تجار يبتدعون أساليب غش محترفة في سوق اللحوم المستوردة
تجار يبتدعون أساليب غش محترفة في سوق اللحوم المستوردة
أكدت مصادر موثوقة أن ثمة تجار لحوم في السوق المحلية يمارسون أساليب غش بطرق محترفة تهدف إلى بيع اللحوم المستوردة على أنها لحوم بلدية فيما يحتاج المواطن لكشف هذه الأساليب إلى سنوات خبرة طوال.
وكشفت المصادر عن طرق لا يمكن أن تخطر على بال أحد لختم اللحوم المستوردة بأختام اللحوم البلدية ما يتيح للتجار بيعها بأسعار تدر عليهم أرباحا مضاعفة.
وتروي المصادر طرقا غريبة لتزوير أختام اللحوم المستوردة؛ إذ يلجأ بعض التجار "للباذنجان" لختم اللحوم!!! وذلك من خلال فلق حبة باذنجان من نصفها بشكل بيضاوي وصبغ الحبة من الداخل باللون الأخضر ليتم بعد ذلك طبع منتصف الباذنجانة من الداخل على جسد الخروف المستورد.
وتختم اللحوم الطازجة المستوردة والمحلية بثلاثة أختام للتمييز بينها، إذ تختم اللحوم البلدية باللون الأخضر، في حين يختم جميع أنواع اللحوم المستوردة بالختم الأزرق للصنف الأول والثاني للأعمار التي تقل عن عام، وتختم اللحوم المستوردة باللون الأحمر للتي تتجاوز أعمارها أكثر من عام.
وتؤكد المصادر أنه يصعب على المواطن أن يميز ختم "الباذنجانة" عن ختم المسلخ وما يزيد الأمر تعقيدا أن بعض التجار يختمون الخراف الأثيوبية التي تشبه الخراف البلدية لحد كبير.
وبذلك يخدع المواطن مرتين الأولى من خلال الختم والثانية من خلال تشابه شكل الخروف المستورد الأثيوبي مع الخروف البلدي.
ولا تتوقف طرق الاحتيال عند هذا الحد إذ يلجأ بعض التجار إلى ذبح خراف بلدية في المسلخ بشكل قانوني تماما؛ لكنهم يأخذون هذه الخراف بعد ختمها باللون الأخضر إلى خارج المسلخ ليقوموا بضغط أجسامها إلى أجسام الخراف المستوردة فيطبع اللون الأخضر على الخراف المستوردة لتباع على أنها بلدية.
ويشار إلى أن المصدر أكد أن التجاوزات لا تحدث داخل مسلخ أمانة عمان بل إن التجاوزات كافة تحدث خارج حدوده.
لكن طرق الغش لم تنته بعد؛ فهناك طريقة يلجأ من خلالها تجار إلى إخاطة رؤوس الخراف البلدية بأجسام الخراف المستوردة، وذلك لطمأنة المواطن أنها لحوم بلدية 100%.
وأثبت تجار في مسلخ أمانة عمان أمس أن هناك تشابها كبيرا جدا بين الخروف المستورد من أثيوبيا والخروف البلدي، ما يسهل عمليات ممارسة غش الأختام من قبل بعض التجار.
ويشار إلى أن عدد الخراف الأثيوبية المستوردة إلى المملكة بلغت 20 ألف رأس بحسب مصادر مطلعة، بينما يبين وزير الزراعة أن عدد الخراف المستوردة من أثيوبيا تصل إلى 10 آلاف رأس تقريبا.
وتشير الأرقام إلى أن عدد الخراف الأثيوبية التي تم ذبحها في مسلخ عمان خلال الأيام الأربعة الأولى من شهر رمضان المبارك بلغت 318 خروفا مقابل 523 خروفا بلديا و140 خروفا رومانيا وخاروفين أستراليين.
وكشفت مصادر موثوقة في تصريح سابق عن ارتكاب تجار مستوردين للخراف الحية لمخالفات وصفوها بالـ "جريئة" حيث تبدأ سلسلة المخالفات التي يرتكبها بعض تجار اللحوم من تسريب الخراف المستوردة من أثيوبيا إلى حظائر الخراف البلدية وذلك من أجل ذبحها في هذه الحظائر وبيعها على أنها لحوم بلدية بهدف الاستفادة من فارق السعر بين النوعين.
هذا وحذر تجار لحوم وأطباء بيطريون من استمرار السماح ببيع الخراف الأثيوبية واستغلال المواطنين لتشابهها بشكل كبير مع اللحوم البلدية مؤكدين أن الحل السريع للمشكلة يتمثل بوضع وزارة الزراعة يدها على المزارع التي تضم المواشي الأثيوبية وذبحها في المسالخ الحكومية لضمان ختمها باللون الأزرق المخصص للمستورد.
