بقرة اليتامى واخرى

بقرة اليتامى
صورة تراثية من خيال القرية
استخرجها من الذاكراة و صاغها ونظمها
الداعي بالخير : صالح صلاح شبانة
بتقول الخرافيه على ذمة الراوي ،أنه زلمه ترمل وخلفت له المرحومه ولدين ،وعندها بقره منذوره لها لاولاد
والأرمل بطبعه فنكري ،ما يقدر يعيش من غير حُرمه تملا عليه الدنيا ،ولازم أخرى مَرَه وهذي المشيئه وهيذ الله راد
اتجوز ها لوحده الظالمه ،وخلّف منها ولد وبنت ،بقت تطعمهم وتعلفهم تيصيروا ناصحين ، بأطيب الأكل والزاد
واليتامى ما تعطيهم غير كردوش وبسرحوا مع بقرتهم ،وترعى من خير الله ، وخير الله كتير ،ولله برحمة موسع لبلاد
وبقوا يطعموا كردوشهم للبقرة ،ويقولوا : يا بقرة أبونا ،هاتي رز و لحم واطعيما ،وبقت تلبي الطلب ثم المراد
يوكلو تيشبعوا ويحمدوا ألله عَ النعمة ،وبدل مايضعفوا و يعصلجوا ،تلاقي بسم ألله ما شاء ألله الصحة عليهم وجاد
وتحيرت مرة الأب اللئيمه ،وبعثت ابنها معهم يشوف السبب ،وشاف الولد ،ووعد ما يبوح يا بالسر وما حاد
ولما سألته أمه أنكر اللي جرى .وصار لازم تبعث ربيبتها اللي أسقتها من لؤمها وخبثها المطبع بطبع الأوغاد
وأخبرت أمها عن فعل البقره الحنونه ،واستشارت جارها ،كيف العمل ؟قال لها :اتمارضي ولا تحيدي من البقره حياد
اطلبي من لحمها علاج ودوا ، وقِبل جوزها يذبح بقرة اليتامى ، رغم إعياطهم ودموعهم ورجاهم وحزنهم اللي باللوعه قاد
وصاروا يقولوا :يا بقرتنا لا تنذبحي ،وصارت السكين تنقلب إبايد الجار أخو الشلن اللي قلبه مليان كرّه وحسد وأحقاد
بس البقره انذبحت وانسلخت وتقطعت لحم وانطبخت ..ودمع ها لولد والبنت اليتامى ما وقف وقلب أبوهم حجر جماد
ولما اتقدم اللحم لمرة أبوهم ،بقى مر مثل الحنظل والدفلى ،عافته نفسها ورمته ،وراحوا لموه من هون وغاد
وحفروا جوره ودفنوه لزمن الله أعلم قديش ،بس لما فتحوا الجوره لقوها مليانه ذهب وصاروا أغنيا وأسياد
وبنوا قصر ،وصاروا من وجوه البلد وكراسيها ،وظلت الحسره في قلب مرة الأب وماتت قهر لجهنم ولئبس المهاد
تقرأ بلهجة أهل سنجل

شخصية العولمه
صورة شعبية ساخرة محكية
بقلم الداعي بالخير : صالح صلاح شبانة
ذابت الشخصيه والهويه وبصمة الأصابع، في ها لعولمه اللي موديلها طالع
بقت العقيده ، وبقى الإنتماء طابع ، خيط يلم الخرز الضايع ....المفروط

بقى الإنتماء بصمه جوه النَفْسْ ، تاريخ وحضاره ، وطهْر وقدْس
وبقت الأحاسيس .. وبقى الحِدْس ، خيط يلِم الخرَز ... وعليه مربوط

بتطلع علينا بسم الثقافه أفكار ، وقف العقل قدامها مشدوه محتار
بقولك العروبه والإنتماء والدين عار ، والعولمه هي الحل الأمثل المزبوط

بتجمع الذيب والخروف عَ المحبه ، والديك من لِحصيني ما بتخبى
والضبع مع الغنم يعيش ويتربى ، وأمم بتحرر أمم بالجلد والسوط

في العولمه بنتساوى تحت البسطار ، وراعي البقر يدفنّا تحت الدمار
وبقولوا ما عنا فقوس وخيار ، ما دام الكل تحت البسطار محطوط

بس الفقوس ولِخيار موجود ، كِل الأجناس مذمومه والكابوي محمود
هَمّه يدوس الأمم ، وعليها يسود ، إيحشش على أطلالها ويشم زعوط

العولمه قلب بلا نبض وإحساس ، واحنا وقود إلها وعليها حُرّاس
العولمه بدها تصهر الناس، بدها تدفن عادات وقِيّم بلا حنوط

تقرأ بلهجة سنجل

الحَمّام والميّه
صورة تراثية شعبية محكية
بقلم الداعي بالخير : صالح صلاح شبانة

ممنوع وضع اميلات
بقت أيام زمان الحياه قطّاره ، كل إشي فيها اشحيح
وكل شح يهون عن شح الميه ، اللي يا لله من النبعه اتطيح

بقى سطل الميه مخلوط بالعرق والغبَرَه والعَجّه ..،
تحمله الأم ولاّ البنت ولا الأخت ، تشوفها تتطوَّح تحته تطويحد

وبقت نقلة الميه نقلة عذاب ،كل شبر في الزير بنذر ،
اتلاقي سطل تحت الجرّه ، مشان ما تضيع نقطه هباء الريح

وقديش واحد سلق الملفوفه بدمعة ميه واتوضى فيها..،
وبعدين أسقى لِحمار تاليها ، وريحة الملفوف منها بتفوح

والحَمّام ، بقت أمنا اتقعِد واحدنا في اللكن على قرطه ،
وترغي الصابونه..إذا أرغت!!، وتحوَّش كل نقطه رشحت ترشيح

وتتحمم العيله ، هذا بوسخ هذاك ..!! هي بله والسلام ...!!!،
حتى الجسد يشهد انه تبلل ، وسالت الميه عنه وريحته ما تفيح

بقت الميه نزيره ، منابعها بعيده عن الديره ، بدها جهد جبار ..،
بحمل جزء منه لِحمار ، بس العيله الفقيره ، المره بقت كبش اسماعيل الذبيح

تقرأ بلهجة سنجل