http://www.s1h1up.com/uploads/84c89ad698.gif
جلسا فى الصباح كعادتهما أمام مسجد السيده نفيسه الحى الجميل المعروف بالروحانيه والسكينه والرحمات
جلسا وكالعاده مع كل منهم سبحته وعليهم من وقار لباس الفقر لكن الشكل العام يوحى انهم اصحاب عزه وكرامه ومهما وصل الفقر بهما من أحوال
ثم اما بعد ينظر عم شفيق الى عم حسين المسن ايضا فى نظره طويله مددقا وقال مالك ياحسين شكلك مش نايم ليله امبارح وشكلك مرهق وبعافيه ليه
فقال حسين : قمت الصبح من الجوع موجوع وسألت عينى ليه منمتيش ياعينى فقالت صوت بطنك كان مسموع دى فاضيه ياولداه كأنها انسان من عقرب ملدوع
وقدماى تعبت من المشى فى الحوارى والنجوع لا لقيت شربه من ينبوع والكل بردان بيحلموا بكوز بطاطا من فرن مولوع
حتى عم احمد الغلبان كتب على كشكه الشكك ممنوع والزعل مرفوع
فدخلت بيتنا وروحت على السرير مدفوع ولغايه ماجيت هنا من الجوع موجوع
فقال عم شفيق : يلا ياحسين شد كده القلوع ويلا نصلى الظهر ياطيب ياقنوع
وبعد ان خرج من الصلاه أخذ يسبحان فى نفس المكان المعتادين عليه امام المسجد المبارك
فقال شفيق لحسين فى صوت منخفض بجوار أذنه أنت مش جعان فضحك حسين وقال ومين سمعك
فقال شفيق خليها على الله فقال حسين ونعم بالله ومر بعض الوقت
وبدون سابق انذار وقفت سياره قادمه من الشارع الرئيسى فارهه بها سيده تبدو شخصيه ثريه وعليها من الوقار والعز وبياض الوجهه والنور
وفتحت شباك السياره وقالت ياحاج تعالى خد دول وادعيلنا
وأذا بعم شفيق وحسين يتقدمان نحو السياره ويتلقيان أكياس من اللحم النيئ
وبعدها اقدم كثيرون على السياره لكنها اختفت بسرعه من شده الزحام
واذا بابتسامه عريضه لكل منهم الاخر وسؤال لعم حسين ودى حنسويها أزاى وفين يا شفيق
فقال شفيق خليها على الله تعالى معايا
وأخذ يتحركان نحو الكشك كشك عم أحمد الغلبان جدا وهو معروف بالكرم رغم فقره وهو ايضا من احباب الست نفيسه رضى الله عنها
فقال شفيق لعم احمد فاكر الحله الصغيره الى عملنا فيها اكل عندك من زمن فقال احمد ايوه فاكرها هو فى حد ينسى اللحمه برضه
فقال شفيق لسه موجوده فقال فى ايه يارجاله فنظر عم احمد الى يد كل مهم ووجد كيس من اللحم المذبوح طازجا
وقال انا شامم ريحه للحم ضأنى يارجاله فقال حسين عاوزيين نسويها عندك جنب الكشك فقال على عينى حاضر
فنادا عم احمد على ابنه اعلى الكشك فى الشباك الصغير الذى يطل على الحاره وقال ياكريم
ياكريم فخرجت أبنه عم احمد ايوه يابا فقال لها نزلى مع كريم الحله الصغيره وبصله وطمطمايه وفص ثوم وشويه ملح يلا
فأذا بأبنه عم احمد تنادى على امها بصوت عالى امه امه تعالى شوفى
ابويا معاه حسين وشفيق وفى ايدهم لحمه فكانت الام نائمه وعندما سمعت لحمه نهضت بسرعه الصاروووخ لحمه فين دى يابت
وفعلا شاهدت بنفسها اللحمه مع الناس فقامت بزغروده كبيره حرجت عليها الجيران وقالوا فيه ايه ياام كريم
فقالت عقبال عندكم ياحبايب حناكل لحمه
وبدأ العمل على قدم وساق واحدا يحضر بعض الاخشاب بجوار الكشك والاخر يحضر بعض الكاروسين الجاز لأشعال النار للتسويه
فقال عم احمد ماشاء الله اللحم كتير فى الكيس الواحد نسوى كيس هنا وكيس فوق عشان الحله مش حتاخد اللا كيس واحد
فنادا على زوجته وقال نزلى البت تاخد الكيس وسويه بسرعه واصبح طبيخ فوق وطبيخ تحت يالها من كرمات
وبعد الانتهاء من التسويه قال الجميع ماشاء الله اللحم كتيره تكفينا احنا التلاته وتفيض كمان نادى على الواد فرج القهوجى ربنا طرح البركه فيها
فنادا عم احمد زوجته وقال لها اتغدى واكلى العيال والجيران كمان دى نفحه مبروكه النهارده عيد
وقبل ان يبدا اى أحد فى الطعام والتسميه وقفت سياره صغيره نزل منها شاب وقال السلام عليكم جميعا وذهب نحو شنطه
السياره وفتحها واخرج منها سبع لفات بكل لفه كيس به رغيف كبير به أرز بالشعريه محمره بالزبده
البلدى وبه قطع من اللحم البتلوا المسلوق جيدا
وقال بالهنا والشفا يا احباب دعواتكم نفحه هنيه
فنظر الثلاثه الى السماء شفيق وحسين واحمد والقهوجى وقالوا فى رضا
أكله تقعدنا سنين أمسينا حامدين يارب العالمين
وصبحنا جعانين من الاكل محرومين ولعطفك مشتاقين ومن كرمك شبعانين يارب العالمين دا احنا مسلمين
أكتبنا من الناجين غلابه منكسريين وأمتنا مستتوريين
آمين آمين أمين
يارب تعجبكم
