http://www.alrai.com/img/231500/231644.jpg
هنيئاً لذلك الاستاذ
تسلمت ورقة من اوراق امتحانات ابنائنا، فسررت كثيراً بتلك الورقة، لقد وجدته وضع جملاً في امتحان اللغة العربية لهدف معين، لقد وضع عدة آيات كريمة، ولكل آية حركاتها الاعرابية التي تؤثر في معاني الجمل المدونة، فان وضعت حركة في غير موضعها تبدلت المعنى واصبحت تدل على عكس المطلوب، كان استاذاً نبيهاً وكانت الآيات المختارة تساعد التلاميذ في اجاباتهم، ويكفي ان اذكر هنا آيتين من تلك الآيات الكريمة، اولهما: قال سبحانه وتعالى: ''انما يخشى اللهَ من عباده العلماءُ'' لفظ الجلالة الله محرك بفتحة، ولفظ العلماء محرك بضمة، وثانيهما قوله سبحانه وتعالى: ''واذا ابتلى ابراهيمَ ربُه بكلمات فأتمهن'' فكلمة ابراهيم محركة بفتحة واما كلمة (ربه) فمحركة بضمة، وطلب الاستاذ الى تلاميذ ان يبحثوا عن المعاني لكل آية من هذه الآيات، ويثبت المعنى مقابل الآية المتعلقة بها.
ولكي يثير اهتمامهم بأن لهذه الحركات اثراً اساسياً في المعاني، طلب اليهم ان يكتبوا نفس الآيتين، ولكن مع تغيير في الحركات، عليهم كما امرهم استاذهم ان يضعوا الضمة بدل الفتحة والفتحة بدل الضمة، ثم لينظروا الى المعاني الجديدة التي تولدت بسبب هذا التغيير، إن هذه التجربة جيدة، بل تجربة رائدة في فهم العلاقة بين الحركات والمعاني، وبرغم كونها لشباب صغار فان التفكير في مثل هذه العلاقات يجر نفعاً ويقوي اذهان الطلاب وينشط فعالياتهم، لأن هذا السؤال او هذه الاسئلة قصد بها اثارة الفكر اللغوي، افضل بكثير من قولنا: (اذا قالت حذام فصدقوها) اعرب الجملة مفصلاً، فيحتار الطالب بتشعيبات كثيرة في هذه المبنيات التي يتضجر منها وفي نهاية الامر لا يرى فيها معنى مستفاد.
وقد اجريت ما رأيته في ورقة امتحان الطالب على هذه الآية الكريمة، او قل ان هذا الاسلوب الذي اعجبني اثار فيّ وانا اقرأ عن نوح عليه السلام، ان ارى الحركات وما تقدمه في هذه الآية، قال جل وعلا: ''فقلت استغفروا ربكم انه كان غفاراً يرسل السماء عليكم مدراراً ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم انهاراً'' بأي شيء سيكون المطر، وبأي شيء ستأتي الاموال وسيأتي البنون، وبأي شيء ستأتي الجنات والأنهار؟ بشيء واحد فقط كما تبين الحركات الاعرابية، بالاستغفار، بأن نقول استغفر الله، بطلب العفو ينزل الخير كله، اذاً استغفر يأت الخير، ولله الفضل.
منقوووول
د. كامل جميل ولويل
