تدريس الأبناء.. تكاملية الأدوار
http://www.saudinokia.com/vb/images/...4054498a95.gif
تدريس الأبناء.. تكاملية الأدوار
http://www.alrai.com/img/274000/273821.jpg
رويدا السعايدة
تباينت آراء طلبة وآباء حول مسؤولية تدريس الأبناء في المنزل.. البعض أناط هذه المسؤولية بالأم كونها أقرب إلى الابن من الأب، والبعض الآخر علّقها على الأب كونه أكثر حزماً من الأم التي كثيراً ما تأخذها العاطفة تجاه أبنائها، ومنهم من رأى أنها مهمة مشتركة وتكاملية بين الطرفين.
مسؤولية الأم
روان سائد تلقي بمسؤولية تربية الأبناء ومتابعة دراستهم على الأم، وتعزو ذلك إلى أن الأم تتميز بالصبر والأناة وطول البال وهذه صفات يفتقر إليها معظم الآباء.
وتضيف: عندما يعود الرجل إلى المنزل؛ يكون متعباً وليس لديه الوقت ليقوم بتدريس أبنائه، وإذا اضطر إلى هذا الأمر تبدأ المعارك بينه وبين أبنائه وتعلو أصواتهم بالصراخ إلى ان ينتهي الامر بعزوفهم عن الدراسة، اما الام فهي لديها اسلوب سلس في التعامل مع ابنائها وبالتالي تجعلهم مقبلين على الدراسة وتحقيق النتيجة المرجوة.
ويوافقها الرأي أحمد الوشاح، مؤكداً أن متابعة النشاط المدرسي للأبناء من المهمات الملقاة على عاتق الأمهات وليس الآباء.
ويبرر موقفه بقوله: إن الأب دائم الانشغال ليس كالأم وخصوصاً الأمهات غير العاملات فهن يملكن الوقت الكافي للقيام بهذه المهمة.
وترى تهاني محمد أنه قد يكون للأب دور في تدريس الأبناء، إلا أن الأم هي الأنجح في القيام بهذه المهمة نظراً لطبيعة العلاقة بين الأبناء والأمهات.
وتضيف: أن كثيراً من الأبناء يتعلقون بأمهاتهم أكثر من آبائهم فلعل هذا الجانب يسهل هذا الأمر.
الآباء أقدر
وعلى الطرف الآخر؛ تشير سهام فراج إلى قدرة الآباء على ضبط الأبناء في متابعة دراستهم.
وتؤكد أن الآباء أقدر من الأمهات لتولي هذه المسؤولية؛ فهم بطبيعتهم يتحكمون بعواطفهم ولا يرضخون لدلال الأبناء بسهولة.
وترى أن الأم بطبيعتها العاطفية قد تتغاضى عن الأخطاء التي يقع بها الأبناء تخوفاً من عقاب الأب لهم، ولذلك أفضل أن تترك الزوجة هذه المهمة للأب ولا تسمح لعواطفها التدخل ليس فقط في دراسة الأبناء بل في تربيتهم أيضاً.
ويرى رامي العليمات ضرورة أن يشعر الآباء بأهمية مسؤوليتهم فلا يحصرون أنفسهم بدورهم خارج المنزل حيث توفير لقمة العيش ومستلزماتها.
ويضيف: هناك أدوار بالغة الأهمية داخل المنزل ومنها تدريس الأبناء ولا بد أن يكون هناك وعي كبير من قبل الآباء تجاه هذه المسألة حتى لا تنعكس الخلافات حولها على الأسرة والأبناء.
ويقول: إن كثيراً من الآباء ليست لديهم المبادرة حتى في الذهاب إلى المدرسة للسؤال عن أبنائهم أو مساعدة زوجاتهم في تدريسهم.
ويلفت خالد العجرمي إلى أن هناك نسبة ضئيلة من الآباء يقومون بمهمة تدريس أبنائهم بينما يعزف الأغلب عنها.
ويضيف: يجب ألا يستهين بعض الآباء بدورهم؛ فالتدريس جزء مهم من عملية تنشئة وتربية الأبناء، كما أن حضور الأب واهتمامه يشعر الأبناء بالمسؤولية وبمدى الاستقرار النفسي، فالعديد من الأبناء لا يكترثون لمتابعة والدتهم لهم، ولكن عندما يأتي دور الأب فليس أمامهم مفر سوى الانصياع له.
ويؤكد شريف عبدالرحمن ضرورة أن يكون للآباء دور فاعل ومؤثر في عملية متابعة النشاط الدراسي للأبناء حيث يشعرهم ذلك بمدى الالتزام.
ويقول: أمضي الأوقات الكافية مع أولادي، ومن الممكن أن تتم عملية متابعة الدراسة بالتدريج؛ فاسألهم عن واجباتهم الدراسية وكيفية دروسهم وعلاماتهم، واجلس معهم واشاركهم حل ما يعترض طريق مذاكرتهم من مشاكل.
مهمة مشتركة
ويؤكد اياد محمد «تشاركية وتكاملية الأدوار بين الآباء والأمهات في تدريس الأبناء».
ويقول: أتابع نشاط أبنائي الدراسي بصورة مستمرة مع زوجتي، فنحن نقتسم هذا الدور.
ويتابع بالقول: في البداية كنت أتذمر من هذا الأمر، إلا أن رؤيتي لروح التعاون والألفة والسعادة تسود بيتنا جعلتني أشعر بقيمة هذه المهمة والى الآن أتولى جزءاً وزوجتي الجزء الآخر.
ويوافقه الرأي سليمان بركات، مؤكداً أهمية تعاون الأب والأم في مسألة المستقبل العلمي لأولادهما.
وتلقي زينب العبادي بمسؤولية استهتار بعض الطلبة في دراستهم على عدم وجود رقابة من قبل الآباء والأمهات.
وللأبناء رأي
عمر (...) طالب في الصف السابع يتمنى أن يقوم والده بمتابعته كما تفعل والدته، ويقول: عندما تكون أمي مشغولة وأبي يشاهد التلفاز أبدأ بالصراخ لعلي أجذب أنظاره ولكنه يردّ عليّ بحزم ويقول «اصبر حتى تنتهي أمك من عملها وتتفرغ لك».
ويضيف: «أبي لا يهتم بدراستي وعندما أطلب منه أن يساعدني في حل بعض المسائل فإنه يصدني».
أما سوزان، طالبة الصف الثامن، فتؤكد متابعة والدها المستمرة لدروسها، وتقول: «أبي دائماً يتابع دراستي في البيت والمدرسة، وهو يساعدني في حل الواجبات وعندما يصعب الأمر عليه يستعين بالدروس الخصوصية عند أحد الأساتذة ويوفر لي الجو المناسب للدراسة».
ويفضل رائد (...) طالب الصف الخامس، أن تتولى أمه مهمة تدريسه، مؤكداً «أنني لا أرتاح في الدراسة مع والدي، بينما أجد مع والدتي كل الراحة».
ويشكو لؤي (...) طالب الصف السادس، من أسلوب والده في التدريس ويقول: «أبي شديد وصارم، ولو بدأ في تدريسي فربما يضربني الأمر الذي يحطم نفسيتي ويدفعني إلى ترك الدراسة، بينما أمي مهما ارتفعت عصبيتها تبقى هادئة وصابرة».
