الضغوطات النفسية هل تؤثر على الانسان
الضغوطات النفسية تؤثر على الانسان
http://www.alrai.com/img/161500/161730.jpg
من المجمع عليه طبياً ان الضغوطات النفسية بشتى انواعها، سواء كانت اقتصادية، او دراسية، او عملية، او اجتماعية، او عائلية او سياسية.. الخ. ذات تأثير على النفس البشرية بردود فعل متنوعة فحينما تكون الضغوطات فوق طاقة الفرد، او ان الفرد نفسه ذو قدرات ذهنية ونفسية وشخصية لا تمكنه التكيف الايجابي لمواكبة متطلبات حياته الآنية والمستقبلية، فإن اثارها النفسية ترتد عليه سلبياً، متمثلة بالشعور بالاحباط النفسي، او الشعور بالعجز والتذمر، والعصبية، وسهولة الاستثارة، وارتفاع مستوى القلق الى ان يصل مرحلة القلق المرضي ومن ثم الدخول في مرحلة الاكتئاب، وتدني الدافعية لمواكبة متطلبات الحياة الطبيعية والانكفاء على الذات، واضطرابات سلوكية توترية تسقط وتزاح على الاخرين سواء كانوا زملاء او عائلة او زوجة.. الخ. مؤدية الى اضطراب العلاقات الشخصية فمزيد من القلق والتوتر والدخول في الحلقة المفزعة.
ومن الناحية البيولوجية فإن لهذا الشأن تأثير على نواح كثيرة جسدية خاصة الجهاز الهضمي واغلب اعراضه النفسية: اضطراب المعدة الوظيفي، واضطراب القولون العصبي والنفسي، المتمثلين بالآلآم ونوبات الاسهال والامساك، والغازات والغثيان، وتقرح المعدة والقولون، واضطرابات حركات القلب المتمثلة بالتسارع والشعور بالاختناق، وارتفاع ضغط الدم الشرياني، وارتفاع مستوى سكر الدم والكولسترول والدهنيات بفعل اضطراب النواقل العصبية الناجمة عن شدة القلق او التوتر.
اما بالنسبة للجهاز العصبي المركزي فإن اغلب الاثار تظهر بشكل الصداع خاصة الصداع النصفي او الصداع في الجزء الامامي والخلفي من الرأس، والخدران في الاطراف، وعدم الاتزان والدوخة.
ومن الناحية الجنسية فإن اغلب الاصابات تتمثل بتدني الدافعية للرغبة الجنسية وضعف الانتصاب وسرعة القذف.
اما بالنسبة للاثار الجلدية فهي كثيرة، كون الجلد مرآة النفس فمن ناحية التطور الجنيني فإن اصل الجلد من الجهاز العصبي في المراحل الاولى تكون الجنين واغلب الاصابات تتمثل بسقوط الشعر، والثعلبة، وهوس قلع الشعر، والاكزيما والحكة النفسية العصبية وظهور البثور على الوجه، واختلاف لون الجلد سواء باللون الداكن او زوال اللون الطبيعي لبعض المناطق، وظهور الصدفية وترهل الجلد وخاصة في منطقة الوجه.
اما بالنسبة للغدد فإنه من الثابت ان التوتر النفسي يؤدي الى افراط في افراز الغدة الدرقية والعكس صحيح، وارتفاع نسبة الكورتزون من الغدة فوق الكظرية وما لها من اثار سلبية على مختلف اعضاء الجسم.
ومما لا شك فيه ان التوتر النفسي يؤدي الى انقباض العضلات في مختلف اعضاء الجسم، مما يؤدي الى الالام العصابية المتنوعة من المفاصل، والظهر، والرقبة، الاطراف، وعضلات الصدر، والالم في الفكين والاسنان واهتراء الغطاء الواقي للاسنان (المينا). وقد اثبتت الدراسات العلمية بشكل قاطع ان الضغوطات النفسية العالية او الكثيفة وما ينجم عنها من معاناة نفسية لها تأثير على ضعف المناعة وذلك بتأثيرها على الليمفاوية (ت) المسؤولة عن المناعة ومنع حدوث الاورام والاصابة بالالتهابات الجرثومية، وبالتالي فقد اثبت الدراسات مثلا ان الاصابة بسرطان البنكرياس لدى الرجال الذين يعانون من التوتر يبلغ ضعفي الذين لا يعانون من التوتر، وان اورام الثدي هي (ثلاثة اضعاف) لدى النساء من اللواتي يعانين من الضغوطات النفسية من اللواتي لا يعانين والابحاث العلمية في هذا الشأن مستمرة.
