*** اللهــــمّ ارحمنــــي مــن حُـــبِّ لـيـلـى ...... !!! ***
[align=center]
*** اللهــــمّ ارحمنــــي مــن حُـــبِّ لـيـلـى ...... !!! ***
عشق جميلٌ بثينة حتى بلي وأقرح الحب قلبه فقال: أنا من قوم إذا أحبّوا ماتوا..
يروى أن بثينة دخلت يوماً مجلس الخليفة عبد الملك بن مروان،
فقال لها: والله يا بثينة ما أرى فيكِ شيئا مما يقوله جميل حتى يموت في هواكِ!،
فردّت بثينة: إنه يراني بعينين ليستا في رأسك يا أمير المؤمنين.
وسأل الخليفة الشاعرة العربية ليلى الأخيلية: ما رأى فيكِ (توبة) حين هواكِ؟
فأجابت: ما رآه فيك الناس حين ولّوك يا أمير المؤمنين.
فضحك عبد الملك بن مروان حتى بدت له سن سوداء كان يخفيها.
..الحب أعمى،
ذلك أن الدوران العصبي في الجسم يصبح في مستواه الأدنى
حين يصبح الإنسان في حالة حب، فتتراجع مراكز التقييم الشخصية في
الدماغ ويتغاضى المحبون عن عواقب الأمور ويغمضون عقولهم بمحض
إرادتهم أو بمحض نزوتهم عن حماقات ونقائص محبوبيهم.
ليس هذا ما يهمني الآن،
أريد أن أبقى في سياق الموروث العربي الذي احتفى بالأدب الوجداني،
فتصدّرت فيه العفة سطور الشعر واعتلى الحب العذري سواري الكلمات،
حتى إذا ما تجرأ عمر بن أبي ربيعة وتناول أجساد النساء شعراً كان جزاؤه
أن نفاه الخليفة عمر بن عبد العزيز إلى مكان يطلق عليه ( هَلَك)
ليكون عبرة لمن تسول له نفسه بالمثل.
والأمر عينه ما رمى إليه أحد الأسلاف حين قال:
إذا دعتك نفسك إلى كبيرة فارم ببصرك إلى السماء واستح ممن فيها،
فإن كنت لا تخاف من في السماء فارم ببصرك إلى الأرض واستح ممن فيها،
فإن كنت لا تخاف من في السماء ولا تستحي
ممن في الأرض فاعدد نفسك مع البهائم.
لذلك فإنّ متتبّع موروث الشعر العربي سيلحظ أنَّ غرام العرب تميز بالعذرية
والشرف وما كان مبتذلاً أو خادشا للحياء في مجمله،
فتناقل الناس جنون الشعراء القدامى إلى يومنا هذا ،
ومن ذلك ما أنشد جميل في بثينة: لا والذي تسجد الجباه له..
ما لي بما دون ثوبها خبر ولا بفيها ولا هممت بها..
ما كان إلا الحديث والنظر ولعلنا حين نذكر سيَر الحب
نعرّج على شيخ المحبين قيس بن الملوح الذي جنّ وتعلق
قلبه بليلى بنت المهدي، لكن زواجها بآخر ذهب بعقله،
فنصحه قومه أن يطوف بالكعبة ويبتهل :
(اللهم ارحمني من حب ليلى)،
وظل قيس حتى آخر وقته تائهاً محاولاً نسيان ليلى مردّداً:
ألست قلت يا قـــــــلـــب إني..
إذا ما تبت عن ليلى تتوب
فها أنا تائب عن حب ليلى..
فمالك كلما ذكرت تـذوب؟
في البال سؤال على لسان ذاك الأعرابي الذي قال:
ما بال الحب اليوم على غير ما كان عليه قبل اليوم؟!
منقوووووول [/align]
