استقلال الأردن ذكرى عزيزة على قلوب كل الإماراتيين
استقلال الأردن ذكرى عزيزة على قلوب كل الإماراتيين
يحدونا الأمل والتفاؤل ونحن نحتفل بمناسبة عزيزة وغالية على قلوبنا، الا وهي ذكرى استقلال المملكة الأردنية الهاشمية، باستمرار المسيرة المباركة والنهضة الشامخة التي يقودها جلالة الملك عبدالله الثاني بكل ثبات واقتدار، ليظل الأردن يتبوأ كما عهدناه المكانة الدولية المرموقة ويحظى بالسمعة العطرة التي تتسم بالاحترام والتقدير بين دول العالم بفضل قيادة جلالته وبوعي وإدراك لدور الهاشميين التاريخي المشرف ومسؤولياتهم تجاه أمتهم وقضاياها العادلة. فالدور الكبير الذي لعبه الملك عبدالله الثاني منذ أن تبوأ سدة الحكم، حظي بتقدير الأوساط السياسية العربية والدولية، لما لجلالته من أعمال جليلة ونشاطات واضحة للعيان أسهمت في دعم التعاون العربي والسلم والأمن العالمي.
حقاً انها لذكرى عزيزة على قلوبنا ولا يقتصر الاحتفال بها على الأسرة الأردنية بل هي محل اهتمام والهام لكافة الأشقاء العرب من المحيط إلى الخليج .
إننا ونحن نحتفل مع أشقائنا بهذا اليوم المجيد، نستذكر بكل فخر واعتزاز العلاقات الأخوية والحميمة التي تجمع دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة الأردنية الهاشمية قيادةً وحكومةً وشعباً، وبكل مشاعر اخوية صادقة وقناعات راسخة، نعبر عن بالغ إعجابنا للإنجازات التي حققها الأردن العزيز والغالي، سيما وجلالة الملك الذي ما فتئ أن تسلم مقاليد الحكم وهو في نشاط مستمر وعمل دؤوب، من اجل أن يبقى الأردن في مكانة مرموقة ومتميزة.
انه من الصعوبة بمكان الحديث عن العلاقات الثنائية بين الإمارات والأردن أو نوفيها حقها في هذه العجالة، لما وصلت إليها من درجات تقدم وسمو عالية، وفي شتى المجالات سواء السياسية من خلال التفاهم المشترك حول جميع المسائل والقضايا الإقليمية والدولية، وهذا يعكس طبيعة العلاقات الأسرية والأخوية الصادقة التي تجمع القيادتين الحكيمتين من خلال توجيهات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد بن سلطان آل نهيان وأخيه جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين – حفظهما الله، وأيضاً على مستوى المسؤولين بين البلدين حيث التنسيق والتعاون المستمر لخدمة الأهداف والمصالح المشتركة، فضلاً عن مظاهر التكافل الاجتماعي والأخوي بين الشعبين الشقيقين.
أما على الصعيد الاقتصادي، فقد قطع البلدان الشقيقان أشواطاً واسعة ومتقدمة في مجال التعاون الاقتصادي، وما يؤشر على ذلك هو حجم التبادل التجاري المتنامي بين البلدين الذي تجاوز خلال العام الماضي ( 520) مليون دولار، كذلك الاستثمارات الكبيرة والمتزايدة لدولة الإمارات في الأردن، وقد أصبحت دولة الإمارات في الوقت الراهن في مقدمة الدول المستثمرة في المملكة، ويتوقع أيضا ان تتجاوز قيمة هذه الاستثمارات خلال السنوات القليلة القادمة الـ (12) مليار دولار، سيما مع وضع حجر الاساس بتاريخ 27/5/2010لمشروع «مرسى زايد» في مدينة العقبة بكلفة إجمالية تقدر بـ عشرة مليارات دولار، وبذلك يكون هذا المشروع هو الأضخم على الإطلاق من بين المشاريع العربية والأجنبية التي تنفذ في الأردن.
كما ان للجهود المخلصة التي بذلها الرعيل الأول والكوادر البشرية الأردنية المتخصصة والكفوءة منذ قيام دولة الإمارات مطلع السبعينيات ومازالت تساهم بفعالية في بناء وتطوير الدولة في العديد من المجالات منها القوات المسلحة والهندسة والتعليم والتمريض والإعلام والقطاع الخاص وغيرها، لها منا كل الاحترام والامتنان، وقد انعكس هذا التقدير على واقع الجالية الأردنية في الإمارات والتي تلقى كل الترحيب والمعاملة الطيبة التي تترجم روح الأخوة الصادقة بين البلدين الشقيقين.
أخيرا لا يسعنا إلا أن نغتنم هذه المناسبة الخالدة لنرفع لجلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم وللأسرة الأردنية الواحدة أصدق التهاني وأطيب التبريكات بمناسبة عيد الاستقلال الميمون، داعين المولى عز وجل بان يوفق هذا البلد الطيب لتتحقق فيه مزيداً من الإنجازات على دروب الخير والعطاء والازدهار تحت ظل القيادة الهاشمية الحكيمة.
سفير دولة الإمارات العربية المتحدة - عمّان
د. عبدالله ناصر سلطان العامري
