صراع الأشقاء في غزة... اشتباكات مسلحة بين حماس والجهاد واعتقالات في صفوف فتح
http://www.factjo.com/newsImages/8018_l.jpg
الحقيقة الدولية - غزة-علي البطة
تشهد العلاقة بين حركة حماس من جهة وحركتي فتح والجهاد الإسلامي توتراً ملحوظاً في الآونة الأخيرة في مناطق عدة من قطاع غزة، حيث وقعت اشتباكات مسلحة بين عناصر مسلحة من حماس وأخرى من الجهاد في أكثر من منطقة.
وأصيب ثلاثة من عناصر كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح المسلح لحماس برصاص عناصر سرايا القدس الجناح المسلح لحركة الجهاد الإسلامي في آخر اشتباك بين عناصر الحركتين وقع في بلدتي خزاعة وعبسان الكبيرة المتجاورتين شرق مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة في وقت مبكر من فجر الثلاثاء.
ويشوب توتر في العلاقة بين قواعد الحركتين منذ سنوات طويلة لم تستطع قيادة الحركتين تذليها أو حتى السيطرة عليها، وتتدخل قيادة الحركتين مع كل اشتباك جديد لتطويقه ومنع انتقاله الى مناطق أخرى من القطاع.
وتقول مصادر فلسطينية في عبسان الكبيرة : إن إطلاق النار وقع بين الطرفين بعد رفض احد المقربين من السرايا إغلاق متجره في ساعة مبكرة من الليل نظراً لوقوعه في بلدة خزاعة الحدودية، حيث طلب منه احد كوادر القسام إغلاقه في وقت باكر إلا أنه رفض فوقعت اشتباكات بالأيدي بين الطرفين ، تدخل حينها عناصر القسام ، واقتادوا صاحب المتجر وابن عمه المسئول في سرايا القدس.
وأضافت المصادر " بعد اقتياد الاثنين اعترض عدد من عناصر السرايا سيارة الجيب التي كانت تقل الجميع ، ورشقوهم بالرصاص ما أدى الى إصابة ثلاثة من عناصر القسام ، وصفت جراح احدهم بالخطيرة.
وتقول مصادر حماس: إن مفجر المشكلة مع الجهاد من عناصر فتح، وتقرب الى الجاهد بعد فقد فتح سيطرتها على غزة قبل سنتين ، وتضيف مصادر حماس الى التحاق أعداد كبيرة من عناصر فتح في صفوف سرايا القدس لتشكيل غطاء لهم من ملاحقة أجهزة الأمن، وهو ما تنفيه حركة الجهاد باستمرار وتؤكد إصدارها قراراً بمنع استيعاب أي من عناصر فتح الإشكالية.
وتدخلت قيادة الحركتين في محافظة خان يونس للسيطرة على الخلاف ومنع انتقاله الى بقية مناطق القطاع ، وتوصل الطرفان الى حل يقضي بتسليم عناصر السرايا التي أطلقت النار الى الشرطة التابعة لحكومة حماس عند العاشرة من صباح أمس الثلاثاء ، وإلا رفع الغطاء التنظيمي عنهم ، لكن أي من الأمرين لم يتم حتى عصر الثلاثاء، في محاولة من قيادة الجهاد حل الإشكال بعيد عن الأجهزة الأمنية .
ووقع اشتباك مسلح بداية الأسبوع الحالي بين عناصر الحركتين في مدينة رفح جنوب قطاع غزة، اثر تطور خلاف بين عناصر الحركتين حول نقاط تمركز مسلحي الحركتين ، لكن تم السيطرة عليه بعد يومين من المشاورات.
وفي المقابل ، استدعى جهاز الأمن الداخلي التابع لحكومة حماس في غزة فجر أمس الثلاثاء عدداً من قادة حركة فتح الميدانيين في القطاع ، وتركزت حملة الاستدعاءات والاعتقالات في محافظتي شمال القطاع وخان يونس حسب حركة فتح .
وجاءت الحملة ضد كوادر فتح في غزة على الرغم من تأكيد أجهزة الأمن في غزة وقف حملة اعتقالات كانت على وشك شنها ضد قادة فتح وكوادرها عقب إطلاق احد عناصر جهاز الأمن الوقائي الموالي للرئيس الفلسطيني محمود عباس النار على قدم الشيخ حامد البيتاوي احد قادة حماس في الضفة الغربية والنائب عنها ظهر الأحد الماضي.
وقال فهمي الزعارير المتحدث باسم حركة فتح : إن حماس تشن حملة مسعورة من الاختطافات والاستدعاءات ضد عناصر وكوادر حركة فتح تتركز في شمال غزة وتمتد لبقية أقاليم الحركة وقطاعاتها الجماهيرية وفي مقدمتها الشبيبة الفتحاوية.
وأكد أن حماس وعبر عناصرها، داهمت منازل العشرات من قيادات الحركة فجر الثلاثاء، واستدعت العشرات منهم لمراكز التحقيق التابعة لها، للمقابلة والتحقيق، وأنها اعتدت عليهم جسديا ومعنويا.
وأوضح الزعارير أن حماس اختطفت محمود قنن، أمين سر منظمة الشبيبة الفتحاوية في قطاع غزة، بعد مطاردته لثلاثة أيام، لافتا إلى أن العشرات من قيادات وكوادر الحركة ما زالوا مطاردين وخارج بيوتهم، من قبل عصابات حماس.
وأعلنت مصادر خاصة مقربة من حكومة حماس وأجهزتها الأمنية عن وقف الأجهزة الأمنية حملة اعتقالات كانت تعتزم القيام بها في صفوف قيادات حركة فتح في القطاع، استجابةً للنداء الذي وجهه البيتاوي ، لرئيس الحكومة في غزة إسماعيل هنية بـ"ألا يتم الرد على جريمة الاعتداء عليه، وذلك حفاظاً على الوحدة الفلسطينية".
المصدر : الحقيقة الدولية - غزة-علي البطة- 22.4.2009
