شفا بدران.. سوف.. الوهادنة - بعض عشائر هذه المناطق

بوح تفاعلي : شفا بدران.. سوف..الوهادنة

http://www.alrai.com/img/177500/177448.jpg

هي عودة إلى بعض القرى، وفي ذلك إنصاف لتاريخها، ولذاكرتها، وللمجتمع الذي تماهى فيها، وهي استكمال لما كان قد كتب عنها، أو إطلالة أخرى على ما خفي فيها، وهذا بعض بوحها، وسعيها، وعزم أهلها على أن يكتمل البوح غير منقوص لقراهم التي عايشوها، وأحبوها، فصارت بهم لحما ودما وروحا، وصاروا فيها قصصا، ونقوشا، وكلمات طيبة في كتاب تلك القرى.. هنا بوح آخر من خلال ردود وردت تضيف جديدا على الحضور الاجتماعي لثلاث قرى كنا كتبناها، بحسب ما وسعنا السعي، لكنها بفضل أهلها تكتمل قصتها كما يليق بها.

شفا بدران..عشيرة أبو ريشة

الإضافة على بوح القرى الخاص بقرية شفا بدران جاء من السيد محمد نايف أبو ريشة، والمهندس عمر زايد أبو ريشة، وفي كتابتهما تفصيل حول نسب عشيرة أبو ريشة التي مررنا على ذكرها ضمن الخريطة الاجتماعية لقرية شفا بدران.
الرسالة تبدأ بسبب التسمية ''أبو ريشة''، حيث أنه بحسب رواية السيد محمد والمهندس عمر أنه '' في سنة 680 هـ وقعت معركة حاسمة بين الملك قلاوون والتتار، وذكر المؤرخ الشهابي في تاريخ حديد الشهابي ص 450 أن فارسا يدعى عيسى بن مهنا اشترك في هذه المعركة، وهاجم جيوش التتار من الخلف وهزمهم، وأبلى بلاء حسنا، وتقديرا لبطولاته هذه كافأه الملك المنصور قلاوون بهدايا من الذهب، كما أنه وضع ريشة من الذهب على مقدمة عمامته، دلالة على الفروسية، وأصدر تشريفا بتقليده منزلة عالية، وصار لقبه ''أبو ريشة''، وصار هذا الاسم مرتبط بجميع أبنائه من بعده''.
يدعم الكاتبان هذه القصة بمقولات تاريخية لأسماء ومؤرخين كبار، كما أنهما يدللان من خلال تلك المقولات على امتداد المساحة التي كان يفرض عليها ''أبو ريشة'' سيطرته لتصل أطراف العراق، وحوران، والجولان، ودمشق والغوطة.
هذا بالنسبة للتسمية التي يرجعانها إلى تلك القصة، والأحداث، في الأزمنة الموغلة في القدم، ثم بعد ذلك يعيدان نسب العشيرة إلى ''قبيلة ربيعة طائيين كما ورد في كتاب المحامي الأستاذ احمد فرحان، حيث قال الإخباريون أن أب القبيلة نزح من بلاد اليمن بعد سيل (العرم) وسار إلى بلاد الحجاز وأوغل فيها، واستقر في الجبلين (أجا وسلمى)، بعد أن حارب قبيلة بني أسد، وهزمها، وأجلتهم عن الجبلين حتى عرفا بجبلي طي، وأصبح منهم الشاعر والفارس والأمير''.
لكن بخصوص عشيرة أبو ريشة في شفا بدران، وتاريخ استقرارهم فيها، ومسيرتهم إليها، تفز الأحداث في الرسالة إلى مرحلة، وأسماء أخرى، كما يوردها كاتبا الرسالة بأنه '' بعدما تمكن مدلج بن ظاهر ابو ريشة من طرد حسن قدم حسن أبو ريشة إلى منطقة البلقاء سنة 1031 هـ، واستقر هذا في منطقة شفا بدران، وكان كريما، ومن الفرسان الأشداء، ويملك الكثير من الإبل والحلال والخيل، وأنجب ابنا اسماه مرعي بن حسن ابو ريشة، وقد ورث عن أبيه جميع الصفات الحميدة، وهذا أنجب 3 أبناء منهم سحوم بن مرعي بن الحسن ابو ريشة الذي وطد علاقته في المنطقة، وتزوج بنت الشيخ مصطفى الخوالدة في بلعما، وكان جوادا كريما يحب الضيوف.
ولقد تحالف سحوم ابن مرعي ابو ريشة مع ابن عدوان/عشيرة الصالح، وتصاهر معهم، حيث تزوج سلطان باشا العدوان بنت سحوم أبو ريشة، والشيخ فرحان فرحان العباس أيضا أخذ البنت الأخرى لسحوم أبو ريشة، وسلطان العدوان اخذ بنت غثيان ابو ريشة، وغثيان ابو ريشة تزوج ابنة كايد الشبيب النمر(وهي ام محمد الغثيان)، وتزوج محمد ابن دهيمش ابو ريشة من بنت الشيخ مدفع بن فياض العدوان(أم صالح ونايف)، وأصبحت علاقة أبو ريشة مع شيخ البلقاء وفارسها علاقة قرابة ومصاهرة.
كما أنه قد اشترك سحوم ابو ريشة مع ابو عرابي في قسمة الأراضي وتوزيعها في شفا بدران، وبعد ذلك دفن سحوم أبو ريشة في مقبرة ياجوز، بعد أن عقب أربعة أبناء هم دهيمش، وغثيان، وحسن، وفياض''.
من جانب آخر يضيف كاتبا الرسالة بأن '' محمد بن مرعي ابو ريشة عقب محسن، وعبد المحسن، وأحمد الذي قتل في معركة كون الزلاقة في البلقاء، والآن من كبار عشيرة أبو ريشة الشيخ نايف محمد ابن دهيمش ابو ريشة احد المؤسسين لمجلس قروي شفا بدران سنة 1979م، وقد أمضى في رئاسة المجلس القروي 8 سنوات، وله ثلاثة أبناء هم محمد ويوسف، وحسين''.

