-
حصري لاحباب الاردن ... كتاب الدعم النفسي الاجتماعي للأطفال في ظل الحروب والنزاعات
أخواني الاحبة
مشكوراً قدم الاستاذ أحمد شيخاني .. أخصائي الدعم النفسي للأطفال كتابه والذي سأتناوله في هذا القسم باذن الله
تقديماً على مدى الايام القادمة كهدية لمنتدى أحباب الاردن لما يتمتع به جمعنا الطيب من تميز وانتشار واضح على الساحة
الثقافية العربية والعالمية . خاص وحصري لمنتدى أحباب الاردن .
أسم الكتاب ... الدعم النفسي الاجتماعي للأطفال في ظل الحروب والنزاعات
الإنسان الجيد يبدأ من الطفل ألجيد
المحتويات
مقدمة................................... ........................................ .............4
تمهيد ........................................ ........................................ .......6
الفصل الأول الأطفال في ظل الحروب والنزاعات
ماذا يحدث لأطفالنا خلال الظروف الصعبة والنزاعات.........................11
آثار الظروف الصعبة على الأطفال................................. .............12
ردود فعل الأطفال على الظروف الصعبة والأزمات............................13
الفصل الثاني التطور النفسي الاجتماعي عند الأطفال
الاحتياجات الأساسية لدى الأطفال................................. ...............17
أهمية اللعب عند الأطفال................................. .........................19
احتياجات وصراعات النمو الطبيعية لدى الأطفال...............................21
نظرية إيريك إريكسون في النمو النفسي الاجتماعي.............................22
أهم محطات النمو الطبيعي لدى الأطفال................................. ........29
الخوف الطبيعي وأهم المراحل التي يمر بها عند الاطفال.......................36
الفصل الثالث التواصل مع الأطفال أهميته وآلياته
التواصل مع الطفل................................... ..............................43
الإنصات الذي يمنح الطفل الشعور بالأمان................................. .....45
أهمية التواصل مع الأطفال خلال الظروف الصعبة.............................47
التواصل غير اللفظي مع الطفل................................... ................49
التحدث عن الموت مع الطفل................................... ..................52
الفصل الرابع تمكين الأهل ومساندتهم في ظل الحروب والنزاعات
تمكين الأهل من التأقلم مع تجاربهم الصدمية................................. ...61
تنظيم تسلسل الحديث مع الأهل................................... ................62
نصائح هامة للأهل في تعاملهم مع أطفالهم وقت الأزمات......................64
الفصل الخامس مساندة الأطفال الذين تعرضوا للصدمات
مؤشرات اضطرابات ما بعد الصدمة عند الأطفال..............................74
آلية التحدث إلى طفل تعرض لصدمة................................... .........76
خطوات التعامل مع طفل مصدوم................................... .............77
الأنشطة التي يمكن استخدامها مع الأطفال................................. .....79
متى يجب التحويل إلى خدمات العلاج النفسي................................. 82
تداخلات وأساليب دعم مقترحة حسب مراحل تطور الطفل....................84
المقدمة ..
هل طريقة إدراك الأطفال الصغار للعالم من حولهم تشبه طريقة الإنسان الراشد الكبير، أم أنها تختلف بشكل جذري عنها، وما الذي يمكن لنا أن نتوقعه من سلوكاتٍ في مثل هذه الظروف والتي تضع حملها الثقيل على الطفل، والتي قد تكون عاقبتها العنف والاضطرابات النفسية والاجتماعية والصعوبات الحياتية والتي تعد ناتجا طبيعيا لمثل هذه الظروف.
يتأثر الأطفال بالأحداث والظروف الصعبة مثلهم مثل الكبار غير أن طريقة تعبيرهم عن ذلك قد تختلف في بعض الأحيان عما هو لدى الكبار، الأمر الذي جعل الكثيرين يعتقدون أن الأطفال لايتأثرون بالأحداث الحرجة الأمر الذي قاد ويقود إلى عدم حصولهم على الدعم والرعاية المناسبة. وأرى أنه من الأهمية بمكان الإشارة إلى الآثار النفسية للظروف الصعبة على الأطفال، وذلك بهدف الانتباه إليها والتعامل معها في بدايتها الأمر الذي يفضي عادة إلى نتائج أفضل من تركها تتفاقم نحو الأسوأ .
ومن هنا تشتد الحاجة في هذه الأيام وفي ظل الظروف القاسية والأحداث المهددة التي تمر فيها بلدنا، إلى معرفة النتائج السلبية على الأطفال في مختلف الأصعدة الاجتماعية، الثقافية، الاقتصادية، وبخاصة النفسية منها، هذه المعرفة التي تؤسس للعمل على مساعدتهم على التأقلم. إن هذا يشمل تحديد دور الأسرة والمربين في كيفية بث الطمأنينة في نفس الطفل التي تنتهكها مختلف المشاعر السلبية الناجمة عن سيطرة جو العنف والخوف عليها.
يسعى هذا الكتاب إلى تقديم بعض المعلومات والطرق التي تساعد على التدخل في الظروف الصعبة والنزاعات. خاصة إذا ما أخذنا بعين الاعتبار قلة عدد الأخصائيين مقارنة بعدد الأطفال المعرضين للإصابة بالمشاكل النفسية. لذا فإنه من الأهمية بمكان إيصال هذه المعلومات لأكبر قدر ممكن من الأهل والمهتمين والعاملين في ميدان الدعم النفسي الاجتماعي ليمتلكوا بعض الوسائل للتعامل الصحيح مع الأطفال خلال الظروف الصعبة وحالات الطوارئ.
تم في هذا الكتاب تقديم عرض لأهم مراحل تطور الطفل الطبيعي وكذلك مراحل تطور الخوف الطبيعي لديه، بالإضافة إلى مسار حاجاته التنموية والآثار الناتجة عن عدم تلبيتها خلال سني عمره. ليتمكن المطلع من إدارك آلية التأثيرات وأين تقع والحاجات الناجمة عن الظروف الصعبة على الطفل. كما تم العمل على طرح بعض الأمثلة عن التداخلات الممكنة حسب مرحلة تطور الطفل سعيا في تقديم مادة تساعد على إدراك حجم المشكلة على الأطفال. مع وسائل لتقديم المساعدة من قبل الراشدين للطفل .
ولقد قمت بتنظيم مواضيع هذا الكتاب استنادا إلى مراجع عدة، وأدليت بدلوي في مفاصل متعددة من هذا الكتاب، وذلك رغبة مني في أن أشارك القارئ في بعض الخبرات التي تعلمتها من تجربتي في مجال التواصل مع الآخرين، خاصة مع الأطفال، والتي عشت فيها لحظات عديدة، بعضها كان مليئا بالفرح والدفء والراحة، و لحظات أخرى آلمتني وجعلتني مجروحا حزينا. هذه الخبرات التي تراكمت من خلال التواصل مع الناس، خاصة مع الأطفال الذين تميزوا بقدرتهم على التعامل مع أصعب الأمور عندما سنحت لهم فرصة مناسبة لذلك. أثمن كل لقاء مع إنسان لأنه جعلني اخطو خطوة في مسيرة النضج والتطور الشخصي، وربما استطيع القول أن الآخر الذي شاركني في هذه التجارب قد أحس أنه استطاع كذلك أن يخطو خطوة باتجاه التطور والنمو. بكلمات أخرى كان كل لقاء بإنسان هو فرصة ثمينة للنمو والتطور بالنسبة للطرفين. لذلك اعتبر أن هذه الإضافات بشكل أو بآخر نتيجة لتفاعل خبرات من سبقني في هذا المجال وقد امتزجت بما اختبرت على أرض الواقع، في سبيل خدمة الإنسان.
والله ولي التوفيق ... أحمد شيخاني
يتبع باذن الله
-
رد: حصري لاحباب الاردن ... كتاب الدعم النفسي الاجتماعي للأطفال في ظل الحروب والنزاعات
بل واوعى من الكبار
اى دعم اخي ابو زيد في ظل هيك ظرف فكرك بنفع الدعم النفسي والاجتماعي
قد يسهل الحديث عن الآثار التي تصيب الأطفال من الحروب سواء عايشوا أو شاهدوها
لكن تجارب الآباء والأمهات مع هؤلاء الأطفال هي التحدي الذي يواجه كل أسرة
فربما يكون من السهل أن نقول للآباء والأمهات
لا تدعوا أطفالكم يرون مشاهد القتل والدمار في نشرات الأخبار لكن ماذا نقول لمن يعيشون التجربة حية ماذا تقول الأم لطفلها عندما يرتج بيتها من القصف وينهار البيت المجاور ويموت زملاء وأصدقاء أطفالها الذين يسألون عنهم. يبدو أن واقعنا المعيش أكثر تعقيدًا من كل نظريات التحليل والتنظير
يواجه الأهل تحديات جمة في التعامل مع أطفالهم أثناء الحروب ليس في البلدان التي تدور فيها الحرب فحسب بل في البلدان التي تتابعها على شاشات التلفاز
وفكرك كيف رح نوفر اطباء نفسين لكل طفل في بيته او مدرسته
الله يكون فى العون اخي موضوع مهم وشائك وصعب بنفس الوقت
-
رد: حصري لاحباب الاردن ... كتاب الدعم النفسي الاجتماعي للأطفال في ظل الحروب والنزاعات
أختي أردنيه
نأمل من الله سبحانه وتعالى ان يعم الامن والسلام سوريا وكل الدول العربية الاسلامية وان تزول هذه الفتن عنهم
وعن شعوبهم ويعود كل هاجر بيته الى وطنه وبيته وحارته وزملائه .
أختي الكريمة
ان ما تفضلتي به صحيح وبلا شك أنه من الصعب ان نزيل ما شاهده أطفالنا من دمار وقتل وتخريب وما ألى ذلك من
أحداث تمس الحياة الاجتماعية بوجه عام وبوجه خاص أيضاً .. ولكننا لا بد لنا من مد يد العون والمساعدة لأطفالنا
وأطفال غيرنا وأطفال العالم كله لنخرجهم من حالة الصدمة الى واقع الحياة المعاشة باحداثها اليومية بعيداً عن التفكير
المستمر بتلك الاحداث ... وحين يتوفى والدي أو والدتي .. رحمهم الله ... ولا يوجد بالعالم كله أعز منهم الى قلبي
اقول أنه حين يتوفي أحدهم هل اجلس أمام قبرهم واضع يدي على خدي وأبكي فراقهم طوال العمر وحتى تفارق روحي
جسدي .. بالطبع لا أختي ولكن حين ياتي من حولي ليشاركوني مصيبتي هذه ويأخذوا بيدي الى طريق الحياة اليومية
المعاشة ، أندمج بالمجتمع واسير وفق ما هو سائرُ عليه هذا المجتمع وهذه الحياة ، وأنما أبداً لن أنسى ولو للحظة
واحدة لحظة من لحظات حياتي بين يديهم وعطفهم علي وعلى غيري من أخوتي وابنائنا ايضاً .
من هنا لا بد وان نتعلم كيف بنا مساعدة الاطفال لتقديم الدعم النفسي والاجتماعي لهم وبطرق علمية نستطيع ومن خلالها
انتزاعهم من الحالة التي يعيشونها باحداث جسيمة مرت عليهم لاحداث جميلة تمر عليهم بوقتهم هذا .
مشكور اختي أردنيه على تفاعلك الطيب ورأيك الجميل وحضورك ذو الفائدة التي لا غنى عنها .
تحياتي
وكل اماني التوفيق والنجاح لمنتخب النشامى بنهاية مشوارهم في النهائيات المؤهلة لمونديال البرازيل
-
رد: حصري لاحباب الاردن ... كتاب الدعم النفسي الاجتماعي للأطفال في ظل الحروب والنزاعات
نتابع وعلى بركة الله ..
دمشق 2013
تمهيد
ينضج الأطفال وينمون انفعاليا من خلال علاقاتهم الاجتماعية الناجحة مع الآخرين. ومن خلال دراسة التفاعلات الحاصلة بين الطفل ومحيطه تبين أن فاعلية وتأثير أي علاقة ناجحة مع الطفل تتطلب اتصالا يتسم بالثقة المتبادلة والتقبل، والاحترام من الراشد نحو الطفل. إن النظر إلى الطفل على أنه ضحية ضعيفة قد يكون كنداء استغاثة للبالغين خلال الأزمات، ولكنه في أوقات أخرى قد يكون ضارا للأطفال لأنه يقدمهم على أنهم عاجزون ولايملكون قدرات لمواجهة قرارات البالغين وتصرفاتهم والتي قد تكون في غالبيتها ليست للمصلحة الفضلى للطفل. كما أن هذه النظرة تتجاهل إمكانية وجود بصيرة لدى الأطفال وآراء حول ما يمكن أن يكون مناسبا وفعالا لهم حتى في أكثر الظروف تعقيدا, وإذا أردنا مساعدة الطفل على اجتياز تجربة توتر حادة فيجب التعامل مع آرائهم وأفكارهم على أنها مصادر تعليمية ومصادر قوة وليست ضعف.
فعالم الطفولة يتميز بالفضول والشغف، الذي يدفعهم لاستكشاف ما يدور حولهم. حتى يستطيعوا تكوين فهم واقعي عن أنفسهم وعن هذا العالم الذي سيتعاملون معه في المستقبل بكل ما فيه من خير وشر. وأكثر ما يقلق الأطفال بشكل خاص والكبار عموما هو المجهول، بمعنى عدم وجود تصورات وتوقعات واضحة لما سيأتي في المستقبل القريب والبعيد، وكذلك فإن عدم فهم مايجري بسبب تسارع الأحداث وشدتها يكون عامل إضافيا يزيد من الخوف والتوتر والقلق.
فالكبار لديهم وسائلهم ومفاهيمهم التي تساعدهم على التعامل مع مثل هذه الأوضاع، كأن يعتبروا مثلا أن ما يمرون به هو ابتلاء من الله، أو أن سعيهم للوصول إلى قيم سامية في حياتهم "كالحرية والعدالة والكرامة" يحتاج إلى أن يبذولوا في سبيله الغالي والثمين. ومن هنا تهون عليهم مصائبهم ويستطيعون تحملها والتأقلم معها إلى حد بعيد، وهذا ما نراه حقيقة في الواقع.
لكن الأسئلة التي تطرح نفسها هنا بالنسبة للأطفال كثيرة، فهل تكونت هذه المفاهيم لدى الأطفال ؟ وهل استطاعوا على صغر سنهم أن يمتلكوها ؟ وحتى يستطيعوا أن يمتلكوها إلى ماذا يحتاجون منا نحن الكبار؟ وكيف لنا أن نساعدهم في ذلك ؟
في الحقيقة إن النظر إلى الطفل على أنه ضعيف وعاجز ولايفهم شيء، هي نظرة لاتساعده على أن ينمو ويتطور ويكتسب مهارات التأقلم. فالطفل لديه القدرة على تجاوز ما يمر به من ظروف صعبة، على الرغم من أن هذه الظروف الصعبة التي يمر بها الطفل قد تكون غير مفهومة بالنسبة له، لكنه وفي الوقت نفسه يمتلك القدرة على أن يتعافى من آثارها وأن يخرج منها بأقل الأضرار النفسية.
ويكون ذلك من خلال توفير بيئة مناسبة له، بيئة تتسم بعلاقات دافئة مساعدة يبنيها الطفل مع الكبار من حوله، تتميز بالقبول والاحترام والتقدير لهذا الطفل، وكذلك الإيمان به والثقة بقدراته. بيئة يكون فيها الكبار رسلا للواقع يقدمون له المعلومات بلغة مفهومة ومبسطة تساعده على فهم مايجري.
هذه العلاقات من شأنها أن تساعد الطفل على التعبير عن نفسه وعن مشاعره بحرية ودون خوف، وتساعده كذلك على تكوين مفاهيم واقعية حول ذاته وحول هذا العالم من حوله.
من هنا نستطيع القول أن مساعدة الأطفال خلال الظروف الصعبة ممكنة، ونحن نمتلك الوسائل المناسبة لتقديم هذه المساعدة.
-
رد: حصري لاحباب الاردن ... كتاب الدعم النفسي الاجتماعي للأطفال في ظل الحروب والنزاعات
يعطيك العافيه
على جهودك المتواصله بيننا
وأن شاء الله نربى اطفالنا على القيم والمبادئى
وأن شاء الله ترجع امور كل الدول مثل الاول واحسن
-
رد: حصري لاحباب الاردن ... كتاب الدعم النفسي الاجتماعي للأطفال في ظل الحروب والنزاعات
أن شاء الله أختي رمز الوفاء ... أن شاء الله
تحياتي
-
رد: حصري لاحباب الاردن ... كتاب الدعم النفسي الاجتماعي للأطفال في ظل الحروب والنزاعات
نتابع وعلى بركة الله
الطفل إنسان ينمو ويتطور على الأصعدة الاجتماعية والثقافية والأخلاقية والروحية . والتجارب التي يمر بها خلال نموه، تحدد الطبيعة التي سيكون عليها عند البلوغ . حيث أن تحقيق نمو متوازن في شخصية الطفل يتطلب أن يعيش ضمن عائلة تؤمن جميع حاجاته الفيزيولوجية الأساسية ، محاطا ببيئة ملؤها الحب والمرح والنظام والاتساق .
ولكن عندما يتعرض الأطفال إلى صدمات فإن حاجاتهم الأساسية – على الصعيدين الفيزيولوجي والنفسي – تتهدد مما يؤدي إلى زعزعة النمو المتجانس عنده وربما يؤثر عليه مدى الحياة . ومن ناحية أخرى ، وفي ما يتعلق بالناحية التطورية تشير الدراسات الحديثة إلى أن هناك علاقة واضحة بين تعرض الطفل الصغير للصدمات والأحداث الخطرة وتطور الوظائف الدماغية . وهي تؤكد الأهمية البالغة لعاملين متكاملين:
الخبرات التي يمر بها الطفل في سنواته الأولى وتأثيرها على شخصيته وقدراته ، والدور الكبير الذي يلعبه العامل
الورائي في عملية النمو لدى الإنسان .
وللصدمات النفسية أسباب متعددة منها ما هو ناتج لأسباب تتعلق بالطبيعة ومنها ما هو من صنع الإنسان كالاعتداء
والعنف والحروب والعمليات الجراحية المتكررة والحادة والحروق والتشوهات والإعاقات نتيجة للحوادث ، والكوارث الطبيعية وفقدان أحد أفراد العائلة أو الرفاق أو التعرض للعنف والإرهاب والاختطاف والتهجير والحوادث الكارثية وقد تكون الصدمة مباشرة أو غير مباشرة . فكثيرة هي الصدمات التي نتجت من مجرد سماع قصص حدثت مع آخرين
ناهيك عن الصدمات المباشرة " بمعنى أن الشخص اختبرها وعاشها بنفسه " .
وقد يعاني الطفل لدى تعرضه لأي شكل من أشكال الصدمة إلى الأذى الجسدي أو الضغط النفسي . والأطفال يظهرون أنواعا متعددة من ردود الفعل التي قد تظهر مباشرة إثر الحادثة أو بعد أيام أو أشهر أوحتى سنين .
وقد ساعدت الأبحاث في معرفة من من الأطفال يمكن وضعه في خانة الخطر انطلاقا من نوع السلوك الذي يظهره . فالمعروف أن ردود الفعل الحادة تظهر لدى الأطفال الذين تواجدوا في مكان الكارثة . أو اختبروا تهديدا مباشرا لحياتهم
أو حياة من يحبون أو تعرضوا لإصابة جسدية خطرة أو سمعوا صراخا أو استغاثة ولم يتمكنوا من تقديم المساعدة، أو فقدوا الدعم من جانب الكبار أثناء الكارثة وشاهدوا ردود فعل الكبار .
فأثناء الصدمة ، وبعدها ، يعاني الطفل من مشاعر الذعر، العجز، والرعب ، التي تؤدي إلى اضطراب عاطفي حاد ومزمن . وهذا يؤدي عادة إلى ظهور اضطرابات على ثلاثة أنواع:
اضطراب ما بعد الصدمة .. اضطراب الضغط الحاد .. واضطراب التكيف .
والجدير بالذكر أنه ليس اضطراب ما بعد الصدمة هو الوحيد الذي يعانيه الطفل اثر الصدمة بل هناك أمور أخرى مثل القلق ، واليأس ، ونوبات الغضب المفاجئ ، ومحاولات الانتحار، وفقدان الشعور بالأمل ، الشعور بالذنب ، المشاكل الدراسية ومشاكل الذاكرة ونقص في الانتباه والتركيز، والمشاكل في العلاقات مع الآخرين بالإضافة إلى شكل من أشكال النكوص ( والنكوص هو ظهور سلوك لدى الطفل لا يتناسب مع عمره ، بل يعود فيه إلى مرحلة عمرية أصغر مما هو عليه بمثابة نداء يعبر عن حاجته للأمان . كالتبول اللاإرادي ومص الإصبع والرغبة في النوم عند والديه... بعد أن
يكون قد تجاوز كل هذه الأمور .) .
ماذا يحدث لأطفالنا خلال الظروف الصعبة والحروب:
سؤال لابد لنا من المرور عليه لنتعرف على آثار الظروف الصعبة "من حيث حاجات النمو عند اطفالنا" قبل الدخول
أكثر في تفاصيل هذه الآثار.
يتبع
-
رد: حصري لاحباب الاردن ... كتاب الدعم النفسي الاجتماعي للأطفال في ظل الحروب والنزاعات
نتابع وعلى بركة الله
الأطفال في الظروف الصعبة
يعيش الكثير من الأطفال في ظروف صعبة من جراء:
1) الكوارث الطبيعية وتأثيراتها: الجفاف، الفيضان، المجاعة المرض.
2) الحرب ونتائجها: العنف، الهروب، التهجير، الخسارة، الجوع، الخطف، الفقر، الأمراض
3) الكوارث أو المصاعب: الفقر، البطالة، السرقة، السطو، العنف، الهجرة إلى المدينة، المرض، الدعارة، الغربة والعزلة.
4) المشاكل الأسرية: المجادلة، العنف، الجريمة، الإدمان، السكر، أمراض الآباء والأمهات العقلية، الإنفصال في العائلة.
