معلم يكتشف بيع أسئلة للطلبة ويكافأ بالإنذار والتهديد!!!
التربية شكلت لجنة تحقيق قبل ثلاث سنوات ولم تنته بعد
معلم يكتشف بيع أسئلة للطلبة ويكافأ بالإنذار والتهديد!!!
http://www.factjo.com/newsImages/9485_l.jpg
■ شاهين: تعرضت للمضايقات والتهديد ووصفوني بشيطان عمان الثانية.
■ الروسان: "المعلم شاهين ما خلاّ ولا بقـّّى وما ترك حدا إلا اشتكى له وفي الآخر بيقول أنا ما اشتكيت"
■جدوع: العقوبة التي صدرت بحق المعلمين المتورطين في بيع الأسئلة لا ترتقي إلى حجم الجرم
الحقيقة الدولية - عمان ـ نعمت الخورة
اتهم مدرس يعمل في مديرية تربية عمان الثانية وزارة التربية والتعليم بأنها قامت بمعاقبته والتضييق عليه جراء كشفه قضايا اعتبرها فسادا في الوزارة.
وقال المعلم ناصر شاهين في تصريحات خاصة لـ "الحقيقة الدولية" انه في العام الدراسي 2005- 2006 قامت مجموعة من المعلمين ببيع أسئلة الامتحانات المدرسية لطلاب يتمتع أولياء أمورهم بوضع مادي جيد في مدرسة ابن عباس الثانوية التابعة لمدرية تربية عمان الثانية.
وأكد انه اكتشف الأمر عندما اخبره مجموعة من الطلبة بعملية بيع الأسئلة وتبين له أن نسخة الأسئلة الواحدة تباع بنحو (50) دينارا الأمر الذي دفعه لإخبار مدير المدرسة والذي أكد على ضرورة وجود دليل مادي يثبت صحة الادعاء قبل اتهام أي شخص بغية التحقق من الأمر.
وأوضح انه تم وبالتنسيق مع مدير المدرسة ضبط معلمين يقومون ببيع الأسئلة للطلاب حيث مارس وقتها مدير المدرسة صلاحياته وكتب تقريرا بالحادثة، حيث تم تشكيل لجنة تحقيق من مديرية تربية عمان الثانية واستمرت بالتحقيق في الموضوع لفترة طويلة.
وأكد أن اللجنة حاولت تبرئة المتهمين لكنها لم تستطيع كون الأدلة قوية ويصعب إنكارها رغم جميع المحاولات لتبرئتهم حيث خلصت النتيجة إلى توجيه إنذار لكل من المعلمين رغم أن عقوبة إساءة الأمانة في القانون هي الفصل.
بيد أن مدير تربية عمان الثانية محمد الروسان أكد لـ "الحقيقة الدولية" أن هناك لجنة تحقيق وان ملف القضية موجود في وزارة التربية والتعليم مشيرا إلى أن المعلم شاهين مجاز مرضيا وانه عندما يعود للدوام سوف تستكمل جميع الإجراءات المعلقة في القضية.
وقال الروسان إن المعلم ناصر شاهين "ما خلا ولا بقى وما ترك حدا إلا اشتكى له وفي الآخر بيقول أنا ما اشتكيت" موضحا بان القضية شائكة ومتداخلة.
وفيما يتعلق بالأسباب التي أدت إلى عدم انتهاء لجنة التحقيق من عملها بين الروسان أن اللجنة لم تكمل عملها بسبب الإجازات المرضية للمعلم ناصر شاهين موضحا أن المعلم الآن محول على اللجان الطبية وان وهذه اللجان الطبية تمنع إدخاله في لجان التحقيق.
وتابع المعلم بالقول "وعلى ضوء أمانتي وإخلاصي في عملي وكشف ما يجري داخل المدرسة تعرضت للمكيدة من قبل مسؤولين في مدرية تربية عمان الثانية والتهديد وبكل الطرق والأساليب لدرجة أن وصفني بعض أولئك باني شيطان عمان الثانية".
وبين أن "إدارة المدرسة تبدلت في عام 2006 -2007 و2007-2008 وانه تم نقل المدير القديم إلى مكان آخر نتيجة عدم انصياعه لأوامر مديرية تربية عمان الثانية بتشويه سمعتي في محاولة للتخلص مني".
وأكد شاهين انه قام برفع أكثر من تقرير إلى وزير التربية والتعليم السابق تيسير النعيمي ووضعه في صورة التجاوزات التي تحدث في مديرية عمان الثانية وانه نتيجة الضغط الإعلامي الذي تعرضت له المديرية قامت بعمل لجنة تحقيق.
وبينه "انه وبدلا من السير بإجراءات التحقيق قام مدير تربية عمان الثانية بتوجيه ثلاثة عقوبات لي وهي إنذاران وحسم راتب لمدة ثلاثة أيام وعقوبة رابعة تم إيقافها وهي حجب العلاوة لمدة سنة والتي يعقبها الفصل".
وأكد أن العقوبات التي صدرت بحقه مخالفة للأنظمة والتعليمات حيث لا يجيز النظام إصدار أكثر من عقوبة للموظف خلال أسبوع موضحا انه نتيجة لتعنته في مواصلة كشف كافة التجاوزات تم تلفيق الكثير من التهم له وتعرضه للتهديد بتوريطه في قضايا أمنية في حال عدم تراجعه عن اتهام الموظفين.
ولمعرفة صحة الادعاءات التي ذكرها المعلم شاهين أجرت الصحيفة اتصالا هاتفيا بمدير مدرسة ابن عباس السابق احمد جدوع والذي أكد بدوره بأن المعلم شاهين كشف عمليات بيع أسئلة للطلبة داخل المدرسة وانه قام بإخباره فورا حيث تم على ضوء ذلك تشكيل لجنة تحقيق من قبل مديرية تربية عمان الثانية.
وأضاف أن اللجنة خلصت إلى توجيه إنذارات للمعلمين المتورطين في عملية بيع الأسئلة، وان العقوبة لا تتناسب مع حجم الجريمة مؤكدا أن الأصل أن تكون العقوبة أكثر بكثير من الإنذار.
وأكد جدوع ما قام به المعلم شاهين أدى إلى زيادة الضغط عليه ونقله إلى مدرسة أخرى إضافة إلى تلقيه أربع عقوبات خلال أسبوع وهذا أمر مخالف للقوانين موضحا أن العقوبة الواحدة تحتاج أسبوعين أو ثلاثة أسابيع حتى يتم تثبيتها.
ولمعرفة دور مديرية الرقابة والتفتيش في وزارة التربية والتعليم من الموضوع أجرت الصحيفة اتصالا هاتفيا بمدير الرقابة محمد الخزاعلة والذي أكد بدوره بان التحقيق لم يكتمل بعد وأن المسؤول عن التحقيق ليس إدارة الرقابة والتفتيش بل دائرة الشؤون القانونية في الوزارة، مبينا بان المعلم شاهين لديه ظروف معينة وغير مرتاح في عمله.
المصدر : الحقيقة الدولية - عمان ـ نعمت الخورة 4.7.2009