سوف.. وعشيرة الزريقات

أما قرية سوف في محافظة جرش فإن بوحها لا ينتهي، وقصصها، وتفاصيلها بحاجة إلى مساحات عدة للإلمام بها، ولكن الرد منها جاء لإضافة معلومات حول جوانب من ذاكرة وتاريخ عائلة الزريقات فيها، وجاءت الرسالة التفاعلية عن أبناء عشائر الزريقات من محمود نايف أبو الكشك زريقات، ومحمد يوسف عقله زريقات، وعبد الله علي أبو الكشك زريقات، وفي الاستدراك الوارد في كتابتهم بأنه لا توجد قرابة بين عائلة أبو الكشك وعرب أبو كشك والخلط يأتي من مجرد تشابه أسماء، بينما لقب أبو الكشك، في العائلة، أطلق على الحاج احمد علي زريقات احد أبناء عشيرة الزريقات قبل أكثر من (150) سنة وذلك لأنه كان يقدم الطعام وخاصة (الكشك) لضيوفه في عام المجاعة حيث كان يملك قطعاناً من المواشي والأغنام''.
وتكتمل المعلومات في الرسالة بذكر تقسيمات عشائر الزيقات في الأردن، بذكر أنها '' تنقسم إلى أربعة أفخاذ هم (أل فرج و أل عساف و أل مقبل و أل عوده) وهم جميعا أبناء محمد بن إبراهيم بن الشيخ احمد الزريقي الذي أنجب كلا من : (إبراهيم جد عشائر الزريقات في الأردن وجنوب سوريا، و سنقر جد عشائر الزريقات في العراق /الملقبين ابو طبيخ/، وعبد الرحمن جد عشائر الزريقات في لبنان وشمال سوريا، ومحمد جد عشائر الزريقات في فلسطين/ الملقبين بآل العتيلي).
وهؤلاء جميعا هم أبناء احمد الزريقي صاحب المقام المعروف في عتيل في فلسطين والذي يعود بأصوله إلى الشيخ محمد الرفاعي قدس الله سره والذي يعود بأصوله إلى الإمام موسى الكاظم حفيد الحسين بن علي بن أبي طالب وفاطمة الزهراء ابنة الرسول صلى الله عليه وسلم ويقوم الان نفر من أبناء عشائر الزريقات بتوثيق شجرة النسب الخاصة بهم في كتاب يرجع الفروع إلى الأصول في جميع أنحاء الأردن.
أما الأماكن التي يوجد فيها أبناء عشائر الزريقات الذين ارتحلوا من سوف إلى باقي أنحاء المملكة فهي (الرمثا، الشجرة، السفينه، اربد، الزرقاء، المفرق، عمان، المجدل، الجزازه، زقريط، جرش، مقبله) هذا بالإضافة إلى قسم أخر ارتحل إلى جنوب سوريا في كل من (درعا، نصيب، جمرين، عين شمس، المتاعية)''.

