أسباب نوبات الغضب عند الطفل
كيف تتعاملين مع نوبات غضب طفلك؟
http://www.alrai.com/img/171500/171521.jpg
إذا كانت نوبات الغضب عند طفلك تغيظك، وتسبب لك الضيق والإحراج فأنها كذلك تكون مخيفة جداً بالنسبة له. وتعد نوبات الغضب من المظاهر الانفعالية الشائعة عند جميع الأطفال بغض النظر عن الثقافة التي يعيشون فيها. ولا علاقة لنوبات الغضب عند الأطفال '' بسوء السلوك ''، ولا يمكن اعتبارها شكلاً من أشكال '' اضطراب المزاج '' بالمعنى العام المفهوم. ونوبة الغضب الحقيقية هي عبارة عن انفجار عاطفي ينتج عن شعور الطفل بالإحباط وخيبة أمل هي بهذه الصورة خارج نطاق تحكم الطفل في نفسه. وبهذا لا يمكن اعتبارها ذات صبغة مرضية إلا حينما تكون عنيفة جدا ومتكررة بشكل زائد وتأخذ فترة طويلة نسبيا.
أسباب نوبات الغضب عند الطفل
يولد كل طفل ولديه دافعية داخلية لممارسة عدد من المهارات الحياتية والتي تساهم في نموه وذلك بمجرد أن يصبح مهيأ جسمانياً ونفسياً للأداء مثل هذه المهارات ويختلف الأطفال من حيث سرعة الغضب الذي يتملكهم حين يفشلون في أداء هذه المهارات،وكذلك في ردود أفعالهم عند فشلهم. فمن الأطفال من يثابر في محاولة للإنجاز المهمة التي بدأ القيام بها، ومنهم من ينسحب وينتقل للقيام بمهمة أخرى، ومنهم من يتأثر كثيراً بالفشل الذي يدفعه لأن يعبر عن ذلك بصرخة أو نوبة غضب، وبالطبع فإن خيبة أمل الطفل وقوة احتماله تختلفان من يوم إلى يوم، ومن مرحلة إلى أخرى.
وقد يشعر الأطفال بخيبة الأمل حين يحاولون القيام بأعمال ولا ينجحون في أداءها مما يٌثير لديهم الشعور بالإحباط. ويلعب الآباء دوراً مهماً في نوبات الغضب عند الأطفال عندما يحاولون ممارسة التحكم الكامل عليهم، مما يتعارض مع إحساس الطفل بالنزعة إلى الاستقلال الذاتي، في هذه المرحلة (والتي تبدأ عادة بعد سن الثانية ). وبالتالي تؤدي أي محاولة يبذلها الوالدين للتحكم بشكل مباشر في تصرفات الطفل أو ارغامه على القيام بأعمال لا يرغب القيام بها،إلى المقاومة من قبل الطفل وتنتابه نوبة من الغضب. لهذا يجب إشعار الطفل بأنه يتحكم في أموره، كما أن من حقه أن يختار ما يحب.واتاحة الفرصة للطفل لكي يعبر عن استقلاليته ورغباته، مما يشعره باحترام الآخرين له ... مع ضرورة الانتباه الى ردود أفعالنا إزاء فشل أو عدم قدرته الأطفال على اتمام أعمالهم .(فلا يجب أن تندفع الأم في غضب محاولة انجاز العمل بدلاً عنه... ومن الممكن أن تريه برفق كيف يقوم به بنفسه).
أشكال نوبات الغضب
مهما يكن الشكل الذي تأخذه موجة الغضب، فعلى الأم أن تدرك أنها ظاهرة طبيعية عادية. فقد أوضحت الدراسات العلمية أن 60% من الأولاد، و40% من البنات يصابون بنوبات الغضب عندما تبلغ أعمارهم واحداً وعشرين شهراً. كما أوضحت تلك الدراسات أيضاً أن 14% من الأطفال يصابون بنوبات غضب كثيرة عندما يبلغون من العمر سنة واحدة، في حين أن 50% منهم يصابون بنوبة كبيرة كل أسبوعين على الأقل.
وتتخذ نوبات الغضب أشكالاً عدة، فبعض الأطفال يلقون بأنفسهم على الأرض، ويتقلبون ويستخدم آخرون أي أداة لضرب الأشياء الواقعة في متناول أيديهم، ويضربون رؤوسهم بالجدران إذا لم يكن هناك من بديل يضربونه كما يندفع آخرون بهياج ويجرون من مكان إلى آخر، وهم يصرخون ويصطدمون بأثاث المنزل، وقد يقومون آخرون بشد شعرهم أو بالضرب بأقدامهم وبرفس من امامهم.
