يعتبر البهاق من الأمراض الجلدية غير نادرة الحدوث في المملكة ، وهو يتظاهر بشكل بقع بيضاء مختلفة الحجم و التوضع في الجسم، و من الهام معرفة أنه مرض سليم غير معدي .
يعتبر البهاق من الأمراض مجهولة السبب حيث لم تتوصل الدراسات حتى الآن لسبب محدد للبهاق ، و لكن يعتقد أن المناعة الذاتية في الجسم تقوم بقتل الخلايا الصباغية في أماكن محددة من الجلد مما يؤدي لإبيضاض الجلد فيها ، و لا يعرف سبب حدوث ذلك حتى الآن ، كما أنه و على عكس ما يعتقده الكثيرون فلا علاقة بين البهاق و الحالة النفسية كما أنه لا علاقة بينه و بين الأطعمة ، فمن الخطأ إعطاء مرض البهاق حميات معينة ، بل يمكنهم أكل ما يحلو لهم دون خوف ، كما أن البهاق لا يعتبر مرضاً وراثياً ، حيث أنه حتى الآن لم يتم التوصل لأي جينات محددة لها علاقة مباشرة بالمرض ، و لكنه يعتبر مرضاً عائلياً بمعنى أنه قد يصاب أكثر من شخص من نفس العائلة و لكن دون خضوع ذلك لقوانين وراثية محددة .
يقسم البهاق لعدة أشكال فمنه الموضّع focal والذي يصيب منطقة واحدة بالجسم و منه الشائع Vulgaris والذي يصيب عدة مناطق غير طرفية ، و منه الطرفي Acral و الذي يصيب أطراف الأصابع ، و منه المقطعي Segmental والذي يأخذ توزعاً أشبه ما يكون بالعصبي ، ومنه المنتشر Universal والذي يصيب أكثر من 50 % من الجسم .
و يختلف علاج البهاق و استجابته للعلاج تبعاً لنوعه حيث أن بقع البهاق الموجودة في مناطق مشعرة تستجيب عادة بشكل جيد لأن بصيلات الشعر تلعب دور مخزون للصباغ على عكس مناطق غير مشعرة مثل أطراف الأصابع و التي تعتبر صعبة العلاج .
ما هي علاجات البهاق ؟
1- الأشعة فوق البنفسجية و التي يمكن الحصول عليها بتطبيق محلول الأوكسورالين مع التعرض للشمس أو عن طريق أجهزة خاصة مثل الناروباند و ليزر الإكزيمر .
2- زراعة الخلايا الصباغية : و التي تجرى بنقل الخلايا الصباغيـة من منطقة سليمة إلى المناطق المصابة بالبهاق تحت التخدير الموضعي و هي تستغرق حوالي ساعتين و ليس لها أي مخاطر ،
و تجرى في حال كان البهاق ثابتاً لفترة تتجاوز السنة .
3- العلاج بالتبييض حيث يتم إزالة اللون من البقع السمراء و هي تستخدم في حال كان البهاق منتشراً أو طرفياً معنداً على العلاجات الأخرى و عادة ما يحصل المرضى على لون أبيض قريب للطبيعي و مقبول جمالياً .
بالنهاية لا بد من القول أن البهاق مرض سليم غير معدي و لكن مشكلته الوحيدة هي الناحية الجمالية
و نظرة المجتمع الخاطئة تجاهه و التي تنعكس سلباً على نفسية المريض و أدائه في المجتمع .
و أنا أدعو كل مرضى البهاق و المجتمع المحيط بهم أن يغيروا هذه النظرة السوداوية تجاهه ، و يبقى الطبيب المختص هو الأقدر على تحديد الحالة و تحديد علاجها .
