سأتحدث اليوم عن مجموعة إنسانية فريدة , و مهمة جداً ..
النسوان = النساء = الحريم = WOMEN
لستُ مضطرة لتذكيركم بأهمية هذه المجموعة , فهي ليست فقط نصف المجتمع , و لكنها أيضاً تربي النصف الآخر .هذه المجموعة عزيزي الرجل تضم أمك و أختك و ابنتك . زوجتك و حماتك و ابنة حماك , جارتك و صديقة زوجتك و زوجة صديقك .
هذه المجموعة تضم أولئك اللواتي لهنّ الفضل عليك من رأسك حتى أخمص قدميك ..بعضهن بتأثير مباشر , و أخريات ( من بعيد لبعيد ) ..
أمك التي حملتك تسعة شهور ثم أنجبتك ثمّ ( حطتك و قعدت ) أي ربتكَ حتى بلغتَ مبلغ الرجال و بدأ الشيب يخط في شعرك .
و لم تلبث أن سلّمتك لأخرى من نفس المجموعة- لزوجتك - كي (تحطك و تقعد ) هي الأخرى , أي تتابع ما بدأته والدتك.
أنت باختصار عزيزي مزيجٌ مما صنعته أمك و زوجتك معاً, شعرك الذي شاب , كرشك الذي تدلى , واقعيتك الجادة . تنهيدتك العميقة , صفناتك المستمرة و حتى نظرة الحزن الساحرة التي تجعل عينيك أكثرجاذبية ..
بعد تلك اللمحة المختصرة عن أهمية هذه المجموعة .
أحبّ أن أزفّ إليكم بشرى سارة
أنا و بكل فخر و جدارة في طريقي للإنتماء إليهنّ ..
كيف لا و أنا اتحول نفسياً إلى امرأة ناضجة , أو ما يُطلق عليه ( نسواناية و جمعها نسوان )
التحولات النسوانية النفسية قد بدأت تظهر مؤخراً , على شكل تصرفات لطالما لمتُ والدتي عليها , و لكنها تنتقل تلقائياً و دون أن أشعرلي...
أصبحتُ أبدي بعض الاهتمام بأغراض المطبخ , بل أصبحت واجهات هذه المحلات تلفت نظري , فأقف متفرجة باهتمام , و أنا أقلب أطقم الكاسات و مجموعات الملاعق ..
و أصبحت أتلقى هدايا من زمرة طقم فناجين أو دزينة صحون , و بما أنني أصبحت منهن ( النسوان ) , فسرعان ما أخبئ الهدية دون أن أفتحها , و بعد فترة أبتسم بخبث و أنا أخرجها من مكانها لأهديها لصديقة أخرى , و لطالما كان هذا التصرف مأخذاً لي على والدتي !!
إذا قررتُ أن أشتري شيئاً ما ,فلا بدّ أن ( أفتل ) السوق جيئة و ذهاباً مرة أو مرتين , و لن أدفع ثمنه بالطبع إلا بعد أن أتشاطر على البائع , و أنشّف حلقه و أنا أجادله حول السعر , و أخيراً أدفع له , و أبتسم برضى و فخر و هو يقول : آخ منكن انتو النسوان ..
طرأ تغير على مكالماتي الهاتفية كماً : فقد زاد عددها و طالت مدتها ..
و كيفاً : فقد أصبحتُ أتطرق إلى مواضيع هامة , فأنا على استعداد لمناقشة المشاكل الزوجية لابنة خالة صديقتي , و النزاعات حول الميراث التي تقض مضجع جارة جدتي التي يصر أبناء زوجها على إخراجها من البيت ..و كذلك أصبحت أناقش بعض المواضيع التي تهم النساء حصراً و التي أخفض صوتي عندما أتكلم عنها , كفلانة التي تأخرت في الحمل , و أخرى ..... , و قصص أخرى لا مجال هنا لذكرها ..
و معظم مكالماتي الهاتفية أصبحت تنتهي بتلك اللازمة التي كنت أرددها متهكمة مقلّدة أمي : اي يصطفلوا !!!
اللهم لا تحمّلنا مغيبتهم !!!
أصبحتُ و دون أن أشعر واحدة من هواة الحديث وراء الباب , ما إن أسمع إحداهن تقول :يجب أن أذهب , بالإذن ..
حتى أردد :
اجلسي قليلاً , ما زال الوقت مبكراً , لم نشيع منكِ !!
و ألحق الضيفة و هي ترتدي معطفها لأوصلها للباب مودّعة , و هناك بالذات لا أعرف ما الذي يحصل , فقريحتي تجود , و عقدة لساني تنفك , و يخطر ببالي قصص و حكايا و أخبار ...
أصبحتُ أهتم بأمور الطبخ و النفخ , فأنا كوالدتي تماماً , أسأل عن مكونات كل أكلة جديدة أتذوقها حتى و إن كنتُ أدركُ تماماً أنني لن أجرّب طبخها , و لكن من باب العلم بالشيء !!
و كذلك كلما تناولنا وجبة ما في مطعم , فأنا أقول في النهاية : متل أكل البيت ما في !!
إن دعيت لحفلة زفاف ما فلا بدّ أن أحيط علماً بكل ما يجري حولي , فأتساءل عن أخوات العروس و العريس , و أتناقش معهن ( النسوان ) حول فستان العروس و مدى فخامته , و أهم ما في الحفلة , أنني يجب أن أراقب باهتمام اللحظة الحاسمة التي يلبّس بها العريس الذهب للعروس , و ربما قد أشاركهنّ في وضع تخمين لقيمة الذهب .....
أصبحتُ على إلمام تام , بكل التعابير و المصطلحات الاجتماعية التي يجب أن أبادر بقولها سواءً في الأفراح أو الأحزان , و كذلك كل التعابير و المصطلحات التي يجب أن أردّ بها , و أصبحتُ أردد : ( الله يسلمِك ) بكل ثقة عندما تخونني خبرتي النسوانية في إيجاد رد ملائم ..
و بطبيعة الحال , فإنني كمعظمهنّ ( النسوان ) أصبحتُ أرى أن الرجال هم سبب معظم مشاكل المجتمع , و هم السبب وراء العديد من المشاكل كالعنوسة و الطلاق و حتى غلاء الأسعار و البطالة , و ربما ثقب الأوزون و ظاهرة الاحتباس الحراري , لا تسألوني كيف أو لماذا , فأنا لا أدري بالضبط , و لكن لا بد أنهم السبب !!
ملاحظة : يعني قلت لحالي بفتح هالموضوع لأنو مشتاقتلكن ,يعني حركشة ..بقى لا كتير تنفعلوا و لا تصدقوا كل شي بتقروه ..هلأ رغم أنو يعني نحنا ما بنحب حدا يلزق فينا هيك صفات .. وبنتمرد وبنقلب خلقتنا
بس أنو بيناتنا في كتير شغلات بتلاقيها متغلغلة فينا مو بأيدنا....fgh
mal6osh