أوباما يباشر جدول أعماله باغلاق غوانتانامو ودراسة انسحاب قواته من العراق
[IMG]http://************/images/stories/gwantnamo.jpg[/IMG]
من المتوقع أن يصدر الرئيس الامريكي باراك أوباما يوم الخميس أمرا باغلاق سجن جوانتانامو الحربي بعد أول يوم عمل شهد نشاطا كبيرا للرئيس الجديد اجتمع فيه مع مستشاريه الاقتصاديين وقادة القوات المسلحة وبدأ جهوده الدبلوماسية لاحلال السلام في الشرق الاوسط.
ويشير جدول أعمال أوباما المزدحم الى جديته في الوفاء بوعوده بان يتبع سياسات مغايرة تماما لسياسات سلفه الجمهوري جورج بوش سواء في الداخل أو الخارج.
ورغم يومه الاول الحافل تمكن أوباما من توفير الوقت اللازم لمسألة صغيرة لكن ملحة اذ أعاد أداء اليمين الدستورية. وكان جون روبرتس كبير قضاة المحكمة العليا قد بدل سهوا كلمة من كلمات القسم بينما كان يلقن الرئيس اليمين يوم الثلاثاء.
وحددت مسودة أمر تنفيذي حصلت عليها رويترز يوم الاربعاء مهلة مدتها عام واحد لاغلاق سجن جوانتانامو العسكري الامريكي بكوبا المثير للجدل حيث يحتجز المشتبه في انهم ارهابيون اجانب منذ سنوات بدون محاكمة.
كما أمر أوباما في يومه الاول في منصب الرئيس بمراجعة كاملة للاستراتيجية الامريكية في افغانستان بعد ان كان قد تعهد بزيادة عدد القوات الامريكية هناك وأبلغ قادته العسكريين باتخاذ الخطوات الاولى للوفاء بالوعد الذي قطعه خلال حملته الانتخابية بسحب القوات الامريكية من العراق.
وأجرى أوباما الذي تعهد باتباع نهج أكثر نشاطا من بوش في محادثات السلام الاسرائيلية الفلسطينية اتصالات هاتفية مع زعماء اسرائيل ودول عربية وعبر عن التزامه "بالمشاركة الفعالة" وبالمساعدة على تثبيت وقف اطلاق النار في غزة.
وقال روبرت جيبز المتحدث باسم البيت الابيض "تعهد بأن تقوم الولايات المتحدة بدورها لانجاح تلك الجهود.. وبالعمل بشكل وثيق مع المجتمع الدولي."
واتصل أوباما هاتفيا برئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود أولمرت والرئيس الفلسطيني محمود عباس والرئيس المصري حسني مبارك وعاهل الاردن الملك عبد الله بعد ساعات من توليه السلطة كأول رئيس أسود للولايات المتحدة.
ويتوقع ان يعين أوباما قريبا مبعوثا الى الشرق الاوسط ويعتبر السناتور السابق جورج ميتشل مرشحه الابرز للمهمة.وأوضح أوباما أن استراتيجيته الخاصة بالشرق الاوسط ستكون مغايرة لاستراتيجية بوش الذى واجه انتقادات لتبنيه نهجا يقوم الى حد بعيد على عدم التدخل في عملية السلام في الشرق الاوسط معظم سنوات رئاسته الثماني.
ومن خلال اهتمامه العاجل بالصراع المستمر منذ عقود في الشرق الاوسط أوضح أوباما انه ستكون له الاولوية في السياسية الخارجية من بين مجموعة المشكلات التي ورثها عن بوش.
ولأن العراق أيضا ضمن القضايا الرئيسية على جدول أعماله عقد أوباما اجتماعا مع السفير الامريكي في العراق ريان كروكر وعدد من أعضاء فريقه للامن القومي وكبار القادة العسكريين في المنطقة.
وقال أوباما عقب الاجتماع "خلال المناقشات طلبت من القيادة العسكرية المضي في الخطط الاضافية اللازمة لتنفيذ انسحاب مسؤول من العراق."
وأوضح أوباما أنه يفضل جدولا زمنيا مدته 16 شهرا لانسحاب القوات الامريكية المقاتلة من العراق.
كما أظهر تركيز أوباما على الفور على جوانتانامو - حيث أضرت المعاملة القاسية للسجناء المشتبه في انهم ارهابيون خلال ادارة بوش بصورة الولايات المتحدة في العالم - عزمه على تحسين صورة بلاده.
وصرح مسؤول في البيت الابيض ومساعد في الكونجرس بأن أوباما سيصدر أمرا باغلاق جوانتانامو يوم الخميس. كما سيحظر اتباع اساليب الاستجواب القاسية ومراجعة سياسات الاحتجاز الخاصة بالمتشددين المعتقلين.
وأعلن البيت الابيض ان الرئيس الجديد يجتمع مع ضباط جيش متقاعدين يوم الخميس لمناقشة الاوامر التنفيذية المقترحة.
وأدانت جماعات حقوق الانسان سجن جوانتانامو الذي فتحته ادارة بوش عقب هجمات 11 سبتمبر ايلول 2001 بسبب أساليب استجواب مثل "المحاكاة بالاغراق" التي يقولون انها تصل الى حد التعذيب.كما واصل أوباما التعيينات لأهم المناصب في ادارته.ووافق مجلس الشيوخ بأغلبية كبيرة على تعيين هيلاري كلينتون في منصب وزيرة الخارجية برغم مخاوف الجمهوريين من تضارب مصالح محتمل بسبب التبرعات الاجنبية التي تتلقاها مؤسسة زوجها الرئيس الامريكي الاسبق بيل كلينتون.
وعلى الصعيد الداخلي حيث تضطرب الاسواق ويفقد الامريكيون المزيد من الوظائف عقد اوباما اجتماعا في ساعة متأخرة مع كبار مستشاريه الاقتصاديين لمحاولة ايجاد وسيلة للخروج من الازمة الاقتصادية.
وقال تيموثي جيتنر مرشحه لمنصب وزير الخزانة امام لجنة بمجلس الشيوخ لاقرار تعيينه ان استجابة الحكومة للازمة ستأتي في الاسابيع القادمة. ويعمل مستشارو أوباما مع الكونجرس الذي يقوده الديمقراطيون لاقرار خطة انقاذ تضمن حزمة تحفيز مالي تتكلف 825 مليار دولار.
كما أعلن أوباما عن تجميد رواتب كبار العاملين في البيت الابيض وتشديد القواعد الخاصة بعمل أعضاء جماعات ضغط سابقين في الحكومة في مسعى للوفاء بتعهداته بتطبيق اصلاحات اخلاقية
