بوسة وسحّاب ... احمد حسن الزعبي

يحق للمنطق أن يحزم حقائبه ويغادر هذا العالم المجنون الى غير رجعة ..فالفضاء لم يعد يفتح أبوابه الا على «التفاهة» والغريزة والاستعراض...أما من يحاول جاهداً أن يقدم فكراً راقياً او رؤية إنسانية أو حلاً لمشكلة مجتمعية أو حتى بحثاً او اختراعاً أفنى عمره وانفتح «ظهره» وهو يشتغل عليه ليفيد به الناس ...فهو تماماً كمن يبيع «أعواد السواك» أمام
نادٍ ليلي، قد اختار البضاعة الصحيحة في المكان الخطأ..
مثلاً: تُستضاف هيفاء وهبي في برنامج ترفيهي .. أمام جمهور غفير يجلس على أهبة الاستعداد لأي تأوه أو «غنجة» عابرة للإجابات ، ويبقى متربّصاً بكامل حواسه لأي انفكاك مفاجىء للرجل اليمنى عن الرجل اليسرى عله يرصد شيئاً بــالــ»سلو موشن»..وفجأة تقف على «حيلها» بفستان ضيّق جداً وقصير جداً فقط لتقول لكارهي هيفاء «بوسوا....»! وتصفع بيدها المكان المقصود بــ»البوس» فيتعالى التصفيق والتصفير من الجمهور وتحصل على ثلاثة ملايين وخمسمئة ألف مشاهدة في ثلاثة أيام...تخيلوا صفعة ودودة لم تدم لأكثر من خمس ثوانٍ حصلت على ثلاثة ملايين وخمسمائة الف مشاهدة...والنعم من هيك أمّة!.
مراسل مجلة يمسك ميكرفونه ويسأل «ميريام» فارس عن أعمالها في رمضان..فأجابت انها ستقوم بدور «فتاة ليل» في مسلسل سيعرض في رمضان المبارك ان شاء الله تعالى، ثم ينتقل الصحفي إلى سؤالها عن الماركات التي تستخدمها وتلبسها..فتفح له سحّاب الفستان «الورّاني» ليتأكد بنفسه أن الفستان من تصميم «ماريكا تنزو» الأخ ما صدق هذه
الفرصة ليفتح السحاب على «طوله» ..طبعاً عنونت تلك المجلة الفيديو على اليوتيوب بــ : لماذا فتحت ميريام فارس سحاب فستانها للكاميرا ...؟ هذا العنوان جلب مليون ومئتين ألف مشاهدة خلال أسبوع!!..
بالمقابل.. لقاء تلفزيوني للعالم الكيمائي أحمد الزويل الحاصل على جائزة نوبل للكيمياء أجراها معه الاعلامي محمود
سعد لم تحصد سوى 27 الف مشاهدة و77 «لايك» حتى الآن منذ ثلاث سنوات...!!!

***
وبما ان هذا العالم مجنون ولا يقبل الا جنوناً فمن الآن وصاعداً سأعنون مقابلاتي و»فيديوهاتي» الساخرة من
«منع في الصين» و»من ؟ سف بلدي؟»...بعناوين أكثر اثارة، مثلاً:

شاهد احمد الحسن يخلع قميصه أمام الكاميرا ويبقى بالشباح ماركة «هنداوي»..؟؟ ..
لماذا أخرج إصبع رجله الكبير للمخرج..؟؟
تابع كيف انقطع زرّ قميص المقدّم فجأة وانكشف «شعر صدره» ؟؟
بالفيديو والصور...بنطلون ابو العبد «ينفرّ» أثناء التسجيل شاهد!!...

ولأن كل شيء في هذه الدنيا مجنون ايضاَ...فأنا الآن أجرى مباحثات جادة مع الراقصة صافيناز وأبشّركم أننا قطعنا
شوطاً كبيراً في المباحثات معها وبقي التوقيع على بنود الاتفاق بنسختها النهائية .

لذا لا تستغربوا ان قرأتم هذه العبارة أسفل مقال الغد:

هذا المقال برعاية «صافيناز»