الوهادنة.. بدر ومقطّش

حين زرنا الوهادنة، كتبنا عنها، وجمعنا بعض تاريخها من ذاكرة المقيمين فيها، وقد عرجنا في رسمنا للخريطة الاجتماعية باتجاه عائلة بدر المقيمة في الوهادنة، وتلمسنا في تلك الكتابة علاقة هذه العائلة بكل من عائلتي مقطّش وعويس.
المحامي ''جريس صالح مقطّش'' بعث ل''بوح القرى'' مصححا، ومضيفا، بعض المعلومات الخاصة بالعلاقة بين (عائلة بدر) المقيمه في الوهادنه مع عائلة مقطّش، حيث يقول:.
''بصفتي احد أبناء عشيرة مقطّش وبعمر يزيد على السبعين عاما، ومن المهتمين بتاريخ عشيرتي وبكل أمانة وموضوعيه، أقول أن عدد الأجيال المتحدرة من الجد (مقطّش) منذ وجوده في عجلون، وحتى زمننا هذا، هي تسعة أجيال، بينما عدد الأجيال المتحدرة من الجد (بدر) وحتى زمننا هذا، هي ستة أجيال، وبحسب القاعدة العامة لاحتساب الأجيال في أن الفاصل الزمني بين كل جيل وجيل هو 25 عاما، وبذلك يكون الزمن الذي مضى على وجود الجد (مقطّش) في عجلون وعنجره حتى زمننا هذا هو 205 أعوام، والزمن الذي مضى على وجود الجد (بدر) في قرية الوهادنة وحتى زمننا هذا هو150 عاما، أي بفارق زمني بين الأجيال المتحدرة من الجدين (مقطّش و بدر) هو 75 عام، وهذا يعني تقديريا، أن بدء الوجود للجد (مقطّش) في عجلون وعنجرة كان (1803م) ميلادي، بينما بدء التواجد للجد (بدر) في قرية الوهادنة هو (1858م) ميلادي.
كما أن القيود الرسمية لبلدية عجلون الكبرى تفيد بأن احد أبناء الجيل الخامس من الأجيال المتحدرة من الجد (مقطّش) والمدعو يعقوب السبعي، كان خلال الأعوام ''1932 1940 -'' رئيسا لبلدية عجلون، وفي هذا قرينة على مدى انتشار عشيرة مقطّش في جبل عجلون''.
ويضيف المحامي جريس بأن ''من هو على قيد الحياة حتى كتابة هذا الرد، من أبناء الجيل الرابع للجد بدر، هم خمسة أحياء فقط، ولو أخذنا بمقولة أن بدر هو أخ شقيق لمقطش، لوجب أن يكونوا مع من هم من أبناء عمومتهم من نفس الجيل الرابع، بينما واقع الحال يشير إلى أنهم يعيشون مع أبناء الأجيال (السابع والثامن والتاسع) للجد مقطّش.
وإن العلاقة الصحيحة للجدين بدر ومقطّش، يمكن وضعها وفق ما ورد في تاريخ شرقي الأردن وقبائلها للمؤلف فردريك ج بك، لعام 1934 ص/416 و 417 وقد جاء فيه أن: (عويس ومقطش نزحا من وادي موسى ونزلا في قرية كثربا بجوار الكرك اثر اقترافهما جريمة قتل .. ثم رحلا إلى قرية جبل عجلون واستقرا فيها وهم مسيحيون روم ارثوذوكس ومنهم لاتين.. وقد خرج منهم فروع إلى قرية عنجرة وخربة الوهادنة وجنين بفلسطين).
وكذلك ورد ذكرهم في كتاب معلمه للتراث الأردني لروكس العزيزي / الجزء الرابع - الطبعة الأولى 1984 ص/185 حيث أشار بأن '' لقب المقاطيش بهذا اللقب نسبة إلى جدهم الذي قتل واحدا، وهرب هو وأقاربه من وادي موسى إلى قرية كثربة القريبة من الكرك، ومنها رحلوا إلى عجلون، كما روى لي ذلك احد كبارهم سنة 1934 في عجلون)، والمقصود هنا هو المرحوم يعقوب السبعي المقطّش، رئيس بلدية عجلون لنفس الفتره الزمنية التي ذكرها روكس العزيزي''.
وفي نهاية الرسالة التي بعثها الأستاذ جريس مقطّش، يوضح جذر العلاقة ما بين بدر/ الوهادنة، ومقطّش/ عجلون وعنجرة، متكئا في ذلك على الموروث الشعبي، وديمومة العلاقة الطيبة بين أبناء كل منهما، ولخص ذلك بأن '' الجد ( بدر) إن هو إلا احد أبناء الجيل الثالث من أجيال الجد مقطّش، حيث الأخ الشقيق له، المدعو (برهم) من والدهما المدعو (يوسف) احد أبناء الجيل الثاني من أبناء مقطّش، و(يوسف) هو الأخ الشقيق للمدعو (يعقوب) ووالدهما هو (خليل) احد أبناء الجيل الأول للجد (مقطّش) . وما يؤكد ذلك التسلسل، إن أبناء شقيق بدر، وأبناء عمومته المشار إليهم، معروفون اجتماعيا باسم (مقطّش)''.