الهدوء يعود إلى كافة المناطق والألوية تسلسل وقائع الاحتجاجات على تحرير أسعار المحروقات في محافظة إربد

الحقيقة الدولية – إربد – زيد المراشده:

عاد الهدوء صباح اليوم السبت إلى كافة مناطق وألوية محافظة إربد بعد أن شهدت أكثر من حادثة شغب وإغلاق طرق وحرق إطارات، وحادثة نهب وسلب لمواطنين، وحالتي اعتداء على ممتلكات عامة وحالتي إطلاق نار على قوات الأمن والدرك.

فمنذ إعلان الحكومة مساء الثلاثاء الماضي رفع الدعم عن المشتقات النفطية انطلقت العديد من المسيرات الاحتجاجية بعضها خرجت عن السلمية وتوجهت الى مؤسسات حكومية وخاصة وحاولت اقتحامها والحاق الضرر بها.

وتخلل احتجاجات أخرى أعمال شغب تمثلت في إغلاق بعض الطرق بالإطارات المشتعلة والحجارة واعتداء على الممتلكات العامة والخاصة، نتج عنها وفاة مواطن وإصابات في صفوف رجال الأمن والدرك ومحتجين وأضرار مادية.

ففي إربد، انطلقت مسيرة عقب صلاة الجمعة من أمام مسجد نوح القضاة بتنظيم "إخوان الأردن" وبمشاركة فعاليات شبابية وشعبية استقرت أمام البوابة الشمالية لجامعة اليرموك جنوب المدينة، طالبت بالتراجع عن رفع الأسعار، وشهدت المنطقة تواجد تجمع أخر مناهض لاساليب الاحتجاج ويهتف للقيادة الهاشمية، حيث فصلت قوات الأمن والدرك بين الطرفين تحسباً لحدوث أي احتكاك، وشهد ميدان الشهيد وصفي التل تجمعين مماثلين، وانتهت جميعها بطريقة سلمية.

وعاد الهدوء إلى وسط المدينة بعد أن شهد خلال اليومين الماضيين حالة من التوتر بين مجموعتين وأضطرت قوات الأمن فض اعتصامين وتجمعين بالقوة واستخدام الغاز المسيل للدموع بعد أن حدثت اشتبكات بين محتجون على قرار رفع اسعار المحروقات على ميدان الشهيد وصفي التل وسط المدينة الذي شهد كذلك تجمعا مقابلا قرب منطقة دوار البريد للتعبير عن رفض منهجية الحراكات واساليبها في الاحتجاج.

وفرضت قوات الأمن حاجزا بين طرفي التجمعين تلافيا لاي احتكاكات بينهما فيما اغلقت المحال التجارية وسط المدينة ابوابها تحسبا لتطورات الوضع في اعقاب تعرض العشرات منها لتكسير واجهاتها الزجاجية الذي شهد كذلك اعمال تكسير لزجاج مركبات متوقفة في الشوارع الفرعية للمنطقة.

واضطرت قوات الأمن والدرك لفض اعتصامين بالقوة احدهما مناهض لرفع الاسعار والثاني يدعو الى التعاطي مع المسالة في ضوء ما تقتضيه المصلحة الوطنية بعد حالة احتكاك وقعت بين الطرفين.

وأقدم محتجون وسط المدينة بالاعتداء على كوخيين للشرطة وبعض المحال التجارية وتكسير بعض المركبات احتجاجاً على قرار الحكومة برفع الدعم عن المشتقات النفطية، حيث اضطرت قوات الدرك والأمن إلى استخدام الغاز المسيل للدموع لتفريق اشتباكات بين محتجين ومسيرة أخرى.

وأغلق محتجون في مناطق حكما والبياضة وبشرى والمغير وسال وحوارة طرق رئيسية بالحجارة والإطارات المشتعلة.

وأوقفت الأجهزة الأمنية المختصة في مديرية شرطة إربد تسعة أشخاص يشتبه بتورطهم بإثارة أعمال الشغب والإعتداء على الممتلكات العامة والخاصة، وفقاً لمصدر أمني مطلع.

وأضاف ذات المصدر لـ "الحقيقة الدولية": أن التحقيقات ما زالت جارية مع الموقوفين، مشيراً إلى أنه سيتم إحالتهم للقضاء صاحب الاختصاص للنظر في التهم الموجه إليهم.

