متحف الحصن للتراث .. (مضافات) ساحرة وعادات اصيلة
متحف الحصن للتراث .. (مضافات) ساحرة وعادات اصيلة
http://www.alrai.com/img/164000/163876.jpg
- تشكل مجموعة ''متحف الحصن للحياة الشعبية''، الذي أقامته مؤسسة إعمار الحصن ، محطة جيدة لمن فاتته معارض فنية تراثية أصيلة نادرا ما توجد في أي متحف آخر في الأردن.
المعروضات التراثية في المتحف متنوعة، بعضها قديم منذ مئات السنين وبعضها الآخر جديد بقالب تراثي يعبر عن الأصالة الفنية ،يرافق العرض بث مسموع من الشعر والموسيقى .
يرى الزائر مجموعة من ادوات الزراعة القديمة، مثل: الشاعوب والمذراة والمقطف وحجر الرحى ،ولوح الدراسة ، وعود الحراث والمنجل الذي جاء من غزة ليحصد القمح في سهول حوران المترامية الأطراف ، تؤكد الموسيقى المرافقة ذات الطابع الشعبي الأردني أن قيمة هذه الأدوات هي في أهميتها ، منشدة: ''منجلي يا من جلاه ، راح عا الصانع جلاه''.
ويجيب المنجل عن سر مجيئه من غزه إلى حوران قائلا:'' جابني حب البنات والعيون الناعسات '' .
وبين هذا التراث وذاك ، يقف الزائر مشدودا لصورة الجدة التي وشمت (السيالة)، بضحكتها الدافئة، المرحبة دائما بالضيف وهي تقول:'' يا هلا بالضيف ضيف الله''، بينما يقف الى جوارها شيخ جليل وقور مرحبا'' هلا بيكم هلا'' .
ثمة ادوات تراثية أخرى مركونة في الزوايا ، منها '' جاروشة'' القمح والعدس والمهباش والمحماسة ، وفي اركان اخرى، البساط العربي المرقوم والمفروش على الأرض وفوقه الفراش ومراكي.
بينما احتل الشرش المطرز،المعلق على الحائط بجانب كوارة الطحين فيما جرار المونة الفخارية تحتل موقعا مميزا، وفوقه '' حطة'' الجدة وعصبتها، وعرجتها''المزخرفة بالذهب ''العصملي''، ومن تحتها ملفعها الأسود، وشرشها المخملي ، المعطر برائحة الصندل الساحرة.
المتحف الذي اختير من احد البيوت القديمة احتوى على تفاصيل من تراث قرى بني عبيد، شطنا والنعيمة وكتم والحصن والصريح وايدون، ومسح الغبار عن أعمال قديمة طال زمن تواريها عن الأنظار لبضعة أعوام، وأكثر..
لا يخلو المتحف من اللوحات الفنية الكلاسيكية القديمة والموحية التي ترصد جمال الطبيعة في قرانا ومحافظاتنا.
قام بتطوير هذا المتحف الفنان سامح الحتاملة، و تشرف على المتحف ، مؤسسة اعمار الحصن بإدارة د. مازن مرجي الذي يقول : ان هذا المتحف تم افتتاحه بصورة رسمية نهاية تشرين اول الماضي من قبل وزير الثقافة الاسبق د. عادل الطويسي كواحد من مجموعة فعاليات وأنشطة فنية وثقافية وزراعية استمرت على مدار ثلاثة أيام وجاءت كجزء من مهرجان ريفي كبير يقام لأول مرة في محافظة اربد ، هو مهرجان القمح والزيتون الذي أقيمت فعاليته في كل من مدينة الحصن العريقة وقرية شطنا الوادعة، حيث اعتنى المهرجان حينها بالموروث الثقافي والحياتي للقرية والبادية الأردنية وعمل على إعادة إبراز مفردات هذا الموروث بصورة جديدة.
زوار المعرض اعربوا عن شعروهم بالرضا الكامل ، والاعجاب الكبير بمحتويات المتحف لما يضمه من قيم تراثية .
وقالوا انه يعيدنا الى ''ايام زمان''حيث يوفر جوا عابقا برائحة الماضي عبر رائحة القهوة العربية التي ترقد دلالها على جمر الحطب في نقرة النار، داعية المتحلقين حسب احد الزوار: للانتقال ودون تخطيط مسبق إلى زمان جميل ولت أيامه، حيث يتحول المتحف مساء إلى مضافة أردنية تقليدية يتسامر فيها الساهرون.
محبتي لكم
