دراسات علمية تؤكد احساس الأجنة بالألم
دراسات علمية تؤكد احساس الأجنة بالألم
http://www.n5555n.com/folder1/n55n.com_F3N5VEZHUA.jpg
ايمان شعبان خوري - أثبتت الدراسات العلمية أن الأجنة تشعر بالألم، عند إجراء عمليات جراحية لها مثل أخذ عينات من الدم أو سحب السوائل من الرئة أو الفحوصات الوراثية. وعادة ما يعطي الأطباء الأم عند الخضوع لهذه العمليات أدوية مخففة للألم، بينما لا يتم إعطاء الجنين أي شيء، وذلك لاعتقاد الاطباء بأن الجنين لا يشعر بالألم، واستمر الحال كذلك، الى أن بدأ بعض الاطباء بالتساؤل أن كانت مثل هذه العمليات مؤلمة للجنين أم لا، خاصة وأنها تطبق على كائن حي وبدون تخدير.
في ضوء ما سبق، قام الرئيس السابق في كلية طب الاطفال الملكية البريطانية سير ستانلي سيمونز وسير جون بيل بعقد لقاء طبي في لندن لمناقشة إمكانية اجراء ابحاث على مدى وعي الأجنة في الأرحام.
منذ عشرين سنة، تعلم الاطباء أن الاطفال حديثي الولادة لا يختبرون الألم بالطريقة التي يختبرها فيه البالغون. إلا أن الأبحاث الحديثة أظهرت أنه عند تعرض الاطفال حديثي الولادة لوخز الابر عند اجراء الفحوصات الطبية لهم يزيد من افراز هرمونات خاصة في الدم .
د. فيفيت كلوفر، طبيبة الاطفال في مستشفى الملكة تشارلوت - لندن، تقول :- إن الأجنة تتعرض لتدخلات كثيرة تسبب لها الألم، منها وأهمها عملية الولادة نفسها والأعراض المصاحبة لها، وعملية سحب الجنين من رحم أمه باستخدام أدوات السحب المؤلمة .
ويؤكد الاطباءان قدرة الشخص على تحمل الألم تتطلب وعياً كبيراً منه لماهية الألم. وعند الكبار يعتمد هذا الوعي بالألم على قوة النشاط الكهربائي في قشرة الدماغ، إلا أنه عند الأجنة وبناء على قول د. كلوفر، فإن الجنين في عمر 13 اسبوعاً، لا يمتلك مثل هذا النشاط الكهربائي في قشرة دماغه، وفي عمر 26 اسبوعاً، تكون أجهزة الجسم قد اكتملت مما يجعله يشعر بالألم تماماً كما يشعر به الطفل حديث الولادة.
ويشار الى ان أول دراسة علمية في العالم اجريت لمعرفة مدى احساس الجنين بالالم عند ادخال إبرة في بطنه، دراسة قام بها البروفيسور نيكولاس فيسك، اختصاصي طب الأجنة في مستشفى الملكة تشارلوت ، على 47 جنيناً، اضطر الاطباء لاجراء عمليات نقل دم لهم وهم في أرحام أمهاتهم. إذ أخذ عينات من دم الأجنة في بداية الاجراء الطبي وفي نهايته، واجرى بعد ذلك مقارنة لمستوى هرمون كورتيزول ( هرمون يفرز في الدم عند التعرض للتوتر ) قبل اجراء الفحص وبعده. وقد أظهرت النتائج أن مستوى هرمون كورتيزول في الدم في نهاية الاجراء الطبي ارتفع بنسبة 200 % كما زادت نسبة الاندورفينات في الدم ( مواد طبيعية يفرزها الجسم لمقاومة الألم ) بنسبة 600 % عن المعدل الطبيعي لها. ويقول د . فيسك :- ان ما قام به كان الاول من نوعه لتحديد مقدار الألم الذي يتعرض له الجنين .
وفي دراسة علمية أخرى، قام د . فيسك وزملاءه بقياس كمية الدم المتدفقة الى الدماغ عند 14 جنيناً، ووجدوا أن كمية الدم المتدفقة الى دماغ سبعة أجنة ارتفعت بشكل حاد عندما غرزت إبرة في كبدها مقارنة مع كميتها عند سبعة أجنة أخرى سحب الدم من الحبل السري فيها. ويضيف د. فيسك قائلاً :- يبدو من النتائج أن تعرض الجنين الى ضغط أو توتر، يتسبب في ايقاف ضخ الدم الى أعضاء غير حيوية في جسمه مقابل زيادة ضخ الدم الى الدماغ مباشرة.
عمل د. فيسك أيضاً على إختبار تأثير جرعات صغيرة جداً من مخدر يدعى فنتالين، على أجنة في أرحام امهاتها، وقبل تعريضها لأي اجراء طبي مؤلم. ولاحظ أن بعض هذه الاجنة أظهرت تأثير قليل للمخدر على إفراز الاندورفينات ولم تؤثر في مستوى الكورتيزول. ويعتقد د. فيسك ان هذا التأثير البسيط قد يعود لصغر حجم جرعة المخدر المعطاة للاجنة إذ لم يسمح له من ناحية طبية وأخلاقية بزيادة جرعة المخدر لدراسة التأثير الذي تحدثه.
بعض الاطباء شككوا في نتائج دراسات د. فيسك العلمية فيما يتعلق بارتباط الهرمونات بالألم. فعلى حد قول د. كيبريانوس نيكوليدس من جامعة لندن والخبير في طب الأجنة :- إن الدراسة أظهرت تغيرات معينة في الهرمونات، لكن قد يكون تغير واحد فقط من هذه التغيرات مرتبط بالألم بينما التغيرات الاخرى ليس لها علاقة به.
وبسبب انقسام الأطباء في الرأي، بين مؤيد ومعارض للنتائج، وبخاصة مع قول بعض الباحثين ان مثل هذه الدراسات مضيعة للوقت، يأمل د. فيسك بالحصول على الدعم الكافي لاتمام أبحاثه في هذا المجال.
