الدواء والرضاعة الطبيعية - 12
ارتباط الأدوية بالبروتينات :- (11,7)
إن ارتباط الدواء ببروتينات البلازما له تأثيرات واضحة على توزيع الدواء وطرحه مثلما له تأثيره على الناحية العلاجية للدواء. الوزن الجزيئي الكبير لبروتينات البلازما يحد من مرورها عبر الشعيرات، وقلة ذوبانها في الدهون تمنع مرورها خلال الأغشية، الدواء المرتبط بهذه البروتينات أيضاً يواجه مثل هذه الاعاقات . وبالتالي فان الدواء غير المرتبط ( الحر ) من مجموع الدواء الكلي في الدم ، هو الذي يسبح حراً ويعبر الأغشية، ويتوزع على أعضاء أنسجة الجسم المختلفة [ ومنها حليب الأم ] وهو الذي يتعرض لعملية الاطراح عن طريق الكلى .
يعتمد معدل استقلاب الكبد للدواء على الجزء الحر للدواء في الدم، ومن الأمور المهمة الأخرى، هو أن التنافس بين الأدوية على الارتباط ببروتينات البلازما- في حالة أخذ الانسان لأكثر من دواء فانه يؤثر تأثيراً واضحاً على كمية الدواء الحر لأحد أو لكلا الأدوية المعطاه [ وهو أحد أنواع التداخلات الدوائية المعروفة ] .
يرتبط الدواء بالبروتينات إما بروابط هيدروجينية، أو أيونية، أو برابطة فاندرفال و/ أو الروابط غير قطبية .ان من أهم البروتينات التي تساهم بشكل فعال في ارتباطها بالأدوية هو بروتين الألبيومين Albumin الذي يكوّن نصف بروتينات البلازما حيث أن تركيزه يقدر بـ 4غم لكل 100 مل بلازما في حين تهبط هذه القيمة في بعض الحالات المرضية ، وخلال فترة الحمل الأخيرة . يرتبط الألبيومين بالكثير من جزيئات الأدوية ولكن دوره الرئيسي هو ارتباطه بالأدوية الحامضية والمتعادلة .
تشير الأبحاث الحديثة الى أن بروتين البلازما ألفا -1- حمض الجلايكوبروتين -acid glycoprotein ( أوروسوموكويد ) (orosomucoid) هو من أهم البروتينات التي ترتبط بالأدوية القاعدية . مثل imipramine, Quinidine, Porpranolol, Lidocaine، ويمتاز هذا البروتين بأن وزنه الجزيئي قليل تقريباً 40.000 دالتون، ومعدل تركيزه في البلازما يبلغ من 40-100 ملغم لكل 100مل، الا أن تركيزه يزداد في حالات الالتهابات ( inflammation ) والأمراض السرطانية (Malignant Disease) ، وحالات الاضطرابات النفسية ، ويقل تركيزه في حالات أمراض الكبد hepatic disease والأمراض الكلوية nephrotic syndrom ، عند دراسة ارتباط الأدوية ببروتينات البلازما ومدى تأثرها على ظهور الأدوية في الحليب، فقد وجد بأن مدى، ومقدرة الارتباط الدوائي بالبروتينات الموجودة في البلازما أو الحليب يعتبر من العوامل المهمة في تحديد تركيز الدواء في الحليب بأكمله، وهذه نقطة فيها شيء من الخصوصية ذلك لأن خلايا الحويصلات المفرزة للحليب لاتملك الكثير من الأنظمة التي تتحكم في دخول الدواء عن طريق النقل النشط من بروتينات البلازما وبالتالي فان الأدوية شديدة الارتباط بالبروتينات لاتفرز الا بكميات ضئيلة جداً لاتؤثر على الطفل نهائياً، بغض النظر عن ثابت التأين (Pka ) وخير مثال على ذلك هو الوارفارين Warfarin (1) الذي يرتبط ببروتين الألبيومين بنسبة 97% ويظهر بالحليب بكميات ليس لها أثر دوائي على الطفل لأن الجزء الحر هو فقط 3% متوفر في أنحاء الجسم ومنها الحليب .
ان الدراسات التي أجريت على تأثير ارتباط الدواء بالبروتينات ومدى توزيعها في حليب الأم كشفت النقاب عن الحقائق التالية :-
1- إن التغير في مكونات الحليب من البروتين من وقت لآخر له تأثيره على كمية الدواء المتناولة ، فلقد وجد أن أعلى قيمة للبروتينات تكون في طور اللبأ (Colostrum) ، ويبدأ بالتناقص على مدار خمسة عشر يوماً بعد الولادة ليصل الى كمية ثابته نسبياً في الحليب الطبيعي، الا أن التغيرات الرئيسية لكميات البروتينات تحصل لتلك الخاصة بالحليب مثل Lactalbumin, Casein اضافة للبروتينات الخاصة بالمناعة Immumoglobulins، بينما بروتين الالبيومين يبقى تركيزه ثابتاً (0.4غم / لتر حليب ) طيلة فترة الرضاعة [ أقل بكثير جداً اذا ما قورنت بكميته في البلازما ].
2-ومن الأمور المهمة هو أن ارتباط الأدوية بالبروتينات الموجودة في الحليب أقل منه في البلازما، والسبب في ذلك أن مكونات الحليب البروتينية
(8-11 g / L ) أقل بكثير اذا ما قورنت بتلك الموجودة في البلازما
(74.6 g/L ) المتناولة بواسطة الطفل عبر الحليب، ناهيك عن أن مناطق ارتباط الأدوية ببروتينات الحليب مثل (Casein, Lactalbumin) تختلف عن مناطق الارتباط الموجودة في بروتينات البلازما .
3- خلصت الدراسات الى أن الارتباط العالي للأدوية ببروتينات البلازما لدى الأم تحد بشكل فعال من انتقال الأدوية الى حليب الأم وهذا يفسر القيم الصغرى لـ(M/P) لكثير من الأدوية المسجلة في الدراسات .
المرجع : الحنيطي ، راتب : كتاب الادوية والرضاعة الطبيعية