محادين: دخلت المحكمة مرفوع الرأس وخرجت مرفوع الرأس
القضاء الأردني يحكم ببراءة صحفي انتقد الامتيازات الممنوحة لأعضاء مجلس النواب
محادين: دخلت المحكمة مرفوع الرأس وخرجت مرفوع الرأس أما الذين حركوا القضية ضدي فقد دخلوها مطأطئي الرؤوس وسيظلون مطـأطئي الرؤوس
http://www.factjo.com/newsImages/8116_l.jpg
الزميل محادين يتحدث للاعلام بعد قرار تبرئته
قرر القاضي محمود احمد فريحات اليوم الاثنين تبرئة الزميل الكاتب خالد محادين في القضية التي رفعها مجلس النواب بايعاز من رئيسه عبد الهادي المجالي اثر نشر مقال " مشان الله يا عبدالله " في موقع خبرني الالكتروني الذي انتقد الامتيازات الممنوحة لأعضاء مجلس النواب .
وأسندت إلى محادين تهمتي الذم والقدح الموجه إلى مجلس الأمة ومخالفة قانون المعاملات الالكترونية بموجب قانون العقوبات رغم ان القضية التي تحولت الى قضية رأي عام صحفية بامتياز وسط سخط شعبي من أداء مجلس النواب المتواضع على المستويين الرقابي والتشريعي .
وبالتدقيق وجدت المحكمة ان الوقائع الثابتة فيها والتي قنعت بها المحكمة ويرتاح إليها ضميرها تشير إلى ان المقال موضوع الدعوى إنما تناول في حقيقته قضية ذات طابع اجتماعي يهم جميع افراد المجتمع ويطال كافة شرائح الشعب ويتصل اتصالا وثيقا بالصالح العام وهو بذلك يكون محلا للنقد والتمحيص وإبداء الرأي ضمن الحدود التي يجيزها القانون في ظل حماية دستورية مكرسة ومصانة .
كما وجدت ان حرية الرأي والتعبير انما هي ممارسة ديمقراطية خاصة في المقال موضوع الدعوى قد تناول نقد شخصيات سياسية عامة بصفتها هذه لابصفتها الشخصية وهو بذلك يكون مؤشرا على حسن نية المشتكى عليه طالما ان الشخصية السياسية وممارستها وأفعالها التي تتم بهذه الصفة تبقى دائما في دائرة الضوء والنقد.
أما فيما يتعلق بجرم مخالفة قانون المعاملات الالكترونية وجدت المحكمة ان نشر مقال ناقد عبر موقع الكتروني لا تمثل معاملة ينشأ عنها التزامات تتعلق بعمل تجاري أو التزام مدني فتكون بذلك غير محكومة بقانون المعاملات الالكترونية ولا تشكل مخالفة لإحكامه .
حشد المناصرين لخالد محادين وهيئة الدفاع برئاسة المحامي صالح العرموطي الذي حضر الجلسة الختامية في قصر العدل في العبدلي انهال على خالد محادين ليبارك بالبراءة .
وامام قصر العدل ادلى العرموطي ومحادين بتصريحات لفضائيات عربية وسط تجمهر عشرات المواطنين .
كانت القضية التي رفعها مجلس النواب ضد خالد محادين لقيت صدى واسعا على الصعيدين العربي والمحلي وسط تضامن شعبي غير مسبوق .
و قال الزميل خالد محادين بعد صدور الحكم ببراءته ان القرصنة التي حاول البعض القيام بها قد فشلت , حيث ان محاولة اعتراض رسالة مرفوعة الى جلالة الملك وتحريك قضية ضد صاحبها , لا تختلف عن اعمال القرصنة التي يتحرك العالم الان لمحاصرتها والقضاء عليها .
وأضاف محادين " ما أتمناه هو ان تضع الصحف والمواقع الالكترونية وجميع الزملاء الكتاب امامهم الخوف على الوطن وأهله , إذ لا قيمة ولا ضرورة للخوف من أي مسؤول " .
من جانبه اشار نقيب المحامين السابق صالح العرموطي الى ان محكمة جزاء عمان برأت محادين من تهمة الذم والقدح ومخالفة قانون المعاملات الالكترونية التي اقامها ضده نواب كان انتقدهم , لانها وجدت ان ما قام به يعتبر نقدا مباحا يحميه الدستور وبالتالي ما قام به لا يترتب عليه اي مساءلة جزائية.
واصدر الزميل خالد محادين الاثنين بيانا صحفيا بعد الحكم ببراءته وتاليا نصه :-
"لا شيء اشرف من المثول امام القضاء سوى شرف نيلك البراءة منه , لهذا فان فرحتي بهذه البراءة لا تقل عن فرحتي بذلك المثول , لم تتم محاكمتي على عمالة لدولة اخرى , ولا على فساد فعلته , ولا على سرقة او رشوة اقدمت على ارتكابها , لكنني حوكمت على قولي كلمة حق , وعلى وضع آلام واوجاع وآهات المواطنيين في كلمات أمام الجميع , ويبدو أن من ارسلني الى المحاكمة أخطأ حساباته كثيرا , ووقع في وهم ان الفساد الذي يمارسه وصل الى قضائنا الاردني النزيه .
دخلت المحكمة مرفوع الرأس , وخرجت مرفوع الرأس , أما الذين حركوا القضية ضدي , فقد دخلوها مطأطأي الرؤوس وسيظلون مطـأطأي الرؤوس , وسأظل أكتب بمواطنة صالحة وشجاعة حقيقية مستندا في كل كلمة اكتبها الى هذا الوطن وقيادته وشعبه , اما هم فسيواصلون طريقهم ويواصلون اوهامهم حول ان المال الحرام يمكن ان يكون قوة لهم وقوة علينا .
ما اتمناه أن يقفوا أمام مراياهم وان يقرأوا على وجوههم كراهية الشعب ورفضه لممارساتهم وان يتعظوا رغم قناعتي ان الوقت قد فاتهم للتوبة وللاستقامة وللاعتذار ولأخذ العبرة , وسأظل اردد في كل لحظة : مشان الله يا عبد الله , مشان الله يا سيدنا ويا راعينا ويا ملكنا , فأنت الراعي وانت المسؤول عن رعيته الاردنية العربية الطيبة" .
المصدر : الحقيقة الدولية – خبرني- 27.4.2009