5) الإعاقات العقلية والجسدية
آثار الظروف الصعبة على الأطفال
1- عدم تلبية الاحتياجات المادية: النقص في الطعام والاحتياجات الأساسية الأخرى: سوء التغذية يحرم الطفل من الطاقة الكافية للعب والتعلم
2- النقص في الحنان والأمان: عندما يعيش الكبار حال القلق بسبب أوضاعهم فإنهم لا يعطون أطفالهم الاهتمام والعناية الضروريين. ويتعرض الأطفال للعقاب الجسدي وسوء المعاملة إذا ما أساؤوا التصرف. إنهم يختبرون الضياع والانفصال. الأطفال المهجرون واليتامى والمشردون يفقدون التماسك الأسري وحياة المجتمع الذي يزودهم بالحماية والأمان
3- تغير مجرى الحياة العادية: عندما تجبر العائلة على الانتقال من منطقتها، تتعرض القيم الأخلاقية والتعاليم الاجتماعية للانقطاع وربما يستحيل معها الاستمرار في التربية، تتزعزع المعتقدات الخاصة بـ (الخطأ والصواب). تنمو الشكوك حول العدالة في المجتمع
4- انعدام التجارب والخبرات الجديدة: لا يستطيع الأطفال اللعب أو التركيز أو التعلم من دون تلبية الاحتياجات الأساسية. الانقطاع عن الحياة المدرسية يجعل التجارب والخبرات المكتسبة غير منتظمة
5- عدم توافق المسؤوليات مع العمر: يضطر الأطفال إلى تحمل مسؤوليات كبيرة في الحرب وفي الظروف الصعبة الأخرى.(كأن يحملوا السلاح أو أن يحملوا مسؤولية عوائلهم بعد فقدان المعيل ..)
6- النقص في الثناء والتقدير: إن العيش مع كل هذه الصعوبات يجعل من الصعب أن يشعر الأطفال بأهميتهم. وحين لا يلاقون الدعم والاهتمام، تراهم يشعرون بأن المجتمع المحلي والمجتمع ككل، قد تخليا عنهم.
ردود فعل الأطفال على الظروف الصعبة والأزمات
يعبر الأطفال عن صعوباتهم بطرق مباشرة عن طريق الشكوى من الخوف، التوتر، التضايق، وطرح التساؤلات بشكل مفرط. وكذلك بطرق غير مباشرة عن طريق سلوكيات مختلفة وغير ملائمة للطفل والتي تشير إلى مشكلة يمر بها
الطفل. وسنذكر هنا على سبيل المثال :
- حركة العضلات: قد يفقد الطفل بعض التوازن في حركة العضلات فتتحول إلى متشنجة أكثر أو رخوة. قد يظهر هذا الخلل عند الصغار بشكل عام في حركة عضلات الفم والتي تؤثر على الكلام حيث تظهر التأتأة والتلعثم عند الأطفال.
- سلوكيات جنسية: قد تزداد ملامسة الأعضاء الجنسية لدى الأطفال لوجودهم في وضع ضاغط. لأنهم يجدون من خلالها تهدئة آنية لاتتطلب تنظيم وتركيز الأفكار أو السلوك.
- السيطرة على التبول والبراز: حيث أن الأطفال في ظروف الضغط قد يحصل لهم إما إمساك أو حصار بول من جهة. وإما إسهال أو عدم القدرة على التحكم بالإفرازات.
- النكوص أو التراجع: عودة إلى سلوكيات طفولية حيث يسلك الطفل سلوكيات طفولية غير ملائمة للمرحلة العمرية أو التطورية الموجود بها. مثل مص الإصبع، التبول اللاإرادي، الحبي ( الزحف ) إستعمال لغة الأطفال...
- الأكل: التوقف أو التقليل من الأكل وفقدان الشهية من جهة أو الإفراط في الأكل من جهة أخرى، وعلى الغالب الحاجة المتزايدة للأغذية الحلوة ( السكرية كالشوكولا – البسكويت .. )
- مشاكل في النوم: وتنعكس في خلل بالنوم مثل: صعوبة الدخول في النوم، أو تغيير في عادات ومكان النوم، إستيقاظ متكرر إثر كوابيس ومخاوف. أو الإفراط في النوم مثل : صعوبة في الإستيقاظ صباحا، الشعور بالتعب والنوم في ساعات النهار ليس كالمعتاد.
- آلام جسدية : غالبية الآلام التي يعبر عنها الأطفال هي آلام بالبطن أوالرأس. وأحيانا يشكو الأطفال من آلام في الأطراف وممكن أن تكون نابعة من تشنج العضلات الناتج عن الضغط.
- صعوبة بالانفصال: وهو عبارة عن الالتصاق بالأم أو الأهل، وعدم الرغبة بالانفصال عنهم، التصاق بأغراض انتقالية، أو أغراض أخرى، التعلق بأغراض تعطي الطفل الشعور بالأمان مثل لعبة، حرام قديم أو عصا وهناك أطفال يتعلقون بثياب معينة، أحذية أو قبعة لها مفهوم الأمان أو الدفاع عنهم حيث يرفض الأطفال خلعها. وقد يصل الأمر في حال انتقال الأهل بسبب ظروفهم الصعبة إلى منزل جديد إلى حد تعلقهم بأشياء لها علاقة بمنزلهم القديم .
وهناك أطفال يقومون بالأمور الروتينية اليومية بحذافيرها ظنا منهم أنهم بذلك يمنعون حدوث أي أمر مخيف بحياتهم.
تذكرة
• الطفل إنسان ينمو ويتطور على الأصعدة الاجتماعية والثقافية والأخلاقية والروحية. والتجارب التي يمر بها خلال نموه، تحدد الطبيعة التي سيكون عليها عند البلوغ.
• تشير الدراسات الحديثة إلى أن هناك علاقة واضحة بين تعرض الطفل الصغير للصدمات والأحداث الخطرة وتطور الوظائف الدماغية.
• ردود الفعل الحادة تظهر لدى الأطفال الذين تواجدوا في مكان الكارثة. أو اختبروا تهديدا مباشرا لحياتهم أو حياة من يحبون أو تعرضوا لإصابة جسدية خطرة أو سمعوا صراخا أو استغاثة ولم يتمكنوا من تقديم المساعدة، أو فقدوا الدعم من جانب الكبار أثناء الكارثة وشاهدوا ردود فعل الكبار.
• والجدير بالذكر أنه ليس اضطراب ما بعد الصدمة هو الوحيد الذي يعانيه الطفل اثر الصدمة بل هناك أمور أخرى مثل القلق، واليأس، ونوبات الغضب المفاجئ، ومحاولات الانتحار، وفقدان الشعور بالأمل، الشعور بالذنب، المشاكل الدراسية ومشاكل الذاكرة ونقص في الانتباه والتركيز، والمشاكل في العلاقات مع الآخرين، والنكوص
• يعبر الأطفال عن صعوباتهم بطرق مباشرةعن طريق الشكوى من الخوف، التوتر، التضايق، وطرح التساؤلات بشكل مفرط. وكذلك بطرق غير مباشرة عن طريق سلوكيات مختلفة وغير ملائمة للطفل والتي تشير إلى مشكلة يمر بها الطفل.
• آثار الظروف الصعبة على الأطفال:
- عدم تلبية الاحتياجات المادية
- النقص في الحنان والأمان: عندما يعيش الكبار حال القلق بسبب أوضاعهم
- تغير مجرى الحياة العادية: عندما تجبر العائلة على الانتقال من منطقتها
- انعدام التجارب والخبرات الجديدة: لا يستطيع الأطفال اللعب، كما أن الانقطاع عن الحياة المدرسية يجعل التجارب والخبرات المكتسبة غير منتظمة
- عدم توافق المسؤوليات مع العمر: يضطر الأطفال إلى تحمل مسؤوليات كبيرة في الحرب وفي الظروف الصعبة الأخرى
- النقص في الثناء والتقدير: إن العيش مع كل هذه الصعوبات يجعل من الصعب أن يشعر الأطفال بأهميتهم.
يتبع باذن الله .
الفصل الثاني
التطور النفسي الاجتماعي عند الأطفال
-
رد: حصري لاحباب الاردن ... كتاب الدعم النفسي الاجتماعي للأطفال في ظل الحروب والنزاعات
الفصل الثاني
التطور النفسي الاجتماعي عند الأطفال
- الاحتياجات الأساسية لدى الأطفال
- أهمية اللعب عند الأطفال
- احتياجات وصراعات النمو الطبيعية لدى الأطفال
- نظريةاريكسون في النمو النفسي الاجتماعي
- جدول الاحتياجات التنموية وصراعات النمو ومشكلات سلوكية نموذجية
- أهم المحطات التطورية عند الأطفال
- الخوف الطبيعي والمراحل التي يمر بها عند الأطفال
الاحتياجات الأساسية لدى الأطفال:
التعامل مع الطفل ليس مجرد تلبية احتياجاته الأساسية، إذ أن هناك أنواعا أخرى من الاحتياجات لا تقل أهمية هي احتياجات الأمان والحماية والانتماء والتقدير والانخراط الاجتماعي. ومالم تؤمن هذه الحاجات إلى جانب المأكل والملبس والدفء فإن تطور الطفل لن يكون شاملا ومتكاملا.
فالمهمة الرئيسية في تقديم الدعم للأطفال الذين شهدوا ظروفا صعبة هي توفير هذا الدعم اللازم بحيث يشعرون بأنهم ذوو قيمة وأصحاب قدرات إيجابية تسمح لهم بأن ينظروا إلى المستقبل بعين متفائلة.
وهذه الاحتياجات هي:
1. احتياجات مادية: وهي الحاجات المادية الأساسية من مأكل ومشرب ومأوى وملبس ....
2. الأسرة: يحتاج الأطفال إلى جو عائلي جيد. وهم يكتسبون الثقة والأمان من خلال اتصالهم ولعبهم مع الأشخاص المقربين منهم. والتربية داخل الأسرة تسهم في التطور الاجتماعي للطفل. فمن خلال الأسرة يتعلم الطفل
– بالدرجة الأولى- عادات وتقاليد بيئته التي يعيش فيها وقواعدها الاجتماعية.
3. خبرات جديدة : لا يستطيع الأطفال تنمية قدراتهم ومعرفتهم بدون إثارة أو خبرات جديدة. وإن التعلم عملية نشطة تفاعلية، لذلك لا يتعلم الأطفال دون تجربة جسدية ومن خلال الاتصال أو اللعب مع الآخرين.مثلا حتى يتعلم الأطفال الكلام وإغناء لغتهم فهم يحتاجون إلى التحدث والاتصال مع أشخاص يحبونهم ويشجعونهم على ذلك إن الحياة اليومية في الأسرة ومع الأصدقاء توفر للأطفال فرصا كثيرة من الإثارة والتجارب الجديدة التي تتواصل في المدرسة.
4. الشعور بالمسؤولية: على الأسرة أن تسند لطفلها، تدريجيا ً، مسؤوليات داخل البيت وخارجه. فهذا يعطيه الشعور بالأهمية ويكسبه الثقة بالنفس. وبذلك تتطور عنده روح المبادرة. ومن الأهمية بمكان إشراك الأطفال في تنظيم الأنشطة المدرسية وتحمل بعض المسؤوليات. فهذا يولد عند الأطفال ارتباطا ً أقوى بالعملية التربوية ويزيد من القيمة المعنوية للمدرسة.
5. الحاجة إلى الثناء والتقدير: الإنسان مخلوق اجتماعي. والطفل يتطور في أسرة وبيئة تقبله وتمنحه الثناء والتقدير. فإذا تقبل الأهل طفلهم على ما هو عليه رغم أخطائه وأدركوا قدراته فهذا ينمي ثقته في نفسه ويشعره بأن له قيمة. وتزداد أهمية الثناء والتقدير للأطفال الذين يعيشون في ظروف صعبة ويعانون من التمييز. لذا على مقدم الرعاية أن يظهر أنه لا يقبل أي تمييز بين الأطفال وأن كل الأطفال متساوون في الأهمية.
وهنا دعونا نميز بين التشجيع وبين المديح:
فالتشجيع يستهدف الجهد المبذول من قبل الطفل، بينما المديح "التعزيز" يستهدف النتائج. ولنتعرف أكثر عن الفرق بينهما من حيث المضمون والأثر على الطفل في بناء تقديره لذاته:
• يستخدم الكثير من الأفراد عبارات المديح والحكم، لاعتقادهم بأنها معزز إيجابي لسلوك الطفل وقدراته. (جيد سيء، صح خطأ..)
• يصبح الأطفال معتمدين على تلقي المديح في سبيل تحقيق الشعور الجيد. (الشعور بالقبول).
• الأفراد الذين يقدمون المديح هم بالغالب راشدين لديهم موقع سلطة وتقييم، وله الحق في أن يمنح المدح أويمنعه. (وغالبا حسب المزاج)
• الطفل الذي يتلقى التشجيع فإنه يقدر جهده وعمله الذي بذله في سبيل انجاز المهمة ويطور مصدر تقييم داخلي.
• الأطفال الذين يتلقون التشجيع هم أكثر احتمالية لتطوير مركز ضبط داخلي ويكون موجهين ذاتيا ويتحملون مسؤولية تصرفاتهم مستقبلا.
• يتمثل التشجيع في عبارات ثناء تقدير الذات والتي تساعد الطفل على التعرف على جوانب الكفاية والكفاءة لديه.
• العبارات التي تشير إلى مقدرة الطفل وقدرته على انجاز المهام بشكل مستقل، فإنها تساعده على التعرف بقدراته واستحسانها. مثلا: الطفل يقوم بتجميع المكعبات ويبني بيت.
• الراشد: أحسنت بيت جميل. (تعزيز)
• الراشد: يبدو أن لديك القدرة على تجميع هذه الأشياء معا.(تشجيع).
أهمية اللعب عند الأطفال:
للعب أهمية كبيرة في تطور ونمو الأطفال يساعد الأطفال على التطور. فمن خلال الاكتشاف والقيام بالتجارب واللعب يتعلم الأطفال:
قدرات أجسامهم وطاقاتهم وحدودها.
طبيعة العالم وخصائص الأشياء.
حل المشاكل العملية.
التعاطي مع الآخرين.
القواعد والقوانين الاجتماعية.
مواجهة الأوضاع الصعبة.
والألعاب التي تقوم على ”الإدعاء“ و ”التظاهر“ أو ”التمثيل“، تساعد الأطفال على إدراك واستكشاف حياتهم اليومية، وهم يحاولون - في خيالهم - حل الأوضاع الاجتماعية المعقدة بأنفسهم، أو مع الأطفال الآخرين. مثلا ً،يحب الأطفال أخذ دور الكبار من خلال تمثيل دور الأم أو الأب أو الأخ أو المحارب أو الطبيب أوالمعلم....الخ
فالمهم هنا أن يعطى الطفل فرصة اللعب بشكل حر حتى يبدع ويبتكر ويجرب.
ولكي نضمن للطفل لعباً يساعد على تحقيق نمو شامل ومتنوع، يجب أن ينشأ نوع من التفاعل أو الحوار والإتصال بين هؤلاء الأطفال والآخرين (الأهل أو مقدمي الرعاية)
إن العامل المشترك بين السواد الأعظم من أطفال المياتم (والأطفال اللاجئين وأطفال الحرب أو الذين مروا بتجارب تولد صدمات)، هو أن الحوار أو التفاعل يكون قد تحطم. ونتيجة لذلك يواجه الطفل صعوبات في اللعب. وفي ظروف الحياة الصعبة (المرض، الجوع، الفقر المدقع، الحرب) قد يصعب الوصول إلى هذا الحوار أو التفاعل.
إن أسوأ ما يمكن أن يحصل لهؤلاء الأطفال هو غياب أو فقدان «الأم» أي الشخص الموجود دائما كمصدر أساسي للأمان. الشخص الذي لا يختفي أو يتبدل، الشخص الذي يمكن للطفل أن يطوّر معه روابط عاطفية عميقة. الأم التي تحمل مشاعر خاصة جدا تجاه طفلها. واستتباب هذا الشعور يمكن الطفل من إدخال شخص آخر إلى حياته، ثم شخص آخر وهكذا.
بالنسبة للأطفال في الظروف الصعبة فإن ما نستطيع ان نفعله هو إعادة خلق التفاعل وعلامات الإتصال، ويجب مؤازرة الكبار الذين يتعاطون معهم عن قرب ليتمكنوا من استعادة التفاعل معهم ثانية.
فالأطفال يمكن أن يتطورا جسديا بشكل جيد بمساعدة الطعام المغذي ومساحات اللعب الواسعة. ولكن الأطفال الصغار الذين عانوا من الاضطراب في حياتهم المبكرة لا يستطيعون اللعب، وإن لم تسنح لهم فرصة اللعب، فإنهم سيواجهون صعوبات في النكيف مع المدرسة. وتتضاعف هذه الصعوبات عندما يصبح التعليم أكثر تجريدا.
وتظهر الخبرات في هذا المجال إلى أن الأطفال الذين يعيشون في الظروف الصعبة، يعانون في التكيف مع المدرسة وتتضاعف هذه الصعوبات عندما يصبح التعليم أكثر تجريدا. فهم يعانون صعوبات في التعامل مع المفاهيم المجردة، إنهم يفكرون بالملموس. وكثيرا ما تكون لغتهم ضعيفة ولا يستطيعون أن يستوعبوا إلا ما يرونه بعيونهم.
هذا بدوره يعني أن هؤلاء الأطفال الذين يعانون الحرمان، يواجهون خطر أن يزداد تعرضهم للإذعان ولأنواع الإستغلال المختلفة، فهولاء الأطفال لم تتح لهم فرصة تكون صورهم عن أنفسهم، فيستمرون في التقليد من دون تفكير، دون القدرة على الفهم أو التأمل. ونتيجة لذلك يصبح عالمهم مسطحا وفارغا. ولايملك هؤلاء الأطفال ما يمكنهم من مقاومة التأثيرات الخارجية.
يتبع
-
رد: حصري لاحباب الاردن ... كتاب الدعم النفسي الاجتماعي للأطفال في ظل الحروب والنزاعات
يعطيك الف عافيه وبارك الله فيك اخي
وجزاك الله كل الجزاء
-
رد: حصري لاحباب الاردن ... كتاب الدعم النفسي الاجتماعي للأطفال في ظل الحروب والنزاعات
أخي الادمن
بارك الله فيك .. وهذا بعض ما عندكم لك كل التقدير والاحترام
وهذا يعطينا دافعاً لبذل المزيد من الابداع والتحديث وتقديم الافضل من الافضل ان شاء الله
تحياتي أخي
اللهم اغفر له ولوالديه ما تقدم من ذنبهم وما تأخر..
وقِهم عذاب القبر وعذاب النار..
و أدخلهم الفردوس الأعلى مع الأنبياء والشهداء والصالحين ..
واجعل دعاءهم مستجاب في الدنيا والآخرة ..
اللـهم آميـن ..
-
رد: حصري لاحباب الاردن ... كتاب الدعم النفسي الاجتماعي للأطفال في ظل الحروب والنزاعات
لنتابع وعلى بركة الله
احتياجات وصراعات النمو الطبيعية لدى الأطفال
إن تكوين المعرفة عن نمو الطفل وتطوره الطبيعي هي شيء لايمكن الاستغناء عنه إذا ما أراد الراشدون فهم طريقة تفكير وإحساس وتصرف الأطفال ومساعدتهم خلال الأوقات العصيبة لذلك لا بد لنا من الأحاطة بمراحل نمو وتطور الأطفال الطبيعي حيث يختلف التعامل مع الأطفال المتضررين من الحروب والكوارث عن التعامل مع المتضررين من الكبار ومن المهم جدا لأي فرد يريد توفير المساندة النفسية الاجتماعية للأطفال في حالات الطوارئ أن يتمتع بمعرفة واضحة عن مراحل التطور التي يمر بها الطفل الصغير في عملية النمو النفسي الاجتماعي.
لنتذكر أن المهمة الرئيسية في تقديم الدعم للأطفال الذين شهدوا ظروفا صعبة هو توفير هذا الدعم اللازم بحيث يشعرون بأنهم ذوو قيمة وأصحاب قدرات إيجابية تسمح لهم بان ينظروا إلى المستقبل بعين متفائلة
إن هذه المهمة تتطابق كليا مع ما تنص عليه نظرية «إيريك إريكسون» النفسية الاجتماعية.
نظرية اريكسون في النمو النفسي الاجتماعي:
يفترض عالم النفس إيرك إيركسون من خلال نظريته النفسية الإجتماعية التي تعتبر من أهم النظريات في تفسير عملية النمو عند الإنسان منذ الولادة حتى الشيخوخة. والتي تستند على فكرة أساسية وهي أن الأشخاص يتأثرون بالعديد من الضغوطات النفسية والاجتماعية والتي من شأنها في الأحوال العادية تحفيز النضج والتطور لدى الإنسان.
ويرى إيريكسون أن تطور الإنسان الاجتماعي يمر بمراحل عدة تتمحور كل واحدة منها حول أزمة نفسية يتوجب إيجاد الحل المناسب لها. فإذا تم التعامل مع هذه الأزمة بالشكل السليم استطاع الإنسان أن يبلغ المرحلة التالية بسلاسة وأمان. أما إذا لم تتوفر له العوامل الملائمة فإن هذا قد يؤثر سلبا على تطور شخصيته، مبينا أن عملية التطور والنمو لا تنتهي، فهي عملية مستمرة، وبأن أي موضوع أو ( أشكالية النمو) لا يتم التعامل معها خلال أي من مراحل النمو، فإنها قد تطفو على السطح كمشكلة خلال مرحلة أخرى مسببة الكثير من المعاناة. وسنستفيض في
شرح مراحل الطفولة حتى سن ثمان سنوات لما لهذه المرحلة من أهمية خاصة
المرحلة الأولى من الولادة حتى العام الأول:
هي المرحلة التي يفترض أن يكوّن الرضيع فيها شعورا بالثقة تجاه محيطه، وهذا الشعور هو الحجر الأساس لنمو نفسي اجتماعي سليم. والمهم في تفاعلات الرضيع مع من يقوم على رعايته هو أن يجد الاستقرار والطمأنينية في أشخاص
(الأب والأم) وظروف ثابتة متوافرة لتلبية احتياجاته. وأن يشعر بأنه يستطيع الاعتماد عليهما للعناية والحماية والرعاية. هكذا تولد عنده صورة ايجابية عن العالم من حوله، عالم آمن وثابت وجميل. عالم يستطيع الوثوق به.
إن هذا الشعور بالأمان يعتمد على أن يكون لدى الآباء الثقة في ما يفعلونه من خلال الاعتقاد بأن «الطريقة التي نتعامل فيها مع الطفل صحيحة».
فإذا ما شعرت الأم بالقلق يشعر الطفل بالقلق وإذا شعرت الأم بالهدوء يشعر الطفل بالهدوء. وهذه التفاعلات تؤثر على نظرته المستقبلية إلى العالم وطريقة تكيفه مع الآخرين.
إن الأطمئنان الداخلي لدى الآباء والأمهات سوف ينتقل إلى الطفل ليساعده على الشعور بأن العالم آمن ويمكن الاطمئنان إليه.
