حركة السفر في حلب تعاني الجمود .. والقطاع يشتكي الخسائر الكبيرة
بعد الانخفاض الكبير في عدد المسافرين بين حلب ودمشق والمدن الواقعة على طريقها، باتت حركة النقل والتنقل بين حلب ومدن ومناطق إدلب واللاذقية تعاني شللاً شبه تام، نتيجة تأزم الأوضاع في جسر الشغور، التي تعتبر صلة الوصل الطرقي بين حلب واللاذقية، حيث تشير المعطيات إلى إمكانية أن تشهد المنطقة مواجهة مسلحة بين الجيش والمسلحين هناك، في حين لا تزال حركة السفر إلى المدن الشرقية والجزيرة طبيعية، مع كونها دون المعدلات المعتادة.
وبدا كراج بولمانات الراموسة خالياً من مسافريه المعتادين، واختفى (الوشيشة) في مدخله، لتتحول ساحة مكاتب السفر التي تتوسط الكراج إلى ما يشبه الواحة الصحراوية.
وتكرر المنظر ذاته في كراج الليرمون، الذي يعتبر نقطة الانطلاق الرئيسية للباصات المتجهة إلى مدينة جسر الشغور والقرى المحيطة بها.
مخاطر على طريق دمشق وتخوف من قبل السائقين
وعبر البعض من سائقي الباصات في كراجي الراموسة والليرمون بحلب، عن معاناتهم منذ بداية الأزمة، واصفين عملهم "بأنه أقرب للمغامرة لشدة خطورتها في هذه الظروف".
وروى أحد السائقين، ويدعى شكري شعبان، عن معاناته قائلاً "منذ بداية الأحداث وحتى البارحة، ونحن نتعرض إلى مضايقات شبه يومية على طريق حلب-دمشق الدولي، وفي نقاط متعددة كخان شيخون والمعرة وتحويلة حمص وما إلى ذلك، واليوم الرحلة الأولى منذ أكثر من شهرين أنجزها إلى الشام ذهاباً وإياباً دون مشاكل".
وعن ماهية المضايقات قال شعبان "اعترضتني مجموعة من المسلحين يوم الأحد تحت جسر خان شيخون، بعد أن قاموا بقطع الطريق بالدواليب المحروقة والحاويات، حيث صعدوا إلى الباص بالأسلحة وقوارير معبأة بمواد قابلة للاشتعال، متوعدين كل من هو عسكري في الباص بإحراقه".
وأضاف "كما أوقفت سابقاً على تحويلة حمص من قبل مسلحين أيضاً، حيث قاموا بكسر زجاج إحدى النوافذ، وشتم الركاب وترهيبهم".
روايات أكدها مضيف باص إحدى الشركات، ويدعى سمير سوادي، سارداً "تعرض باصه لمضايقة مسلحين أمام مخفر خان شيخون الجمعة الماضية، الذين قاموا بتفتيش هويات كافة الركاب للتأكد من عدم وجود عساكر في الرحلة المتجهة من حلب إلى دمشق".
طريق اللاذقية غير سالك..والرحلات المباشرة متوقفة
معاناة شركات النقل العاملة على طريق حلب-اللاذقية بدت أكثر سوءً من غيرها، في ظل التطورات التي شهدتها مدينة جسر الشغور، والمناطق المحيطة بها أو المجاورة لها.
فحسب سامر أحمد سرميني، مدير مكتب حجز تذاكر الشركة الوحيدة المقلة لركاب اللاذقية في كراج الراموسة بحلب فإن "الرحلات إلى اللاذقية غدت شبه متوقفة، وبعد أن كانت شركتنا تسير باصاً كل نصف ساعة، صرنا نسير 3 رحلات يومياً فقط".
وشرح سرميني بأنه "نتيجة قطع طريق الجسر، فإن مسار الرحلات تحول إلى حمص مروراً بطرطوس ثم اللاذقية".
وبين جميل، سائق باص على طريق حلب-اللاذقية، بأن "أحد أهم أسباب تناقص عدد مسافري الشركة، هو التخوف من سوء الطريق، ما حصر موضوع السفر بالمضطرين فقط، إضافة إلى خسارة مسافري جسر الشغور والقرى المحيطة".
كلام أكده، أبو محمد، سائق ميكروباص على طريق حلب-سلقين-اللاذقية، قائلاً "لم نعد ننقل سوى المسافرين المضطرين للانتقال، وعددهم قليل جداً، ولم استطيع ملأ كافة مقاعد سيرتي الـ 11 منذ أكثر من شهر".
طلاب الجامعة ومعاناة الوصول إلى جامعتهم
وعبر عدد من طلاب جامعة تشرين المقيمين في حلب عن تخوفهم من "عدم تمكنهم الوصول إلى امتحاناتهم يوم الخميس، ما يعني ضياع تعب سنة كاملة".
وقال أحمد إبراهيم، طالب كلية آداب سنة رابعة في جامعة تشرين لسيريانيوز "قصدت كراج الراموسة، لأطمئن من وجود رحلات إلى اللاذقية غداً، فأنا مضطر للسفر لتقديم مادتي الأولى هذا الفصل، وأخشى ما أخشاه قطع الطرقات غداً".
شاركه المخاوف، طالب آخر، ويدعى محمد إمام، حيث كشف عن "نيته استئجار ميكروباص، لنقله مع زملاءه إلى اللاذقية، خوفاً من قطع الطرقات".
ولمستثمري المطاعم في الكراج من الأزمة نصيب
ولم يختلف وضع صالات المطاعم وبيع المأكولات في كراج الراموسة عن ساحته، فقد غدت أشبه بالصفوف خارج أوقات الدوام.
وقال محمد بارود، مستثمر استراحة البولمان في كراج الراموسة "بدل استثمار صالتي 20 ألف ل.س. يومياً، وكان من أفضل صالات المأكولات عملاً، لكن مع بداية الأحداث بدأ العمل يخف تدريجياً، حتى وصلت في الأيام الثلاثة الأخيرة إلى حد التوقف وعدم العمل، وأنا أفكر بشكل جدي الآن في إغلاق صالتي".
أيده في الرأي جاره بائع هدايا وحلويات قائلاً "الحالة النفسية السيئة للمسافرين، أدى إلى إحجامهم عن شراء الهدايا أو الحلويات لأهاليهم، وانخفض حجم عملي منذ بداية الأزمة أكثر من 50%".
سركيس قصارجيان-سيريانيوز-حلب
