الملك يزور التنمية الاجتماعية
تكتسب زيارة جلالة الملك عبدالله الثاني لوزارة التنمية الاجتماعية يوم امس أهمية اضافية ان لجهة المعنى الذي انطوى عليه توقيت الزيارة التي جاءت مباشرة بعد نشر لجنة التحقيق والتقييم في اوضاع مراكز وشؤون الاشخاص المعاقين تقريرها الموسع والموثق والحافل بالأرقام والوقائع أم لجهة الدعم الحاسم الذي قدمه جلالته للوزارة وتشديد جلالته على ضرورة تنفيذ خطة الوزارة بكل تفاصيلها وتحقيقها لجميع اهدافها..
من هنا، جاء اطلاع جلالته على التقرير ليؤكد لكل العاملين في هذا الشأن انه لم يعد مقبولا بعد الآن تكرار أي اساءات او انتهاكات او تجاوزات في مختلف المؤسسات المعنية بتقديم الخدمات للمواطنين وان الوقت قد حان لاتخاذ جميع الاجراءات الرادعة لضمان عدم تكرار تلك الاساءات اضافة بالطبع الى تشديد الاجراءات الرامية الى التأكد من ان تلك المؤسسات المعنية بتقديم الخدمات الاجتماعية تلتزم وتعمل وفق شروط الترخيص والمعايير المعتمدة، الأمر الذي يستوجب – من ناحية اخرى – تذليل جميع العقبات التي تعترض سير عمل الوزارة ومؤسسات تقديم الخدمات الاجتماعية لضمان تقديم افضل سبل الرعاية لمتلقيها..
غني عن القول ان جلالة الملك يمنح ذوي الاحتياجات الخاصة اولوية على جدول اعماله الشخصي وجلالته كان قد زار اكثر من مرة وخصوصا زيارته المفاجئة الشهر الماضي الى مراكز خاصة من ذوي الاحتياجات الخاصة في عمان في ظل معلومات وتقارير اعلامية اوردت وجود انتهاكات وممارسات خاطئة يتعرض لها نزلاء بعض المراكز، ما اثار قلق جلالته واراد التحقق من ذلك بنفسه الأمر الذي بات مطروحا الآن على جدول الاعمال الوطني وبخاصة عمل وزارة التنمية الاجتماعية التي باشرت من فورها وبعد نشر تقرير لجنة التحقيق الى معالجة الاختلالات التي كشفها التقرير سواء في ما يتعلق بالمراكز التي تم التأكد من وجود اختلال في عملها وادائها (12 مركزا من اصل 58) أم في تحويل الموظفين الذين ثبت تورطهم في هذه الممارسات غير المقبولة الى المدعي العام بصرف النظر عن عددهم ونسبتهم بين العاملين (16 من اصل 800 موظف)..
زيارة جلالة الملك الى وزارة التنمية الاجتماعية يوم امس تنطوي على رسالة واضحة لكل من يعنيهم الأمر والعمل فيها يجب ان يتم في شكل متواز ومتوازن وشفاف وبما ينسجم بشكل تام مع القوانين والأنظمة التي تكفل تقديم الخدمات لذوي الاحتياجات الخاصة وجميع شرائح المجتمع المستفيدة حسب افضل الممارسات وأيضا في ضرورة توفير كل اشكال الدعم التي تمكن الوزارة ومؤسسات الخدمات الاجتماعية من القيام بمهامها وتطوير التشريعات والقوانين التي تنظم عملها وبما ينسجم مع دورها تجاه المجتمع بشرائحه المختلفة..
قصارى القول ان دعم جلالة الملك لعمل ودور وزارة التنمية الاجتماعية يجب ان يترجمه العاملون في الوزارة على اختلاف مواقعهم الى خطط وبرامج ومقاربات تلحظ على الدوام عدم التساهل ازاء أي ممارسات خاطئة او تجاوز على التشريعات والقوانين، وانما في المتابعة الميدانية والحثيثة لتلك المراكز التي تقدم خدماتها الى ذوي الاحتياجات الخاصة سواء كانت حكومية أم تتبع القطاع الخاص على نحو يعكس صورة حضارية وانسانية واخلاقية تتواءم وتوجيهيات جلالته بايلاء عناية خاصة الى هذه الشريحة من المواطنين الذين هم في أمّس الحاجة الى المساعدة والدعم..
عن الرأي الاردنية