المرحلة الثانية من العام الثاني حتى العام الثالث:
هنا يدخل الطفل مرحلة الاستقلالية حيث يفترض بالوالدين مساعدة طفلهما على تطوير روح المبادرة والاستقلالية. والاستقلال يأتي من خلال اللعب التفاعلي الذي يحفز حواس الطفل، ويطور قدرة الطفل على أداء الأشياء بمفرده. (كالوقوف على قدميه والمشي، استخدام الأيدي لتناول الطعام، ارتياد المرحاض بمفرده) .
هذا الشعور بالاستقلالية نلمسه كثيرا في نوعية «خطاب» الطفل إذ انه يكرر استخدام «أنا» و «لي» و «لا»
(حتى أنه غير قادر على استخدام كلمة «نعم» وكأن الموافقة هي فقدان لاستقلاليته. في هذه المرحلة يبدأ التدريب على السلوك الاجتماعي الصحيح بالتوافق مع القوانين والقواعد الاجتماعية من دون أن يفقد الطفل حسه الأولي بالاستقلالية.
يجب على الآباء والأمهات أن يوفرا الإرشاد المناسب للطفل لمساعدته على استيعاب الخيارات المعقولة والمقبولة لتنفيذ رغباته الاستكشافية وممارسة نشاطات نابعة من مبادرته الشخصية. كما يجب عدم انتقاد وإحباط الطفل في محاولاته توطيد استقلاليته بل يجب تفهمها واعتبارها خطوة إلى الأمام نحو تطوير الثقة بالنفس.
فالطفل الذي لاتوفر له الفرص المناسبة لكي يمارس استقلاليته سوف ينمو في الشك الذاتي ويكوّن صورة سلبية عن نفسه وكأنه إنسان غير كفء وغير قادر.
المرحلة الثالثة من العام الثالث وحتى العام السادس:
هنا يدخل الطفل في مرحلة جديدة من النمو النفسي الاجتماعي، هي مرحلة المبادرات الهادفة. بعكس السلوك العشوائي الذي ميز المرحلتين السابقتين (طفل الرابعة أو الخامسة يتحمس لتحمل مهام جديدة). ويحب استكشاف عالم الراشدين من خلال الابتعاد شيئا فشيئا عن حماية والديه. ويرغب في المشاركة في النشاطات الاجتماعية والانخراط في مجموعات جديدة بعيدا عن الأجواء الدافئة المحمية داخل أسرته. ويأتي عنصر «اللعب» ليكتسب أهمية كبرى في حياة الأطفال في هذه المرحلة. حتى أنه يطلقوا على هذه المرحلة اسم «سنوات اللعب»، فمن خلال اللعب يختبر الأطفال مهارات جديدة ويطورون علاقاتهم الاجتماعية ويتعلمون من خلال المراقبة والتقليد والاحتكاك المباشر الكثير من القيم والسلوكيات الاجتماعية (كالمنافسة والمشاركة والتعاون ومساعدة الآخر والتسامح...إلخ)
يتبلور الشعور بالذنب، أو ما يسميه اريكسون «الضمير» الذي من شأنه خنق أو إخماد المبادرات الجريئة التي يقوم بها الطفل لاستكشاف عالمه وذاته (قدراته..انفعالاته..) لذلك يتحتم على الآباء والأمهات مساعدة أطفالهم بالتقليل من سلطانهم إلى الحد ما والسماح لأطفالهم الإسهام معهم كشركاء في النشاطات التي يقومون بها بدلا من تقييدهم وإحباطهم. إذ لايجوز تربية الطفل على أسس التهديد والانتقاد والعقاب لأن ذلك يسبب فقدان الثقة بالنفس عند الطفل والخوف من أخذ المبادرات والخجل الشديد
إن هذه المرحلة هي مرحلة تطوير صورة ذاتية إيجابية يتعلم الأطفال فيها أشياء ذات معنى ومهارات اجتماعية جديدة وأسس المفاهيم الأخلاقية. إلى جانب اكتسابهم الهوية الجنسية. فإذا كان الشعور بالذنب متفاقما في هذه المرحلة يتزايد عند الطفل الشعور بالدونية والقلق. وتتكاثر المخاوف والتردد بدلا من أن يكتسب شعورا بالمسؤولية والمثابرة والانجاز
المرحلة الرابعة من العام السادس حتى العام الثامن
هذه هي مرحلة المثابرة والكفاءة، يفترض أن يتعلم فيها الطفل معنى الكفاءة والعمل الدؤوب نحو النجاح والشعور بالمسؤولية. في هذه السنوات يتعلم الطفل مبادئ القراءة والكتابة والرياضيات، فضلا عن اكتساب مهارات أخرى تسهم في بلورة لك وضع توقعات الذاتية (رسم موسيقى، علاقات اجتماعية من خلال الانتماء إلى شلة أصدقاء..) فإذا كان الطفل معرضا لمحيط ضاغط ذي تأثير سلبي عليه فقد تتفاقم عنده «عقدة النقص» وتولد التشاؤم والحزن والشعور بأنه لن ينجح في أي شيء يقوم به.
تلعب الأسرة دورا مهما جدا في هذه المرحلة حيث أنها المرجعية الأقوى في هذه العملية. فعلى الوالدين أن يهيئا الأولاد للحياة المدرسية من خلال البيت المنظم والإشراف المنتظم على تطور العملية التعليمية والتحفيز على النجاح وتأمين حياة عائلية مستقرة آمنة دافئة. وكذلك وضع توقعات ومقاييس واقعية لمفهوم النجاح عند الإبن تتلاءم وعمره ومستوى قدراته ونضجه.
ففي عامه الثامن يفترض أن يكون الطفل قد أصبح:
• يدرك ما هو الصحيح وما هو الخطأ من خلال خبرات الحياة اليومية.
• أكثر نضجا بالنسبة لما يتعلق بالقيم الاجتماعية والسلوكية الأخلاقية، يميز تماما بين الكذب وقول الحقيقة ويدرك أن الكذب سلوك غير مرغوب
• يدرك تماما ان السرقة سلوك محرم.
• يعبر عن غضبه بطريق بديلة من العنف والعدوانية الجسدية.
• يفهم ويقدر إلى حد بعيد مفهوم المشاركة والتعاون.
• يستوعب إلى حد ما مفهوم تحمل المسؤوليات الموكلة إليه، ويدرك عواقب عدم تحمل المسؤوليات على ذاته وعلى محيطه.
• يميز بين وقت اللعب ووقت الجد والعمل (الدرس..)
إذن يكتسب العام الثامن أهمية خاصة لأنه يشكل نوعا من المحطة الانتقالية في نمو وتطور الإنسان من عالم الطفولة البريء والعشوائي والمحمي في أحضان الأسرة الدافئة إلى عالم مختلف يتميز بازدواجية كبيرة فمن جهة يبتعد عن عائلته من خلال حياة المدرسة ومن جهة أخرى يبقى سعيه لإرضاء والديه قويا جدا ويبقى خوفه الأساسي فقدان حبهما
«وفي هذا العمر يبدأ الطفل بإدراك معنى الموت»
وفيما يلي نموذج لهذه الاحتياجات خلال مراحل النمو البشرية وأزمات النمو التي تظهر بشكل طبيعي والتي عادة ما يتجاوزها الإنسان خلال الظروف الاعتيادية، في حال تلبية احتياجات هذه المراحل.
والجدير بالذكر هنا هو أنه وفي الظروف الصعبة والأزمات عادة ما يكون الأشخاص المتأثرون بهذه الظروف ،خاصة الأطفال منهم، غير قادرين على تحقيق هذه المهمات التنموية بسبب ظروف الحرمان التي يعيشونها.
فالأطفال لديهم آباء مفقودون أو يعانون من الإكتئاب والصدمة ولا يستطيعون الاستجابة بحساسية لاحتياجات أطفالهم، والأطفال الصغار يبدأون مرحلة الاستكشاف في بيئة مزدحمة وغير متوقعة وخطيرة على الأغلب. ولا يوجد لدى الأطفال في عمر ما قبل المدرسة أية فرصة للمشاركة في مجموعات لعب حر. أما أطفال مرحلة المدرسة لا يوجد لديهم مدرسة للذهاب إليها بسبب خطورة الخروج من المنزل. ومن هنا يجب أن يتم تصميم تداخلات الدعم النفسي الاجتماعي لخلق فرص للأشخاص ضمن الظروف الصعبة لتحقيق هذه المهام التنموية .
نتابع جدول الاحتياجات التنموية وصراعات النمو ومشكلات سلوكية نموذجية
يتبع
-
رد: حصري لاحباب الاردن ... كتاب الدعم النفسي الاجتماعي للأطفال في ظل الحروب والنزاعات
نتابع وعلى بركة الله
جدول الاحتياجات التنموية وصراعات النمو ومشكلات سلوكية نموذجية
* مرحلة الرضاعة
( 0 – 12 شهر) الرفاه الجسدي:
- ( قدرة جسدية كاملة، الصحة ، التغذية، المأوى، الراحة والمحفزات )
- الأمن والأمان :(غياب الخطر، البيئة المتوقعة )
- الثقة مقابل عدم الثقة : وما يساعد الطفل على الخروج من هذه الأزمة هو بناء علاقة مستقرة مع مقدم رعاية واحد
على الأقل. ( أم، أب، أخت كبرى ....)
- الانسحاب والعزلة . فرط في النشاط غير محدد . تشكيل الصور النمطية . العدائية التلقائية . الاكتئاب
* الطفولة المبكرة
( 1 – 3 سنوات)
- الحب والانتماء والشعور بالقبول
- التحكم بالذات: (الاستقلالية مقابل الخجل والشك ) ما يساعد الطفل في هذه المرحلة هو الحصول على مساحة
وفرص ودعم لاستكشاف العالم بناء على قدرات الأشخاص واهتماماتهم
- عدائية غير محددة . سلوكيات غير اجتماعية . التأتأة والحركات اللاإرادية ( تقطيع الشعر وقضم الأظافر).
* سن اللعب
( 3 – 7 سنوات )
- الثقة بالذات: (الكفاءة، الانجازات، القبول والتقدير )
- المبادرة مقابل الشعور بالذنب: ويساعد الطفل على تجاوز أزمة النمو هذه بتعلُم كيفية المساهمة في نشاط اجتماعي - الرهاب . الهواجس والدوافع .التبول اللاإرادي .
* عمر المدرسة
(6 – 12 سنة)
- تحقيق الذات : (إدراك القدرات الذاتية وتحقيق الذات)
- الكفاءة مقابل الدونية : تطوير المهارات والمواهب الشخصية والاستعداد للتعامل مع الحياة القادمة .
- انعدام الدافعية والإهتمام والتركيز . أحلام اليقظة.
* البلوغ
( 12 – 18 سنة )
- تحقيق الذات السمو الذاتي: ( خدمة الآخرين )
- الهوية مقابل اختلاط الدور:
معرفة من أنت بالنظر للعلاقة مع العائلة والمجتمع المحلي والمجتمع بشكل عام .
- الإندفاعية . التردد .
أهم المحطات التطورية عند الأطفال:
يختلف التعامل مع الأطفال المتضررين من الحروب والكوراث عن التعامل مع المتضررين من الكبار، ومن المهم جدا
لأي فرد يريد توفير المساندة النفسية الاجتماعية للاطفال في حالات الحروب والطوارئ أن يتمتع بمعرفة واضحة عن مراحل التطور التي يمر بها الطفل الصغير في عملية النمو النفسي الاجتماعي.
لمحة موجزة عن أهم المحطات التطورية عند الطفل بين الولادة والسنتين
شهران ... يتحكم في حركة الرأس بحفظه مستقيما .ً يصدر أصواتا من الحنجرة ( مثل غغغغ ...)
يبتسم لك . يخف البكاء تدريجيا ً ، لا يدرك أن الأشياء لها وجود منفصل عنه . يكتشف يديه .
4 أشهر ... يجلس مع مساعدة ، يلتقط الأشياء ، يتقلب على السرير من جانب إلى جانب ، يصدر أصواتا ً لينة
(مثل أه – أو – إي ..) ، يصغي باهتمام إلى الأصوات المحيطة ، يربط الزمن بحاجاته
( يتنبأ بوقت الطعام، وقت النوم ... )
6 أشهر
يجلس في الكرسي العالي ، ينقل الأشياء من يد إلى أخرى ، يلقي ثقله على ساقيه ، يبدأ بالدبيب
يضع الأشياء في فمه (يده – قدمه) ، يثرثر مستخدما الأحرف الساكنة (مثل بابابا- تاتاتا) ، يضحك عاليا ً،
يلعب " بقوسة " أو " نو " ، ينظر إليك عندما تحدثه ، يبتسم لنفسه في المرأة ، يحدق باهتمام إلى الأشياء المثيرة
ينتبه إلى التفاصيل الصغيرة
8 أشهر
يمد يده لالتقاط الأشياء البعيدة ، يقف مع مساعدة ، يزحف على الأرض ، يجلس من دون سند يحدث أنغاما ً في صوته
يصدر أصوات مكونة من مقطعيين لفظيين (أوي- دودا دادي) ، ينتبه إلى حركة الأشياء ويتبعها بنظره
يفهم ويستجيب لبعض الكلمات
10 أشهر
يحاول الوقوف مستندا ً إلى الأثاث ، يستجيب إلى اسمه بكل وضوح ، تبرز المخاوف الأولى ، يخاف من الغرباء
يبدأ التعلق الشديد بالأم ، يبحث عن الأشياء المخبأة ، يربط بين الأحداث
(يعرف أنه وقت النزهة عندما يرى أمه ترتدي المعطف....)
12 شهرا ً
يمشي بعض الخطوات من دون مساعدة ، يستطيع حمل الكرة ، يشرب من الكوب ، يطلق أسماء معينة لبعض
الأشخاص (مثل ماما- دادا ...) ، يقوم بإشارة " باي باي " ، تتطور ذاكرته للأحداث ، يبرز حب الاستكشاف
والاختبار لديه ، يفهم العديد من الكلمات المألوفة
14 شهرا ً
يقف بمفرده من دون سند ، يمشي بمفرده ، يستطيع التقاط الأشياء الضغيرة جدا ًبإصبعه ، يقلد بعض الكلمات
والأصوات ، يلعب بمفرده بألعابه لكنه يفضل اللعب مع أمه ، يشير إلى احتياجاته من دون اللجوء إلى البكاء
تظهر معالم الخجل لديه ، يشير بالإصبع إلى الشيء عند الطلب (أين ....؟) ، يستمتع بتصفح الكتب المصورة
يشعر الأهل أنه يفهم كلمات كثيرة في محيطه
18 شهرا ً
يفضل استخدام يد على أخرى
يستطيع المشي إلى الوراء
يستطيع المشي حاملا لعبة كبيرة
يستطيع صعود الدرج مع مساعدة
يستطيع أن يتسلق إلى كرسي والجلوس عليه من دون مساعدة
يخربش على الورقة
يقلب صفحات الكتاب
يلعب بالمكعبات (يبني أبراجا ًمن ثلاث أو أربع مكعبات) يزداد خوفه من الغرباء
يثرثر باستمرار
ينطق أكثر من أربع كلمات ذات معنى محدد (غير كلمة ماما )
يشير إلى عينه وأنفه وفمه عند الطلب يقيم علاقة سببية بين الأحداث
يلاحظ الأهل تطور الذاكرة عنده لأحداث عديدة
يلبي تأشيرات سهلة " أغلق الباب "
يزداد حبه لاستكشاف المحيط
يعرف نفسه في المرآة
عامان يستطيع استخدام الملعقة بسهولة
يساعد في عملية ارتداء الملابس
يستطيع القفز في مكانه يعبر عن حاجاته للتبول أو التبرز
تظهر معالم العدوانية
تظهر معالم الأنانية
ينطق جملا ً مكونة من كلمتين يفرح كثيرا ًعند المديح
يستطيع التمييز بين الألوان
يشير إلى الصور أو الأشياء المتشابهة عند الطلب
لمحة موجزة عن أهم المحطات التطورية عند الطفل بين السنتين والست سنوات
سنتان ونصف ...
يصعد وينزل الدرج مستندا ًإلى الحائط
يقفز في مكانه
يرفس الكرة بقدمه
يرسم خطا ًعاموديا ً
يلتقط الأشياء الصغيرة بأصابعه
يبدأ بركوب الدراجة (3 عجلات)
يستعمل الملعقة والشوكة
يستطيع ارتداء حذائه يقلد جميع الأصوات بسهولة
يستعمل جملا ًمن 3 إلى 5 كلمات
يستعمل الجمع في كلامه
يستطيع اللعب بمفرده بألعابه
يحاول الاعتماد على نفسه في العديد من المهارات يفهم وظيفة الأشياء
يعتمد على الخيال في لعبه
يفهم معنى الماضي والمستقبل
3 سنوات
يلتقط الكرة
ينسخ دائرة
يمسك القلم جيدا ً
يستعمل المقص مع مساعدة
يغسل يديه ووجهه جيدا ً
يرتاد المرحاض بمفرده يلجأ إلى العنف لحل مشاكله
يبدأ باللعب مع الآخرين
يتقبل الفراق عن أمه أكثر من ذي قبل.
تبرز عنده الفضولية الجنسية يطابق الأشياء المشابهة
يعد من 1 إلى 3 أشياء أمامه
يعرف جنسه
يلعب مع الآخرين لكنه لا يفهم قواعد اللعبة
4 سنوات
يتحكم في استخدام المقص
يقفز على قدم واحدة
يرتدي السروال بمساعدة
ينسخ مربع
يرسم شخصا ًمن 3 أعضاء يلعب مع الآخرين
يستمع إلى القصة ويجيب على الأسئلة حول الأحداث يستطيع العد من 1 إلى 10
يميز بين الألوان
يعرف سبب الحدث
5 سنوات
ينسخ المثلث جيدا ً
يرسم بيتا ً
يرتدي سرواله من دون مساعدة
يفرك أسنانه ويغسل يديه ووجهه جيدا ً
يحاول ربط الحذاء يستطيع أن يخبر قصة مع تسلسل زمني للأحداث
قاموسه اللغوي (عدد الكلمات التي يستطسع استعمالها) يحتوي على ما يقارب 2500 كلمة
يستعمل جملا معقدة ومركبة
يصبح أقل أنانية يطابق الصور المتشابهة
يعد من 1 إلى 15
يستطيع أن يعد حتى 15 شيئا ًأمامه
يستطيع تصنيف الأشياء
يبرز الخيال والإبداع في رسوماته
لمحة موجزة عن أهم المحطات التطورية عند الطفل بين الست سنوات والإحدى عشرة سنة
6 سنوات
تحسن في التوازن الجسدي
تزايد في قوة العضلات
تحسن في التنسيق البصري اليدوي
يلتقط الكرة جيدا ً
يبدأ بربط الحذاء
يكتب الأحرف والأرقام تزايد المخاوف ( السمعية والخرافية )
تخف العدوانية ويبدأ الاعتماد على الحوار لحل مشاكله مع الآخرين
يبدأ التمييز الجنسي ( أنا لاأحب اللعب مع البنات )
يميز بين الربح والخسارة وينزعج كثيرا ًعند الخسارة يطابق الصور بالكلمات المناسبة
يفهم الأضداد
يستطيع التصنيف
يستطيع قراءة الأحرف والأرقام
يميز بين اليمين واليسار
يدرك الفرق بين " أكثر " و " أقل "
8 سنوات
يربط حذائه جيدا ً
يعتمد على نفسه كليا ًفي مهارات الحياة اليومية
يكتب جيدا ً لكن خطه كبير وغير منتظم
يبدي حماسا ً للنشاطات الرياضية ( سباق الركض ، كرة القدم ...)
يجيد ركوب الدراجة والسباحة يسعى إلى إرضاء الآخرين لكسب محبتهم ولبناء صداقات
يخاف من فقدان حب الآخرين
يشارك بحماس بالألعاب الجماعية
له صديق أو صديقان مميزان عن الآخرين
يميز بوضوح بين وقت اللعب ووقت العمل يستطيع قراءة الساعة (بالساعة والأرباع والأنصاف)
يفهم قيمة النقود ويقارنها ببعضها البعض
يستطيع القراءة والكتابة بسهولة
يفهم معنى الجمع والطرح وجداول الضرب
يفهم الحزازير والنكات
9 سنوات
تطور المهارة اليدوية بشكل ملحوظ ( يتحسن خطه ، يركب أشياء معقدة ...)
يتحسن أداؤه الجسدي (أسرع في الركض، أقوى في رمي الكرة ...) حساس جدا ً للانتقاد من الغير ويخجل إذا انتقده
أحد أمام المجموعة
تزايد في إدراك الدور الجنسي ( أنا صبي ويجب أن أتصرف كالصبيان)
يكتسب الأصدقاء أهمية أكبر في حياته
تخف المخاوف بشكل ملحوظ تطور المنطق بشكل واضح (خاصة في حواره مع الآخرين)
يسعى إلى تطوير ثقافته العامة (يسأل الكثير من الأسئلة حول أمور عامة )
يبدي اندفاعا ًأكبر بالنسبة للتحصيل المدرسي
تحسن في الذاكرة وبالتالي تحسن في حفظ المعلومات
10 سنوات
تطور القدرات الحركية الرئيسية بشكل ملحوظ ( قوة العضل، السرعة، القفز العالي والعريض )
تطور التنسيق البصري اليدوي حيث تصبح حركاته أكثر تجانسا ً وفعالية يهتم بمظره الخارجي
يكتسب الآخرون ، ورأي الآخرين به أهمية كبرى في تكوين صورته الذاتية
يسعى للمشاركة في النشاطات الجماعية
يبدأ الاهتمام بالجنس الآخر
تتكون الصداقات الحميمة يبدأ بفهم الأمور المجردة
يستعمل المنطق والاستنتاج في حواره مع الغير
تتحسن مهارات الدرس
يدرك مفهوم الزمن بوضوح وينظم وقته حسب هذا الإدراك
يتبع .. الخوف الطبيعي والمراحل التي يمر بها عند الأطفال
-
رد: حصري لاحباب الاردن ... كتاب الدعم النفسي الاجتماعي للأطفال في ظل الحروب والنزاعات
نشكرك أخي العزيز الفاضل على كل جديد
وفقك الله تعالى لما فيه خير ومنفعة المسلمين
جزاك الله تعالى خيرا
بارك الله تعالى فيك
-
رد: حصري لاحباب الاردن ... كتاب الدعم النفسي الاجتماعي للأطفال في ظل الحروب والنزاعات
بارك الله فيك أخي ابوعبد الله محمود
مرور طيب جميل ... والشكر للاستاذ أحمد شيخاني على هذه الهدية الحصرية لكتابه الاول والمتميز
ولما فيه الفائدة لجيل طيب بعيد عن كل انواع الضغط النفسي .
