هل نحن مجتمع استهلاكي؟؟؟؟؟؟؟؟؟
التنمية الاستهلاكية
سمع أحد ألصحابة رسول ألله صلى ألله عليه وسلم يقول «أعوذ بألله من الكفر والدّين» فقال هذا ألصحابي : « يا رسول ألله أتعدل بين ألدّين والكفر؟ فقال رسول ألله صلى ألله عليه وسلم : نعم ».
وكان رسول ألله صلى ألله عليه وسلم كثيرا ما يدعو قائلا:« أللّهم اني أعوذ بك من غلبة ألدّين وقهر الرجال.»
انّه اذا ألتحذير ألشديد من فخ وشرك ألدّين, ألتحذير ألذي ما كان شديدا الاّ لما انطوى وينطوي عليه هذا ألدّين من اشكاليات اجتماعية تهدد استقرار ألحياة ألزوجية وألأسرية ومشاكل اقتصادية تضع حدا لكثير من ألمصالح وألأعمال.
صحيح ان كل واحد منا معرّض لأن يمر بظروف صعبة قد تجبره على الاستدانة ,والرسول عليه ألصلاة وألسلام عندما سأل ربه أن يعيذه من الدّين قصد بذلك الدّين ألناتج عن تلك الظروف الصعبة القاهرة , ولكننا عندما نتنبّه فنجد أن معظم ديوننا أليوم جاءت لتمويل أنماط استهلاكية سيئة ومستوى معيشة ترفيهي , وعندما نتنبّه فنجد أيضا ان معظم ديوننا أليوم هي ديون ربوية اقترضناها من البنوك ( اما بقروض أو باستغلال ما يسمى باطار ألاعتماد ألبنكي), عندها لا بدّ لناقوس ألخطر أن يدق ويقرع اذاننا.
يروى عن عمر بن ألخطاب- رضي ألله عنه- أنه كان يسير مع أصحاب له فتوقف أحدهم عند بائع يريد أن يشتري شيئا فاذا بألجميع يرغبون في ألشراء, فقال عمر-رضي ألله عنه-: ولم تشترونه؟ فقالوا : اشتهيناه. فصرخ في وجوههم قائلا : «أكلّما اشتهيتم اشتريتم؟».
فألفارق كبير بين أن نحتاج الشيء وبين أن نشتهيه أو نرغب فيه.
لقد عدد ألمختصون ألكثير من ألأنماط ألاستهلاكية ألسيئة أذكر أهمها :-
ألمجتمع ألاستهلاكي:
وهو أن يتحول ألمجتمع بأسره الى مجتمع تسيطر عليه عادات وأنماط استهلاكية فقط من أجل ألشراء. فأصبح هم كل فرد من هذا ألمجتمع ألرفاهية وألرغبة في ألشراء, محاولا تقليد مجتمعات اخرى ناسيا ألفوارق ألتي بيننا وبين هذه ألمجتمعات, خصوصا فارق ألامكانيات ألماديه.
ألشراء ألتلقائي :
وهو أن تشتري سلعة أو سلعا لم تكن في قائمة مشترياتك أو في ذهنك قبل دخولك للشراء. ولقد أصبح هذا ألنوع من ألشراء عادة وسلوكا استهلاكيا نتيجة انتشار ألمحلات ألتجارية ألتي تعرض ألسلع بشكل جذاب ونتيجة ما يسمى بألحملات.
ألنهم ألاستهلاكي( حمّى ألشراء):
وهو أن يتحول ألشراء الى عادة يصعب ألتخلص منها كألأدمان على ألشيء.
فيكون ألشراء لمجرد ممارسة هذه ألعادة ولتلبية رغبة داخلية دون ألتفكير في ألحاجة من وراء هذا ألشراء.
ألأستهلاك ألكمالي:
وهو ما يسمى أيضا بألأستهلاك الترفي أي شراء ألسلع ألكمالية والتي تزيد من ألحياة ترفا وبذخا, غالبا بقصد ألتباهي والظهور وتقليد أفراد ألمجتمع ألاستهلاكي.
ان أكثر ما يساعد على ألاستهلاك ألكمالي هو ألاعلانات ألتجارية وألتي تظهر ألمنتوج بصورة جذابة وتجعل من ألكماليات حاجيات لا تقوم ألحياة الاّ بها .
