طفلة من رحم أمها..الى حاوية قمامة فـي جبل عمان
[IMG]http://************/upload/5-09-2007/0.375340118899.jpg[/IMG]
لم يمض على ولادتها ساعات...فقد خرجت الى الدنيا قبل قليل و بلا اسم لتجد نفسها في حاوية قمامة وليس في حضن والدتها.
ما تزال آثار عملية الولادة بادية عليها وما زال (الملقط ) الذي يمسك بقايا الحبل السري الذي حررها من مرحلة الاعتماد على والدتها ..! فاصبحت كائنا حيا مستقلا موجودا ليثبت أنها طفلة ومضى على ولادتها ساعات فقط..
أنها الطفلة ولعلي اعرفها بلام التعريف لاخراجها من دائرة الانكار العبثية التي اودت بها الى حاوية .. حين تم العثور عليها صباح أمس في الحاوية في منطقة جبل عمان ملفوفة في كيس النفايات وعليها قطعة حرام -وتقرا الكلمة بكسر الفاء اوفتحها ..فالامر سيان.
الناطق الإعلامي في مديرية الأمن العام الرائد بشير الدعجة بين أن عمال النظافة في المنطقة هم الذين وجدوا هذه الطفلة التي ما تزال على قيد الحياة وقد قدر عمرها بساعة واحدة.
وقال حولت إلى مستشفى البشير لفحصها ومعاينة حالتها .
وحسب الدكتور محمد الروابدة مدير مستشفى البشير ففي الساعة الحادية عشرة والنصف من صباح أمس تم إحضار طفلة حديثة الولادة إلى المستشفى عن طريق الشرطة وهي بوضع صحي مستقر وتزن كيلوغرامين و750 غراما وتم فحصها والتأكد من وضعها الصحي العام.
وأشار الروابدة أن الطفلة كانت تعاني من عدم انتظام في ضربات القلب وتجري متابعتها وستجرى عدة فحوصات لها للتأكد إن كانت تعاني من تشوه خلقي في القلب أم لا.
وعن التقديرات الطبية لمكان ولادة الطفلة بين الروابدة أن الملقط الذي يوضع عادة للطفل المولود حديثا بعد قطع الحبل السري لا يزال موجودا عليها مما يدل على إن الطفلة قد تم توليدها إما بإحدى المستشفيات أو على يد قابلة في المنزل.. ويضيف من الصعب تحديد أو أثبات مكان ولادتها إلا أن استخدام هذا الملقط بعد قطع الحبل السري يدل على ان الولادة تمت من قبل أشخاص أو جهة طبية على دراية بعملية الولادة وتبعاتها.
وأكد الروابدة ان مستشفيات وزارة الصحة لا تستقبل أي حالة ولادة إلا بعد إظهار دفتر العائلة ولا تسلم الطفل لاسرته إلا بعد التأكد من دفتر العائلة مؤكدا على الاهتمام بهذا الجانب وعدم السماح بمغادرة الطفل المولود دون التأكد من هوية الوالدين.
اما مدير المركز الوطني للطب الشرعي الدكتور مؤمن الحديدي فاشار إلى أن هناك حالات لأطفال حديثي الولادة تصل للمستشفى وللمركز الوطني للطب الشرعي البعض منها إحياء واخرى متوفاة.
اطفال الحاويات والشوارع
ويكمل الدكتور الحديدي في العام الواحد يتم معاينة حالتين لأطفال حديثي الولادة تم إلقاؤهم أما في الحاويات أو في الشوارع العامة أو على أبواب المساجد أو على أبواب المستشفيات مشيرا إلى أن هذه الحالات يتم تحويلها لمؤسسة الحسين التابعة لوزارة التنمية الاجتماعية إذا كان الطفل لا يزال حيا بعد أن تتم معاينة وضعه الصحي العام وكتابة تقرير يرسل للمؤسسة.
اطفال تفتحت عيونهم على ما هو موجود في الحاويات بدلا من رؤية وجوه أمهاتهم، و انتظروا رؤية ام طوال تسعة اشهر قضوها في الأرحام التي أشعرتهم بالدفء والحنان الذي تبدد فور ولادتهم وكانت الشوارع مكانهم الأول ليستبدلوه بالمؤسسات الاجتماعية التي تستقبلهم بعد أن يحولوا إليها عن طريق الشرطة. الناطقة باسم وزارة التنمية الاجتماعية مديرة العلاقات الدولية زين سحيمات أشارت إلى أن الأطفال حديثي الولادة يحولون إلى مؤسسة الحسين الاجتماعية التابعة للوزارة من قبل الشرطة حال عدم التمكن من معرفة أمهاتهم أو آبائهم.
وأضافت أن المؤسسة تتولى الاعتناء بالطفل الذي يتم فحصه طبيا واستلامه بتقرير طبي يؤكد أن صحته العامة مستقرة ولا يعاني من مشاكل تستدعي بقاءه بالمستشفى حيث يتم الاعتناء به وإعطائه اسما يسجل في أوراق المؤسسة.
وتؤكد سحيمات أن الوزارة حريصة على تقديم الرعاية لهؤلاء الأطفال الذين يتم بعد فترة السماح لأسر غير قادرة على الإنجاب من احتضانهم من خلال تعليمات الاحتضان التي تضمن أن يعيش الطفل في أسرة قادرة على توفير احتياجاته النفسية والعاطفية والجسمية لتحل مكان أسرته التي تخلت عنه.
وبينت سحيمات أن احتضان هؤلاء الأطفال خصوصا حديثي الولادة هي الطريقة الأنسب لهم لتوفر لهم أجواء أسرية بدلا من بقائهم بالمؤسسات طوال عمرهم . وبينت إحصائيات المؤسسة أن عدد الأطفال - مجهولي النسب - على مدار الستة أعوام السابقة وصل إلى ستة عشر طفلا منهم ستة أطفال العام الحالي فقط وهو العام الذي شهد ارتفاعا بإعداد الأطفال حديثي الولادة مجهولي النسب مقارنة مع الأعوام السابقة.
وكلمة ...
هذه الطفلة التي انضمت لأطفال آخرين وجدوا أنفسهم أما في الحاويات أو في الشوارع هم ضحايا بكل ما تحمله هذه الكلمة من معاني وهم شواهد حقيقية على جحود قلوب أمهاتهم ورحيل الشفقة والحنان وغرائز الأمومة من قلوبهن عندما تخلين عن فلذات الاكباد بهذه الطرق البشعة .
فأي أم تقوى على رمي طفلها في حاوية فور ولادته؟ وأي قلب هذا الذي يعرض كائنا حيا لهلاك حقيقي عند رميه بالحاوية أو بالشوارع ..!
ويبقى الطفل يتساءل ..بلا نهاية ويوما بعد يوم بأي ذنب حرمت من حضن أمي ومن حنان وعطف أبي ليكون مصيري هذا المصير المؤلم الذي بدأته بلحظة ومكان الولادة وما زلت أكمله بحزن ابدي!