تحياتي اخي
-
رد: حصري لاحباب الاردن ... كتاب الدعم النفسي الاجتماعي للأطفال في ظل الحروب والنزاعات
مشكوررررررررر
بارك الله فيك
-
رد: حصري لاحباب الاردن ... كتاب الدعم النفسي الاجتماعي للأطفال في ظل الحروب والنزاعات
تحياتي اخي أحمد
مرور جميل وطيب
بارك الله فيك
-
رد: حصري لاحباب الاردن ... كتاب الدعم النفسي الاجتماعي للأطفال في ظل الحروب والنزاعات
نتابع وعلى بركة الله
الخوف الطبيعي والمراحل التي يمر بها عند الأطفال
سنتحدث بداية عن المخاوف الطبيعية والمرتبطة بمراحل نمو الطفل، لنستطيع الفصل والتمييز بينها وبين تلك الناتجة عن الظروف الصعبة، ويجدر التنويه هنا إلى أن استجاباتنا في منح الأمان للطفل وآلية التعامل مع هذه المخاوف المختلفة هي نفسها في جوهرها، والتي تستدعي فقط بعض السلوكيات البسيطة " ولكن المهمة " والتي من شأنها توفير الأمان للطفل، ولاترتبط بالضرورة بإزالة مسببات الخوف لديه. فهذا العالم مليئ بالأشياء التي تستدعي الخوف، واستجابة الخوف هي منحة من الله لتساعدنا على التعامل مع الأخطار الموجودة في هذا العالم، والهدف هو تنمية وصقل قدرات الطفل في تعامله مع مصادر الخوف من خلال الاعتراف بهذه المشاعر أولا ومن ثم مساعدته على اكتساب طرق ووسائل مناسبة للتعامل معها.
إن العالم الطفولي معظمه عالم سحري تتشابك فيه الأمور الواقعية بالحياة الخيالية وتتشعب في مخيلة الطفل مخاوف عديدة نعتبرها بمعظمها حالات طبيعية قصيرة الأمد، أي أنها تتلاشى من تلقاء نفسها. فهناك أنواع من المخاوف تكون طبيعية وشائعة لدى الأطفال.
ونلاحظ أن المخاوف تزداد خاصة عند الأطفال الذين خضعوا في طفولتهم المبكرة لممارسات شبه قاسية عند عملية الإطعام أو عند التدريب على النظافة، حيث أن مخيلتهم تكون قد غذيت بالقصص المرعبة أو بالتهديدات العديدة، حيث تكون رغبة الأهل في ضبط سلوك أبنائهم هي التي تدفعهم إلى ممارسة مثل هذه التصرفات مع أولادهم دون أن يعرفوا آثار وعواقب مثل هذا السلوك على الأبناء، لا بل إنهم عندما تظهر مخاوف الأطفال يستغربون من أين جاءت أو لماذا يخاف ولدي هكذا ! ! ؟
كما أننا نرى ونلاحظ هذه المخاوف بكثرة عند الأولاد الذين ترعرعوا في عائلة مفرطة الحماية والعناية بالطفل .
ومسؤولية الأهل في تعاملهم مع مخاوف أولادهم ليست مكافحة هذه المخاوف عندما تظهر عند الطفل، لأن الخوف شعور طبيعي وموجود عند كل الأولاد. المهم هو مساعدة الطفل في اكتساب استرتيجيات بناءة للتعامل مع مخاوفه .
وإليكم بعض النصائح في التعامل مع مخاوف الأطفال بغرض التخفيف منها:
- طمأنة الولد الخائف وتهدئته وتوفير الثقة والأمان له .
- عدم السخرية من الولد، وعدم محاولة إقناعه بأن مخاوفه غير منطقية أو تافهة .
- التحلي بالصبر حيال هذه المخاوف لأنها سوف تزول لكي تأتي مخاوف أخرى مكانها ( حسب العمر ).
- تجنب الأفلام المرعبة التي تعرض على التلفيزيون أو حتى الأخبار التي تتضمن مشاهد عنف وقتل وتدمير،
أو القصص التي تحتوي على مضمون مخيف وصور مفزعة.
- توفير الفرص الكافية للإختلاط مع أولاد من عمره، فكلما انهكمك وشارك في نشاطات خارجية، خف قلقه من
مخاوفه الداخلية .
- يجب تشجيع الولد على التعبير عن مخاوفه، وأن يتكلم عنها وعلينا أن نستمع له باهتمام .
تذكر بأن مخاوف الأطفال هي حالات طبيعية، لكن عندما لا يتمكن الولد من تجاوز هذا الخوف، وعندما يصبح الخوف حالة مرضية تسيطر على مشاعره ونشاطاته اليومية لفترة زمنية طويلة تصبح نوعا من المخاوف التي تندرج تحت خانة اضطرابات القلق
وإليك فيما يلي جدولا ً بالمخاوف الطبيعية حسب العمر والتي يتجاوزها الطفل مع الوقت حتى تتلاشى نهائيا ً، والتي
تبقى ضمن إطار الخوف الطبيعي طالما لا تؤثر على نشاطاته اليومية ولا تستمر فترة زمنية طويلة .
العمر بالسنوات نوع المخاوف
سنتان
مخاوف سمعية ( القاطرات ، الرعد ، المكانس الكهربائية )
مخاوف بصرية ( الألوان القاتمة ، المجسمات الضخمة ، العرائس المتحركة )
مخاوف مكانية ( الانتقال إلى بيت جديد، بلد جديدة.. )
مخاوف شخصية ( الانفصال عن الأم وقت النوم ، خروج الأم من البيت )
سنتان ونصف السنة
مخاوف من الحيوانات والأحجام الضخمة ( الناقلات )
ثلاث سنوات
مخاوف بصرية ( الأشخاص المسنون ، الأقنعة ، الظلام ، حيوانات ، رجال الشرطة ، اللصوص )
مغادرة الأم أو الأب خاصة ليلا ً
أربع سنوات
مخاوف سمعية ( الماكينات )
الظلام ، الحيوانات البرية ، مغادرة الأم خاصة في الليل
خمس سنوات
فترة خالية نسبيا ًمن المخاوف ( إذا كانت موجودة تكون واقعية مثل الخوف من الإيذاء، الأشرار، الاختطاف، الكلاب، الخوف من عدم عودة الأب أو الأم إلى المنزل )
ست سنوات
تزداد المخاوف :
- سمعية ( جرس الباب، التليفون، الأصوات المخيفة، أصوات الحشرات )
خرافية ( الأشباح، العفاريت، الساحرات )
مكانية ( الضياع، الغابات )
العناصر الطبيعية ( النار، الماء، الرعد، البرق )
اختباء أحد في المنزل أو تحت السرير، النوم منفردا، البقاء في حجرة مغلقة، الخوف من ألا يجد أمه عند العودة إلى البيت أو أن يحدث لها أذى أو أن تموت، اعتداء أحد عليه بالضرب، الجروح والدم
سبع سنوات
مخاوف بصرية ( الظلام، الممرات الضيقة، الظلال على الجدران )
الخوف من الحروب والدمار، الجواسيس واللصوص، اختباء أحد في المنزل، الوصول متأخرا ً إلى المدرسة، فقدان
حب الآخرين .
يتبع للتذكير
-
رد: حصري لاحباب الاردن ... كتاب الدعم النفسي الاجتماعي للأطفال في ظل الحروب والنزاعات
للتذكير
* التعامل مع الطفل ليس مجرد تلبية احتياجاته الأساسية، إذ أن هناك أنواعا أخرى من الاحتياجات لا تقل أهمية هي احتياجات الأمان والحماية والانتماء والتقدير والانخراط الاجتماعي. ومالم تؤمن هذه الحاجات إلى جانب المأكل والملبس والدفء فإن تطور الطفل لن يكون شاملا ومتكاملا.
* المهمة الرئيسية في تقديم الدعم للأطفال الذين شهدوا ظروفا صعبة هي توفير هذا الدعم اللازم بحيث يشعرون بأنهم
ذوو قيمة وأصحاب قدرات إيجابية تسمح لهم بأن ينظروا إلى المستقبل بعين متفائلة
* لكي نضمن للطفل لعباً يساعد على تحقيق نمو شامل ومتنوع، يجب أن ينشأ نوع من التفاعل أو الحوار والإتصال بين هؤلاء الأطفال والآخرين (الأهل أو مقدمي الرعاية)
* إن العامل المشترك بين السواد الأعظم من أطفال المياتم
(والأطفال اللاجئين وأطفال الحرب أو الذين مروا بتجارب تولد صدمات) هو أن الحوار أو التفاعل يكون قد تحطم. ونتيجة لذلك يواجه الطفل صعوبات في اللعب.
* وتظهر الخبرات في هذا المجال إلى أن الأطفال الذين يعيشون في الظروف الصعبة، يعانون في التكيف مع المدرسة وتتضاعف هذه الصعوبات عندما يصبح التعليم أكثر تجريدا. فهم يعانون صعوبات في التعامل مع المفاهيم المجردة، إنهم يفكرون بالملموس. وكثيرا ما تكون لغتهم ضعيفة ولا يستطيعون أن يستوعبوا إلا ما يرونه بعيونهم.
* الطفل في عامه الأول بحاجة إلى أن يكوّن شعورا بالثقة تجاه محيطه، وهذا الشعور هو الحجر الأساس لنمو نفسي اجتماعي سليم. والمهم في تفاعلات الرضيع مع من يقوم على رعايته هو أن يجد الاستقرار والطمأنينية في أشخاص
(الأب والأم) وظروف ثابتة متوافرة لتلبية احتياجاته.
* والطفل من عامه الثاني وحتى الثالث، يدخل مرحلة الاستقلالية حيث يفترض بالوالدين مساعدة طفلهما على تطوير
روح المبادرة والاستقلالية. والاستقلال يأتي من خلال اللعب الذي يحفز حواس الطفل، ويطور قدرة الطفل على أداء الأشياء بمفرده.
* ويدخل الطفل في عامه الثالث وحتى عامه السادس مرحلة المبادرات الهادفة، والتي يحب خلالها استكشاف عالم الراشدين من خلال الابتعاد شيئا فشيئا عن حماية والديه.
* يدخل الطفل من عامه السادس وحتى الثامن في مرحلة المثابرة والكفاءة، يتعلم فيها معنى الكفاءة والعمل الدؤوب نحو النجاح والشعور بالمسؤولية .
وتلعب الأسرة دورا مهما جدا في هذه المرحلة حيث أنها المرجعية الأقوى في هذه العملية. فعلى الوالدين أن يهيئا الأولاد للحياة المدرسية من خلال البيت المنظم والإشراف المنتظم على تطور العملية التعليمية والتحفيز على النجاح وتأمين حياة عائلية مستقرة آمنة دافئة. وكذلك وضع توقعات ومقاييس واقعية لمفهوم النجاح عند الإبن تتلاءم وعمره ومستوى قدراته ونضجه.
* يجب أن يتم تصميم تداخلات الدعم النفسي الاجتماعي لخلق فرص للأشخاص ضمن الظروف الصعبة لتحقيق المهام التنموية .
* مسؤولية الأهل في تعاملهم مع مخاوف أولادهم ليست مكافحة هذه المخاوف، لأن الخوف شعور طبيعي وموجود عند كل الأولاد. المهم هو مساعدة الطفل في اكتساب استرتيجيات بناءة للتعامل مع مخاوفه، من خلال طمأنة الولد وتهدئته، وتجنب الاستهزاء به، والابتعاد عن مصادرة مشاعره (لاتخف، ليس هناك ما يستدعي الخوف، كن رجلا..الخ). وكذلك الابتعاد عن مشاهد العنف على التلفاز .
يتبع ان شاء الله ... الفصل الثالث
-
رد: حصري لاحباب الاردن ... كتاب الدعم النفسي الاجتماعي للأطفال في ظل الحروب والنزاعات
على بركة الله نتابع
الفصل الثالث :
التواصل مع الأطفال أهميته وآلياته في ظل الحروب والنزاعات
- مهارات التواصل مع الأطفال
- الإنصات الذي يمنح الطفل الشعور بالأمان
- أهمية التواصل مع الأطفال خلال الظروف الصعبة
- أهمية أنواع التواصل المختلفة مع الأطفال
- التحدث عن الموت مع الطفل
التواصل مع الطفل:
ففي أول خطوة لمساعدة الأطفال خلال الظروف الصعبة لابد لنا من الحديث عن أهم المهارات التي تساعدنا في سعينا للوصول إلى هذا الهدف. والتي هي مهارات التواصل مع الأطفال.
كتب عالم النفس كارل روجرز في إحدى مقالاته قائلا:
" مرت بي لحظات كثيرة أحسست فيها كما لو أني سأختنق من مشاكل لا حل لها . أو كأنني أدور في ساقية بلا نهاية
أو مرة انتابني الشعور باللاقيمة واللاجدوى.
وأظن أني كنت أكثر حظا من الكثيرين لأني وجدت في هذه اللحظات أشخاصا كانوا على استعداد لأن يسمعونني ومن ثم أنقذوني من ربقة فوضى مشاعري . أشخاص استطاعوا أن يسمعوا المعاني العميقة الصادرة عني بالرغم مني.
سمعوني دون أن يحكموا علي ولا يشخصون حالتي ولا يقيمونني ولا يقومونني. أصغوا فقط وأوضحوا واستجابوا لي على كل المستويات التي كنت أتواصل بها معهم. وبإمكاني أن أشهد أنه عندما تكون في حالة أسى نفسي ويسمعك أحدهم بإصغاء حقيقي دون أن يحكم عليك ودون أن يحاول أن يكون مسؤولا عنك ودون أن يحاول أن يغيرك، فإن هذا يجعلك تشعر بإحساس بالغ بالراحة. لقد أراحني هذا تماما في تلك الأوقات. أتاح لي أن أخرج الأحاسيس المخيفة والذنب واليأس والخلط التي كانت جزءا من هذه التجارب.
عندما أصغى إلي الناس وعندما سمعوني، كان بوسعي أن أعيد إدراك العالم بطريقة جديدة واستمر...
من المدهش حقا كيف تتحول العناصر التي تبدو بلا حل إلى أشياء قابلة للحل عندما يصغي أحدهم إليك وكيف تتحول العقبات التي تبدو غير قابلة للتخطي إلى تيارات رائعة تتدفق بسرعة مقبولة نسبيا عندما يستمع اليك احدهم. أكره تلك الخصلة في ذاتي عندما لا يكون بوسعي الاستماع للآخر وعندما لا أفهمه "
وفي الحقيقة هذا هو جوهر التواصل مع الطفل وخاصة في الظروف الصعبة فكل ما يمكن أن يحتاجه الطفل من الراشدين من حوله هو أن يصغوا إليه بهذه الطريقة، سيما وأن قدرتنا على تغيير الوقائع من حولنا محدودة. لذا فإن تقديم مثل هذا التواصل كفيل بإعطاء الطفل الإحساس بالأمان الذي يفقتده كثيرا خلال هذه الظروف، حيث يتملك بعض الأطفال مخاوف وهموم كبيرة، لكنهم يجدون صعوبة في الكشف عن مشاعرهم أو أفكارهم وأسباب معاناتهم. إنهم يلتزمون الصمت بسبب الخجل، أو لأنهم لم يتعودوا التحدث عن أنفسهم مع شخص كبير.
يشكل التحدث مع الأطفال عن حياتهم الماضية والحاضرة والمستقبلية مصدر دعم كبير لهم، فيكفون عن الشعور بالوحدة، ويشعرون تدريجيا بأنه في مقدورهم التأقلم مع معاناتهم بشكل أفضل وأن يواجهوا الأوضاع الصعبة. ومن هنا نصل إلى أهمية مساعدة الأطفال على فهم أنفسهم وفهم مايدور في هذا العالم من حولهم خلال الظروف الصعبة على كافة المستويات وخاصة الانفعالية منها.
ولا يحتاج الأطفال في تقديم المساعدة لهم خلال الظروف الصعبة " أو حتى خارجها " إلى الكثير، إنما هم بحاجة إلى أمور بسيطة ولكنها مهمة، ومن هذه الأمور:
• أن نتقبل مشاعرهم ونحترمها كما هي.
• الاعتراف بمشاعرهم وتسميتها بدلا من مصادرتها بتعابير من النوع السائد (لاتخف)، (أنت رجل والرجال
لاتخاف.. ولاتبكي) (لايوجد ما يستدعي هذا الخوف ..الأمر بسيط) (عار عليك أن تبكي....).
• الابتعاد عن النصائح الجاهزة والمحاضرات للطفل.
ومن أهم هذه الوسائل التي تساعد الأطفال على التعبير عن أنفسهم واكتساب الاستبصارات الانفعالية وإيجاد معنى لمعاناتهم تتمثل في: الإنصات، والفهم المتبادل، وإعطاء الأطفال فرصا للتعبير عن مشاعرهم وانفعالاتهم بحرية تامة.
فالإنصات، والتفهم العميق للمشاعر، المتبادل بين الطفل من ناحية، والآخرين من حوله من ناحية أخرى هو البداية في إقامة علاقات وطيدة ومتينة مع الطفل، هذه العلاقة التي يحتاج إليها الطفل لينضج وليخرج من هذه الظروف الصعبة بأقل قدر ممكن من الأضرار النفسية المتوقعة.
* الإنصات الذي يمنح الطفل الشعور بالأمان:
ومما تجدر الإشارة إليه هنا أن هذا الإنصات هو إنصات نوعي يستلزم استجابات من نوع خاص "منا نحن الكبار"، وخاصة خلال الظروف الصعبة والأزمات. فيتعين أن يتضمن هذا الإنصات اهتماما خاصا، وانتباها وتركيزا على فردية الطفل، ويتعين أن يتضمن كذلك هذا النمط من الاستجابة استبعاد مقاطعة الأطفال أثناء تعبيرهم عن مشاعرهم وأحاسيسهم أو تغيير الموضوع أو أي شيء آخر من شأنه أن يحرم الأطفال من البوح عن مشاعرهم بصدق.
وعلى هذا فإن المنصت هو في الحقيقة يريد أن يساعد الأطفال في تنمية النمو الانفعالي لديهم وخاصة في الوصول إلى هدفهم وهو تخليصهم من اضطراباتهم. فأولا وقبل كل شيء هو يريد أن يسمع تعبير الأطفال عن مشاعرهم. وهو يستمع لتلك المشاعر كي يستطيع الإجابة عنها على نحو مرض، وهو يستمع أيضا لكي يشارك هؤلاء الأطفال وجدانيا، ويشعرهم من خلال الحوار معهم، ومن خلال متابعة أحاديثهم أن مايعبرون عنه يمكن أن يكون في متناول أيديهم وبشكل مقبول من الوالدين ومن الأشخاص الآخرين.
بيد أن الإنصات والإصغاء للأطفال والاستجابة لمشاعرهم قد يكون في بعض الأحيان شيئا صعبا، فربما يكون تعبير الأطفال عن مشاعرهم فيه شيء من الاضطراب والتوتر وعدم الاتساق أو ينقصه الدقة، أو ربما يعاني الأطفال خلاله من التناقض الوجداني. هذه المهمة الصعبة ملقاة على عاتق المنصت، ولهذا يستطيع الراشد من خلال الإنصات الجيد تحديد جوهر تلك المشاعر وذلك من خلال سؤال نفسه: ماهو الذي يعبر عنه هذا الطفل لي ؟ ماجوهره ؟ وما أساسه ؟ وما الذي يريد إخباري به ؟. وفي آخر الأمر يجب أن يشير الراشد أو يوضح للطفل أنه مدرك تماما لمشاعره التي يعبر عنها وأنه يفهمها جيدا. وهاتان المهمتان قد تحدثان ضمنا في بعض الأوقات وبصفة خاصة إذا ادرك الطفل أن المنصت يشاركه وجدانيا، وأنه يتعاطف معه من خلال متابعة حديثه وتفهم مشاعره.
فالشخص الذي يستمع جيدا لمشاعر الطفل على نحو مضبوط مع ما يصحب ذلك من تعاطف ومشاركة وجدانية، ينجح في نقل تفهمه لهذه المشاعر إلى الطفل، ومن هنا ربما يرى الطفل بصورة مختلفة وبطريقة أخرى.
وعلى هذا فالطفل بدوره يعرف ذلك النوع من الأشخاص الذين ينصتون له جيدا ومدى اختلافهم من شخص لآخر. فالطفل يشعر أن هذا الذي يستمع إليه يتشوق لسماعه استماع شخص ند لشخص (كرجل كبير)، في هذا الجو المملوء بالفهم والتقبل يستطيع الطفل أن يفصح جيدا عن مشاعره الداخلية وعن اتجاهاته في هذا الجو الدافئ الودود المفعم بالتفاهم والتقبل. وعندما يشعر الأطفال بالأمان والطمأنينية في علاقاتهم مع الراشدين يكونون أكثر دافعية للحديث عن انفسهم وشعورهم بالشجاعة في الكشف عن مشاعرهم واتجاهاتهم نحو أنفسهم وتجاه الآخرين. ومن خلال ذلك الكشف يكتسب الأطفال صفة الوضوح النفسي الأكثر واقعية في إدراكهم لذواتهم.
والحقيقة أن الطفل يستطيع أن يكشف عن أو أن يعيد اكتشاف مشاعره المرة تلو الأخرى، وبمقدور الطفل ان يعيد صياغة المشاعر والاتجاهات كجزء من إعادة ترتيب عالمه الداخلي. ومن هذا المنطق يصبح الأطفال في حالة جيدة من خلال حالة الإنصات والتفهم، والتقبل الجيد، ونتيجة لذلك يصبحون أكثر حرية وأوضح تعبيرا. وخلال هذه الفترات من الإصغاء لهم وتفهم ظروفهم وتقبلهم، يكون الأطفال أكثر تفهما لأنفسهم أو لحقيقة ذواتهم، هذا التفهم له تأثير ذا فاعلية في إخراج أعلى النوعيات والكيفيات من طبائعهم الانفعالية. وفي التخفيف من الأضرار النفسية المتوقعة .
يتبع باذن الله .. أهمية التواصل مع الأطفال خلال الظروف الصعبة
-
رد: حصري لاحباب الاردن ... كتاب الدعم النفسي الاجتماعي للأطفال في ظل الحروب والنزاعات
نتابع وعلى بركة الله وتوفيقه
أهمية التواصل مع الأطفال خلال الظروف الصعبة :
تنبع أهمية التواصل من خلال تلبيته الحاجات التالية للطفل:
1- يقدم الدعم المعنوي للطفل:
يمكن أن تخلف الحروب وحالات الطوارئ وراءها آلافا من الأطفال الذين يحتاجون إلى الدعم المعنوي والمساعدة العملية. الأطفال الذين يفقدون أهلهم، بصورة خاصة، بحاجة إلى كبار يدعمونهم ويقدمون المشورة لهم، بل وحتى الأطفال الذين لم يفقدوا عائلاتهم قد لايجدون من يسرون إليه بما يشعرون.
