500طالب مهددون بالتشرد ووزارة التعليم العالي مطمئنه..!!
نصرالدين الطيب كانت الامور في اروقة اكاديمية السودان لعلوم الاتصال تسير بشكل طبيعي، استقرار علي كافة المستويات الدراسية، لكن وعلي نحو مفاجىء قررت وزارة الاعلام
الجهة الممولة للكلية عبر مؤتمر صحافي في الثاني والعشرين من شهر اغسطس المنصرم تجفيف الكلية وتحويلها الي مركز تدريب وتحويل الطلاب الدارسين بها الي جامعات اخرى كل حسب تخصصه، ورسم هذا القرار صورة قاتمة ومستقبلا مجهولا لحوالي (500) طالب يدرسون بالكلية منهم ماهو علي اعتاب التخرج واخرون في بداياتهم، هذا الي جانب كثيرين من اصحاب الوظائف الذين يعملون الان بالكلية، وطالما ان الصورة كذلك كان لابد في(أجراس الحرية) من وقفة لالقاء الضوء علي الامر وتطوراته.
خلفية:
يقول طلاب الاكاديمة انهم تفاجأوا بقرار الوزير بتجفيف الاكاديمية من قبل اجهزة الاعلام، بحيث ان القرار صدر كتصريح من قبل الوزير في مؤتمر صحفي في الثاني والعشرين من اغسطس الماضي، واثار هذا القرار حفيظة الطلاب باعتبار انه يضعهم امام العاصفة ويقلب حياتهم الاكاديمة راسا علي عقب بعد الاستقرار الذي عايشوه لفترات طويلة ، واول خطوة استفسار قام بها الطلاب كانت الي ادارة الاكاديمية التي ابلغتهم انها ايضا سمعت بهذا الحديث من وسائل الاعلام ولم يتم ابلاغها بصورة رسمية، وظل الطلاب علي هذا الحال المتخوف من عواقب غير محمودة علي مستقبلهم الاكاديمي الي ان جاءت تاكيدات من وزارة الاعلام وقطعت بان قرارا قد صدر بهذا الامر وقضي بتجفيف الكلية وتحويلها الي مركز تدريب علي ان يتم توزيع الطلاب الدارسين بها الي جامعات وكليات اخري في تخصصاتهم نفسها.
لم يجد الطلاب غير الاحتجاج الرسمي لدي وزارة الاعلام ورفضهم القاطع له لما له من تاثيرات كبيرة عيل مستقبلهم الاكاديمي وانه من غير المقبول ان يتم تحويلهم الي جامعات اخري لا يعرفون طرائق تدريسها والكورسات التي تدرسها وغيرها من المشاكل التي يمكن ان تواجههم، ويقول الطلاب انه وبعد مجاهرتهم برفض القرار كونوا لجنة منهم لمتابعة الامر، وكان اول لقاء لها مع ادارة الكلية بشكل رسمي باعتبارهم المفوضين من قبل الطلاب وباستفسار ادارة الاكاديمية عن الموقف.. ردت ادارة الاكاديمية بان كل من في ادارة الكلية هم موظفين في وزارة الاعلام وبالتالي لا يحق لهم اتخاذ اية خطوة رافضة او داعمة للقرار.. وعليكم كطلاب نقل استفسارتكم هذه الي وزارة الاعلام التي اصدرت القرار.
في مكتب الوزير:
الوجهة الثانية لطلاب الاكاديمة ممثلين في اللجنة المنتخبة كانت الي مكتب وزير الاعلام، وهناك وبحسب حديث عدد من اعضاء اللجنة مع (أجراس الحرية) تمت مقابلة اعضاء اللجنة بمدير مكتب الوزير الذي ابلغهم هو الاخر ان القرار صدر بالفعل، واضاف اليهم ان هذا القرار صدر منذ وقت طويل لكنه لم يعلن، وابلغهم ان القرار لا رجعة فيه وينص علي تجفيف الاكاديمية وتحويلها الي مركز تدريب، واقر لهم بان ادارة الكلية تعلم بالامر منذ وقت ببرنامج هذا التجفيف، وعن الاسباب التي دعت الوزارة لهذا القرار يقول اعضاء اللجنة بحسب ما افادهم مدير مكتب الوزير ان الاسباب متعلقة باخطاء في العمل بالاكاديمة، ويقول الطلاب انهم عندما استفسروا عن كنه هذه الاخطاء رد عليهم مدير المكتب ثانية بقوله انها اخطاء قديمة من الادارة السابقة.. ونحن بهذا القرار نريد ان نصحح هذا الخطأ.. اما عن مستقبلكم الاكاديمي فسيتم توزيعكم الي جامعات وكليات اخري. ويقول الطلاب انهم عندما اعترضوا علي حديث مدير المكتب وانهم لديهم احتجاج رسمي الي وزير الاعلام طلب منهم مدير مكتب الوزير صياغة مذكرة تحوي وجهة نظر الطلاب ومن ثم لقاء اللجنة المكونة من قبل الوزارة لذات الغرض تجفيف الاكاديمة للتفاكر معها حول الامر.
