في تاريخ الشونة الشمالية ثمة رجل رحل عن الدنيا لكنه مازال حتى هذه اللحظة حاضرا مدار حديث مجالس ابناء الشونه الشمالية انه المرحوم الشيخ مشوح اللبون الذي ولد سنة 1894 بالقرب من مقام الصحابي الجليل معاذ بن جبل وتوفي هناك سنة 1951 .
وفي سنوات حياته دأب الشيخ مشوح اللبون على مناكفة قوى الشر والاستعمارية الفاسدة حين كان الانجليز يعدون الخطط لاقامة وطن قومي لليهود في ارض فلسطين .ان الشونة في عهد الدولة العثمانية لم تكن معروفة بأي رسم معين وكان الناس هناك عبارة عن قبيلة واحدة وهي صخور الغور (اللبون) وانهم كانوا ينصبون مضاربهم في منطقتان احداهما تسما الصوان في فصل الشتاء والسفارية في الصيف وكانت اراضيهم تمتد من العدسية شمال الى وقاص جنوب وكانت تملك اعداد كبيرة من المواشي وكانوا يستقدمون العبيد ليعملوا في الرعي وكان الشيخ لهذه المنطقة هو الشيخ مشوح اللبون (ابو اللبن) وكان دائم الحديث عن الحق والشجاعة والفروسية والكرم .
وعند خروج اخر عسكري عثماني من المنطقة تسلم الشيخ مشوح اللبون مكان الوالي العثماني اذ تمت السيطرة على مقر الوالي واخذ يمارس مهام الزعيم المناضل ويستمد قوة نضاله من قبيلته التي كانت تضم في ثنايها اقوى واشجع الفرسان .
وقد عمل على استقبال المغفور له الامير عبدالله ابن الشريف حسين بن علي عند قدومه الى الاردن وقد دعم قيام امارة شرق الاردن وعمل على تقوية نفوذها في منطقته والمناطق المحيطة به.
وقد عمل على تقديم المساعدة والطعام والمسكن للفلسطنين النازحين حيث ان منطقة نفوذه تقع على النهر الفاصل بين الاردن وفلسطين والقريبة من حيفا وطبريا والقرى المحيطه به.
لقد كان الشيخ مشوح اللبون وطنياً الى ابعد الحدود ففي عام 1939عند قيام الثورة في فلسطين قدم الشيخ مشوح الى الثوار كل ما يحتاجونه من الرجال والسلاح والمال وبسبب هذه المساعدات قام الضابط الانجليزي بعد معركة ضارية بنفي الشيخ مشوح اللبون الى منطقة العقبة حيث كان بأستقباله الشيخ حمد بن جازي .
وبعد فترة وجيزة من النفي عاد الشيخ مشوح الى الشونة ليتابع مع قبيلته التصدي لمخططات الانجليز واليهود الذين حاولوا الاستيلاء على جسر المجامع القريب من الشونه الشمالية بعد عدة غزوات ولكنهم لم يستطيعوا .
لقد كان الشيخ مشوح شديد المراس ونجح في مقارعة الاستعمار على ارض فلسطين القريبة من منطقته حيث كان يشارك هو وقبيلته في العديد من الهجمات ضد مواقع الاستعمار حتى توفاه الله في احدى الغزوات سنة 1952 .
وقد تزوج الشيخ مشوح 11 امرأة ولم يعيش له من الابناء الذكور سوى محمد الذي توفا في سن 14 سنة فقط ومن الاناث واحدة اسمها فاطمة تزوجت من قائم مقام عجلون في ذلك التاريخ.
وكان يقال بأن الشيخ مشوح البون كان يقف على باب بيته وينادي بالناس" يالجوعان يالعطشان يالي مالك مسكن تعال"والدليل على كرمه وكرم عشيرته ان معظم الفلسطنين الذين عبرو من منطقة الشونة الشمالية مازالو فيها لما وجدوا من امن وكرم .
ومازال بعض كبار السن يطلقون عليها ب شونة مشوح وسبب تسمية اللبون لكثرة الاغنام والابقار والابل التي كانت تملكها القبيلة حيث كانت تجري في الوديان اللبن والحليب والسمن لكثره المنتوج وهم من اوائل صخور الغور والذين يرجعون في جذورهم الى قبيلة بني صخر العريقة وقد برز منهم رجال مازالو في الذاكرة منهم رجا سليمان اللبون و راجي السالم اللبون ومحمد صياح اللبون ومحمد علي اللبون وحاكم توفيق اللبون وعصام محمد صياح اللبون , والشونة الشمالية تقع في شمال المملكة الاردنية في غور الاردن .