2- يوفر الاحساس بالأمان:
فالأطفال الذين يعيشون في ظروف صعبة يمكن أن يكونوا بحاجة إلى من يساعدهم على التغلب على صعوباتهم. وقد يعاني هؤلاء الأطفال أحيانا من الاستغلال الجنسي أو القهر الجسدي ويحتاجون إلى أن يخبروا إنسانا ما عن هذه المعاناة.
وإذا لم يكن هناك من يستمع للطفل ويساعده فإن الطفل سيبقى وحيدا مع ضائقته.
3- يساعد الطفل على تكوين الشعور بالراحة:
يشعر الأطفال عادة بالراحة عندما يبوحون لأحد ما بما في قلوبهم، أو عندما يستطيعون نقل مشاعرهم بواسطة الرسم أو اللعب. وتصبح وطأة التحمل أخف على الطفل عندما يجد شخصا كبيرا (أو ربما طفلا أكبر منه سنا) يشاركه حزنه وقلقه.
4- يساعد الطفل على التعامل مع التجارب المرة:
إن توفير فرصة التواصل للطفل خلال الظروف الصعبة، يمكن أن تساعد الطفل على أن يبدأ بالتالي:
• أن يبعد التجارب المريرة، أو يفصلها كليا، عن المشاعر المؤلمة. (تصبح نظرته للأمور أكثر واقعية).
• أن ينظر إلى ما حصل معه بمنظار مختلف، وأن يرى أن لدى الاخرين أيضا مشاكل مشابهة. فيستشعر معنى المشاركة الوجدانية.
• أن يحاول حل مشاكله الراهنة. حيث أنه يستبصر بالأمور ويجد طرقا مناسبة للتعامل معها.
• ان يتطلع تدريجيا نحو المستقبل.
أهمية أنواع التواصل المختلفة:
يجد الأطفال طرقا متعددة في التواصل، فهم يعبرون عن أنفسهم باللعب والرسم وتكوين الأشكال والموسيقى والغناء والرقص والكتابة. وعلى الرغم من أن التحادث يساعد على استعادة الثقة بالنفس وإيجاد طرق للتعامل مع الصعوبات فإن الأطفال يحتاجون إيضا إلى فرص لاستعادة الحياة العادية واللعب والدراسة والعمل.
التواصل غير اللفظي مع الطفل:
كثيرا ما يحدث التواصل من دون التكلم عمليا. إن تعابير وجه الإنسان وحركاته وارتفاع صوته ونبرته، كلها من وسائل التواصل، ويعتمد معناها على الثقافة المعنية التي نستخدمها. وعلى سبيل المثال:
فإن إدارة الرأس يمينا ويسارا يعني "نعم" عند بعض الشعوب و"لا" عند بعضها الآخر.
ومن المهم أن نفكر إذا ما كان تواصلنا غير الكلامي يساعد الطفل على الشعور بالراحة. ويغير كثير من الكبار سلوكهم عند التحادث مع الأطفال لكي يساعدوهم على الاسترخاء والارتياح، بينما يعطل الكلام بطريقة متعالية أو صارمة
"التواصل مع الأطفال" لأنه يشكل عدم احترام الطفل.
نبرة الصوت:
يتكلم الناس أحيانا بصوت عال أو بقسوة دون أن يعوا ذلك. وهذا ما يجعل الطفل يظن أن هذا الشخص غاضب منه أو إنه إنسان غير لطيف. وفي بعض المجتمعات يتحدث الكبار مع الأطفال بنبرة صوت خاصة، هي أعلى طبقة أو أهدأ طبقة أو أكثر "غناء" من النبرة التي يستخدمونها عندما يتحدثون مع أقرانهم الكبار. وهذا يظهر لطف الإنسان الكبير ويساعد الطفل على الشعور بالأمان.
تعابير الوجه:
إذا بدا علينا الضجر أو القلق أو الضيق عندما يتحدث الطفل إلينا فإنه سرعان ما سيتوقف عن الكلام. وأما أصوات التشجيع والإيماءات والإبتسامات فتظهر له أننا نهتم بما يقوله.
ويجب أن تتغير تعابير وجهنا بحسب ما يقوله الطفل لنا. فإذا ابتسمنا مثلا فيما الطفل يتحدث عن شيء حزين فإننا سنبدو وكأننا لانهتم بالأمر، أو أننا غير لطفاء.
الدعابات والضحك:
الدعابات والإبتسامات والضحكات يمكن أن تساعد الطفل على أن يسترخي ويبدأ بالوثوق بنا، ومع ذلك فإن الناس يبتسمون أحيانا ويضحكون عندما يشعرون بالحرج أو عندما لايجدون مايقولونه. فمن المهم أن نعرف ما الذي يجعلنا غير مرتاحين أو محرجين بحيث يمكننا ان نتجنب ردود الفعل التي يمكن أن يعتبرها الطفل غير لطيفة.
التواصل بالنظر:
يختلف مدى التواصل بالنظر، الذي يتم عادة عندما يتحادث الكبير مع الصغير باختلاف المجتمعات. ففي بعض الثقافات يتم توبيخ الأطفال، إذا هم لم يوجهوا نظرهم إلى الإنسان الكبير الذي يتحدث إليهم. وفي مجتمعات أخرى يعتبر الطفل وقحا إذا هو نظر في وجه الكبير المتحدث بدلا من أن يخفض نظره إلى الأرض.
والأكيد هو أنه من الخطأ أن يحدق الناس في وجه بعضهم البعض، إلا أن درجة معينة من النظر إلى وجه الإنسان الآخر تساعد عادة. فحين لا تنظرون إلى الطفل إطلاقا فإنكم لن تلاحظوا إن كان الطفل منزعجا أو يحتاج إلى مواساة. ومن ناحية أخرى إذا حدقتم في عيني الطفل طوال الوقت فإن هذا سيزعجه. وكذلك عند التعامل مع الاقتراب منهم أو النظر إليهم كثيرا في البداية.
إن القدرة على الاستماع الجيد والإيصال والتواصل الجيد، وخصوصا عندما يتعلق الأمر بالأطفال، تتطلب مهارة يجب أن نتعلمها. ولايتعود الكبار، عادة، كيف يتفاهمون ويتواصلون مع الأطفال في ما يتعلق بشؤون حياتهم والأشياء التي تقلقهم، وهذا الأمر يصبح تحديا حقيقيا عندما يتعلق الأمر بأطفال يجدون أنفسهم تحت وطأة أزمة ويعيشون في ظروف صعبة.
أهمية العادات والقواعد الاجتماعية السائدة في فهم التواصل اللفظي وغير اللفظي:
لكل ثقافة طرقها المميزة من ناحية التواصل بين الأشخاص، ومن ناحية التعبير عن المشاعر، والتعامل مع حالات المعاناة وفقدان الأعزاء. ويتعلم الأطفال هذه الطرق في أثناء نموهم وترعرعهم بوصفها جزءا من المعرفة الاجتماعية التي يكتسبونها. وهناك تنوعات وتباينات كبيرة بين الثقافات، ويظهر هذا مثلا في كيفية طلب النصح وتقديمه، أو في كيف يتكلم الناس عن أنفسهم. وهناك تباينات أيضا في كيفية التواصل غير اللفظي بين الأشخاص، فالابتسامات والإيماءات وحالات الصمت تعني أشياء مختلفة في المجتمعات المختلفة، وحتى ضمن المجتمع الواحد يمكن أن تتباين أساليب التواصل الشخصي بحسب الطبقة الاجتماعية، والإقامة في المدينة أو الريف، والعمر أو عوامل أخرى.
(فمثلا توجد في بعض المجتمعات خصوصيات مهمة كعدم اختلاء الرجل بالمرأة، أو قد يجد الطفل حرجا في التعبير عن نفسه إلى فتاة ...إلخ) كل هذه الأمور علينا مراعاتها.
وعلى مقدمي الرعاية للطفل الانتباه إلى هذه الفروقات أثناء عملية التواصل مع الطفل، ويكون ذلك من خلال الانتباه إلى لغة الجسد وطريقة الجلوس مع الطفل والمسافة الفاصلة بينكما أثناء حديثكما.
كما عليهم في هذه النقطة بالذات الانتباه إلى الأطفال الذين تعرضوا إلى عنف جسدي أو أي اساءة جنسية، وذلك حرصا على توفير الشعور بالأمان، فنحن عادة "في الأحوال العادية" نعانق الأطفال ونقبلهم ونمسح على رؤسهم رغبة منا في ايصال التعاطف والحنان، لكن الطفل الذي تعرض إلى اساءة جسدية أو جنسية لا يناسبه هذا النوع من التواصل" إذ قد يحرك هذا السلوك خبرات سلبية لدى الطفل (لذلك علينا أن نكون حريصين على عدم المبادرة فيما يتعلق بهذه الأمور).
نتابع باذن الله ... التحدث عن الموت مع الطفل
-
رد: حصري لاحباب الاردن ... كتاب الدعم النفسي الاجتماعي للأطفال في ظل الحروب والنزاعات
نتابع وعلى بركة الله
التحدث عن الموت مع الطفل
1- كيف نفهم شعور الطفل أو تفكيره عن الموت:
تصدر عن الأطفال ردات فعل قوية تجاه الموت، ولكنهم كثيرا ما يحتفظون بمشاعرهم لأنفسهم، وقد لايعرف الكبار مدى تأثرهم أو آلية فهمهم للموت وكذلك السبل الأفضل للتعامل مع هذا الموضوع.
- أطفال ماقبل المدرسة
حتى الأطفال الصغار الهادئون يشعرون بعواطف معقدة جدا كرد فعل على الموت . إذا استطعنا أن نتصور شعور
الطفل، فإن ذلك سيمكننا من تقديم العون المواساة له.
يجد الأطفال في سن ما قبل المدرسة صعوبة في فهم فكرة الموت وفكرة اختفاء إنسان ما إلى الأبد. وقد يخاف هؤلاء الأطفال أن يهجروا وقد يظنون بان سلوكهم هو الذي تسبب باختفاء الإنسان المعني.
يخاف الأطفال من اختفاء كل الأشخاص الذين يعرفونهم، وقد يجعلهم هذا يتشبثون بالكبارطلبا للأمان. وهم يعبرون أحيانا عن مشاعرهم هذه بالانفعال والضرب، أو بالانطواء على الذات والصمت.
وقد تظهر عندهم صعوبات في النطق.
- الأطفال الأكبر سنا
يملك الأطفال الأكبر سنا فهما أفضل للموت، ومع ذلك فإن الكثير من ردات فعلهم تشبه ردات فعل الأطفال الأصغر سنا. مثلا:
• يصبحون إنطوائيين وتفتر همتهم ويرفضون التحدث عن مشاعرهم.
• تشيع بينهم نوبات الغضب.
• قد يشعرون بأنهم مختلفين عن الآخرين.
• قد تظهر عليهم أعراض جسدية مثل الشعور بألآم مختلفة أو تسارع خفقات القلب أو الشكوى من الكوابيس.
يمكن أن يفكر المراهقون بأنهم قد يموتون هم أنفسهم. وقد يلومون أنفسهم لأنهم لم يستطيعوا دفع الموت عن إنسان عزيز عليهم، بالرغم من أنه لم يكن هناك في الواقع ما يمكنهم أن يفعلوه لمنع حصول ما حصل.
2- كيف يمكنك أن تساعد:
إن العادات والطقوس المتعلقة بالموت متنوعة جدا، وتحدد المعتقدات الدينية والتقاليد السائدة كيف نفسر الموت للأطفال.
يمكن أن تكون مراسم الدفن والحداد مخيفة، وهنا يجب التأكيد على أن الأطفال تحت عمر ثلاث سنوات
( يجب أن لايحضروا مراسم الدفن ).
ولكنها من جهة ثانية قد تكون مفيدة للأطفال:
• فهي تسهل عليهم فهم حقيقة الموت.
• يشعرون بدعم الآخرين لهم إذا استطاعوا المشاركة في الطقوس والمراسم الجماعية.
• يساعد وجود العائلة والأصدقاء على طمأنة الأطفال إلى أنهم لن يتركوا وحدهم.
• المراسم الخاصة بالأطفال لحمايتهم من أي تأثيرات سيئة قد يخلفها الموت تساعدهم على الشعور بالأمان.
إن الحالات التي لاتجري فيها المراسم المعتادة للدفن والحداد تجعل من الأصعب على العائلة تقبل الموت. وهذا ما قد يحصل إذا استحال العثور على الجثة أو إذا كانت العائلة لاتستطيع تحمل تكاليف المراسم أو لا تستطيع الوصول إلى أرضها التي تجري فيها عادة مراسم الدفن.
يمكن ممساعدة الأطفال إذا:
• شاركوا في مراسم الحداد، حيث تسمح العادات "وعمر الطفل" بذلك.
• كانت لديهم فرص للتعبير عن مشاعرهم من خلال الحديث مثلا أو كتابة القصص والأشعار أو عن طريق الرسم.
• تم قبول مشاعرهم على أساس أنها عادية، وجرت مواساتهم.
• تم تشجيع الطفل على متابعة روتين حياته اليومية العادية، كاللعب والدراسة.
• كانت لهم فرص تذكر الميت من خلال التحدث ومن خلال المراسم والطقوس.
حاول أن ترد بأمانة على أسئلة الطفل عن الموت، ولكن من دون التطرق إلى كل التفاصيل إذا كان الشخص قد مات
موتا عنيفا.
إن المراسم المتعلقة بذكرى الوفاة (كالأسبوع والأربعين والذكرى السنوية مثلا) تساعد الطفل على تقبل فقدان العزيز عليه. وحتى لو لم تتوفر معلومات كافية عن مكان أو زمان الوفاة، فإن إحياء ذكرى الوفاة سنويا قد يشكل تذكارا مواسيا ومعزيا، ويسهم في إضفاء الشعور بالاستمرارية على حياة الطفل.
3- الأطفال الذين شهدوا موتا عنيفا:
إن فظاعة الموت العنيف أمر لا ينسى بسهولة، وقد يخلف وراءه الكوابيس والذكريات المخيفة. ويصعب بشكل خاص تجاوز مشاهدة شخص قريب يموت موتا عنيفا. لا تسنح الفرص لأطفال كثيرين بالتحدث إلى أي كان عما رأوه، يجب أن لا يجبروا على الكلام. ولكن إذا رغبوا في ذلك، فيجب أن يكون هناك شخص لديه ما يكفي من الوقت والهدوء للتعامل
مع عواطف الطفل أثناء المحادثة وبعدها.
قد يفيد تشجيع الطفل بلطف على استرجاع الأحداث التي لا يستطيع إبعادها عن ذهنه، مع ما تستثيره من مشاعر. وقد تشمل هذه المشاعر الرعب والشعور بالذنب لأن الطفل لم يستطع إنقاذ أقاربه، أو الغضب مما حدث، أو الحزن.
يجب ألا يقوم بهذه المهمة إلا شخص يعرف الطفل جيدا ويشعر بالثقة في أنه يستطيع استكشاف هذه المشاعر المؤلمة.
من الأفضل أن تقتصر هذه الأحاديث على شخص واحد موثوق، ويجب ألا يوضع أي طفل في حال تضطره إلى رواية قصته لأشخاص مختلفين.
يجب الحرص على عدم بحث الأحداث التي تسبب الضيق عند الطفل إلا إذا توفر له الدعم الملائم بعدها. ويجب دوما
أن يكون هناك شخص كبير وموثوق، جاهز لمواساة الطفل والتحادث معه حول ما قيل .
قد يساعد الطفل أن يعرف أن أطفالا كثيرين تتولد عندهم مشاعر وذكريات مشابهة بعد مرورهم بتجارب مشابهة.
تذكر الماضي
يعتقد بعض الناس أنه من الأفضل للأطفال ألا يتحدثوا عن الماضي، وأنه يجب تشجيعهم على نسيانه، لأن الذكريات الحزينة تعطل مسار العودة إلى الوضع الطبيعي. ويعتقدون أيضا أنه عندما يكون الطفل منزعجا ينزعج الآخرون، وهذا يعرقل تعاملهم أيضا مع الوضع.
يبدو أن الجواب هو أن الأمر يعتمد كثيرا على الطفل نفسه:
فبعض الأطفال لايهتمون بذكرياتهم على الرغم من معاناة الماضي، يتذكرون ما حدث ولكنهم لا يشعرون بأن الماضي
يثقل كاهلهم.
وأطفال آخرون تزعجهم الذكريات المؤلمة، ولكنهم لايشعرون أنهم مستعدون للتعبير عن مشاعرهم، ربما لأنهم ما زالوا يتعاملون مع صعوبات كبيرة في حياتهم اليومية.
أطفال آخرون أيضا يرحبون بوجود من يمكنهم التحدث إليه. فإذا كنا مستعدين للاستماع، فإننا سنؤمن فرصا للأطفال
الذين يريدون أن يتكلموا.
4- التعامل مع الانفصال (عن الأهل)
يشعر الطفل بالأسى المختلط بالقلق عندما ينفصل عن أهله، لأنه لايعرف إن كان أهله أحياء أم لا، ولا إن كان سيلتقي
بهم ثانية. ويساوره القلق أيضا بخصوص من سيعتني به وكيف سيعيش.
تصور شعور الطفل
ما هو تصورك لشعور طفل فصل عن أهله؟
عند التفكير بالأمر قد نخرج ببعض مما يلي: وحيد، خائف. قلق من أنه لن يجد أحدا ليعتني به، وخائف مما يخبئ له المستقبل، عندما يفكر دوما بعائلته المفقودة وبالمعاناة التي أدت إلى فصله عنها.
يحتاج مثل هذا الطفل إلى توفير العناية المادية، وإلى مواساة شخص كبير، كما سيساعده أن يعرف بأسرع ما يمكن الترتيبات التي ستتخذ للعناية به.
إن حالات الانفصال الأكثر إيلاما هي تلك الناتجة عن "اختفاء" الأهل، أي عندما يخطفون أو يقتلون، ولا توجد طريقة لمعرفة ما إذا كانوا أحياء أم لا.
إن حالة عدم الاستقرار الناتجة عن عدم معرفة إذا كان الأهل أحياء أم أمواتا مؤلمة جدا للطفل، ومع ذلك فمن الأفضل عدم استثارة آمال كاذبة عنده، كوعده بالعثور على أهله عندما لايكون ذلك مؤكدا.
ويمكنك تشجيع الطفل على تذكر عائلته بالتحدث عنها، وعلى تذكر وتثمين الأمور الطيبة في الحياة الماضية.
وكثيرا ما لايجد الأطفال الذين يعيشون في دور الأطفال أو الأيتام من يتكلم معهم عن أهلهم أو حياتهم السابقة.
ومن المهم جدا تشجيع الأهل الذين يكفلون الأطفال أو العاملات والعاملين مع الأطفال على التحدث إليهم عن هذه الأمور بحيث لا ينسوا ماضيهم وقيمته.
تذكرة
- كل ما يمكن أن يحتاجه الطفل من الراشدين من حوله هو أن يصغوا إليه بشكل جيد، سيما وأن قدرتنا على تغيير الوقائع من حولنا محدودة.
- إن القدرة على الاستماع الجيد والإيصال والتواصل الجيد، وخصوصا عندما يتعلق الأمر بالأطفال، تتطلب مهارة يجب أن نتعلمها. (كمهارة اعادة الصياغة، أو مهارة التخيص، أالأسئلة المفتوحة، ومهارة الإنصات)
- كثيرا ما يحدث التواصل من دون التكلم عمليا. إن تعابير وجه الإنسان وحركاته وارتفاع صوته ونبرته، كلها من
وسائل التواصل، ويعتمد معناها على الثقافة المعنية التي نستخدمها.
- يشكل التحدث مع الأطفال عن حياتهم الماضية والحاضرة والمستقبلية مصدر دعم كبير لهم، فيكفون عن الشعور
بالوحدة، ويشعرون تدريجيا بأنه في مقدورهم التأقلم مع معاناتهم بشكل أفضل وأن يواجهوا الأوضاع الصعبة.
- الإنصات، والتفهم العميق للمشاعر، المتبادل بين الطفل من ناحية، والآخرين من حوله من ناحية أخرى هو البداية في إقامة علاقات وطيدة ومتينة مع الطفل، هذه العلاقة التي يحتاج إليها الطفل لينضج وليخرج من هذه الظروف الصعبة
بأقل قدر ممكن من الأضرار النفسية المتوقعة.
- وعلى مقدمي الرعاية للطفل مراعاة الفروقات الاجتماعية والثقافية أثناء عملية التواصل، ويكون ذلك من خلال الانتباه إلى لغة الجسد وطريقة الجلوس مع الطفل والمسافة الفاصلة معه أثناء الحديث إليه.
- تصدر عن الأطفال ردات فعل قوية تجاه الموت، ولكنهم كثيرا ما يحتفظون بمشاعرهم لأنفسهم، وقد لايعرف الكبار مدى تأثرهم أو آلية فهمهم للموت وكذلك السبل الأفضل للتعامل مع هذا الموضوع.
- يجد الأطفال في سن ما قبل المدرسة صعوبة في فهم فكرة الموت وفكرة اختفاء إنسان ما إلى الأبد. وقد يخاف هؤلاء الأطفال أن يهجروا وقد يظنون بان سلوكهم هو الذي تسبب باختفاء الإنسان المعني.
- يملك الأطفال الأكبر سنا فهما أفضل للموت، ومع ذلك فإن الكثير من ردات فعلهم تشبه ردات فعل الأطفال الأصغر سنا.
- يمكن أن يفكر المراهقون بأنهم قد يموتون هم أنفسهم. وقد يلومون أنفسهم لأنهم لم يستطيعوا دفع الموت عن إنسان عزيز عليهم، بالرغم من أنه لم يكن هناك في الواقع ما يمكنهم أن يفعلوه لمنع حصول ما حصل. لذا علينا مساعدتهم على التعامل مع هذه المشاعر من خلال الاعتراف بها وتفهمها
يتبع .. الفصل الرابع باذن الله
-
رد: حصري لاحباب الاردن ... كتاب الدعم النفسي الاجتماعي للأطفال في ظل الحروب والنزاعات
نتابع وعلى بركة الله
الفصل الرابع
تمكين الأهل ومساندتهم في ظل الحروب والنزعات
- تمكين الأهل من التأقلم مع تجاربهم الصدمية
- تنظيم تسلسل الحديث مع الأهل
* نصائح هامة ومفيدة للأهل في تعاملهم مع أطفالهم خلال الظروف الصعبة والأزمات:
- ساعد طفلك في التعبير عن مشاعره
- ساعد طفلك من خلال توفير المعلومات وتصحيحها
- ساعد طفلك من خلال توفير أجواء بيتية داعمة
تمكين الأهل من التأقلم مع تجاربهم الصدمية
بعد تعرض الأهل للحدث الصدمي، عليهم أن يتكلموا بأسرع وقت ممكن مع بالغين آخرين يثقون بهم . يمكنهم التكلم مع أزواجهم \ زوجاتهم، أو أفراد من العائلة، أو أصدقائهم، أو جيرانهم، أو يمكنهم التكلم في لقاء للمجتمع المحلي،
أو مجموعة دعم، أو مع مساعد خبير " أخصائي نفسي، طبيب نفسي، اخصائي اجتماعي ".
فضلا عن ذلك لا بد من أن يعرف الأهل أن ردود الفعل التي يظهرونها بعد الأحداث الصدمية تعتبر طبيعية، وأن التكلم عن تجاربهم يريحهم، ويساعدهم على استعادة مستوى نشاطهم السابق.
إن مشاطرة الآخرين في التجارب الصدمية تساعد البالغين على :
- استعادة الإحساس بالتعاضد والتماسك.
- التخلص من انطباعاتهم ومشاعرهم المكثفة جدا.
- إعادة تنظيم أفكارهم وتصرفاتهم.
- إعادة تقييم ما حصل بشكل واقعي.
- وضع خطط حول كيفية استعادة حياتهم الطبيعية.
- التسلح بآمال جديدة للمستقبل.
يجدر بالشخص الذي يقدم المساعدة للأهل والذي يوجه الأحاديث المتعلقة بالتجارب الصدمية، أن يأخذ بعين الاعتبار
القواعد والتوصيات التالية ....
1- نجد مكانا هادئا وخاليا من الإزعاج، ووقتا كافيا لإجراء الحديث.
2- نصغي بتمعن إلى الأهل، ونشجعهم على التكلم من دون أن نجبرهم أبدا عليه .
3- نطرح كل سؤال على حدة. ونطرح أسئلة مفتوحة.
4- نلخص ما نفهمه بصيغتنا الخاصة. بذلك نحرص على أننا نفهم بشكل صحيح، ونشجع الأهل على التكلم أكثر.
تنظيم تسلسل الحديث مع الأهل
ويكون ذلك الحديث مع الأهل وفقا للخطوات التالية:
- علينا أن نعيد بناء الحدث الصدمي مع الأهل بالكامل إذا أمكن. وعلينا أن نتقبل تعبير الأهل عن مشاعرهم الذي يترافق مع وصفهم للأحداث. وعلينا أيضا أن نشرح لهم أن ردود فعلهم العاطفية هذه طبيعية بعد تعرضهم لتجربة غير اعتيادية.
- علينا أن نسمح للأهل بوصف الانطباعات الحسية المميزة والكثفة ( الملاحظات، الأصوات، واللمسات، والروائح، والمذاقات )، ونطلب منهم أن يفصحوا عن أسوأ تجربة عاشوها في أثناء الحدث بأكمله. علينا أيضا أن نتقبل تعبير الأهل عن المشاعر الخاصة بالصدمة، ونشجعهم على الإفصاح عنها مهما كانت .
- علينا أن نسأل الأهل عن التصرفات التي لجأوا إليها ليحموا أنفسهم أو غيرهم، أو ليدافعوا عن أنفسهم أو عن غيرهم، أو ليسيطروا على الوضع. وعلينا أن نفهمهم ما هي الأنشطة المفيدة.
- علينا أن نسأل الأهل عن أفكارهم، ومخاوفهم، ونواياهم، وخططهم الحالية، وإذا لزم الأمر، يجدر بنا أن نستعرض معهم عن كثب أكثر، أسباب الحدث الصدمي وإطاره كي يرتكزوا في خططهم على تقييم واقعي وشامل لتجربتهم.
- علينا أن نحدد مع الأهل المشكلات التي تتطلب أكثر من غيرها معالجة فورية، والتي يواجهونها في حياتهم اليومية الحالية، وأن نساعدهم على أن يجدوا سبل معالجتها، ويمكننا أن نزود الأهل بالمعلومات والمساعدة إذا لزم الأمر.
- علينا أن نقدر استعداد الأهل وشجاعتهم لمشاطرة بالغين آخرين أفكارهم ومشاعرهم بصراحة، ويجدر بنا أن نتيح لهم فرصا ليشاركوا في مزيد من الأحاديث إذا لزم الأمر، نستطيع أيضا أن ننظم مشاريع للمجموعات الصغيرة يستطيع الأهل القيام بها ليعيدوا حياتهم إلى طبيعتها.
- إذا شعر مقدم الخدمة بالحاجة إلى مزيد من الأحاديث مع الأهل، فعليه أن يحدد مواعيد منتظمة في زمان ومكان محددين.
إذا تكلم الأهل عن تجاربهم في مجموعة، فيجب أن يحرص مقدم الخدمة على أن تستكمل كل خطوة من الحديث لكل
عضو من المجموعة قبل الانتقال إلى المرحلة التالية.
إلا أن ذلك لا يعني بالضرورة أن يجيب كل مشارك في المجوعة عن كل سؤال. فما على مقدم المساعدة في المجموعة إلا أن يحرص عبر الأسئلة البسيطة، على أن يشعر كل أعضاء المجموعة بأنهم معنيون وغير منسيين.
كذلك لا بد من أن يبقى منتبها حتى يصغي المشاركون جميعا واحدهم إلى الآخر. ويحترموا تصريحات بعضهم بعضا. يجب أن نحرص أيضا ألا يتعرض لانتقاد أعضاء المجموعة الذي يتكلمون عن تجارهم الخاصة.
يتبع باذن الله ... نصائح هامة ومفيدة للأهل في تعاملهم مع أطفالهم
-
رد: حصري لاحباب الاردن ... كتاب الدعم النفسي الاجتماعي للأطفال في ظل الحروب والنزاعات
نتابع وعلى بركة الله
نصائح هامة ومفيدة للأهل في تعاملهم مع أطفالهم وقت الأزمات والظروف الصعبة
في الظروف الصعبة ووقت الأزمات، يكون الهدف الأول بالنسبة إلى الأهل والبالغين الآخرين، هو العمل قدر المستطاع على بناء نوع من الإحساس بالأمان، وفي أثناء محاولة تأمين عنصر الأمان هذا، يتعين على البالغين المحافظة على هدوئهم، وتوفير جو من الهدوء والاسترخاء في بيئة الطفل. إذا كان ذلك ممكنا بأي شكل من الأشكال.
ولكن إذا عجز هؤلاء عن تأمين مثل هذا الهدوء لأن المسألة تعنيهم شخصيا، عندئذ، يكون من المهم أن يشرحوا للطفل عن سبب استيائهم. إن تقديم نماذج من الهدوء أمام الأطفال يمكن أن يشكل إشارة عاطفية بالنسبة للأطفال، كذلك يجب على البالغين أن يؤكدوا للأطفال أنهم يحاولون بأقصى إمكاناتهم التأكد من أنهم آمنون في المنزل ( قدر المستطاع ).
وعلينا أن نتذكر أن مسؤولية الأهل في تعاملهم مع مخاوف أطفالهم ليست هي مكافحة هذه المخاوف عندما تظهر،
لأن الخوف شعور طبيعي وموجود عند كل الأولاد.
وهو في الظروف الصعبة رد فعل طبيعي على تجارب غير طبيعية يمرون بها. بل دورهم في جوهره يكمن في مساعدة الطفل على اكتساب استراتيجيات بناءة للتعامل مع مخاوفه.
وفي ما يلي بعض النصائح الأساسية في التعامل مع مخاوف الأطفال بغرض التخفيف منها :
1- ساعد طفلك في التعبير عن مشاعره:
وهذه الخطوة الأولى من خطوات التدخل السريع وقت الأزمات، لذا من المهم توفير الإمكانية للطفل للتعبير عن مشاعره كما هي دون نقاش، فلا يوجد في مسألة المشاعر صح أو خطا.
فمشاعر الفرد هي ذاتية وشخصية " بمعنى أنها خبرة يعيشها الفرد بذاته " ولو تشابهنا فيما ببينا بأسمائها. ولا يوجد مشاعر صادقة أو غير صادقة، المشاعر لا تناقش.
ففي كثير من الأحيان يكون الطفل بحاجة إلى التعبير عن مشاعره فقط، فهو يرتاح عندما يجد من يصغي إليه، يتقبل مشاعره ويفهمه، الأمر الذي يساعده أيضا على استعادة ثقته بنفسه، وسيطرته على حياته، وإيجاد طرق بديلة للتعامل مع الصعوبات و الأزمات.
عندما يبدأ الأطفال في التعبير عن مشاعرهم يجب وينبغي المصادقة على مثل تلك المشاعر، وأخذها بمأخذ الجد " أي احترامها " . فلا يوجد شعور غير شرعي. وإن عبّر الطفل عن خوفه فعلينا أن نؤكد له تفهمنا لهذا الخوف. وإن عبر الطفل عن مشاعر الكره أو الحقد فمن المهم أيضا تقبل مثل هذه المشاعر السلبية.
(وفي مرحلة لاحقة يمكننا العودة لتصحيح المعلومات أو لتوضيح المواقف، لنساهم في بناء موقف إنساني لدى أطفالنا).
ولنتذكر أن دورنا الأساسي هو دعم الطفل ،من خلال الإصغاء إليه، وإعطاؤه الشعور بالأمان ليستطيع أن يعبر عن مشاعره بشكل حر. دون الخوف من تقييمنا السلبي لها أو عدم تقبلنا. أو من حكمنا عليه من جرائها. فلا نطلب منه إنكار مشاعره إنما نتفهمها ونحثه على فتح قلبه والتعبير عن مشاعره. ومشاركته بمشاعرنا هي إحدى الوسائل التي نفهمه بها أنه ليس وحيدا، فنحن أيضا نشعر بالغضب أو الخوف أو الحزن مثله تماما. تعبير الطفل عن مشاعره والتنفيس والتفريغ هي أمور أساسية في طريقه للتغلب على الأزمة.
هناك عدة وسائل يستطيع الطفل أن يعبر من خلالها عن مشاعره وسيبادر إليها بذاته، إن توفرت الأجواء الملائمة، ولكن حتى إن لم يشاركنا فيمكننا القيام بفعاليات عن طريق اللعب، التمثيل، والقصص، تمكنه من التعبير والتنفيس والتفريغ.
ولكي يستطيع الطفل التعبير عن مشاعره. علينا خلق جو من الأمان والثقة، جو داعم، وهذا يتطلب منك :
- أن تتقبل الطفل كما هو، وأن تحترمه
- أن تصغي بشكل كامل لجميع المشاعر والأفكار، وأن تحترمها وتتقبلها.
- أن تشجع الطفل على التعبير، وأن تقوم بإعطاء الشرعية لكل ما يصدر عنه، وخاصة للمشاعر.
- أن تكون متفهما ومتعاطفا.
- أن تظهر الاهتمام بكل ما يقول.
- أن تتجنب إصدار الأحكام أو النقد أو اللوم.
- أن تتقبل المشاعر كما هي دون جدال أو نقاش.
- أن تكون متفهما لمشاعره.
- أن تعطي أهمية خاصة للغتك الكلامية وتعابير وجهك، فأحيانا لا نعبر بالكلام عن عدم تقبلنا. لكن قد يبدو على ملامحنا أو حركاتنا الضجر أو الضيق أو عدم الصبر. "والطفل ذكي لدرجة أنه يفهم ذلك خاصة، وأن لغة أجسادنا عادة ما تترك أثرا أقوى مما نقول".
2- ساعد طفلك على التعامل مع الظروف الصعبة من خلال :
توفير المعلومات، تصحيحها، توسيعها
أحد العوامل الأساسية التي تساهم في زيادة الخوف وتكريسه هو انعدام المعرفة أو قلتها، فكثير من مخاوفنا تنبثق من أمور أو أشياء غير معروفة لنا أو غير محددة (المجهول). وبما أن الأطفال بصورة عامة محدودو المعرفة، فإن هذا يزيد من مخاوفهم.
فإحدى الوظائف الأساسية للأهل في الظروف الصعبة، هي دعم الطفل بالترتيب الذهني:
فقد يمر الأطفال، في مثل هذه الظروف بتجارب مخالفة لما تعلموه أو عرفوه أو اختبروه سابقا، مما يجعلهم يفقدون توازنهم الذهني، ويبدأون في البحث وتجميع معلومات تساعدهم على ترتيب أفكارهم من جديد واستعادة توازنهم الذهني،
كما وأن الطفل يفقد توازنه النفسي نتيجة خوفه من المجهول، وعدم درايته لما يجري حوله، فيقوم بتجنيد جميع قدراته لفهم الأحداث وإعادة ترتيب الواقع الذي يعيش فيه، يقوم الراشد عادة بمهمة أساسية في حياة الطفل، ففي مسار نمو الطفل، كثيرا ما يكون ذلك الراشد رسولا للواقع، وهنا أيضا في الظروف الصعبة من المهم أن لا ننسى ذلك. فنحن مع أطفالنا رسل للواقع، ودعمنا للطفل لفهم الواقع سيساعده في التعامل معه، وفي تحصينه في ظروف صعبة مستقبلية.
ومن المهم الإجابة عن تساؤلات الأطفال جميعها بصدق وترو ٍ، ومن المهم أن نحاور الطفل لندعمه في رؤية الواقع بشكل نقدي، ومن المهم مشاركة الأطفال في معلومات إضافية كي يستطيعوا فهم الواقع والتعامل معه.
فالمعرفة والفهم، من المتطلبات الأساسية لإعادة التوازن النفسي والذهني للأطفال. كما وأن مشاركة الطفل في فهمنا السياسي للأمور ستساهم في توسيع قدراته وبلورة رؤيته وليصبح تعامله مع الأمور عقلانيا وليس عاطفيا فقط.
إن تزويد الطفل بمعلومات عن الأوضاع التي تجري من حوله وإعطاؤه صورة واضحة عما يجري يساعده على الارتياح، لأن الغموض الذي يكتنف الحدث يجعل الطفل مبلبلا، حائرا، خائفا ولديه العديد من التساؤلات.
فإخفاء المعلومات يجعل الطفل يبحث عنها بوسائل أخرى. أو يتركها حائرا ومتخوفا. وهنا قد يتسائل بعض الأهل عن أن هناك أسئلة عديدة لدى الأطفال، وأسئلة محيرة لا يوجد لدينا دائما الإجابات عنها، فما العمل ؟
في الواقع أن المبدأ الأساسي دائما هو التعامل مع أسئلة الأطفال بشكل جدي وصادق، فوظيفتنا كراشدين هي الإجابة عن أسئلة الطفل بصدق وتزويده بالحقائق. ربما نكتفي بأجزاء من الحقيقة حسب عمر الطفل ولكن من المهم ألا نكذب عليه.
أو ننقل له صورة عامة قاتمة ومبهمة، فكثير من المخاوف كما ذكرنا تنتج عن عدم المعرفة، خاصة إذا علمنا أن الطفل وإن لم تكن لديه المعلومات إلا أنه يشعر بما يدور من حوله، وهنا في حال تقديم معلومات غير صحيحة نستخف بالطفل، كما أن تقديم معلومات غير صحيحة ينشئ لدى الطفل نوع من أنواع التناقض بين مشاعره التي يختبرها وبين ما يقدم له من معلومات. وهذا بحد ذاته مصدر لعدم الاحساس بالأمان كما تجعله يفقد الثقة إما بالراشدين من حوله أو بمشاعره التي يختبرها وهنا نكون قد وضعنا الطفل في مأزق كبير يترك أثاره السلبية على شخصية الطفل.
كما وأن الأهل أحيانا لا يعرفون الإجابة الفعلية، وهنا يستطيعون أن يشاركوا الطفل في حيرتهم هذه، وبالإمكان البحث سويا عن الإجابات ( وهذا من شأنه تعزيز ثقة الطفل بالراشد ومدى مصداقيته معه ). وفي حال استمرار الأطفال في الأسئلة فإن هذا يدل على خوفهم وقلقهم، وهنا قد لاتكون الإجابة عي مطلبهم هي المهمة في هذه الحالة، وإنما علينا فهم مخاوفهم ومحاولة تهدئتهم وطمأنتهم (قدر المستطاع).
ومشاركة الأطفال في التعرف على الحقائق حول الأحداث بتلاؤم مع قدراتهم، توسع من قدرتهم على التعامل مع مخاوفهم. ومن المهم مشاركة الأطفال الكبار في جمع المعلومات مما يساعدهم أيضا على استعادة السيطرة .
وهنا أيضا لا بد من التمييز بين المعطيات والحقائق وبين الأفكار والمشاعر، فالمشاعر كما ذكرنا شخصية، والأفكار أيضا قد تكون ذاتية، أما الحقائق فهي عبارة عن معطيات ثابتة، بالنسبة للأفكار ( فالأفكار يمكن أن تتغير أو تتعدل مع مرور الزمن وكذلك المشاعر. أما الحقائق فهي معطيات تقرأ على شكل معلومات ووقائع حيادية دون مشاعر أو أفكار ذاتية، وتبقى ثابتة).
3- ساعد طفلك من خلال تأمين أجواء بيتية داعمة:
إن أحد الشروط الأساسية لدعم الطفل في التعامل مع الظروف الصعبة هو توفير أجواء بيتية داعمة.
وهذه الأجواء تتميز بما يلي:-
- تقبل الطفل كما هو
- الحوار فهو وسيلة جيدة للاتصال مع الطفل
- اللعب بجميع أنواعه
- عدم الضغط على الطفل إذا رفض الكلام
- اعطاء الطفل الشعور بالأمان والطمأنينة ولا نجعله يشعر بالخجل عند التعبير عن مخاوفه
- اعطاء الطفل الشعور أنه ليس وحده فنحن بجانبه نشعر معه ولدينا مشاعر مماثلة
- مساعدته على القيام ببعض النشاطات (الرسم، الطين، القصص والحكايات... الخ)
تذكرة * تلخيص *
- بعد تعرض الأهل للحدث الصدمي، عليهم أن يتكلموا بأسرع وقت ممكن مع بالغين آخرين يثقون بهم. فضلا عن ذلك
لا بد من أن يعرف الأهل أن ردود الفعل التي يظهرونها بعد الأحداث الصدمية تعتبر طبيعية، وأن التكلم عن تجاربهم يريحهم، ويساعدهم على استعادة مستوى نشاطهم السابق.
- في الظروف الصعبة ووقت الأزمات، يكون الهدف الأول بالنسبة إلى الأهل والبالغين الآخرين، هو العمل قدر المستطاع على بناء نوع من الإحساس بالأمان، وفي أثناء محاولة تأمين عنصر الأمان هذا، يتعين على البالغين
المحافظة على هدوئهم، وتوفير جو من الهدوء والاسترخاء في بيئة الطفل. إذا كان ذلك ممكنا بأي شكل من الأشكال.
- عندما يبدأ الأطفال في التعبير عن مشاعرهم يجب ينبغي المصادقة على مثل تلك المشاعر، وأخذها بمأخذ الجد
" أي احترامها " . فلا يوجد شعور غير شرعي.
- ولنتذكر أن دورنا الأساسي هو دعم الطفل ،من خلال الإصغاء إليه، وإعطاؤه الشعور بالأمان ليستطيع أن يعبر عن مشاعره بشكل حر. دون الخوف من تقييمنا السلبي لها أو عدم تقبلنا. أو من حكمنا عليه من جرائها. فلا نطلب منه
إنكار مشاعره إنما نتفهمها ونحثه على فتح قلبه والتعبير عن مشاعره.
- هناك عدة وسائل يستطيع الطفل أن يعبر من خلالها عن مشاعره وسيبادر إليها بذاته، إن توفرت الأجواء الملائمة، ولكن حتى إن لم يشاركنا فيمكننا القيام بفعاليات عن طريق اللعب، التمثيل، والقصص، تمكنه من التعبير والتنفيس والتفريغ. ولكي يستطيع الطفل التعبير عن مشاعره.
- أحد العوامل الأساسية التي تساهم في زيادة الخوف وتكريسه هو انعدام المعرفة أو قلتها، فكثير من مخاوفنا تنبثق من أمور أو أشياء غير معروفة لنا أو غير محددة (المجهول).
وبما أن الأطفال بصورة عامة محدودو المعرفة، فإن هذا يزيد من مخاوفهم.
- إخفاء المعلومات يجعل الطفل يبحث عنها بوسائل أخرى. أو يتركها وهو حائر ومتخوف.
- تزويد الطفل بمعلومات عن الأوضاع التي تجري من حوله وإعطاؤه صورة واضحة عما يجري يساعده على الارتياح، ربما نكتفي بأجزاء من الحقيقة حسب عمر الطفل ولكن من المهم ألا نكذب عليه. أو ننقل له صورة عامة قاتمة ومبهمة،
لأن الغموض الذي يكتنف الحدث يجعل الطفل مبلبلا، حائرا، خائفا ولديه العديد من التساؤلات.
- الطفل وإن لم تكن لديه المعلومات إلا أنه يشعر بما يدور من حوله، وفي حال تقديم معلومات غير صحيحة نستخف بالطفل، كما أن ذلك ينشئ لدى الطفل نوع من أنواع التناقض بين مشاعره التي يختبرها وبين ما يقدم له من معلومات. وهذا بحد ذاته مصدر لعدم الاحساس بالأمان كما تجعله يفقد الثقة إما بالراشدين من حوله.
- الأهل أحيانا لا يعرفون الإجابة الفعلية، وهنا يستطيعون أن يشاركوا الطفل في حيرتهم هذه وبالإمكان البحث سويا عن الإجابات، وهذا من شأنه تعزيز ثقة الطفل بالراشد ومدى مصداقيته معه.
يتبع باذن الله ... الفصل الخامس
-
رد: حصري لاحباب الاردن ... كتاب الدعم النفسي الاجتماعي للأطفال في ظل الحروب والنزاعات
نتابع وعلى بركة الله
الفصل الخامس
مساندة الأطفال الذين تعرضوا للصدمات
- مؤشرات اضطرابات ما بعد الصدمة عند الأطفال
- آلية التحدث إلى طفل تعرض لصدمة نفسية
- خطوات التعامل مع طفل مصدوم
- متى يجب التحويل إلى خدمات العلاج النفسي المتخصصة
- بعض التداخلات وأساليب الدعم المقترحة حسب مراحل نمو الأطفال
* مؤشرات اضطرابات ما بعد الصدمة عند الأطفال خلال الظروف الصعبة والحروب
من هذه المؤشرات الإثارة المفرطة العدوانية، ونوبات الهلع، والقلق المعمم، والكرب والاكتئاب، واضطرابات النوم، والكوابيس، وعدم الرغبة في الحياة، والخوف من المستقبل والتشاؤم، الحساسية المفرطة لبعض الأصوات، فقدان القدرة على التركيز، الميل إلى البكاء بسهولة، الشعور بالذنب، السلوك النكوصي، صعوبة بإنشاء علاقات اجتماعية، الاتكالية الزائدة، وفقدان الشهية، آلام في الرأس ودقات قلب غير منتظمة، آلام في المعدة، وفقدان الوزن، وفقدان الطاقة، وعدم الرغبة في اللعب.
إن طبيعة المؤشرات، والضغوط ( من حيث الشدة والاستمرارية )، وعمر الطفل ومرحلة النمو التي يمر بها والصفات الشخصية الفردية للطفل. كل ذلك يؤثر على كيفية تكيف الطفل مع الظروف الصعبة.
إن تعرض الطفل بشكل مستمر وحاد للضغوطات المتعددة الأشكال ( العنف وفقدان احد أفراد الأسرة ..) تقلل من
قدرته على مواجهة هذه الضغوطات، فكلما كانت التجربة مريرة أظهر الطفل اضطرابات عاطفية، وسلوكية، وعقلية، ولفهم وتقدير ما إذا كانت ردود فعل الطفل على الظروف الصعبة طبيعية أم لا، من المهم معرفة المراحل الأساسية
لنموه :
• فالطفل من الولادة إلى ثلاث سنوات يكون معتمدا كليا على دعم الأهل و المربين، الذين يستشفون حال الطفل من
خلال ردود أفعاله، فقد تظهر لدى الطفل أنماط من البكاء الحاد، والتعلق، ورفض الطعام، ومشكلات النوم والانسحاب.
• أما في مرحلة 3 – 6 سنوات ( وعندما يبدأ الطفل بالحركة وضبط التبرز والتبول وتناول الأكل بمفرده وقدرته على الكلام والكتابة والرسم والاعتماد على ذاكرته )، تكون ردود الفعل على الظروف الصعبة أكثرا تطورا، فهنا لا يستطيع الطفل فهم الموت، بل يفسر فقدان والده أو أحد أفراد عائلته على أنه ناتج عن سلوك قام به هو فيوجه اللوم لنفسه، في
هذا العمر، كذلك يتبنى الطفل أنواعا من السلوك النكوصي فيتكلم كالأطفال الأصغر سنا، ويبول في سريره، ويزيد من تعلقه بأهله، ويعتمد على الآخرين في إطعامه، ويعاني من كوابيس، ويجسد مشاهد مما تعرض له في أثناء لعبه .
• في مرحلة 6 – 13 سنة ، وعندما يصبح الطفل أقل اعتمادا على الأهل والخيال والوهم (وعندما تصبح لديه القدرة على فهم الأنظمة والقوانين الأساسية، واستعمال المنطق واستيعاب مفهوم الموت) تأتي ردود فعل الطفل على شكل الأسى، وفقدان الدافعية، والانسحاب الاجتماعي، كما يصبح عدوانيا ليخفي اليأس والإرباك، ويطغى عليه الشعور بذنب البقاء على قيد الحياة عند خسارة أحد أفراد العائلة، كما تظهر لديه بعض الأعراض الفيزيولوجية كاضطرابات النوم، وقلة التركيز، والرغبة في الانتقام، وسلوكيات تدمير الذات والنزاع مع الأهل والرفاق .
إن ردود الفعل العاطفية تختلف من طفل إلى طفل آخر في طبيعتها وحدتها. ولكن هناك بعض التشابه العام في كيفية شعور الطفل عندما يتعرض لتهديد الظروف الصعبة والنزاعات.
ورد الفعل المسيطر خلال الظروف الصعبة هو الخوف على الجميع، وخوفه قد يظهر في مخيلته والتي قد تثار بشكل
غير منطقي عند سماعه بعض الأخبار، مما يزيد ويفاقم خوفه .
وأكثر ردود فعل الأطفال نتيجة الخوف هي الغضب وينصب غضبه عادة على الأهل والرفاق والجيران لعدم قدرته على صب غضبه على مسببي المشكلة .
إن الظروف الصعبة والنزاعات تقوض الروتين اليومي للطفل مما يطور لديه الشعور بعدم الأمان وتفاقم مستوى الضغط عليه وتزداد حاجته إلى إعادة الطمأنة.
* آلية التحدث إلى طفل تعرض لصدمة
يمكن أن تخلف الحروب وحالات الطوارئ وراءها آلافا ً من الأطفال الذين يحتاجون إلى الدعم المعنوي
والمساعدة العملية .
الأطفال الذين يفقدون أهلهم بصورة خاصة، بحاجة إلى كبار يدعمونهم ويقدمون المشورة لهم، بل وحتى الأطفال الذين
لم يفقدوا عائلاتهم قد لا يجدون من يسرون إليه بما يشعرون.
ومن هذه النقطة تكمن أهمية الحديث هنا عن كيفية التحدث والتواصل مع الأطفال المصدومين خاصة في سن ما قبل المدرسة خلال الظروف الصعبة والنزاعات. ونتائج حديث الأطفال عن أنفسهم وتجاربهم الصدمية تستند استنادا كبيرا
إلى مهارات الراشد المساعد التواصلية. ويكون الراشد المساعد فعالا أكثر إذا أخذ القواعد التالية بعين الاعتبار :
- كيف نتكلم مع الأطفال المصدومين :
• عبر عن اهتمامك الصادق بالتواصل مع الأطفال وذلك عبر الجلوس معهم في المستوى نفسه، والإصغاء إليهم بانتباه، والمحافظة على التواصل البصري معهم، كذلك عزز محاولات الأطفال للتعبير عن أنفسهم بالاستعانة بالأصوات المشجعة
( هممم، آه ) والإيماءات والابتسامات.
• تكلم بصوت هادئ، واطرح أسئلة واضحة، وادلي بتصاريح واضحة، كذلك تجنب دفع الأطفال إلى الإجابة، وامنحهم الوقت ليعبروا عن أنفسهم .
• اطرح كل سؤال على حدة وإلا ارتبك الطفل.
• شجع الأطفال على التكلم من خلال طرح الأسئلة المفتوحة (كيف ؟ من ؟ ماذا ؟ أين ؟ متى ؟ ) .
والإدلاء بتعليقات بسيطة داعمة عما يخبرنا به الأطفال .
• لخص رسائل الأطفال بصيغتك الخاصة .
فعندما تفعل ذلك تلاحظ ما إذا كنت قد فهمت هذه الرسائل بشكل سليم أم أنك لم تفهمها، ويدرك الأطفال أنك كنت تصغي إليهم وتفهمهم جيدا. وهذا الأمر سيشجعهم على التكلم أكثر.
• إذا لاحظت أن الأطفال يعانون للتعبير عن أنفسهم، فيجب أن تقول لهم كلمات تعبر عما يريدون وصفه .
إلا أنك يجب أن تفسح لهم المجال ليختاروا التعبير الذي يرتؤونه مناسبا لهم .
يتبع باذن الله ... - خطوات التعامل مع طفل مصدوم
-
رد: حصري لاحباب الاردن ... كتاب الدعم النفسي الاجتماعي للأطفال في ظل الحروب والنزاعات
نتابع وعلى بركة الله
خطوات التعامل مع طفل مصدوم
يمكن توفير التواصل على صعيد شخصي مع راشد معروف وموثوق بالنسبة للطفل، وتعتبر الأطر الإجتماعية مفيدة
بشكل خاص إذا كان المشاركون كلهم قد تأثروا بالحدث نفسه.
وعلى الراشد المساعد الذي يوجه المحادثة عن التجارب الصدمية بهدف مساعدة الطفل أن يأخذ بعين الاعتبار تسلسل الخطوات التالية في تفاعله مع الطفل:
• يجب أن نبدأ المحادثة بأن نخبر الطفل وأهله بأن كل ردود الفعل التي اختبروها بعد الحدث الصدمي هي طبيعية، وليست دليل ضعف. وبأن التكلم عن تجاربهم يفيد الجميع.
• يجب أن نسمح للأطفال بأن يصفوا ما حصل أثناء الحدث الصدمي، ويحاولوا أن يعيدوا تركيب سلسة الأحداث كلها.
• يحب أن نتقبل الأطفال، ونشجعهم على التعبير عن عواطفهم بينما يصفون الحدث. فهذه عملية طبيعية تساعدهم على الشفاء.
• يجب أن نشجع الأطفال على التكلم عن انطباعاتهم الحسية أثناء الحدث الصدمي: ما رأوه، وما سمعوه، وشموه، وأحسوا به. فمعظم الأطفال يحفظون ذكريات " منطبعة في ذهنهم " عن أوجه مميزة للحالة الصدمية. هكذا يخفف التكلم عن هذه الذكريات من الوتيرة التي تقتحم بها ذهنهم وتزعجهم أثناء أنشطتهم اليومية ونومهم. ويخفف هذا التكلم أيضا من الإجهاد العاطفي القوي المرافق.
• يجب أن نسأل الأطفال عن أسوأ لحظة في الحدث الصدمي. فهذا السؤال يسمح للأطفال بالتعبير عن أكثر تجربة أخافتهم، ويساعدهم على دمجها بشكل أفضل في ذاكرتهم العامة.
• يجب أن نسأل الأطفال ماذا فعلوا ليحموا ويساعدوا أنفسهم أثناء الحالة الصدمية. فبعض الأطفال يقوم ببعض الأفعال البسيطة والناجحة ليتأقلم مع هذه الحالة المجهدة جدا. وهكذا، عندما نذكرهم بأعمالهم، نظهر لهم أنهم لم يكونوا عاجزين تماما.
• إذا كانت نظرة الأطفال إلى الحدث الصدمي، وتقييمهم له غير واقعيين
(خاصة أن الأطفال الصغار عادة يرجعون سبب الأحداث لخطأ ارتكبوه)،
فيجب أن نزودهم بمعلومات إضافية عن أسباب الحدث، وتسلسله الفعلي، وعواقبه. فدائما ماتكون الوقائع أفضل من التخيلات وإذا تعلم الأطفال كيف يفهمون الحدث الصدمي بشكل صحيح، فسيتمكنون من وضع خطط أكثر واقعية للمستقبل.
• إذا عبر أطفال ما قبل المدرسة الأكبر سنا عن شعور قوي بالذنب لأنهم لم يساعدوا غيرهم أو لم يدفعوا الأذى عمن يحبون. أو لم يحموا عائلتهم بما يكفي، أو عاشوا هم فيما مات غيرهم، فيجب أن نوضح لهم أن تسلسل الأحداث لم يكن أصلا ملك أيديهم ليسيطروا عليه، وأنهم لا يتحملون مسؤولية ما حصل مع الانتباه إلى أن الأمر يبقى في إطار التوضيح في حال طلبوا هم ذلك .
• يجب أن نسأل الأطفال عن أفكارهم الحالية وما ينوون فعله: قد يفكرون في الانتقام أو الثأر، أو ينتظرون بخوف وقوع حدث رهيب آخر، ويتوصل الأطفال في سن ما قبل المدرسة إلى استقاء الاستنتاجات من تجاربهم عن حياتهم المستقبلية، ويهيئون أنفسهم للتعامل مع ما يتوقعون حدوثه . لذلك يجب أن نصحح أفكار الأطفال المغلوطة، وأن نزرع فيهم أفكارا ايجابية، وأملا في المستقبل إن أمكن.
• يجب أن نعيد الأطفال إلى " المكان والزمان الحاضرين " فنكتشف ما هو أكثر ما تسبب لهم بالإزعاج في حياتهم
اليومية منذ وقوع الحدث الصدمي ، ونساعدهم على إيجاد ما يمكنهم فعله ليساعدوا أنفسهم، فهذه الطريقة تقوي حس
الكفاءة والتمكن عند الأطفال إذا كانوا يجيدون التأقلم مع المشاكل الراهنة.
• يجب أن نختم المحادثة بتقدير شجاعة الأطفال في مشاركتنا انطباعاتهم ومشاعرهم، وأفكارهم وعلينا تشجيعهم على تقبل مشاعرهم ومخاوفهم على أنها ردود فعل طبيعية تنتج عن مثل هذه التجربة العنيفة. ويكون ذلك من خلال تقبلنا نحن للأطفال كما هم بمشاعرهم ومخاوفهم .كما علينا أن نتيح الفرص لعقد لقاءات أخرى بما أن هذه المحادثات ستريح معظم الأطفال. وقد يطالبون باستكمالها.
الأنشطة التي يمكن استخدامها مع الأطفال
عندما يعيش الأطفال في حالة صعبة جدا، فهم في أحيان كثيرة لا يحظون بالعديد من الفرص لينشغلوا باهتمامات الأطفال المعتادة. لذلك لا بد من أن تهدف الأنشطة النفسية الاجتماعية إلى أمر مهم جدا وهو محاولة إعادة حياة الأطفال إلى طبيعتها. ومساعدة الأطفال على إقامة علاقات أفضل مع عائلاتهم، ومع المجتمع من حولهم، والتحدث عن شؤونهم، والاستمتاع بوقتهم، وبناء صداقات جديدة.
وعلينا أن نعالج اهتمامات الأطفال "الطبيعية" هذه أثناء ممارسة الأنشطة، إضافة إلى اهتماماتهم المتعلقة بالأمور الأمنية وكيفية تأثيرها عليهم كما يفهمونها هم، دون المحاولة الواعية أو غير الواعية لاستغلالها لتعزيز الآراء السياسية الخاصة بمقدمي الرعاية.
مع الانتباه إلى خصوصية الأطفال الذين لديهم أعراض خوف شديدة واحترام رغبتهم في المشاركة أو عدم المشاركة، وكذلك الانتباه إلى امكانية تحويلهم في حال دعت الحاجة لذلك.
التعبير الحر عن المشاعر
إعطاء الشرعية والدعم والتشجيع من أجل التنفيس عن المشاعر وذلك للتحرر من المشاعر السلبية وعدم كبتها، لأن المشاعر المكبوتة لها أثر سلبي على الناحية النفسية والجسمية
عصف ذهني
من خلال عصف ذهني أو تفكير جماعي يقوم به أفراد المجموعة، يمكن تشجيع المشاركين على قول كل ما يخطر في أذهانهم من مشاعر وأفكار عن الحادث لدى التلخيص، علينا أن نفصل بين المشاعر وبين المعلومات. هنا يجب التركيز على إعطاء الشرعية للمشاعر، وفي مرحلة لاحقة نعود لفحص المعلومات لتصحيحها ولتدقيقها.
استخدام القصص
من الممكن رواية قصص عن شخصيات تجاوزت صعوبات في حياتها. مما يعطي الأمل للطفل في تجاوز مخاوفه وصعوباته أيضا، هناك بعض القصص على لسان الحيوانات.
الموسيقى
الموسيقى بأنواعها تبث لدى المستمع مشاعر متنوعة، واستعمالها للتعبير عن المشاعر هو آلية مفيدة، وغير مهددة خاصة للأطفال الصغار.
نسمع الأطفال مقطوعات من الموسيقى، ومن يرغب يستطيع التعبير عن مشاعره بالحركة الحرة. من المهم في مثل هذه الحالة أن ننوع المقطوعات الموسيقية التي نختارها، ومهم أكثر أن يكون الأطفال قد اعتادوا مثل هذه الفعاليات. الموسيقى هي وسيلة مثلى للتنفيس عن المشاعر خاصة مع الأطفال الذين لا توجد لديهم القدرة على التعبير الكلامي. فالموسيقى الهادئة تريحهم، والصاخبة تثيرهم.
فعاليات إبداعية
يقوم الأطفال بالرسم الحر لكل ما رأوه أو لما يشعرون به. أو يعتقدون أنه حدث أو سيحدث. الكثير من الأطفال لا يستطيعون التعبيرعن مشاعرهم كلاميا، لذا يتمكن هؤلاء الأطفال بواسطة الرسم من التعبير عن مشاعرهم، ويستطيعون كذلك التعبير عن تلك المشاعر باستعمال أية مواد إبداعية أخرى (كالصلصال أو معجون اللعب أو صندوق الرمل..الخ) لبناء مجسمات لما شاهدوه أو اختبروه. استعمال المواد الإبداعية هي وسيلة تنفيسية وتفعيلية كذلك هي وسيلة تمكن الطفل من إعادة السيطرة.
الدراما أو التمثيل
هناك عدة أنواع من الدراما التي يمكن استعمالها في مثل هذه الحالات. فبعض الأطفال شاهدوا أحداثا ولم يفهموها. إعادة تمثيل الحدث تعيد المشاعر التي رافقته وتساهم في الفضفضة عن هذه المشاعر.
استخدام الدمى والأقنعة
مما يساعد الأطفال على التعبير عن أنفسهم الحديث على لسان دمية، فقد يقوم الطفل بالإختباء وراء قناع رسمت عليه دمية معينة تعبر عن شعور ما، ويتحدث عن شعور الدمية. أو قد يمسك الدمية المعلقة على عصا، ويتحدث عن شعورها، وهو بذلك يسقط ما بداخله بطرق غير مباشرة. كما ويمكنه أن يمثل الأحداث إذا توافرت لديه دمى ملائمة.
الكتابة الإبداعية
وتتعلق بعمر الطفل، فالذين يستطيعون أن يعبروا عن أنفسهم كتابيا يمكن أن يشاركوا بكتابة تجاربهم، أو كتابة شعرية أو كتابة قصة جماعية عن الأحداث، فمن الممكن أن يبدأ أحد الأطفال بعبارة معينة ويستمر الآخر حسب خياله أو حسب ما رآه. ثم يستمر طالب آخر وهكذا.
يمكن استعمال الكتابة ليس فقط للتعبيرعن المشاعر بل أيضا كفعالية لإعادة سيطرة الأطفال على مواقعهم. فقد يكتبون رسائل احتجاج أو يرسلون كتاباتهم حول مشاعرهم لأهالي الضحايا أو الشهداء. وقد يحضرون جريدة خاصة بهم عن الأحداث.
جميع هذه الإمكانيات نستطيع استعمالها مع الأعمار المختلفة على شرط ملائمة الفعالية للمجموعة التي تقوم بها وذلك حسب طبيعة المشكلة وحسب الفئة العمرية.
ونتابع بأذن الله ... العمل مع الأهل والمجتمع
-
رد: حصري لاحباب الاردن ... كتاب الدعم النفسي الاجتماعي للأطفال في ظل الحروب والنزاعات
نتابع وعلى بركة الله
العمل مع الأهل والمجتمع
هناك أهمية كبيرة للعمل مع الأهل في مثل هذه الحالات لكي لا تدخل الأطفال في بلبة إضافية، فالمشرف على النشاط "مقدم الرعاية" يطلب من الطفل أن يتحدث عن مخاوفه ومشاعره، بينما الأم والأب ينكران عليه هذه المشاعر أو العكس، لذا فإن التنسيق بين الأهل والمدرسة والنادي والمستشار والمربي أمر أساسي لضمان القيام ببرنامج داعم ناجح.
كما وأن الأهل أيضا في حيرة من أمرهم ومن المهم العمل معهم ليستطيعوا دعم أطفالهم في مسار التعامل مع الضغط.
متى يجب التحويل إلى خدمات العلاج النفسي
في الأسابيع التي تلي الحادثة أو الكارثة مباشرة من الضروري تحديد الأطفال الذين هم بحاجة إلى دعم وعلاج أكثر تعمقا وتخصصا، بسبب الحزن الشديد أو أي مشاعر قوية. ومع أنه من الطبيعي في مثل هذه الظروف أن تظهر ردود فعل سلبية كنتيجة للحدث الصادم، وهنا يتوجب تنبيه مقدمي الرعاية والراشدين المحيطين بالطفل إلى مسألة مراقبة وتحديد الأطفال الذين لا يظهرون تحسنا على أعراضهم، ولكن بطريقة تراعي حساسية الموقف وتضمن استمرارية الحياة العادية للطفل.
مؤشرات لتدخلات نفسية أكثر تعمقا وتخصصا :
- عندما لا تظهر أي علامات لتحسن ردود الفعل:
بعد حادثة الصدمة تتراجع حدة التوتر إلى مستويات طبيعية، كما تتراجع أعراض التوتر مع مرور الوقت ”وقد تكون أسابيعا“ ولكن اذا استمرت ردود الفعل بالظهور أو استمرت في حدتها لأكثر من أسبوع دون أي علامات للتحسن فإن هذه مؤشرات لوجود ردة فعل مرتبطة بالتوتر والتي تتطلب تحويلا إلى رعاية مختصة.
- ازديادة حدة الأعراض:
يعود الأطفال عادة إلى سلوكياتهم الطبيعية في الأيام والأسابيع الأولى بعد الحدث الصادم، حيث يظهر العديد من الأطفال بعد أحداث شديدة بحالة صدمة ومفاجأة تقل حدتها مع الوقت، ولكن إذا لم تخف حدة الحالة فهذا يعني أنها ربما تحولت إلى ردة فعل أكثر تعقيدا. ويجب عندها تحويله إلى خدمة أكثر تخصصا.
- عندما تكون الأعراض مزعجة جدا للعائلة والطفل:
في هذه الحالة من المهم الاجتماع مع العائلة لتحديد مدى حدة المشكلة وتاريخ المشكلات النفسية في العائلة وعلاقة العائلة مع الفرد الذي يعاني من المشكلة. وإذا تبين وجود مشاكل ذات علاقة توجب علينا التحويل إلى خدمة العلاج النفسي حينئذ.
- عندما تتدخل الأعراض وتؤثر في الروتين اليومي للطفل أو الدوام أو الأداء المدرسي:
عندما لا يتمكن الطفل من العودة إلى أجواء الدراسة فإنه من الضروري عمل مقابلة فردية معه ليعبر عما يقلقه أو يخيفه أو حتى عن توقعاته، ويجب توخي الحذر في هذه المرحلة بأن يتم فرض أفكار مسبقة على الطفل حول مسببات قلقه. اجراء التحويل إلى خدمات العلاج بناء على تقييم وضع الطفل.
- وجود احتمال إذاء الذات أو إيذاء الآخرين:
الذي لا يمكن التعامل معه في مستوى الرعاية الأولية، إنما هو بحاجة إلى خدمات متخصصة.
- عدم استجابة الطفل لخدمات الدعم النفسي والمقدمة للطفل في مستوى المساندة الأولية.
