والعمل الاجتماعي.
ويدعو علماء الاجتماع الى ان يساهم الرجال في اعمال المنزل كجزء من الاحتفال في هذا اليوم العالمي، لان مشاركته لزوجته في شؤون البيت يحسن جو الالفة داخل الاسرة ويوطد حياتهم العاطفية.
وقال سكوت كولتران عالم الاجتماع في جامعة ريفرسايد في كاليفورنيا واحد معدي الدراسة ان الرجال ''كلما شاركوا النساء اكثر في الاعمال المنزلية، كلما جعلوهن اكثر سعادة''.
وبحسب الدراسة التي نشرت على موقع منظمة مجلس العائلات المعاصرة ''فان شعور النساء بالعدل وبالرضا يزداد بشراكة الرجل في البيت ما يقلل حجم الخلافات العائلية''.
وبحسب عالم النفس جوشوا كولمان فـ''النساء يشعرن بجاذبية اكبر وبعاطفة اعلى تجاه ازواجهن اذا شاركوهن اعمال المنزل''.
ولكنه حذر من ان تمضية وقت طويل في العناية بالاطفال قد يعود بنتيجة سلبية ويؤثر على الالفة بين الزوجين عندما ''يتم صرف وقت اطول مع الاطفال على حساب الاوقات الحميمية والرومانسية''.
