المعركة في سوريا لا تخص السوريين وحدهم ....... ونتائجها سوف تنعكس على كل العرب
الثورة السورية لا يمكن مقارنتها بأي حال من الأحوال بأي ثورة عربية أخرى ، فلا هي تشبه الثورة التونسية ولا الليبية ولا المصرية ، وربما نتائجها ستكون زلزالا يغير الخريطة السياسية للمنطقة .
فإن تدثر النظام السوري طوال أربعين عاماً بشعار العلمانية والإشتراكية ، فقد ظل طوال أربعين عاماً ينهج نهجاً طائفياً في تمكين طائفة لا تتجاوز نسبتها 10 % من الإمساك بكل أوراق السلطة والنفوذ ، مع ترك واجهة من طوائف أخرى تعمل كالدمى .
ونلحظ ذلك من أسماء كبار الجنرالات الذين يمسكون بالسلطة ومنهم علي حبيب وعلي حيدر وعلي دوبا وعلي أصلان وعلي حيدر وآصف شوكت وكلهم ينتمون للطائفة العلوية .
كما كان من الواضح كشف ذلك من خلال السياسة الطائفية التي اتبعها النظام على الصعيد الخارجي ونذكر منها :
العمل على تكوين كيان عسكري وسياسي للشيعة في لبنان إبان وجود الجيش السوري في لبنان مما انبثق عنه تشكيل ميليشيات أمل وحزب الله وهما الحركتان اللتان جاء اتساع نفوذهما على حساب الطوائف الأخرى والفصائل الفلسطينية التي تم تهجيرها في نهاية المطاف من لبنان .
الوقوف مع إيران في حربها مع العراق طوال ثمان سنوات بدون أي أسباب موضوعية ، رغم أن ذلك يتعارض مع أهداف حزب البعث القومية ، وإمداد إيران بترسانة ضخمة من الأسلحة التي أدت إلى خسائر فادحة على الجانب العراقي ..
كما أن النظام في الوقت الحالي يدرك _ كما تدرك كل الدول والجماعات في المحور الشيعي _ أن انهياره يعني انهيار محور من الدول ، فنرى قطعان من جيش المهدي وفيلق القدس وميليشيات حزب الله وأمل وهي تدخل إلى سوريا بكثافة لمحاولة قمع الثورة ....
كما صدرت فتاوي في كل الحوزات الشيعية بوجوب مناصرة النظام السوري ، سواء من قم أم النجف ، وتحويل مبالغ ضخمة لدعم الإقتصاد الذي شارف على الإنهيار .
كما أنالنظام السوري يتبع سياسة ابتزاز قذرة مع الضباط والديبلوماسيين وكل مسؤولي الدولة المهمين ، منها احتجاز عائلاتهم بجعلهم تحت الإقامة الجبرية بدعوى حمايتهم من الجماعات الإرهابية ، التنكيل بعائلات المنشقين .
وأكبر دليل على هذا الابتزاز انشقاق السفيرة السورية في باريس وتراجعها بعد ساعات عن الإنشقاق .
كما توصلت دول وتنظيمات الهلال الشيعي أن انهيار هذا النظام سوف يؤدي الى انهيار في هذا الحلف ، فيفقد حزب الله عمقه السوري ، وينكفئ شيعة العراق أمام المقاومة العربية المسلحة ، ويهتز النظام الإيراني أمام هذا الزلزال الذي هو رئة حقيقية لهذا النظام ....
إن ترك الشعب السوري يواجه مصيره أمام هذا التحالف القذر بدعوى عدم التدخل هو عمل بلا شك بغض النظر عن عدم أخلاقيته فهو ينطوي على خطر تغول هذا الشيطان ، فينقل المعارك إلى دول عربية أخرى
كما يحدث حالياً من دعم للشيعة في السعودية والبحرين واليمن والكويت ، مما يجعل من الصعب في المستقبل مواجهة هذا التغلغل إن لم تتم مجابهته الآن .