ويقول الطلاب انهم بالفعل اتفقوا علي صيغة خطاب حوي مطالبهم التي وصفوها بالعادلة، واشتمل الخطاب علي ثمانية بنود اهمها تمسكهم بالاكاديمية لما لها من مقومات اكاديمية علي المستوي النظري والعملي غير متوفرة في الكليات والجامعات التي سيتم تحويلهم اليها، هذا الي جانب ان البيئة الدراسية الموجودة بالاكاديمية غير متوفرة في كثير من الجامعات الاخري بحيث ان مجمل عدد طلاب الكلية بكافة المستويات لا يتعدي الـ(500) وعليه فان هذه الاجواء تمثل فرصة جيدة لتحصيل اكاديمي ممتاز.
رد الوزارة:
وبعد الاتفاق بين الطلاب ومدير مكتب الوزير علي كتابة خطاب وتسليمه للوزير، يقول الطلاب انه بالفعل تمت صياغة الخطاب وسلم الي مكتب الوزير، وجاء الرد بحسب الطلاب من المدير التنفيذي للوزارة والذي نقل فيه للطلاب تاكيد الوزارة علي الخطوة وشروعها في اجراءات مع وزارة التعليم العالي حتي لا يضار اي طالب من قرار التجفيف، وقالت الوزارة في خطابها ان قرار التجفيف الهدف الاساسي منه هو ان تضطلع الاكاديمية بدورها التدريبي وهو الاصل الذي أنشئت من اجله وسنعمل علي ان تكون الاكاديمية قبلة للتدريب المحلي والاقليمي وستكونون انتم اول من يتلقي الدورات التدريبية والتدريب العملي في الاكاديمية صقلا لمواهبكم وستكون الاكاديمية دائما بابا مفتوحا لكم لمزيد من التدريب في مجالات الاعلام المتطورة.
وزير التعليم العالي يرفض:
ويقول الطلاب انه وبعد هذا القرار اتجهوا الي وزارة التعليم العالي التي اكد لهم وزيرها ان قرار التجفيف الذي اتخذته وزارة الاعلام قرار خاطىء علي اعتبار ان وزارة الاعلام ليس من حقها توزيع الطلاب المجففه كليتهم واستيعابهم في جامعات اخري. وان هذا امر من صميم عمل وزارة التعليم العالي وليس لاية جهة اخري علاقة به.
مفارقة:
وتضمن دليل قبول الطلاب بالجامعات السودانية هذا العام قبول ما يقارب الـ(170) طالب بالاكاديمية التي صدر قرار بتجفيفها من قبل الجهة الممولة لها وهي وزارة الاعلام، ويقول مصدر مقرب من ادارة الاكاديمية فضل حجب هويته لـ(اجراس الحرية) ان الطلاب الجدد ظلوا يترددون الي مقر الاكاديمية للتسجيل ومن ثم بداية العام الدراسي لكن ادارة الاكاديمية ظلت عاجزة عن اخذ اي اجراء مع هؤلاء الطلاب نظرا للمشكلة القائمة الان، واقل خسارة يمكن ان يخرج بها هؤلاء الطلاب هي فقدان عام دراسي كامل اذا لم يتم تجاوز المشكلة بشكل عاجل وتجاوزها لابد ان يكون في الغاء القرار برمته حسب المصدر.
الطلاب يرفضون:
ويشدد طلاب تحدثوا لـ(أجراس الحرية) علي رفض قرار وزارة الاعلام، ويقول الطالب بالمستوي الثالث مجاهد عبد العزيز ان قرار وزارة الاعلام لم تخطر به وزارة التعليم العالي وهذا ما يكشف عدم التنسيق بين الوزارات، بحساب ان الطلاب مقبولون من قبل وزارة التعليم العالي ولا يحق لوزارة الاعلام ان تتخذ قرارا يعرض مستقبل ما يقارب الـ(500) طالب للخطر، فيما تقول الطالبة صفاء ابوعبيدة ان وزارة الاعلام تقول انها تنوي تحويل الاكاديمية الي مركز تدريب وتجفيف البكلاريوس وهذا يعني في نظر الوزارة ان شهادة التدريب افضل من البكلاريوس، وتقول ان القرار لم يراع نفسية الطلاب التي تقول انها محطمة تماما الان.
وزير التعليم يطمئن الطلاب:
في الاثناء طمأن وزير التعليم العالي بيتر ادوك طلاب الاكاديمة، وقال ان المشكلة قيد البحث مع وزارة الاعلام، وكشف بهذا الخصوص عن اجتماع يجمعه اليوم بوزير الاعلام كمال عبيد للوقوف علي الامر، وقال ادوك لـ(أجراس الحرية) امس انه لايحق لوزير الاعلام اصدار قرار بهذا الخصوص لجهة ان الاكاديمية تتبع لوزارة التعليم العالي وبالتالي لا يستطيع وزير الاعلام ايقاف التدريس بالكلية، وقال ادوك نعلم ان وزارة الاعلام ممولة للكلية لكن ليس من حقها تحويل الطلاب لجامعات اخرى، وقال ان اجتماع اليوم مع الوزير من شانه الوصول لقرار يجنب الطلاب خطر التشرد وضياع المستقبل، وزاد ان كل طلاب الاكاديمية مقبولون عن طريق الوزارة وبالتالي الوزارة هي جزء اساسي في حل مشكلتهم، وعلي اقل تقدير اذا تمسكت وزارة الاعلام بقرارها سنتمسك نحن ايضا في الوزارة باكمال الطلاب الدارسين حاليا اعوامهم والتخرج بشهادة الاكاديمية.
