التيار الوطني: الأردن لن يكون ممراً للأجندة الصهيونية وأحقادها
حديث الملك تعبير دقيق عن موقف الأردن وإرادته في الدفاع عن وجوده
عمان- الراي-أكد حزب التيار الوطني أنه يراقب باهتمام شديد المنهجية السياسية والإعلامية التي تتبعها سلطات الاحتلال الإسرائيلي ويمينها المتطرف، تجاه الأردن بكل ما تحمله هذه المنهجية من صلف واعتداء صارخ على الشرعية والأعراف الدولية وما تعكسه من ضحالة الإسرائيليين السياسية في فهم الحالة الأردنية، واهمين أن مخططاتهم ومشاريعهم التصفوية للقضية الفلسطينية يمكنها أن تجد لها موطئ قدم في غير أرض فلسطين المحتلة.
وقال في بيان صدر عنه امس «أن اهتمام الحزب ومتابعته اليومية لما يصدر عن الكيان الصهيوني، وبعض رموزه المتطرفة الهوجاء، ليس إلاّ اهتماما بمعرفة ما بلغه العقل الإسرائيلي من ترد وارتباك وانعدام في الوزن. إذ أن «التيار الوطني» يثق بقدرة الأردن، نظاما وحكومة وشعبا، على تفويت أية فرصة قد ينفذ منها هذا الكيان لخلق فوضى على الساحة الوطنية خدمة لمؤامراته».
وأضاف «أن اللغة الواضحة التي تحدث بها جلالة الملك عبد الله الثاني مؤخرا، وفي غير مناسبة، للرد على دعاة الوطن البديل يفترض أن تطمئن الأردنيين جميعا حيال مستقبل بلدهم.
واعتبر التيار الوطني التصريحات الملكية الحازمة والحاسمة ليست كلاما عابرا أو احتواء لوضع سياسي معين بل تعبير دقيق وعميق عن حقيقية موقف الدولة الأردنية وإرادتها في الدفاع عن وجودها بالقدر الذي تعمل بكل جهد لإقامة الدولة الفلسطينية على التراب الوطني الفلسطيني وعاصمتها القدس الشريف.
ويرى الحزب أن كل ما صدر عن الكيان الاحتلالي وأعلامه وبعض رموزه يأتي للتأكيد على مأزق هذا الكيان وضعفه تجاه التحولات الكبيرة في الشارع العربي، وهو يغطي هذا الضعف بإطلاق مواقف عدائية واستفزازية تقطر سما وحقدا تجاه الأردن.
واعتبر البيان تأكيد جلالة الملك في تصريحات صحفية لـ«وول ستريت جورنال» من أن «قادة إسرائيل يدفنون رؤوسهم في الرمال» توصيف دقيق لحالة العمى السياسي الذي يصيب دولة الكيان والغباء الشديد الذي يسيطر على قادته، والذين لا يعتقدون أنهم وكيانهم أقرب إلى العزلة التامة.
وقال البيان ان على الكيان الإسرائيلي أخذ خطاب جلالة الملك في الأمم المتحدة بكل اهتمام لأنه يجدد الموقف الأردني الواضح من أن حل القضية الفلسطينية لا يكون بغير حل الدولتين عبر استئناف سريع للمفاوضات يحل قضايا الوضع النهائي.
واضاف ان الخطاب أطلق تحذيرا حقيقيا من أن البشرية ستضيع إذا لم يعزز القانون الدولي وفشلت العملية السلمية إذ لا يعقل استمرار الاستيطان وإنكار الحق الفلسطيني تحت سمع وبصر المجتمع الدولي ومؤسساته الأممية.
ويرى الحزب أن الكيان الصهيوني ينسى أن في الأردن شعبا موحدا وجيشا قويا وقيادة حكيمة وإيمانا عميقا بأن الأردن لم ولن يكون ممرا للأجندة الصهيونية وأحقادها، وعلى هذا الكيان أن يأخذ المواقف التي أطلقها جلالة الملك عبد الله الثاني بكل جدية، وأن يتيقن من أن التفاف الأردنيين حول بلدهم وقيادتهم ليست محل شك أو مساومة وهم مستعدون للتضحية بالغالي والنفيس لصد المؤامرات ورد كيد الأعداء.
وينبه «التيار الوطني» إلى أن موجات عداء الكيان الصهيوني للأردن دليل أكيد على أن مواقف الأردن السياسية وإصراره على إنفاذ الشرعية الدولية وإعادة الحقوق العربية المغتصبة تؤذي دولة الاحتلال وتكشفها أمام العالم ككيان محتل ومتنكر للقانون الدولي والقرارات الأممية وهو لذلك يناصب الأردن العداء ويحاول، خاب فأله، إقلاق الأردنيين على وطنهم وخلق بيئة مناسبة لمخططاته الإجرامية.
ويدعو الحزب «الشخصيات والمسؤولين الأردنيين ممن يرتبطون بعلاقات مع السفارة الأميركية، والسفارات الأجنبية عموما إلى ضرورة أن يكون بوحهم السياسي وطنيا خالصا وأن ينتبهوا إلى استثمار الإدارة الأميركية بالتوازي مع الكيان الإسرائيلي لتصريحاتهم ومواقفهم للتشويش على الاستقرار الاجتماعي الوطني ومحاولة إثارة محفزات الفتنة بما يخدم مصالحه».
وقال «أن ما كشفته الوثائق المسربة عن السفارة الأميركية سببت صدمة لكل الأردنيين، خصوصا وانها جاءت متزامنة مع رفع منسوب استهداف الكيان الصهيوني للأردن، غير أن الحزب أكد قناعته أن الأردنيين من كل الأصول حريصون على متانة وقوة الأردن وتثبيت دعائم استقراره. وتجمعهم مواقف واحدة أساسها حتمية إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس وعدم التفريط بحق العودة على وجه الخصوص».
وأضاف أن اليقين ثابت بأن فلسطين هي فلسطين والأردن هو الأردن. ومثلما يحرص الأردني والفلسطيني على الأردن واستقرار نظامه وهويته، يحرص الاثنان على فلسطين ويناضلون معا من أجل إقامة الدولة الفلسطينية كاملة السيادة ومحددة الهوية للحؤول دون تمكين الكيان الصهيوني من تفريغ الأرض الفلسطينية من أهلها الشرعيين.
وانتهى البيان إلى دعوة الأردنيين إلى التنبه للمؤامرات التي تحاك ضد وطنهم وإلى ضرورة تماسك الجبهة الداخلية والتفافها حول القيادة لمواجهة تلك المؤامرات والتصدي لها، وعدم إدخال البلاد في أجواء سياسية غير محسوبة من شأنها خدمة المشروع الصهيوني وأطماعه.
