كيف تقتنص الدولة الأردنيه اللحظه الراهنه؟
غضب تركي ...
كيف تقتنص الدولة الأردنيه اللحظه الراهنه؟
اجبد – كتب عبدالهادي راجي المجالي
كانت ردة فعل ارودغان غاضبه وهائله وهي رساله الى اسرائيل مفادها أن العلاقات التركيه الأسرائيليه قد انتهت ودخلت في عهد الجمود ...كل هذا جاء على خلفية الشهداء الذين سقطوا في قافلة الحريه والقصه ليست مرتبطه بالدم فحزب العمال الكردستاني قتل من الاتراك اضعافا مضاعفه ولكنها مرتبطه بكرامة الأمه التركيه وجبروتها ودورها في الأقليم والعالم ..ونحن ايضا متضررون ألى حد بعيد من أسرائيل
واقصد اسرائيل:-الدوله والعصابه في ان واحد فعلاقتنا معها ليست علاقة اقتحام لسفينة أردنية ولكنها علاقة مشروع أجرامي قذر يهدف ألى تأسيس وطن بديل للفلسطينين في الأردن وشطب هوية وطننا وأدماج الفلسطيني فيه كشريك والتمهيد لصراع أردني فلسطيني على غرار (ايلول) ..وتسعى أيضا بكل ما أوتيت من جهد وقوه ألى تصفية القضيه على حسابنا.
أسرائيل ضربت سفينه تركيه ولكن اسرائيل في حالتنا تستهدف وطنا وليس سفينه ولابد من توظيف الحاله الراهنه لخدمتنا تماما ..والسؤال الذي قد يطرق باب الذهن كيف ولماذا ومتي ..وسأحاول هنا أن أجيب على كل تفصيل .
نحتاج الان ألى محور جديد (سوري- تركي- أردني – لبناني) فالاتراك الان يبحثون عن رد دبلوماسي مؤلم وأجزم أنهم سينفتحون على سوريا بشكل أكبر وكما هو معروف فأن العلاقه السوريه التركيه تزعج أسرائيل ألى أبعد حد وربما في حال أنضمامنا ألى محور يأخذ بعدا سياسيا وأقتصاديا سنؤسس في لحظة ما لشراكة حقيقة في مواجهة المشروع الأسرائيلي الرامي الى تصفية القضيه الفلسطينيه على حسابنا .
ان أعادة الأتصال مع خالد مشعل باتت حالة ضروريه تفرضها المرحله ولا أقول عودة حماس ألى عمان وأنما احياء العلاقه معهم من جديد وهذا الأمر في لحظة ما سيوفر ورقة ضغط أخرى وسيعيد المشروع الفلسطيني بكل تجاذباته ألى حاضنته الطبيعيه (عمان) وحتى اوضح هذه النقطه علي هنا أن أقدم مداخلة في هذا السياق .
أن الأردن كان ولا زال الحاضنه الطبيعيه لأي مشروع تحرري فلسطيني بحكم التكوين الديمغرافي اولا وثانيا بحكم الجغرافيا وحماس في نشأتها ومساراتها كانت توظيفا في لحظة من لحظات نشوة التيار الفتحاوي على الساحة الأردنيه لمحاولة منافسته داخل الضفه الغربيه ...والملك حسين –رحمه الله- بحكم انحيازه لمشروعه التاريخي وشرعيته في المسار والحكم كان أقرب وجدانيا ومنطقيا ألى احتضان التيارات الأسلاميه وعلينا هنا في علاقتنا مع حماس أن نغيب الظرف الدولي وأن نعود ألى مشروعيتنا الهاشميه العربيه الأسلاميه في الحكم ..وبالتالي فأن احتضاننا لحماس هو أحتضان الدوله لتنظيم وكما هو معروف فأن للدولة شروط وأيقاع ورتم ومن الممكن ترميم هذه العلاقه وتحديد مساراتها بشكل يخدمنا تماما ...فالمرحله القادمه ستكون مرحلة أنهيار الحصار على غزه وعمان يجب أن تنجز في هذا المشروع ما عجزت عن انجازه في منع بناء الجدار العازل بمعنى أخر ان رفع الحصار عن غزه سيعني انهيار الجدار العازل في الضفه وبالتالي فأن وجود حماس في عمان أيضا سيوفر فرصة مناسبه لأعادة حوارها مع محمود عباس وسيوفر ايضا لنا الفرصه لمساعدة السلطه وليس الضغط عليها.