ان الخطورة في ألموضوع ان مثل هذا ألاستهلاك بدأ يطال ذوي ألدخل ألمحدود وأوشكت ألفوارق في مستوى ونوعية ألاستهلاك بين ألميسورين وبين ذوي ألدخل ألمحدود أن تزول ليصبح ألجميع مترفين.
وهنا أطرح سؤالا: هل يمكن لأسرة يمارس أفرادها هذه ألسلوكيات ألاستهلاكية أن يمر ألشهر دون أن تستدين أو أن يزيد ديّنها غير آبهة بنوعية هذا ألدّين ربويا كان أم غير ذلك؟
ان علاج هذه ألمعضلة يكمن في تهذيب سلوكياتنا وعاداتنا ألاستهلاكية وفق شرعنا الحنيف ووفق امكانياتنا ألاقتصادية ووفق طموحنا في ألتقدم والنهوض.
فمن الناحية الشرعية, فان شرعنا الحنيف يحرم تحريما قاطعا خلق التبذير ويصف المبذرين بانهم كانوا اخوان الشياطين « ولا تبذر تبذيرا. ان المبذرين كانوا اخوان الشياطين وكان الشيطان لربه كفورا » .
كما أن دعوة الشرع في الانفاق والصرف دعوة وسطية, لا بخل فيها ولا أسراف » لا تجعل يدك مغلولة الى عنقك ولا تبسطها كل البسط فتقعد ملوما محسورا ».
ومن الناحية الاقتصادية, فأن يستدين الانسان ليموّل انفاقه على كماليات فذلك الجهل بعينه وذلك هو الالقاء بالنفس الى التهلكة, خصوصا اذا كان هذا الدّين ربويا ويترتب عليه دفع عمولات وربا.
ولكن هل اذا كان الانسان ميسورا وليس في حاجة الى ان يستدين, يعني أن بامكانه التبذير والاسراف؟
الجواب طبعا لا, وذلك أولا للمانع الشرعي المذكور اعلاه , وثانيا لان مثل هذا السلوك سيدفع بافراد المجتمع الاخرين الى تقليده والتعامل معه كعادة اجتماعية متعارف عليها تستدعي ان يستدين الانسان من اجلها ويقترض, وما هذه الاّ سنة سيئة وأصر يتحمّله المبذرون والمسرفون من الميسورين.
ان الاقوم لهؤلاء الميسورين ان يحيوا من جديد سنّة باتت غائبة وهي تفريج الكرب عن المحتاجين عبر اقراضهم, بدلا من ان يتركوا فريسة سهلة للبنوك الربوية.
ان من الامور الاساسية في تهذيب سلوكياتنا وعاداتنا الاستهلاكية أن نعي ونعيد ترتيب الاولويات من جديد, فنضع كل شيء في مرتبته, فلا نقدم الكماليات على الحاجيّات ,ولا نضخم الأساسيات, ولا نجعل من الاسراف حقا من حقوق الزوجة على زوجها او الابن على والديه.
ان عملية ترتيب الاولويات في حياتنا الاستهلاكية ينبغي ان تكون عملية جماعية وشورية يشارك فيها جميع افراد الاسرة , الزوج والزوجة والأبناء على اختلاف اعمارهم , مما يعطي حافزا معنويا للتعاون والالتزام ويجعل من ميزانية البيت المقرّرة ملزمة للجميع يتحمل كل طرف فيها دوره ومسؤوليته.
تعتبر ألزوجة ألطرف ألأهم في عملية وضع ميزانية البيت وضبتها ( سيتم الحديث بتوسع لاحقا ان شاء ألله عن كيفيّة وضع هذه ألميزانية وأهميتها للأسرة) فعندما عدد ألرسول عليه الصلاة والسلام صفات ألزوجة ألصالحة ذكر:« أن تحفظه في ماله» وقوله صلاة ألله عليه وسلم : «.. والمرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها».
فالزوجة مسؤولة في معظم ألبيوت عن ادارة ألبيت وتدبيره وتصريف نفقاته, فان ادركت ألزوجة أهمية دورها وأحسنت ألقيام به عندها ستكون عملية وضع ميزانية البيت وضبتها بعد توفيق ألله عز وجل طريقنا للوصول الى بيوت بلا ديون.
واخر دعوانا أن الحمد لله رب ألعالمين.
411223&*^:52111:
