وثيقة عهد و ميثاق للتعايش السلمي بين فبيلتي الفور و الرزيقات في ولاية جنوب دار فور
بسم الله الرحمن الرحيم
ولاية جنوب دار فور
إدارتي الرزيقات و الفور الأهليتين
وثيقة عهد و ميثاق للتعايش السلمي بين القبيلتين
في ولاية جنوب دار فور
ديباجة
يقول الله عز و جل في محكم تنزيله (و إعتصموا بحبل الله جميعاً و لا تفرقوا واذكروا نعمت اللهٍ عليكم إذ كنتم أعداءً فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا و كنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها كذلك يُبين اللهُ لكم آيته لعلكم تهتدون) صدق الله العظيم
- إنطلاقاً من المعاني السامية لهذه الآية الكريمة , و تتويجاً للمجهودات الكبيرة التي بذلتها إدارة الرزيقات و وفدها الميمون الذي يزور رئاسة الولاية هذه الأيام , بإصلاح الحالة المتردية بين المكونات الإجتماعية في هذه الولاية , و ما تمخض عن جهودهم تلك من مصالحات و مواثيق أدت الي تهدئة الأوضاع ووقف الإقتتال بين بعض المكونات , مما كان لها الأثر الطيب في نفوس المجتمع .
- و إيماناً منا بالدور التاريخي المتعاظم لقبيلتي الفور و الرزيقات في بناء الإرث الإجتماعي الذي ساد العلاقات الإجتماعية تاريخياً مع جميع المجتمعات في دار فور , و ما نتج عن ذلك من موروثات و أعراف حافظت على تماسك النسيج الإجتماعي بين كافة المكونات الإجتماعية .
- و إعترافاً من إدارتي القبيلتين بتردي الأوضاع بسبب الحرب مما أفضى الى الحالة الماثلة الآن في دار فور و التي لا تشبه صفات أهلها , تلك التي تحكمها علاقات الدين الواحد و وشائج القربى و الصلات , الأمر الذي يتطلب بذل الجهد من الجميع بإرادة قوية و صادقة لإصلاحها بعيداً من أي مزايدات .
- و قناعة منا بأن أسباب الفرقة و الشتات التي أصابت مجتمعاتنا في دار فور , و ما إحتوتها من نعوت و صفات مستحدثة هي أشياء دخيلة و غريبة علي مجتمعاتنا , أدت في النهاية الي تقسيمها عرقياً من دون وعي أو إدراك بسبب الجهل و التخلف , فذاك أمرٌ يتنافى مع عاداتنا و موروثاتنا التاريخية .
المبادئ
إننا في إدارتي القبيلتين في ولاية جنوب دار فور ممثلة في إدارة الرزيقات الأهلية من جهة و إدارة مقدومية الفور و أمارة كاس من جهة أخرى , و حرصاً منا في معالجة أوضاعنا الإجتماعية البينية بالإعتماد على ما يربط عناصرنا من علاقات في الأرض و التاريخ و صلات و مصالح مشتركة , فقد قررنا تجاوز حالة الركود في علاقاتنا الإجتماعية و السموء بها فوق الجراحات الي رحاب الإخاء و المودة و نبني ذلك على المبادئ الآتية :-
1- نبذ العنف بكل أشكاله و إتخاذ أسلوب الحوار منهجاً و مرتكزاً أساسياً لمعالجة ما يطرأ من مشاكل بيننا , بالإعتماد على موروثاتنا و أعرافنا التي ظلت تحكم علاقاتنا في السابق .
2- إحترام تاريخنا الممتد لقرون و تراكمات موروثاتنا التي ظلت تضبط علاقاتنا , مع العمل الجاد لتطويرها بغرض تقويتها لبناء ركائز متينة تنبنى عليها علاقاتنا المستقبلية .
3- إعتماد الشورى و التشاور منهجاً أساسياً حول القضايا الكلية التي لها أثر على علاقاتنا الإجتماعية بغرض توحيد الرؤى حولها و التبشير بها لدى الآخرين لتحقيق الرؤية الكلية و الإجماعية بالتوافق .
بناءً على هذه المبادئ , و إحساساً منا بالمسئولية الملقاة على عاتقنا كقيادات تجاه أهلنا في القرى و الحضر و الفرقان و البوادي و المعسكرات و كذلك لعموم أهل دار فور , نحن زعماء الإدارة الأهلية لقبيلتي الفور و الرزيقات بولاية جنوب دار فور الموقعين على هذه الوثيقة نعلن الآتي :-
الإعلان
1- التعايش سلمياً بين عناصر قبيلتينا في كل أرجاء ولاية جنوب دار فور أخوةً في الله و محبة في الرسول (ص) إمتثالاً لقوله تعالي (إنما المؤمنون إخوة) صدق الله لعظيم , و نأمل أن يعم ذلك كل ولايات دار فور بل أرجاء السودان كافة .
2- هذا الإعلان هو حجر الأساس لإعادة بناء علاقاتنا الإجتماعية في كل المجالات ذات الأثر , و يكون ذلك تحت رعايتنا و إشرافنا المباشر كزعماء للإدارتين معتمدين في ذلك على عاداتنا و تقاليدنا المتعارف عليها بيننا.
3- هذا الميثاق , ميثاقٌ مفتوح للجميع أفراداً كانوا أم جماعات ممن لهم الإرادة الصادقة في تحقيق التوافق الإجتماعى في ولايتنا إصلاحاً للحال الذي هو قصدنا الأساسي , لذا ندعو الجميع أن يحذوا حذونا كي نخرج جميعنا الي بر الأمان بسلام عن طريق إرساء قواعد متينة لإعادة بناء نسيجنا الإجتماعي و أسس تعايشنا السلمي بالتراضي بيننا.
4- سوف تقوم الإدارتين الموقعتين بتشكيل لجان مشتركة لإنزال مفهوم هذا الميثاق لقواعدها , و كذلك الآليات الملائمة التي تعينها علي إعداد البرامج و الخطط و إنزالها على أرض الواقع , و أيضاً التبشير بمضامين الميثاق لكل المكونات الإجتماعية في ولايتنا بغرض تحقيق التوافق الإجتماعي المنشود .
خاتمة
و نحن نرسم لأنفسنا خارطة طريق لنسير عليها , نعلم أن هنالك تحديات جسام أمامنا , و لكن إرادتنا القوية هو دافعنا الأساسي لتحقيق تطلعات أهلنا للعيش بسلام كما كانوا في السابق , و ذلك بالسعي الجاد لتفشي السلم بينهم و تأمين بعضهم البعض في العرض و المال و النفس , كما نتطلع الي رسم المستقبل المشرق لأجيالنا القادمة مراعين في ذلك المصلحة الكلية لأهل دار فور كافة .
إننا إذ نوقع على هذه الوثيقة نؤكد مجدداً بأننا سوف نعمل بكل جد و إخلاص و إرادة صادقة نابعة من ذاتنا لتحقيق الإنسجام الإجتماعي الذي يحافظ على مصالح الجميع , و نحن نضع أمامنا ما يهدي سبيلنا آيات بينات من كتاب الله العزيز ( و تعاونوا على البر و التقوى و لا تعاونوا على الإثم و العدوان) صدق الله العظيم
الموقعون
(.....................................) (....................................)
المقدوم/ صلاح الدين محمد الفضل ادم رجال محمود موسى ابراهيم موسى مادبو
مقدوم الفور وكيل ناظر عموم الرزيقات
إنابة عن الإدارات الأهلية للفور إنابة عن إدارة الرزيقات
تم التوقيع على هذه الوثيقة في نيالا يوم الأحد العاشر من أكتوبر 2010م الموافق الثاني من ذو القعدة من العام 1431 هجرية أمام الدكتور عبد الحميد موسى كاشا والي ولاية جنوب دار فور .