اعود الى النقطه الأولى وهي المحور وسأضيف امرأ ثانيا في هذا السياق وهو الأنفتاح على دمشق بشكل أكبر فما حدث يؤكد أن دمشق هي من يجني المكاسب في الساحة الأن فهي ستحظى بالود والعطف التركي وربما ستستبدل المناورات الأسرائيليه بمناورات سورية تركيه كرد حازم على ما حدث وربما سيعطي ما حدث في مياه المتوسط حراكا أكبر لحزب الله في صراعه مع أسرائيل والأهم من كل ذلك أن سوريا الان في موقف القوه وليس الضعف فأسرائيل بأحتجازها لمجموعة من اللبنانين كأسرى ممن كانوا على متن السفينه التركيه (مرمره) أعطى مبررا لحزب الله بأعادة فتح ملف الأسرى من جديد وربما ملف الأختطاف .
لنعترف بأمر مهم وهو أن حماس الان في موقف المنتصر وحزب الله في موقف المنتشي وسوريا هي الأم والحاضنه الطبيعيه لهذين التنظيمين والرد التركي على أسرائيل سيكون بأتجاه أسقاط الحصار عن غزه ومصر الحائره القلقه ألتقطت تلك المسأله وفتحت اليوم معبرها مع رفح كي ...وفي كل ذلك الحراك ما هو موقفنا نحن كدولة ؟
مشكلتنا في الأردن هي غياب العقل الأستراتيجي واعتمادنا على الأدب الدبلوماسي غير المبرر ..فلو كان (عدنان أبو عوده ) على مقربة من أطراف القرار لربما اقتنص اللحظه تماما ولكن سياستنا تقوم على ردة فعل الاخرين وبناء الحركه عليها علما بأن الأصل أن نكون نحن اصحاب الرد ...ربما لو أعطينا معروف البخيت أيضا أذنا صاغيه فسيسير في هذا المشروع كونه الأقدر على فهم العقل التركي والأعرف بالذهنيه الليكوديه المتطرفه ..وربما لو فتحنا الان الباب لهشام غصيب كي يدلي بدلوه فسيؤيد هذا الأتجاه أيضا ...ولكن حين يسند ملف خطير مثل الخارجيه لشاب قدراته الدبلوماسيه مازالت محدوده فعلينا أن ندرك أننا دولة غابت عن المشهد كلاعب رئيسي وصارت أشبه بلاعب أحتياط يخاف المدرب من أقحامه في اللعبه.
أجزم أن الدوله المؤهله لأقتناص اللحظه والفرصه هي دولتنا ولكن هل يدرك المسؤلين لدينا ماهية البحث فيما بعد الحدث وليس الحدث نفسه بمعنى أن حادثة السفينه ستمر فرئيس وزراء تركيا قال بالحرف الواحد:- (لن ننظر ألى الوراء) والذي سيكون أولوية في الأجنده التركيه هو أسقاط الحصار عن غزه وأسقاطه بالضروره عن حماس وبالتالي ترسيخ حماس كحاله فلسطينيه قائمه ولها شروط في اللعبه ..وهنا في هذه المرحله وفي حال سقط الحصار ستكون عودتنا لحماس غير مبرره وربما غير مقبوله لهذا علينا الان أن نؤسس لحركة سياسية جديده مبنيه على الأتجاه ألى الشمال فالجنوب بكل دولاراته وقلقه ما زال يعيش الخطر الايراني ولا يريد الخروج منه .
ألايام القادمه ستصبح دمشق فيها محجا للدبلوماسيه فقرار حماس موجود في في مكاتب الخارجيه السوريه وساسة لبنان سيحجون ألى الرئيس بشار الأسد طلبا منه أن يكبح جماح حزب الله وتركيا المكلومه الحائره ستقترب من دمشق أكثر كرد على الفعل الأسرائيلي المشين ..وطهران هي الأخرى ستستمع لقادة دمشق وستأخذ برأيهم فشكل التحالف تبدل الان وسوريا هي التي تحدد اللحن والنوته وهي مايستروا الجوقه ..وأذا بقينا رهن فقر الذكاء السياسي فستجد أسرائيل فينا منفسا لتفريغ أزماتها لهذا علينا الان أن نسير في شروط محور ...أو أن نؤسس لهذا المحور .
يكفينا ما تلقيناه من أسرائيل وهذا زمن القتال الدبلوماسي والذكاء السياسي الذي يوازي السلاح أحيانا ويهزم الخصم أحيانا أخرى
