الحموي : خبز الذرة يتطلب الدقة ومطحنة خاصة ومكاناً معزولاً عن غبار الطحين
عمان - منال القبلاوي - تتجاوز مشكلة الاسر التي لديها اطفال مصابون بحساسية القمح» التعايش مع مرض ابنائهم» لتشمل تامين طعام لهم خالياً ٍ من القمح وتحديدا من بروتين الجلوتين يوميا الامر الذي يعد مكلفا وصعبا في ظل توفره بمخبز واحد على مستوى المملكة.
ويطالب مواطنون من ذوي الاطفال المصابين بحساسية القمح الحكومة بدعم اسعار خبز الذرة او الارز الذي يعتمد عليه هؤلاء الاطفال بشكل كامل ويومي طوال حياتهم , مؤكدين صعوبة الحصول على منتجات خاصة ومعدة لهؤلاء الاطفال والتي ان وجدت فهي مرتفعة الثمن .
حيث يبلغ سعر كيلو خبز الذرة او الارز دينارا واربعين قرشا ويتوفر فقط في مخبز واحد يقع بمنطقة الصويفية الامر الذي تتحمل معه اسر مرضى حساسية القمح عناء القدوم بشكل دوري من جميع انحاء المملكة للحصول على هذا الخبز .
(ابو علاء ) يضطر الى القدوم اسبوعيا من الكرك للعاصمة عمان للحصول على كمية تكفي ابنه (10 سنوات ) اسبوعا كاملا من هذا الخبز وبعض الحلويات المعدة خصيصا من طحين الذرة والرز .
يقول( ابو علاء) اشتري كمية تكفي ابني اسبوعا بقيمة 15 دينارا الامر الذي يكلف شهريا نحو 60 دينارا .
ويطالب ابو علاء وزارة الصحة بدعم سعر خبز الذرة و الارز المعد خصيصا لهؤلاء المرضى كخطوة اولى وتاسيس جمعية لهم تتولى الاهتمام بهم على غرار جمعية مرضى الفينيل كيتونوريا كخطوة ثانية .
كما يطالب وزارة الصحة بتامين فيتامين دال لهم حيث انهم يحتاجونه بكثرة بسبب حالتهم فهو يؤثر على نموهم بشكل لا يتناسب مع اعمارهم .الى جانب ان عملية امتصاص اجسامهم للحديد والفسفور والكالسيوم لا تكون كنظرائهم .
وتشير احصاءات غير رسمية الى ان عدد المصابين بحساسية القمح محليا يتراوح بين 3-4 الاف مصاب .
رئيس اصحاب المخابز عبدالاله الحموي بين ان سبب عدم انتشار مخابز متخصصة باعداد الخبز الخاص لمرضى حساسية القمح في المملكة يعود إلى ضرورة توخي الدقة والعلمية والحذر والحرص في التعامل مع هذا الموضوع بعيدا عن الاحتكار . حيث يتطلب الامر وجود مطحنة خاصة للذرة او الرز لاتستخدم للقمح باي حال من الاحوال ووجود مكان خاص ومعزول عن غبار الطحين حتى لا يصله .
واكد لـ الراي ان مخبز السفراء في الصويفية هو الوحيد على مستوى المملكة الذي تتوفر فيه هذه الخدمة حيث خصص المخبز مطحنة خاصة ويوجد في المخبز اخصائي تغذية الى جانب ان الدكتور عدنان الحموي شريك في المخبز.
منوها الى ان الطحين الخالي من بروتين الجلوتين مكلف جدا حيث يصل الكيلو الى 13 دينارا وهو موجود في اوروربا واميركا لكنه غير متوفر محليا .وقال ياتينا زبائن من كل المحافظات ومن الضفة الغربية ومن دول الخليج.
وقال ان طحين الذرة والارز غير مدعوم من الحكومة كطحين القمح والذي يصل سعره بعد الدعم 6 قروش رغم حاجة هذه الفئة من اسر المرضى لهذا الدعم . ويباع الطبق الذي يحتوي 8 ارغفة ذرة صب مثل القطايف بـ 60 قرشا وطبق خبز الارز فيه 10 ارغفة صغيرة بـ 65 قرشا .
وحول مخاوف بعض الاسر من وجود بروتين الجلوتين بالخميرة بيَن الحموي ان الخميرة خالية من هذا البروتين ولكن توجد حالات مرضية تمنع طبيا من تناول الخميرة اصلا حيث نستخدم في هذه الحالة كربونات الصوديوم كبديل .
كما يعد المخبز لهذه الفئة خبز الحمام والحلويات المتعددة مثل القطايف والعوامة والكعك بعجوة والبرازق والغريبة .فيما يفضل اخرون شراء طحين الذرة والارز ونشرات اعداد الخبز منا ويقومون بتحضيرها في بيوتهم بانفسهم .
رئيس اختصاص الأطفال في وزارة الصحة الدكتور سمير الفاعوري قال ان مرض حساسية القمح لا يعد نادر الحدوث محليا فهو موجود ويعرف علميا بأنه نوع من الحساسية الخطيرة ينتج لدى البعض عن تناول دقيق القمح ومنتجاته بكافة أنواعها من مادة الجلوتين احد أنواع البروتينات الموجود عادة في القمح والشعير والشوفان ويتمثل علاجه بالامتناع عن تناول هذه الأطعمة وتناول البدائل عنها كدقيق الذرة والأرز .
والذي بين لـ الرأي في تصريح سابق أن المرض يبدأ اكتشافه حال بدء فطام الطفل من الرضاعة وبدء تناوله مشتقات القمح كالسيريلاك والبسكويت من عمر 6-7 شهور فيما معظم الحالات تكتشف بعمر نهاية السنة الأولى وبداية السنة الثانية من عمر الطفل .إلا أن بعض الحالات يتم اكتشافها بعمر سنتين فأكثر .
ووفقا للفاعوري فان أعراض المرض تتمثل بالإسهال وانتفاخ البطن وضعف البنية ونقص الوزن وتاخر النمو ونقص الفيتامينات والهزال العام .منوها انه حال اكتشاف المرض والامتناع بشكل كامل عن تناول منتجات القمح والشوفان فان حالة المريض تبدأ بالتحسن ويبدأ ينمو طبيعي كنظرائه من نفس العمر .
وعن أسباب المرض أكد الفاعوري عدم وجود أسباب معروفة للمرض إلا أن للمرض استعدادا وراثيا حيث تظهر الأبحاث العلمية الحديثة وجود المرض عند أكثر من فرد بالعائلة نفسها مما يشير للاستعداد الوراثي للمرض .مبينا أن التحسس يعمل على ضمور بالخلايا المبطنة للأمعاء .
ويشكل تشخيص المرض مشكلة صعبة لتشابه أعراضه مع أعراض القولون والعدوى المعوية والإرهاق المزمن .
وتتفاوت شدة المرض من فرد لأخر حيث يصاب البعض بإسهال شديد وبالتالي بنقص بالأملاح والفيتامينات فيما قد يصاب آخر مريض بنفس المرض بإسهال بسيط وبالتالي تكتشف حالته متأخرا .
وبحسبه فان أسرة المريض والمريض نفسه يجب أن يكونا متعاونين في إطار منع المريض من تناول أية منتجات للقمح لاحتوائه على بروتين الجلوتين حتى في المناسبات والأعياد حيث أن تناول أية كمية بسيطة منه تعيد أمور المريض الصحية إلى نقطة الصفر .
