زيارة الملك إلى رام الله حلقة في السياق التاريخي لنصرة القضية الفلسطينية
عمان -بترا - بشار الحنيطي واخلاص القاضي - اشار سياسيون ومفكرون الى اهمية توقيت هذه الزيارة التي جاءت في وقت ينشغل فيه العرب بجميع اقطارهم بالربيع العربي بحيث لم يعد هنالك من يوجه الانذار او يعطي الاولوية لما يجري على الاراضي الفلسطينية من قضم وعدوان واستيطان مؤكدين اهمية اعادة الاولوية والاهتمام لقضية العرب الاولى المركزية - القضية الفلسطينية.
ان هذه الزيارة في غاية الاهمية ولاسيما من ناحية التوقيت وفقا للمستشار السياسي السابق للمغفور له جلالة الملك الحسين بن طلال طيب الله ثراه عدنان ابو عودة الذي يؤكد اهمية توقيتها ولاسيما بعد ان أُبلغت السلطة الوطنية الفلسطينية برئاسة محمود عباس ان مجلس الامن لم يستطع ان يشكل توافقا على الاستجابة لطلب السلطة فيما يتعلق بالحصول على العضوية الكاملة لفلسطين.
ويوضح انه كان لا بد عبر زيارة جلالة الملك عبدالله الثاني من التعرف بدقة على تفاصيل الحدث واجراء مشاورات حول الخطوات القادمة المتعلقة بالقضية الفلسطينية وضرورة ايجاد حل عادل لها , اذ ان الاردن اهم طرف بعد الفلسطينيين في التأثر والتأثير بتغيير مسار السلام من اجل انهاء الاحتلال الاسرائيلي.
ويقول ابو عودة ان من بين دلالات ومضامين هذه الزيارة التاريخية ايصال رسالة للمعنيين بقضية السلام في الشرق الاوسط فحواها ان الفلسطينيين ليسوا لوحدهم وان هنالك من يحمل قضيتهم ويحرص على حلها، مشيرا الى ان المشاورات بين الزعيمين كما نقلتها وسائل الاعلام العالمية والعربية تناولت مسار عملية المصالحة بين الفريقين الفلسطينيين في الضفة وقطاع غزة.
ويضيف ابو عودة « اعتقد ان جلالة الملك عبدالله الثاني كان شجع خلال تلك الزيارة التاريخية على السير في هذا الاتجاه انطلاقا من كون المصالحة هي اهم عناصر القوة في مواجهة التعنت الاسرائيلي « مبينا ان ما يوفره الواقع الحالي للمجتمع الدولي من حجج واعذار من شأنه ان يستغل من قبل بعض عناصر هذا المجتمع التي لا تعمل بشكل حقيقي حتى لا تضغط بقوة على اسرائيل من اجل ايقاف الاستيطان.
ويبين ان هذه المصالحة من شأنها ان تمهد الواقع السياسي لتقبل استمرار المفاوضات التي لا يمكن ان تبدأ دون مصالحة فلسطينية، ودون وقف الاستيطان الذي يتناقض بشكل صارخ مع الدعوات العالمية للوصول الى حل الدولتين.
يقول امين عام اللجنة الملكية لشؤون القدس عبدالله كنعان انه مما لا شك فيه ان زيارة جلالة الملك الى رام الله والالتقاء مع الرئيس الفلسطيني تأتي ضمن النهج الهاشمي الداعي الى استمرار الاتصال مع الزعماء العرب والاجانب دعما للقضية الفلسطينية، اذ عودنا جلالته على ان يحمل هم هذه القضية وان يدعم الشعب الفلسطيني اينما حل وحيثما ذهب ولاسيما في المحافل الاقليمية والدولية.
وينوه الى ان جلالته يحرص بكل السبل على التحرك من اجل الدفع باتجاه ايجاد حل عادل ودائم للقضية الفلسطينية وذلك عبر كل مقابلاته وخطاباته ورسائله، فجلالته لا يدع فرصة الا ويؤكد فيها على حق الشعب الفلسطيني في اقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، مبينا ان القضية الفلسطينية بالنسبة للاردن هي قضية رئيسية ومركزية وقضية اردنية بامتياز ما يشير الى اهمية التنسيق بين القيادتين الاردنية والفلسطينية حولها ومن اجلها.
