أحلام وأمنيات وترقب في العام الجديد
طارق الحميدي - يستقبل الناس عامهم الجديد كل حسب نظرته للحياة وتجربته خلال العام المنقضي,بين متفائل ومتشائم وما بينهما «متشائل «.
هناك من ينتظر ليودع العام الماضي بسعادة منتظرا أن يحقق المزيد من النجاح والتقدم خلال العام الحالي وهناك من ودعه متمنيا أن يحذف لحظاته من شريط ذكرياته وأن يعاود كتابة سطور جديده أكثر سعادة في العام القادم.
العام الجديد يشكل بداية جديدة للجميع وكل ينظر لهذه البداية بحسب ما حقق خلال العام الماضي فالناجح والسعيد يسعي للمضي قدما وتحقيق المزيد بينما من لم يحالفه الحظ في تحقيق النجاح يسعى جاهدا إلى تعزيز وجوده في العام الجديد.
وبين هذه الاصناف من الناس هناك من يدعون بالمتشائمين الذين لم يرضوا عما حققوه خلال العام الماضي ولا يحملون في قلوبهم إيمانا بأن العام القادم سيكون أفضل عليهم من الذي قبله وبأن الأيام لن تحمل لهم إلا مزيدا من الشقاء والتعاسه.
«مر العام الماضي وكأنه دقائق وساعات لم نشعر به كيف بدأ ومتى انتهى الأيام تسرق من أعمارنا وتمضي بنا مسرعة» هكذا تقول أحلام سعيد عن العام الماضي.
وتضيف « كان عاما جميلا ومميزا لقد تزوجت في هذا العام ورزقت بطفل فيه وحققت الكثير من أحلامي» مضيفة أنها تتمنى أن تحقق مزيدا من النجاح خلال العام القادم.
وتقول أنظر إلى العام القادم بتفاؤل واعلم يقينا وإيماني بالله كبير بان العام القادم سيكون اجمل وسأستمر بتحقيق المزيد من النجاح بإذن الله خاصة وأنني الآن مع زوجي الذي أهداني إياه الله ومع طفلي الذي شكل نقطة فارقة في حياتي.
وعلى وقع التفاؤل بعام قادم أجمل يقول رامي مأمون « لم يكن العام الماضي كما أريد ولم احقق فيه أحلامي التي رسمتها يوم دخل علينا العام الجديد فتخرجت من الجامعة وما زلت أبحث عن عمل ولم أوفق حتى ألان بإيجاد عمل يناسبني».
ويضيف «أنا دائما متفائل ومحب للحياة ولا أيأس ولكني أتمنى أن يكون العام القادم أجمل من السابق وأن احقق نجاحا على صعيد العملي بشكل أكبر من العام الماضي».
وقال «أنا محب للحياة واشعر أنها ستبتسم لي يوما ما وأنني سأحقق كل أحلامي في العام القادم فما زال هناك متسع من الوقت لتحقيق الأحلام من خلال العمل والإصرار».
وبين هذا وذاك يقف المتشائم على أطلال الماضي وينظر إلى قادم الأيام بعيون سوداء رافضا أن يؤمن بأن الغد قد يكون أجمل وأنه قد يحمل في أيامه ما يساعد على التقدم وتحقيق الأحلام وأنه قد يكون اجمل.
حسام (37 عاما) يقول لقد كانت حياتي كلها محطات حزن وفشل كيف سأنظر إلى الأيام القادمة ومن أي زاوية سأراها بعد أن لاحقتني الخيبات طوال سنوات حياتي.
وأضاف لقد تعثرت في حياتي في كثير من مراحلها المختلفة منذ طفولتي حتى اليوم وأنا لا انتظر من الأيام أن تقدم لي الأفضل على رغم أنني سأبذل جهدا لتحقيق ما أصبو إليه.
واعتبر أن التفاؤل مصطلح لا وجود له بحياته وأنه كان دائما ينتظر الأفضل إلا أن الحياة طالما خذلته مبينا أنه لن ينتظر منها الأفضل على الإطلاق.
وقال أستاذ علم الاجتماع في الجامعة الأردنية الدكتور مجد الدين خمش أن قدوم العام الجديد يخلق نوعا من التفاؤل والامل عند الكثير من الناس وأنها مرحلة جديدة وفيها الكثير من الإصرار لتحقيق المزيد من الإنجازات وان يشبعوا بعض الحاجات غير المشبعة سابقا.
وأضاف خمش كل إنسان ينظر في هذه المناسبات بحسب تجربته الشخصية وتركيبته النفسية إلا أن التفاؤل عادة هو الغالب عند الجميع خاصة أن العام الجديد يشكل بداية جديدة يفضل فيها الكثيرون أن يتفاءلوا حتى يحققوا مكاسب جديدة.
وقال في هذا الوقت يتجه الناس إلى محاسبة أنفسهم والتخطيط للعام الجديد ووضع المشاريع التي قد تحقق طموحاتهم على اختلاف اتجاهاتهم ففي نهاية العامة يتجه الأغلب إلى محاسبة أنفسهم وإقامة جردة حساب.
وبين أن هناك نوعية متشائمة من الناس وهم هكذا بسبب تجارب قديمة بقية عالقة في أذهانهم مبينا أن العام الجديد يشكل فرصة جيدة للتصالح مع النفس.