وفي لواء الوسطية، عاد الهدوء بعد أن شييع جثمان المرحوم قيس تيسير العمري 23 عاماً بعد صلاة الجمعة من مسجد كفرأسد الكبير في لواء الوسطية إلى مثواه الأخير في مقبرة البلدة، وسط أجواء سادها الهدوء، بعد موافقة العشيرة على استلام جثمان ابنها ودفنه، وذلك بعد مساعي حميدة قام بها وجهاء وشيوخ المنطقة لاحتواء الأجواء المتوترة.

وبحسب مصادر من أبناء العشيرة أن اجتماع ضم وجهاء وشيوخ العشيرة مع محافظ إربد خالد أبو زيد في دار المحافظة، توصل إلى موافقة العشيرة على استلام جثمان ابنها بموجب شروط تقدمت بها إلى الحاكمية الإدارية.

وحطم محتجون مركبات الإطفاء التابعة لمركز دفاع مدني لواء الوسطية وقاموا بإحراق مبنى البلدية في بلدة كفرأسد، احتجاجا على وفاة ابن بلدتهم الشاب قيس العمري، بعيار ناري خلال احتجاجات ضد رفع أسعار المحروقات شهدها اللواء.

وقال المركز الإعلامي في مديرية الأمن العام أن مركز امن الوسطية في محافظة إربد تعرض لاعتداء من قبل مجموعة مسلحة، محاولين اقتحامه والاعتداء على من بداخله، حيث نتج عن الهجوم إصابة اثنا عشر شرطيا من مرتبات المركز الأمني إضافة إلى إصابة أربعة أشخاص من المهاجمين.

وأضاف: أنه تم إسعاف المصابين لأقرب مستشفى ووصفت حالة بعض رجال الأمن العام بالبالغة كما نتج عن الحادثة، وفاة احد المهاجمين للمركز فور وصوله للمستشفى وادخل باقي المصابين للعلاج.

وفي لواء الطيبة، أقدم مجموعة من الأشخاص على إحراق أجزاء من مبنى المحكمة والمتصرفية، وإلقاء الحجارة على المركز الأمني والدفاع المدني، وقام العشرات بمحاولة اقتحام المركز الأمني هناك مستخدمين الأسلحة النارية والحجارة لتلك الغاية مما ادى الى اصابة سبعة من رجال الدرك نقلوا على اثرها للمستشفى للعلاج ووصفت حالة عدد منهم بالسيئة.

وفي لواء بني عبيد، أغلق محتجون في منطقة الحصن طريق إربد عمان الدولي بالحجارة والإطارات المشتعلة، احتجاجاً على قرار الحكومة برفع الدعم عن المشتقات النفطية، فيما تم إغلاق جسر النعيمة من قبل العشرات أمام حركة السير بجميع الاتجاهات بعد قيامهم بإشعال الإطارات وإلقاء الحجارة.

وتسبب إغلاق الطريق بإحداث حالة من الفوضى والإرباك، ما اضطر قوات الأمن إلى تحويل حركة السير إلى طرق أخرى بديلة، واستخدام الغاز المسيل للدموع لتفريق المحتجين وفتح الطريق.

وشهدت منطقة الصريح اعتداء على مبنى ترخيص إربد وإلقاء الحجارة وإطلاق عيارات نارية باتجاهه، فيما أغلق محتجون في ايدون طريقاً رئيسياً بالإطارات والحجارة.

وفي لواء الأغوار الشمالية، قررت عدد من العشائر تشكيل لجان شعبية محلية تتولى حماية المؤسسات الحكومية والممتلكات العامة والخاصة من العابثين المستغلين لاحتجاجات المواطنين على قرار رفع الدعم عن المشتقات النفطية.

واكدت العشائر خلال اجتماعها في بلدات المشارع ووادي الريان والكريمة، وفقا لبيانات صادرة عنها، اهمية الحفاظ على المكتسبات الوطنية والحفاظ على الامن الاهلي وعدم زعزعة امن واستقرار الوطن.

وبينت العشائر، تاكيدها على الولاء للوطن وقيادته الهاشمية، مؤكدة ان الحفاظ على العرش الهاشمي بمثابة صمام الامان لابناء الوطن.