- الانتكاسة أو ظهور أعراض أو ظروف جديدة عند الأطفال الذين استقرت حالتهم.
- عدم وضوح التشخيص وذلك لطلب الاستشارة والنصح حول التقييم وضمان تقديم الخدمة المناسبة.
- الأطفال الذين لديهم مشاكل الصحة العقلية المزمنة.
بعض التداخلات وأساليب الدعم المقترحة حسب مراحل تطور الطفل
1- طفل ما قبل المدرسة ( من عمر 0 – 5 سنوات )
من الضروري الانتباه إلى أن مستويات الضغط لدى الأطفال في هذه المرحلة تعتمد عادة على مدى الانزعاج والتوتر
الذي يعاني منه الأبوين. فتقديم الدعم للأبوين في هذه المرحلة قد يساعد للتخفيف من التوتر لدى أطفالهم في هذه المرحلة العمرية:
الجدول (1) ردود فعل وسلوكيات الأطفال في مرحلة ما قبل المدرسة (0– 5 سنوات) وتدخلات مقترحة
رد الفعل \ السلوكيات .. تدخلات وأساليب دعم مقترحة .. وأمثلة حول كيفية تطبيق هذه التدخلات
# الشعور بالعجز والسلبية
تقديم الدعم والراحة والغذاء وفرص للعب والرسم إقامة مساحات صديقة للأطفال أي تحديد منطقة بأحجار أو خطوط
لتكون مكانا يلعب فيه الأطفال.
# الخوف المعمم
وجود أعضاء كبار من مقدمي الرعاية والخدمات يتحلون بالهدوء وتقديم الدعم المستمر خاصة إذا لم يتوفر لدى الطفل أي شخص بالغ ليرعاه. " تمرين اليد الآمنة " اطلب من الأطفال رسم خط حول يدهم ومن ثم التفكير بخمس أشخاص على الأقل يستطيعون الذهاب إليهم لطلب المساعدة. واطلب من الأطفال رسم صورة هؤلاء الأشخاص على كل إصبع
من أصابع يدهم .
# تشوش الإدراك ( مثال: عدم إدراك زوال اخطر المباشر. وبأن المرض والموت هو عقاب لإساءة التصرف)
توفير توضيحات ملموسة وإعادة تكرارها يجب على الآباء والمعلمين والكبار تزويد الأطفال بالمعلومات المناسبة حول الظروف المحيطة بهم وذلك بطريقة بسيطة ولغة مفهومة.
# صعوبة في تحديد ما يضايقهم
توفير أسماء متفق عليها للمشاعر المتوقعة بعد مثل هذه الظروف مثل الغضب والحزن وغيرها . توفير أدوات للعب والرسم للأطفال حيث غالبا مايعبر الأطفال في هذا السن عن مشاعرهم من خلال اللعب والرسم أكثر من الكلمات
# عدم القدرة على الحديث (اختيار عدم التحدث واللعب المتكرر الذي يعبر عن الصدمة)
قم بوضع مشاعر الأطفال المتوقعة بعد الصدمات بجمل مثل: عادة ما يشعر الأطفال بالحزن عندما يتدمر منزلهم. كما ذكرنا سابقا لا يجب اجبار الأطفال على الحديث .
# ربط أحداث الصدمة بصفات سحرية خيالية
يجب فصل ما تعرضوا له عن الأمور المادية من حولهم التي تذكرهم مباشرة بالحدث (مثلا رؤية موج البحر والتفكير بالكارثة سوف يمنعها من الحدوث مرة أخرى) حماية الأطفال من مشاهدة الإعلام والتغطية المستمرة لأحداث الكارثة والتي من الممكن أن تحفز ذاكرتهم وتزيد من مشاكلهم.
# اضطرابات في النوم (الشعور بالرعب أثناء الليل والكوابيس والخوف من التواجد دون مرافق أثناء الليل)
تزويد الطفل بوقت إضافي للحصول على الطمأنينة قبل موعد النوم مع إضاءة النور في غرفة الأبوين مثلا كما يلزم، ولكن يجب استعادة روتين النوم الطبيعي بعد ذلك . قم بالتخطيط لأنشطة تحفز على الهدوء عند وقت النوم كرواية قصة، ويجب اختيار القصة لتبعث على الارتياح والطمأنينية.
# الارتباط بالعائلة بسبب القلق النفسي (التعلق بالأبوين أو الأفراد دون القدرة على الابتعاد عنهم)
توفير الرعاية المستمرة والشعور بالطمأنينة. كما يجب قضاء وقت أكثر مع العائلة . تأسيس روتين للحياة العائلية، أو على الأقل تخصيص أوقات عائلية خاصة خلال اليوم مثل تخصيص وقت للعب أو وقت للكلام فقط للعائلة.
# السلوكيات النكوصية (مص الإصبع، التبول اللاإرادي والتحدث كالأطفال)
يجب تحمل هذه الأعراض خلال فترة زمنية معينة، ولا يجب انتقاد هذه السلوكيات أو نعت الطفل بألفاظ تتسبب في خجله مثل: "أنت تتصرف كالأطفال الرضع". إذا تعرض الطفل للتبول اللاإرادي فيجب أن تكون مستعدا لتغيير ملابسهم ومنحهم بعض الخصوصية ولكن ليس العزلة .
# القلق النفسي المرتبط بعدم وجود فهم كامل للموت (وعادة ما يتوقع الطفل عودة الأموات)
قم بتزويد الأطفال بمعلومات مناسبة ومرتبطة بثقافته المحلية، وملائمة لمرحلة التطور للطفل حول الموت. فالعديد من الأطفال لا يملكون فهما أو إدراكا لمعنى الموت وبالتالي يجب تزويدهم بتوضيحات لا تؤدي بهم إلى تكوين آمال خاطئة بل يجب أن تكون التوضيحات مدروسة ومرتبط بالدين عادة . شجع الأطفال على المشاركة في العادات المرتبطة بالحداد وإذا لم يكن ذلك ممكنا ساعدهم على إيجاد طريقة خاصة بهم لتوديع من فقدوه كرسم ذكرى جميلة أو إضاءة شمعة والصلاة لهم ... الخ
2- الأطفال في عمر المدرسة ( 6 – 12 سنة )
هنا أيضا تعتمد مستويات التوتر لدى الأطفال على استجابة الوالدين والعائلة ومدى توترهم. ويجب على مقدمي الخدمات وبقدر المستطاع إظهار القوة والهدوء حيث سيعطي ذلك الأطفال شعورا بالأمان.
الجدول (2) ردود فعل وسلوكيات الأطفال في مرحلة المدرسة ( 6 – 12 سنة ) وتدخلات مقترحة
رد الفعل \ السلوكيات تدخلات وأساليب دعم مقترحة أمثلة حول كيفية تطبيق هذه التدخلات
# الانشغال بالتفكير بتصرفاتهم خلال الحدث (والشعور بالمسؤولية تجاهه)
إيجاد مكان لهم للتعبير عن مخاوفهم والقلق الذي يشعرون به وتقديم الطمأنينة لهم بأن ما حصل ليس خطأهم عمل تمثيل بصري لما حدث، على سبيل المثال التحدث عن قصف أو دوي انفجارات من خلال رسم صورة فقط دون ما تسبب به
ذلك من أذى أو دمار أو ضحايا.
# ظهور مخاوف بسبب تذكر أشياء مؤلمة.
مساعدتهم في التعبير عن الأفكار المرعبة المتعلقة بالصدمة والقلق دون تشجيعهم على التعميم . الحد من تعرضهم لما تقوم بعرضه وسائل الإعلام والتي من الممكن أن تثير ذكريات مؤلمة لديهم .
# إعادة تمثيل ورواية الحدث (تمثيل ما حصل) لمعالجة الاضطرابات الإدراكية والتفاصيل المزعجة.
اسمح لهم بالحديث والتعبير عن مشاعرهم بالحركة، ويجب التأكيد على أن جميع المشاعر طبيعية وفي نفس الوقت محاولة التعامل مع أي إشكال. تزويدهم بمواد فنية أو أقلام تلوين للأطفال لتسجيل قصصهم إذا رغبوا بذلك .
# الخوف من عدم القدرة على تحمل جميع المشاعر.
توفير بيئة آمنة لهم للتعبير عن الخوف والغضب والحزن وغيرها من المشاعرمع توفير الدعم اللازم كي لا يشعر الأطفال بعدم القدرة على تحمل مشاعرهم. اسمح لهم بالبكاء والحزن، ولا تتوقع أن يتحلوا بالشجاعة والقوة. توفير أدوات للعب والرسم للأطفال وتشجيعهم على المشاركة بأنشطة بناءة وممتعة والتي قد تضيف بعض الأساسيات لحياتهم اليومية.
# ضعف في التركيز والقدرة على التعلم
تشجيع الأطفال على إعلام أهلهم ومعلميهم عندما تتدخل الأفكار المزعجة والإقحامية وتؤثر في قدرتهم على التعلم . عقد جلسات داخل المدرسة مع مجموعات صغيرة من الطلاب أو جلسات فردية، لتقديم معلومات واقعية معتمدة حول الأزمة والجهود المبذولة لحلها. ووضح لهم بأن مشاعر الخوف والقلق لديهم طبيعية.
# اضطرابات في النوم ( الأحلام المزعجة والخوف من النوم دون مرافق )
شجع الأطفال على التحدث عن الأحلام السيئة ووفر لهم معلومات حول أسباب هذه الأحلام وبأن وجودها طبيعي في ظل الظروف الصعبة والأزمات. لا تطلب من الأطفال رواية الحلم السيء بل قم بتوفير الراحة ( انظر اضطرابات النوم في الجدول السابق)
# القلق حول سلامتهم وسلامة من حولهم
ساعد الأطفال على التحدث عن مخاوفهم وقم بطمأنتهم من خلال تزويدهم بمعلومات واقعية. قم بتصميم " صندوق القلق " حيث يتمكن الأطفال من كتابة مخاوفهم ووضعها في الصندوق، وقم بتحديد وقت مخصص لتفريغ الصندوق والإجابة على الأسئلة والمخاوف
# السلوكيات المتغيرة وغير المنتظمة (سلوكيات عدوانية غير متوقعة تنم عن عدم الارتياح)
مساعدة الأطفال على التأقلم والتكيف مع التحديات الشخصية لمشاعرهم
( مثال: " لا بد أنك تعاني عند الشعور بالغضب " شجع الأطفال على المشاركة بالأنشطة والتمارين كمتنفس لمشاعرهم وغضبهم .
# الشكاوي الجسدية كآلام الرأس والبطن
التأكد أولا إذا ما كان هناك سببا طبيا للمرض، وإذا لم يكن السبب طبيا فمن المفترض تقديم الدعم والراحة للطفل للتأكيد له بأن الأطفال يعانون من هذه الأعراض. ويجب أن لانعزز الأعراض الجسدية إذا لم يكن هناك أساسا لها ولا نقدم رعاية مرتبطة مباشرة بالأعراض الجسدية. من الممكن لتقنيات الاسترخاء والتنفس المساعدة في التخفيف من التوتر الجسدي. وكمثال على تمرين تنفس بسيط نذكر التنفس العميق شهيقا وزفيراعدّا حتى الرقم خمسة بالإضافة إلى التأكد من أن الطفل يحظى بنوم كاف وماء وطعام مغذي
# المراقبة الحثيثة لاستجابة الأهل للتعافي وتجنب إزعاج الأهل الذين يعانون من القلق .
كن متواجدا للطفل ووفر له فرصا للتحدث عن مشاعره والأشياء التي تسبب له القلق . التنبه عندما يعاني الآباء من مشاكل نفسية أو عاطفية والقيام بتحويلهم إلى مختصين إذا لزم الأمر حيث تظهر الأبحاث أن الأطفال يستجيبون بطريقة مماثلة تماما لما يعاني منه الآباء.
# القلق تجاه الضحايا الآخرين وعائلاتهم
تشجيع الأطفال على المشاركة في أنشطة بناءة ومفيدة نيابة عن المصابين والموتى دون إرهاقهم بمسؤوليات كبيرة.
مساعدة الأطفال على تشكيل " نادي نمو الأطفال" للمساعدة في الجهود البناءة المبذولة . وتحديد مشاريع تعزز التطور بطريقة مناسبة وذات معنى (مثال: تنظيف وإزالة الركام من المدرسة)
يتبع باذن الله ... 3- البالغون ( عمر 13 سنة فما فوق )
-
رد: حصري لاحباب الاردن ... كتاب الدعم النفسي الاجتماعي للأطفال في ظل الحروب والنزاعات
نتابع وعلى بركة الله
- البالغون ( عمر 13 سنة فما فوق ) :
نظرا لأهمية مجموعة الأقران للمراهقين واليافعين فإن ردود فعلهم قد تتأثر لدجة كبيرة باستجابة أقرانهم .
الجدول (3) ردود فعل وسلوكيات المراهقين وتدخلات مقترحة (عمر 13 سنة فما فوق)
* العزلة والشعور بالخجل والذنب
وفر بيئة آمنة لمناقشة الأحداث والتوقعات الواقعية لما يمكن فعله
إنشاء مساحة خاصة بين عدة قرى مثلا بحيث يتمكن الأفراد من الذهاب إلى " مكاتب " للنقاش ويجب هنا توفير معلومات واقعية .
* استيعاب خوفهم مع الإحساس بالهشاشة والضعف ومشاعر أخرى منها الخوف من أن يتم وصفهم بأنهم غير طبيعيون مساعدة المراهقين على فهم طبيعة مشاعر الراشدين بالإضافة إلى تشجيع دعم الأقران
تشجيع المشاركة في أنشطة جماعية
( مثال: فرق دعم ومجموعات اجتماعية ) بغرض تسهيل شبكات الدعم المجتمعية الخاصة بالأقران .
* تصنع التصرفات ( مثال: الكحول والمخدرات والجنس )
مساعدتهم لفهم كيفية تصنع التصرفات بهدف تجميد استجاباتهم واستماعهم لصوت الغضب بداخلهم تجاه ما حصل .
الحد من الوصول إلى المشروبات الكحولية والمخدرات .
واستخدام المعينات البصرية للتحذير من الأخطار المرتبطة بالكحول والمخدرات والجنس لدى اليافعين .
يجب تقديم شرح مفصل ومعلومات كاملة على تأثير هذه المواد على الإنسان والتركيز .
* سلوكيات مهددة للحياة وتدمير الذات وتعريضها للخطر .
التعامل فورا مع أي مؤشرات لسلوكيات خارجة عن السيطرة بعد فترة الكارثة الحادة .
محاولة تحديد أهداف وجلسات توعية من خلال تطوير رزنامة وضبط هذه المواضيع عليها.
* تغيرات مفاجئة على العلاقات الشخصية
مناقشة الضغط على العلاقات مع العائلة والأقران
إشراك الآباء في نقاش حول دورهم كآباء في الأزمات .
توفير مواد معرفية للبالغين تشرح ردود فعل الآباء.
( مثال: " إن والدك منزعج الآن وأي تصرف له لا يقصدك شخصيا " )
* تغيرات جذرية في الحياة من حولهم تؤثر على تشكيل الهوية
ربط التغيرات في المواقف والتصرفات مع أثر الأحداث .
يجب أن يتم دعم فكرة أن جميع المشاعر المرتبطة بالاستحابة للكارثة هي مشاعر طبيعية .
تزويد المراهقين بمواد للكتابة وأوراق واقترح بأن يبدأو بكتابة شيء حول تجربتهم وأثرها عليهم .
* الدخول في مرحلة الرشد قبل الآوان
( مثال: الخروج من المدرسة أو الزواج المبكر)
تشجيع تأجيل تنفيذ أي قرارات متطرفة كما يجب اكتشاف طرق يستطيع المراهقون من خلالها الشعور بأنهم يملكون
سيطرة أكبر على حياتهم .
استخدام الملصقات والخطب من قبل شخصيات نموذجية لتقدم النصح وبعض المقترحات على كيفية التصرف بنضوج
دون القيام بأي تصرفات سلبية
تذكرة
- إن تعرض الطفل بشكل مستمر وحاد للضغوطات المتعددة الأشكال ( العنف وفقدان احد أفراد الأسرة ..) تقلل من قدرته على مواجهة هذه الضغوطات، فكلما كانت التجربة مريرة أظهر الطفل اضطرابات عاطفية، وسلوكية، وعقلية
- إن ردود الفعل العاطفية تختلف من طفل إلى طفل آخر في طبيعتها وحدتها. ولكن هناك بعض التشابه العام في كيفية شعور الطفل عندما يتعرض لتهديد الظروف الصعبة والنزاعات. ورد الفعل المسيطر خلال الظروف الصعبة هو الخوف
- وأكثر ردود فعل الأطفال نتيجة الخوف هي الغضب وينصب غضبه عادة على الأهل والرفاق والجيران لعدم قدرته
على صب غضبه على مسببي المشكلة.
- إن الظروف الصعبة والنزاعات تقوض الروتين اليومي للطفل مما يطور لديه الشعور بعدم الأمان وتفاقم مستوى
الضغط عليه وتزداد حاجته إلى إعادة الطمأنة.
- ونتائج حديث الأطفال عن أنفسهم وتجاربهم الصدمية تستند استنادا كبيرا إلى مهارات الراشد المساعد التواصلية.
- في الأسابيع التي تلي الحادثة أو الكارثة مباشرة من الضروري تحديد الأطفال الذين هم بحاجة إلى دعم وعلاج أكثر تعمقا وتخصصا، بسبب الحزن الشديد أو أي مشاعر قوية
- يجب أن ينتبه مقدمي الرعاية والراشدين المحيطين بالطفل إلى مسألة مراقبة وتحديد الأطفال الذين لا يظهرون تحسنا على أعراضهم.
# مؤشرات لتدخلات نفسية أكثر تعمقا وتخصصا :
o عندما لا تظهر أي علامات لتحسن ردود الفعل
o ازديادة حدة الأعراض
o عندما تكون الأعراض مزعجة جدا للعائلة والطفل
o عندما تتدخل الأعراض وتؤثر في الروتين اليومي للطفل
o وجود احتمال إيذاء الذات أو إيذاء الآخرين
o عدم استجابة الطفل لخدمات الدعم النفسي
o الانتكاسة
يتبع باذن الله ... ما الذي يجب توقعه
-
رد: حصري لاحباب الاردن ... كتاب الدعم النفسي الاجتماعي للأطفال في ظل الحروب والنزاعات
نتابع أعزائي الحلقة الاخيرة من الكتاب
ما الذي يجب توقعه
عادة ما يتعافى الأطفال واليافعين تماما من الخوف والقلق الناتج عن تجارب الصدمة النفسية وخلال فترة زمنية قصيرة
إذا تم توفير الدعم لهم كما هو موضح أعلاه . وعندما يتم استرجاع الروتين وتأسيس الثقة مع مقدمي الرعاية وتفتح المدارس أبوابها وتبدأ البرامج التعليمية عندها فقط تتم العودة لنظام الحياة اليومي . ومن الممكن أن يعرض الأطفال
أشكالا سلوكية متعددة باختلاف المحيط من حولهم فعلى سبيل المثال قد يظهر الأطفال خوفا من المدرسة إذا كانت هي المكان الذي تعرض له الطفل للكارثة وفي المقابل يتصرف الطفل بطبيعته في أماكن أخرى .
ومن المهم أيضا الانتباه عندما يواجه الآباء ومقدمي الرعاية صعوبات ، أن يتم التدخل في حالتهم وبالتالي مساعدة الأطفال إن الأطفال واليافعين يختلفون بطبيعتهم ولا نستطيع تحديد توقعات معينة منهم خلال أيام أو أسابيع ولكن يجب أن يكون هناك أدلة أو مؤشرات تدل على انخفاض حدة القلق مثل قلة الشعور بالحزن أو أية أعراض مرتبطة بالاكتئاب تخف حدتها على فترة أيام أو أسابيع .
ولا يعني ذلك بأن جميع المشكلات انتهت بل يعني أن هنالك دليل على وجود قدرة عاطفية للتعافي . وفي الواقع فإن الحزن أو الحداد على فقدان شخص محبوب أو معلم أو صديق قد يتطلب أشهرا للتعامل معه وقد يعود الحزن مرة أخرى إذا تم التعرض لأي حدث يثير الذكريات كتقارير الأخبار أو ذكرى التأبين وغير ذلك .
إن عدم القدرة على رؤية تغيرات إيجابية (بمعنى عدم وجود أي تحسن ولو بسيط خلال عدة أيام أو أسابيع)
الأمر الذي يزيد من ضرورة التفكير بتدخلات متخصصة أكثر
( الطبيب النفسي- المعالج النفسي- مراكز العلاج والدعم النفسي- مشافي ..... )
تم بحمد الله تقديم كتاب الدعم النفسي الاجتماعي للأطفال في ظل الحروب والنزاعات
المراجع
- مرهج، ريتا، (2010)، دعم الأطفال في ظروف النزاعات والطوارئ، دليل المعلم/ة والأهل، ورشة الموارد العربية بيروت – نيقوسيا.
- سماوي، سمير مع سالم- بيكارتز، جوزي،(2010)، الدعم النفسي الاجتماعي والصحة النفسية للاجئين - دليل تدريب المدربين، دمشق.
- الزين، هيام لطفي (إعداد) (2007). الصغار في الظروف الصعبة والنزاعات: نصوص مختارة للأهل، والمدارس، والعاملين في الدعم النفسي- الاجتماعي. ورشة الموارد العربية بيروت – نيقوسيا.
- مرهج، ريتا (2001) أولادنا من الولادة حتى المراهقة، أكاديميا انترناشونال، بيروت.
- ريتشمان، نعومي (1999)، مساعدة الأطفال في الظروف الصعبة- دليل المعلمين، ورشة الموارد العربية بيروت – نيقوسيا.
- ريتشمان، نعومي (1999)، التواصل مع الأطفال، كيف تساعد الأطفال في ظروف الضيق والنزاعات، ترجمة عفيف الرزاز، ورشة الموارد العربية بيروت - نيقوسيا.
- ايدنهامر، كارين وفالهند، كريستينا (إعداد)، (1995)، لا تطور بدون لعب، ترجمة عفيف الرزاز، ورشة الموارد العربية بيروت – نيقوسيا
- موستاكس، كلارك، (1990)، علاج الأطفال باللعب، ترجمة عبد الرحمن سيد سليمان، دار النهضة العربية، القاهرة
-
رد: حصري لاحباب الاردن ... كتاب الدعم النفسي الاجتماعي للأطفال في ظل الحروب والنزاعات
مممممممممممممممممممممممممممممممممممممممم ممممممممممممممممممممممممممممممممم