وحول توقيت الزيارة ينوه الى انها تأتي ضمن الدعم الدائم والمستمر للاشقاء في فلسطين لتكون فلسطين عضوا كاملا في هيئة الامم المتحدة , ويؤكد ان هذه الزيارة هي رسالة موجهة في المقام الاول الى حكام اسرائيل الذين لا يزالون يعيشون في عقلية القلعة، ويعتبرون الاحتلال امرا مكرسا وواقعا لا رجعة عنه، بحيث يمنعون اقامة دولة فلسطين فيما غاب عن اذهانهم ان فلسطين للفلسطينيين والاردن للاردنيين.
ويتابع ان الزيارة توجه في المقام الثاني رسالة الى المجتمع الدولي ليدعم حق الشعب الفلسطيني باقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف ابتداء بخطوة الاعتراف الدولي بفلسطين لتصبح عضوا كامل العضوية في هيئة الامم المتحدة.
وهي رسالة كما يقول كنعان توجه للمجتمع الدولي كذلك بغية حثه للضغط على اسرائيل واجبارها على الانسحاب من جميع الاراضي العربية المحتلة بما فيها القدس الشريف وتطبيق قرارات الشرعية الدولية المتعلقة بالقضية الفلسطينية لتثبيت الحقوق وتأمين العدالة للشعب الفلسطيني، من اجل ان يعم الامن والسلام في المنطقة.
ويشير الى ان جلالة الملك اكد مرارا وتكرارا على ان الشعب الفلسطيني اذا لم ينل حقوقه ويقيم دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، فان المنطقة لن تنعم بالامن والسلام بما ينعكس بشكل سلبي على المنطقة وعلى المجتمع الدولي.
كما تاتي الزيارة وفقا لكنعان انطلاقا من ايمان جلالته باهمية ما يدور من احداث في العالم العربي بما اطلق عليه ( الربيع العربي ) اذ ان الزيارة جاءت لتؤكد ان الحرية والعدالة والكرامة والحقوق للشعوب هي اساس الانطلاق للمستقبل الافضل الذي تسعى اليه شعوب المنطقة.
ووفقا للكاتب والمفكر السياسي الدكتور حازم نسيبة فان هذه الزيارة هامة جدا خاصة في هذه الفترة التي تحاول فيها العديد من القوى الغربية والصهيونية عزل السلطة الوطنية الفلسطينية وتمويت كل مسعى لحل القضية الفلسطينية واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
ويتابع : ومن اهمية هذه الزيارة كذلك انها جاءت بمرحلة ينشغل فيها العرب بجميع اقطارهم بالربيع العربي بحيث لم يعد هنالك من يوجه الانذار او يعطي الاولوية لما يجري على الاراضي الفلسطينية من قضم وعدوان واستيطان.
ويعتقد الدكتور نسيبة ان اهم ما ترمز اليه الزيارة الملكية هو اعادة الاولوية والاهتمام لقضية العرب الاولى، قضيتهم المركزية القضية الفلسطينية , واستمرار مجابهة العالم وتذكيره باولويتها مع عدم التقليل من اهمية المخاضات التي تخوضها شعوب الامة العربية من مشرقها الى مغربها.
ويقول الدكتور كمال ناصر نقيب المحامين سابقا ان التواصل الاردني الفلسطيني لخدمة القضية المركزية ليس جديدا علينا، فمنذ بداية الصراع العربي – الاسرائيلي ثمة دم اردني عزيز اريق على الاراضي الفلسطينية فداء لفلسطين وللمقدسات الاسلامية، وما زال هذا التلاحم الاردني الفلسطيني بمواجهة هذا العدوان الاسرائيلي على الوطن العربي، خاصة ان اسرائيل تدير ظهرها للسلام ولجميع المواثيق الدولية.
ويرى الدكتور ناصر الذي كان شغل منصب وزير التنمية السياسية ان اقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس هي مصلحة اردنية وطنية عليا وان جلالة الملك في جميع لقاءاته وخطاباته الدولية يدعو الى ايجاد حل عادل للقضية الفلسطينية.
ويشير الى ان الهم الفلسطيني مزروع في قلب كل اردني وفي مقدمتهم جلالة الملك عبدالله الثاني وان الاردنيين والفلسطينيين متحدون في مواجهة المؤامرات الاسرائيلية واولها الوطن البديل وبالتالي فان هذه الزيارة التاريخية لجلالة الملك هي استمرار للرؤية الملكية بوجوب مواصلة واستمرار الجهود المشتركة بخصوص حل القضية الفلسطينية وان الاردن بعمقه العربي ومواقفه المشرفة يمثل نموذجا للدفع بهذا الاتجاه.