وشددت على ضرورة التعاون الشعبي مع الاجهزة الامنية في الابلاغ عن اي شخص يحاول العبث بالمؤسسات الحكومية وترويع الاهالي.

وشهدت بلدة المشارع، تحطيما لمركز قبض فواتير شركة الكهرباء وتهشيم الزجاج الخارجي لمبنى بلدية طبقة فحل واحد البنوك المحلية.

كما شهد طريق الاغوار الدولي المخترق لبلدات اللواء، عدة نقاط اغلاق واشعال اطارات من قبل محتجين تطلبت تدخل قوات الدرك لاعادة فتح الطريق امام حركة المرور.

وحطم مواطنون احدى المركبات العابرة للطريق في منطقة قليعات التي شهدت تجمهرات للمواطنين فيما عملت الاجهزة الامنية على اعادة فتح طريق الاغوار الدولي بعد اغلاقه من المحتجين، فيما شهدت مناطق وقاص والمشارع والعدسية تجمهر المحتجين في الشارع العام.

إلى ذلك دعا وجهاء عشائر وشيوخ في محافظة إربد المشاركين في الوقفات الاحتجاجية على رفع الدعم عن اسعار المشتقات النفطية الى المحافظة على الممتلكات العامة والدوائر والمؤسسات الحكومية التي شيدت بأموال المواطنين ووجدت لخدمتهم والترفع عن الاساءة للآخرين والتعبير عن الآراء بطريقة ديمقراطية وحضارية.

وأكدوا ان الوطن يتطلب منا جميعا الوقوف صفا واحدا لتفويت الفرصة على المتآمرين على وحدته وامنه واستقراره في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي يعاني منها.

وبينوا ان الازمة الاقتصادية التي يمر بها الوطن هي سحابة صيف ولا بد من رص الصفوف وتحمل اعبائها لينهض الوطن واقتصاده، مشيرين الى ان الامن والاستقرار له الاولية القصوى على رغد العيش والحياة الفارهة ويجب على المواطن الاردني التأقلم مع هذه الظروف العابرة ليبقى الوطن قويا بقيادته الهاشمية واقتصاده وامنه واستقراره.

واضافوا ان المسيرات السلمية حق يضمنه الدستور الاردني، محذرين من تجاوز المتظاهرين الخطوط الحمراء من خلال الاعتداء على الممتلكات العامة والخاصة واطلاق الشتائم التي تجانب الصواب ويرفضها ابناء المجتمع الاردني من شتى اصوله ومنابته.

واعتبروا اقتحام المؤسسات الرسمية والاهلية والخاصة والعبث بها يؤكد ان فئة تحول جاهدة إقحام الدولة الاردنية في خضم الفتن والنزاعات، معبرين عن ولائهم لجلالة الملك عبدالله الثاني وانتمائهم لثرى الاردن وتمسكهم بثوابت الوطن.

وجابت شوارع مدينة إربد مساء الجمعة مسيرات سيارات كرنفالية نظمتها فعاليات شعبية وشبابية في إربد شارك فيها المئات، حب للقائد وولاء للوطن، رافعين صور جلالة الملك والأعلام الأردنية وسط هتافات الولاء والانتماء وحلقات الدبكة والأهازيج الوطنية.

وأكد المشاركون فيها دعمهم لجهود الأمن العام وكافة الأجهزة الأمنية، ووقوفهم مع الإجراءات الحازمة والرادعة التي يتخذها لمعالجة الظواهر الاجتماعية السلبية الدخيلة على المجتمع الأردني والتي لا تتوافق مع أخلاق وعادات الأردنيين الحميدة، مطالبة بتغليظ العقوبات لتكون رادعة لكل من تسول له نفسه العبث بأمن الوطن ومكتسباته.

وعبروا عن اعتزازهم بقيادة جلالة الملك والتفافهم حول العرش الهاشمي المفدى، مشيرين إلى أن الإصلاحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي شهدها الأردن تعزز من التفاف الشعب حول القيادة الهاشمية، كما أنها ستؤدي إلى مزيد من التقدم والازدهار، معاهدين جلالته بأن يبقوا الجند الأوفياء وعلى عهد الولاء والانتماء ما عاشوا.