التعامل مع نوبات غضب طفلك
ان محاولة زجر الطفل أو أمره بالكف عما يفعل، لا تسمع ولن يستجاب لها. وواجب الأم أن تتأكد من أن الطفل لن يؤذي نفسه بسبب نوبة الغضب التي يتعرض لها. وسرعان ما تنتهي نوبة الغضب، ويتحول الصراخ إلى نشيج، ثم يشعر الطفل أنه قريب من أمه لصيق بها فيشعر بالراحة بعد أن يكتشف أن ثورته لم تبدل شيئاً.
وعلى الأمهات والآباء عدم مقابلة الغضب بالغضب.. إذ أن الكثيرين منهم يفقدون أعصابهم ويصيحون في وجه الأبناء في أثناء نوبات الغضب. فقد أعترف عدد كبير من الأمهات أنهن عاملن الغضب عند أولادهن بالمثل، وعاقبن الأطفال بشدة بسبب نوبات الغضب التي أصابتهم. لذلك يجب على الأم عدم معاقبة طفلها في أثناء فترة الغضب، لأنه لن يكون لمثل ذلك العقاب أي أثر. والحقيقة الهامة أن العقاب البدني كثيرا ما يؤدى إلى نتائج عكسية بل إن أي محاولة لإسكات الطفل أو حرمانه التعبير أثناء النوبة لا يفيد بل قد يضر على المدى البعيد وقد يطيل مدى النوبة، ذلك أن الطفل أثناء النوبة لا يكون مستعدا للاقتناع ولا للاستماع وأن الصراخ في وجه الطفل أو ضربه بغرض إسكاته إنما يعطيه نموذجا يحتذى به في المواقف العصبية أو مواقف الإحباط وهو استخدام النموذج العدواني.
وإذا شعرت الأم بأنها ستفقد أعصابها أمام نوبة غضب طفلها، فلتنسحب ريثما تنتهي نوبة الغضب إن احتمال إيذاء الطفل لنفسه ربما يكون أقل من إيذاء الأم له إذا ما فقدت أعصابها تماما. وعلى الأم أن لا تسمح بأي حال من الأحوال لنوبات غضب الطفل أن تؤثر على سلوكها نحوه. ولهذا يجب أن تكوني هادئة.. ولا تغضبي.. وإذا كنت في مكان عام لا تخجلي..وتذكري أن كل الناس عندهم أطفال وقد تحدث لهم مثل هذه الأمور.
ويجب التركيز على الرسالة التي تحاولي أن توصليها إلى طفلك. وهي أن صراخه لا يثير أي اهتمام أو غضب بالنسبة لك، وانه لن يحصل على طلبه بهذا الصراخ. ولا تدخلي في حوار مع طفلك حول موضوع صراخه.بل تجاهلي الصراخ بصورة تامة.. وحاولي أن تريه انك متشاغلة في شيء آخر، وانك لا تسمعينه... لأنك لو قمتي بالصراخ في وجهه فأنت بذلك تكوني قد أعطيته اهتمام لتصرفه ذلك، ولو أعطيته ما يريد فانك بذلك تكوني قد علمته أن كل ما عليه فعله هو إعادة التصرف السابق عندما يرغب في أي شيء ممنوع. وحتى لا يشعر الطفل بأنه استطاع أن يستغل نوبة غضبه لتحقيق أغراضه..
وعندما يتوقف الطفل عن الصراخ ويهدأ، اغتنمي الفرصة وأعطيه اهتمامك واظهري له انك سعيدة جدا لأنه لا يصرخ، واشرحي له كيف يجب أن يتصرف ليحصل على ما يريد.
وعندما تشعري أن الطفل سيصاب بنوبة الغضب قبل أن يدخل في البكاء حاولي لفت انتباهه إلى شيء مثير في الطريق، من مثل، صورة مضحكة أو لعبة مفضلة. وإذا كنت ضعيفة أمام نوبة الغضب طفلك أمام الناس فتجنبي اصطحابه إلى السوبر ماركت أو السوق أو المطعم حتى تنتهي فترة التدريب ويصبح اكثر هدوءاً.
