الدواء والرضاعة الطبيعية - 18
الأدوية المضادة للاختلاجات " Anticonvulsants "
الأمهات اللواتي يتعرضن الى نوبات من الصرع يتم معالجتهن بالأدوية المعروفة مثل الفينايفون ( Phinaytoin) ، والفينوبابريتال ( Phenobarbital ) مع بعض أو على انفراد، كذلك دواء الكارباميزيبن ( Carbamazepine).(12)
أظهرت احدى الدراسات أن تركيز الفينايتون في الحليب كان 6 مايكروغرام لكل مل مقارنة مع تركيزه في بلازما الأم والمقدرة بـ 28 مايكروغرام لكل مل، ولم يحدد تركيزه في بلازما الطفل، (11) دراسات أخرى قامت بقياس تركيز الفينياتيون على مدار 24 ساعة في حليب الأم التي كانت تأخذ الدواء بانتظام للتحكم بأعراض الصرع التي كانت تنتابها، وكانت تأخذ 100 ملغ ثلاث مرات يومياً، قبل أخذ احدى الجرعات الاعتيادية لتكون مرجعاً لقياس كمية الدواء في الحليب كانت كميته في الحليب ( 1.7 مايكروغرام لكل مل ) قبل 15 دقيقة من الجرعة اللاحقة، الآن بعد اعطاء 100ملغم بالفم ظهر الدواء بأعلى تركيز في الحليب بعد مرور ثلاث ساعات من أخذ الجرعة الى 4.2 مايكروغرام/مل وهبط الى 1مايكروغرام / مل تقريباً بعد ست ساعات على مضي أخذ الجرعة، بعد ذلك كان تركيز الدواء متفاوتاً على مدى الثماني عشرة ساعة المتبقية حيث تراوح بين 0.5 مايكروغرام/مل الى 1.5 مايكروغرام/مل، في هذه الدراسة لم تؤخذ قراءات لتركيز الفينايتون في بلازما الأم أو بلازما الطفل ، الدراسة خلصت الى أن الطفل قد يحصل على جرعات علاجية كافية وأن هناك فرصة لتنشيط الفعالية الانزيمية بسبب الفنياميتون عند مثل هذا الطفل الرضيع . (11) لكن دراسة أخرى أجريت لقياس تركيز الفينايتون في بلازما الأم وبلازما الطفل بالاضافة الى قياسه في حليب الأم حيث جاءت النتائج كالتالي :-
أربعة أطفال رضع كانت المستويات الدنيا للدواء بعد مرور 12 ساعة في كل من حليب وبلازما الأم 0.26 و 0.58 مايكروغرام/مل على الترتيب، وذلك بعد أخذ 250 ملغم فينايتون يومياً. وأن نسبة (M/P) كانت 0.45، وأن أعلى تركيز للدواء في الحليب بعد مرور ثلاث ساعات من أخذ الجرعة كان 0.58 مايكروغرام/مل، دراسات مشابهة قدرت معدل تركيز الفنياتيون في حليب أم مرضع بحوالي4 مايكرو جرام/مل، واعتماداً على الجرعة اليومية من الفنياتيون وحجم توزيعه ( Vd ) في الكبار فان تركيز الدواء في بلازما طفلها الرضيع قدر بـ 0.4 مايكرو غرام/مل ، مقارنة بالقراءة المأخوذة فعلياً وهي 0.5 مايكرو غرام/مل بعد الانتهاء من جرعات 6 أيام . (11)
أجريت دراسات أخرى على 28 طفل رضيع لأمهات كن يتناولن الفيناتيون بجرعات تتراوح بين 300-600 ملغم يومياً لم يلاحظ على الأطفال أي أثر جانبي مثل الدوار والخمول، عدا طفل واحد كانت أمه تتناول الفنياتيون والفنيوبارتيال مع بعض أصيب طفلها بما يسمى بارتفاع نسبة الميتهيموجلوبين في دم الطفل ، وهذه الأعراض اختفت عند توقف الأم ارضاع طفلها طبيعياً .(11)
مستويات الحليب وبلازما الأم من الكاربامازيبين ( Carbamazepine) ومستقلبه (Carbamazepine epoxide ) تم قياسهما في ثلاث أمهات مرضعات وكانت قيمة ( M/P ) 0.6 للدواء الأصلي و 1.05 للمستقلب (Carb. epoxide ) . قدرت قيمة محتوى بلازما الأطفال من الكاربامازيبين بأنها 30-50% من الكمية الموجودة في بلازما الأم . (11)
ويستنتج من الدراسات التي أجريت على ظهور أدوية الصرع في حليب الأم ، أن الاستمرار في الرضاعة الطبيعية ممكن للأدوية المذكورة أعلاه، وأنه يجب أن يؤخذ بعين الاعتبار الدوار الشديد والخمول اللذان يمكن ظهورهما على الطفل نتيجة تعرضهم للأدوية المضادة للصرع وامكانية البحث عن أدوية بديلة ضعيفة القدرة على احداث مثل هذه الأعراض . (12)
المصدر : الحنيطي ، راتب : كتاب الادوية والرضاعة الطبيعية
