http://s1h1up.com/uploads/14e6e9a5a3.gif
الحمد لله ذي الملكوت والسلطان، والصلاة والسلام على رسول ربنا الرحمن،
حمداً لله الذي لا إله إلا هو الوهاب الذي أنعم على عباده بنعم كثيرة
{ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لا تُحْصُوهَا إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ } .
فإنه مهما عاش الإنسان في هذه الحياة ومهما طال به البقاء بها،
ومهما استمتع بشهواتها وملذاتها، فإن المصير واحد والنهاية محتومة،
ولابد لكل إنسان من نهاية، وهذه النهاية هي الموت الذي لا مفر منه،
قال تعالى:
(كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ
فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ
وَما الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ ) آل عمران: 185
نحن الآن على طرف قنطرة نوشك أن نعبرها
لتستقر أقدامنا على طرف قنطرة أخرى ،
فخطوة نودع بها وأخرى نستقبل بها ،
نقف بين قنطرتين مودعين ومستقبلين،
مودعين موسماً كاملاً أودعنا فيه ما شاء الله أن نودع،
فخزائن بعضنا مليئه بما هو له، وخزائن بعضنا مليئه بما هو عليه،
ومن الناس من جمع ما له وما عليه. ومستقبلين عاماً جديداً.
فكيف تعرف ما لك وما عليك؟
مطلوب منك أحضار الأتى:
الميزان والسلعه
الميزان عباره عن نوته متوسطة الحجم
والسلعه هى اعمالك
والمكان هو منزلك أو مكتبك بشرط أن تكون وحيد وأمين مع نفسك
نيدأ البيع والشراء ثم الحساب.
وهو عباره عن
أولاً: قائمة بنعم الله عليك ..
ثانياً : قائمة بما فعلت من معاصي وزلات وذنوب
أكتب ما تتذكره من نعم الله عليك في ذات نفسك
فيما حولك مما تتعلق به حياتك
أكتب وأكتب ، وأنت ترى نعم الله تتوالد أمام عينك
كلما كتبت نعمة تولدت عنها نعمة تتعلق بها أو تقوم عليها :مثال
نعمة العقل .. والذاكرة .. والقدرة على التحليل واستخلاص النتائج ..
والبراعة في عرض الأفكار ..
وحسن الكلام والبيان الجيد المؤثر في كثير من الأحيان ..
مجرد اللسان نعمة كبرى . ونعمة البصر ..
وعدم الحاجة إلى استخدام نظارة نعمة أخرى ..
ونعمة القراءة والكتابة .. وهكذا
نعمة الوجود أصلا . نعمة الصحة والسلامة البدنية
وكمال الأعضاء, نعمة العلم ، والقدرة على التعليم,,
نعمة الشم والسمع والحركة
الخ الخ
سوف تجد نفسك واقف عاجزاً بعد أن أكملت النوته مما تذكرة من نعم الله ،
وسوف تجد نفسك أشبه بالغريق في خضم بحر عظيم
ستجد نعم منهمرة متدفقة تقوم عليها حياتك كلها
نعم تغمرك من مفرق رأسك إلى أخمص قدمك ،
ومن فوقك ومن تحتك ، ومن لحظة ولادتك إلى يوم الناس هذا
من الذى أعطاك كل ذلك بلا سؤال منك ، لعلمه هو بما ينفعك
أشياء يطأطئ لها الرأس حياء
وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لا تُحْصُوهَا إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ
وانتقل إلى المرحله الثانية ستجد قلبك لحظتها قد بدأ يهتز
وهو مملوء بشعور الحياء من الله
و أكتب ما تتذكره مما عملت من ذنوب ومعاصي
وزلات التي اغترفتها ولا تزال متلطخا بكثير منها
ولا تنس أن تكتب ما ابتليت به من التقصير في الإقبال على الفرائض ،
والتكاسل عنها
ستجد خطايا باللسان كثيرة .. من غيبة وسخرية بالناس ،
وكذب وهذر قول في سفساف الأمور ..
وخطايا بالعين من نظر لا يحل إلى أمور لا يرضى عنها الله . .
ومتابعة لساعات لما ضره أكثر من نفعه ...
وخطايا بالأذن من سماع من كرهه الله ولا يحبه
كالاستماع إلى الأغاني ..
ومنها : صور كثيرة من عقوق الوالدين .. ونحو هذا كثيرً
قائمة سوداء حالكة كلها خطايا وذنوب وآثام وزلات
وهفوات وقصور وتقصير وجرأة على الله تعالى
لن تشعر إلا بدمعات تنساب على خدك
وأنت تعيد النظر متأملا هذه تارة وهذه تارة ،
وتذكر الحديث الشريف الذي يقول فيه الله سبحانه
إني والأنس والجن في نبأ عجيب .. أخلق ويعبد غيري ،
وارزق ويُشكر سواي ، خيري إليهم نازل ،
وشرهم إلى صاعد ، أتحبب إليهم بالنعم ،
وأنا الغني عنهم ، و يتبغضون إليّ بالمعاصي ،
وهم أحوج ما يكونون إليّ
عندها ستشعر بموجة غامرة من الحياء تغمرك من الله سبحانه
ستشعر بهيجان مشاعر حب جارف لله جل جلاله
وكيف لا يحبه قلبك وهو يتعامل معك على هذه الشاكلة العجيبة
وأنت تتعامل معه على هذه الشاكلة الغريبة
وأدخل مع نفسك في سلسلة عتاب ،
هل ستبكى أم ماذا تفعل
تذكر كيف تتعامل مع أخواتك مع أبنائك مع أصدقائك مع جيرانك.
فاذا كنت قائم بأمرهم كله ، فماذا تنتظر منهم , طاعتهم ، وعدم مخالفتهم
هل تتحمل ما يفرط منهم من مخالفات؟ ،
ستعاقبهم أشد العقاب
فكيف لو عاملك الله بما تعامل به أبنائك ,أصدقائك,جيرانك.
كيف لو عاقبك على كل مخالفة تقع فيها ...
إذن لأهلكك منذ زمن
وادركت أن الله يحب عباده أشد من حب الوالدين لأبنائهما
فكيف لا يحبه العباد اشد الحب وأعلاه وأعظمه سبحانه.
يا لها من ثمرات رائعة وجليلة أثمرتها تلك الجلسة مع الله
وقد قال علماؤنا :
أن ذرة من أعمال القلوب تعدل أمثال الجبال من أعمال الجوارح
فلله الحمد:
حسن الخاتمة:
هى أن يوفق العبد قبل موته للتقاصي عما يغضب الرب سبحانه،
والتوبة من الذنوب والمعاصي، والإقبال على الطاعات وأعمال الخير،
ثم يكون موته بعد ذلك على هذه الحال الحسنة،
ومما يدل على هذا المعنى ما صح عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(إذا أراد الله بعبده خيراً استعمله) قالوا:
كيف يستعمله؟ قال:
(يوفقه لعمل صالح قبل موته) رواه الإمام أحمد والترمذي وصححه الحاكم في
المستدرك.
اللهم املأ قلبي بحبك ..اللهم املأ قلبي بحبك .اللهم املأ قلبي بحبك ....
أميــــــــــــــــــــن----أميـــــــــــــــــــن----أميــــــــــــــــــــن