وبين هؤلاء أن ذبح الخراف البلدية والأثيوبية خارج المسالخ الحكومية (بطرق غير قانونية) وعرضها بالمحال يجعل من الصعب على المواطن التفرقة بينها، الأمر الذي يتطلب خبرة طويلة باللحوم كي يستطيع المستهلك التمييز بينها.
وكان مصدر مطلع في مسلخ عمان قال "إن إدارة مسلخ عمان حذرت وزارة الزراعة من إحداث مشاكل في السوق من أبرزها غش المواطن واستغلاله وبيع اللحوم على أساس أنها بلدية".
ووفقا لنشرة الأسعار الصادرة عن وزارة الصناعة والتجارة تراوح سعر كيلو الخروف الأثيوبي بالجملة بيع مسلخ أمانة عمان أمس من 7دنانير إلى 7.20 دينار في حين تراوح سعر كيلو البلدية 8.5 دينار إلى 9.5 دينار بحسب الوزن.
وبحسب النشرة أيضا بلغ سعر كيلو الخروف السوداني بالجملة 6.5 دينار في حين تراوح سعر كيلو الروماني 6.30 إلى 6.75 دينار والأسترالي (دبي) 6.40 دينار.
من ناحية أخرى، قال وزير الزراعة سمير الحباشنة خلال مؤتمر صحفي عقد الأربعاء الماضي إن الشركات التي وصفها "بغير المحتكرة" تبيع الخروف بسعر يتراوح بين 85 – 100 دينار قائم، ما يعني أن سعر كيلو اللحم بعد إضافة الكلف الأخرى يتراوح بين 9 – 11 دينارا.
وتؤكد مصادر مطلعة أن كلفة الخروف الأثيوبي واصل العقبة لا تتجاوز 65 دولارا للخروف، (أي ما يعادل نحو 45 دينارا)، الأمر الذي يشير إلى وجود هامش ربحي كبير تحققه الشركات حيث يبلغ بالمتوسط 50 دينارا للخروف بنسبة تصل 100 %.
وقال مدير عام مسلخ أمانة عمان الدكتور مهدي العقرباوي "إن مهام المسلخ تكمن في توفير البنية التحتية لذبح وبيع اللحوم والعمل على معاينة جميع اللحوم من قبل لجان مختصة للتأكد من سلامتها وصلاحيتها للاستهلاك البشري".
وبين العقرباي أن توزيع الأختام على اللحوم وتصنيفها تتم من قبل مندوبي وزارة الصناعة والتجار إذ هم من يقومون بالإشراف على ختم اللحوم.
وقال العقرباي إن "أفضل وسيلة لضبط الأغنام المستوردة أن يشترط لبيعها ذبحها في المسالخ الحكومية وعدم بيعها حية".
وبحسب العقرباي فإن المادة 3 من نظام المسالخ في أمانة عمان حددت المسلخ كمكان وحيد لمعاينة وذبح وسلخ الحيوانات والدواجن المعدة للبيع في منطقة الأمانة ويختص بمعاينتها ومراقبتها والإشراف عليها وإجازتها للاستهلاك البشري.
وأوضح أن نظام المسالخ يحظر في المادة 4 ذبح الحيوانات أو الدواجن خارج المسلخ في أي منطقة داخل حدود الأمانة إضافة إلى بيع أو تداول أو تخزين وتصنيع اللحوم الطازجة أو المجمدة أو المفرغة من الهواء داخل أمانة عمان قبل مراقبتها ومعاينتها من قبل الطبيب وإجازتها للبيع أو الاستهلاك البشري وختمها واستيفاء الرسوم المقرر عليها.
وفقا للعقرباي "يحظر النظام أيضا اقتناء أو بيع الحيوانات الحية في المحال التجارية ضمن منطقة أمانة عمان".
وقال "إن كل من يخالف التعليمات الموجودة في نظام المسالخ في أمانة عمان يعاقب وفقا للمادة 13 من النظام بقرار من المحكمة المخصصة بغرامة لا تقل عن 100 دينار ولا تزيد على 300 دينار وفي حال تكرار المخالفة يحكم بالحد الأعلى للغرامة إضافة إلى عقوبة يحق فرضها بمقتضى أحكام النظام".
وبلغ مجموع ما تمت معاينته من أنواع اللحوم الطازجة كافة من قبل مسلخ أمانة عمان خلال النصف الاول من العام الحالي 20.65 ألف طن مقارنة بـ 19.65 الف طن لنفس الفترة من العام الماضي بزيادة مقدارها 5% وفق أرقام صادرة عن المسلخ.
وتشير الأرقام أيضا إلى أن مجموع ما تمت معاينته من جميع أنواع اللحوم المجمدة من قبل المسلخ خلال النصف الأول من العام الحالي بلغ 1.8 ألف طن مقارنة مع 1.7 ألف طن.
المصدر : الحقيقة الدولية – الغد - طارق الدعجة 7.8.2011
